بسام الرياحي
الحوار المتمدن-العدد: 4908 - 2015 / 8 / 26 - 00:55
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
بقطع النظر عن الدمار الذي أحدثته الحرب في سوريا من خلال إستمرار العمليات القتالية إلى حد الآن، فإن نهب مقدرات الشعب السوري وتخريب منشأته التي هي مقدرات وطنية بالإضافة إلى سرقة تاريخه وجانب من حضارته العريقة التي هي تراص إنساني عالمي تعد من أكثر الجرائم بشاعة.منذ أيام ليست ببعيدة قام المتطرفون بتخريب قرى أثرية في سورية من محافظة حمص أكبر المحافظات السورية التي تربط بين الحدود الشرقية والغربية للبلد الجريح. علماء سوريون يؤكدون إستقدام الإرهابيين لمجموعات من عرابي التهريب المختصين في نهب الأثار وأن هناك أسواق تقام في ديار بكر التركية لبيع تحف عمرها الحضاري يقدر بألاف السنين، بالنسبة للأشياء القيمة يؤكد مؤرخون سوريون بيعها لمتاحف كندية وبريطانية ...
طبعا هذا السطو على مقدرات الشعوب الحضارية تقوم به كيانات خارج مفهوم المدنية العميق ويعبر بشكل دقيق عن تشابك الأطراف الإنتهازية التي تنال في كل لحظة من إنسانية الإنسان، أسلوب مافيوزي لا يحتل فيه الإنسان بقدر قيمة المال والمنطق الكسبي وإن كان على جثث البشر. فالمتطرفون على الأرض يقتلون ويسبون وقناة تواصل سفك الدم تتم عن طريق هذه القناة التمويلية الرخيصة هي سرقة الحضارة بطرق بشعة بل و بقت صخور المعابد مخضبة بدماء البشر على شكل الإعدامات التي حصلت في معابد النمرود العراقية أو مسرح تدمر الأثري.
هذا السطو المريع على مقدرات حضارية لا يعبر فقط عن حجم التوحش الذي بلغته الإرهاب على الأرض والتي تتطلب إصتطفاف إقليمي يراعي مصير شعوب المنطقة،بل يعبر عن عقم التدخل الأممي أمام تشابك وتقاطع مصالح مقاولي الدم مع عرابين قذرين هو سطو مافيوزي متفرخ عن جشع منقطع النظير لرأسمال دولي عابر للحدود يدير كل هذا التوحش .
#بسام_الرياحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟