|
هل الارهاب اسلامي النزعة؟ 1-2
مالوم ابو رغيف
الحوار المتمدن-العدد: 4907 - 2015 / 8 / 25 - 23:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مقال نشر لنا على صفحات موقع الحوار المتمدن وكذلك في موقع صوت العراق الآلكتروني تحت عنوان "البنية الطائفية للارهاب" اشرنا فيه الى نوعين من الطائفية، السياسية والدينية، وخصصت الطائفية الدينية بأنها تشكل اساسا يستند عليه الارهاب الذي يجتاح المنطقة. رابط المقال http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=478894 وفي تعليق نشره على موقعه الشخصي بـ الـ facebook، اعترض الصديق عامر يوسف على تصنيف الارهاب كنتاج لصناعة دينية او بالتحديد كـ صناعة اسلامية. واشار الصديق عامر يوسف الى عدة نقاط مهمة في دعم ارآئه التي تنفي عن الارهاب صفته الدينية او الطائفية . يقول الاخ عامر يوسف
((اعتقد ان الارهاب في عصرنا الحديث لم يرتبط اساسا بالدين ناهيك عن المذهب:ـ اوربياً، لاحظنا اعمال الارهاب تنفذها منظمات الالوية الحمراء وعصابات بادر ماينهوف وانفصاليي اقليم الباسك في اسبانيا. فقط الجيش الجمهوري الايرلندي السري ، كان يقيم فعالياته على المذهبية المسيحية) ثم يستمر:ـ (عربيا نتذكر ان العمليات الانتحارية واختطاف الطائرات والمدنيين الاسرائيليين ، لم تكن على اساس ديني وانما على كراهية اسرائيل والدفاع عن فلسطين او المطالبة باطلاق سجناء.) ويضيف:ـ (حتى من حيث التأصيل الفكري الذي اعتمده سيد قطب والاخوان المسلمون، لم يكن مذهبيا وانما كفّر الدول والمجتمعات السنية ولم يتطرق الى المذاهب الاخرى، واحداث الاقصر في مصر ليس لها اي علاقة بالمذهبية او الطائفية. وحتي هذه الايام، فما يحدث في مصر وليبيا فهو بعيد عن الطائفية. كذلك احداث الجزائر المروعة في التسعينات ليس لها اي علاقة بالطائفية.) اما بخصوص العراق فيقول:ـ (عراقيا : وحسب رؤيتنا المتواضعة، فإن الصراع ليس مذهبيا (وان بدا ظاهريا كذلك) وانما بين فريق آمن بالتغيير وبين فريق يحاول اعادة العراق الى ما كان عليه. الدليل ان قوى الارهاب تستهدف كل مشارك بالعملية السياسية سنيا كان ام شيعيا. ولو كان الصراع طائفيا؛ لما تحالف الشيعة مع الكرد، ولشهدنا صراعا واستهدافا شيعي سني (كردي) وهذا لم يحصل لان الطرفين يؤمنان بالتغيير وبالعملية السياسية. وبنفس الوقت فان عصابات القاعدة حاربت وبشدة قوات البيشمرگة رغم انهما من مذهب واحد.)) انتهى وفي معرض تناول اراء الاخ عامر يوسف لنا ان نشير الى نوعين من الارهاب: 1ـ الارهاب المحلي 2ـ الارهاب الدولي. وفي معرض الحديث نود الاشارة الى ان اي جريمة قتل عمد، او جريمة اختطاف او تعذيب هي في ذاتها فعل ارهاب ضمني. لكن الارهاب في الجرائم الجنائية حالة عرضية من افرازات الفعل وليس من مكونات اساسياته او من بواعث دوافعه. اما الجرائم الارهابية، فان الفعل فيها ودافعه الاساس هو الارهاب كـ كينونة او جوهر. فتصوير اعدام الضحايا حرقا او ذبحا او شنقا او خنقا او ركلا، لا يقتصر تأثيره على الضحية فقط بل يتعداه الى آلاف مؤلفة بقصد اشاعة الرعب والفزع والرهاب فيهم.
المقصود بالارهاب المحلي، اذا جاز لنا تسميته كذلك، هو الافعال المناوئة لحكومة او لدولة معينية من اجل فرض اجندة او ارتكاب اعمال انتقامية كردة فعل على سياسة لا ترتضيها بعض الحكومات، او تلك الافعال التي ترتكبها، احزاب او منظمات، او ممجامع بدوافع عنصرية او دينية. وكما تختلف الدول حول تعريف الارهاب الدولي، تختلف ايضا حول تصنيف الارهاب المحلي. عادة ما يكون التصنيف متوافقا مع اجندات الدول السياسية او ميولها الدينية او استجابات لضغوط دولية، وليس لاعتبارات انسانية او قانونية او حقوقية او وطنية. وفي هذا المضمار نشير الى المملكة السعودية التي تصنف القاعدة كفصيل ارهابي ضمن حدود دولتها، لكنها تمولها وتسلحها وتساندها وترفع شعاراتها في اطار الحرب الارهابية التي تشنها قوى الشر ضد الجمهورية السورية. اما مصر فانها تصنف الاخوان المسلمين كتنظيم ارهابي، وتدخل منظمة حماس الاخوانية في هذا التصنيف، بينما الدول الاسلامية، كايران مثلا، تصنفها كفصيل اسلامي مقاوم، وترتبط قطر مع حماس والاخوان المسلمين بعلاقات قوية بالضد من الحكومة المصرية. وبينما يعتبر العراقيون المجموعات العاملة في العراق على انها مجاميع ارهابية اجرامية، تصنفها اغلب الدول الاسلامية كـ فصائل مقاومة وطنية وترتبط معها بعلاقات سياسية وعسكرية وتمويلية ونذكر هنا الاردن والسودان ودول الخليج وتركيا. ولا يقتصر هذا التناقض على الدول العربية والاسلامية، بل يتعداه الى الدول الغربية. امريكا مثلا وضعت حركة التحرر الكوردية على قائمة الارهاب مع ان كل العالم يعترف بمشروعية القضية الكوردية. فاذا كان حزب العمال الكوردستاني يصنف امريكيا كفصيل ارهابي ارضاء لتركيا، فلماذا يوضع الحزبين الكورديين الديمقراطي الكوردستاني او الاتحاد الوطني على قائمة الارهاب الامريكي ايضا؟ من هنا نشير الى ان ما ذكره الاخ عامر يوسف في تعليقه المذكور اعلاه، في تصنيفه لبعض المنظمات الحزبية او الايدلوجية على انها منظمات ارهابية، ورغم وقوفنا بالضد من اي عمل عنفي، الا اننا نشير الى ان طبيعة العنف المصاحب لهذه المنظمات لم يكن عنفا جماهيريا، او لاشاعة الذعر والعنف بين الناس، بل انه عنف موجه ضد خصم سياسي معين يتهمونه ايضا بالارهاب. كما ان هذه المنظمات لا تاخذ على عاتقها نشر العنف على الصعيد العالمي، بل تقصره على وطنها التي تنتمي اليه لذا يمكن ادراج افعالهم في خانة الجرائم الجنائية.
#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البنية الطائفية للارهاب
-
صناعة الاله عند ضياء الشكرجي 2-2
-
صناعة الاله عند ضياء الشكرجي.. 1-2
-
ارفعوا الوصاية عن الله فانه غير قاصر
-
جدلية البناء التحتي والبناء الفوقي والدين
-
نفي الاله
-
الدور السلبي للاسلام على العرب
-
العراق: لماذا لم تنجح الحكومة في حل الازمة الطائفية؟
-
ايران والقضية الفلسطينية
-
ذهنية تقسيم العراق
-
العراق: القتال ضد مجهول
-
الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
-
ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
-
لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة
...
-
الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
-
الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
-
الاسلام بصفته احتجاج سلبي
-
الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
-
خدعة الوحدة الوطنية
-
بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
المزيد.....
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|