طوني سماحة
الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 20:01
المحور:
الادب والفن
إنها الحياة... غريبة بأحداثها... غريبة بمفاجآتها... غريبة بتصرفات ناسها!
جهاد أحمد مصطفى دياب، اللبناني المولود والسوري الجنسية، عمره أربعة وأربعون عاما، وهو معتقل سابق في غوانتانامو لثلاثة عشر عاما. تم الإفراج عنه وعن ستة آخرين ففتحت لهم الاوروغواي أبوابها واستقبلهم الرئيس موخيكا نفسه على المطار بحسب ما روته العربية نقلا عن جرائد اوروغوية. نقل المساجين السابقون الى المستشفى فورا وخضعوا لفحوص طبية قبل نقلهم الى بيت تحملت نفقاته هيئة خدماتية مدعومة من الدولة واسمها SEDO، وهي مختصر لعبارة "مركز الخدمات الاقتصادية للحفاظ على كرامة الانسان". خلال فترة قصيرة تفرق شمل الشلة. تزوج بعضهم وانتقل الآخرون للحياة في أماكن تتناسب بشكل أفضل مع واقع حياتهم الجديدة باستثناء دياب. رأت السلطات أن البيت أصبح كبيرا على المناضل السابق. عرضوا عليه الاقامة في فندق على حساب الجمعية الخدماتية ريثما يوفروا له شقة أصغر، لكنه ... رفض. لا بل، هو يريد بيتا أكبر. نعم بيتا أكبر. وفوق كل ذلك، وضع شروطا لانتقاله من البيت الحالي. فهو يريدهم تجهيز البيت بأثاث يتناسب مع وضعه المستقبلي، إذ يريد استقدام زوجته وأولاده الثلاثة الذين ينتظرون على الحدود السورية التركية ريثما توافق سفارة الاوراغواي في بيروت على إصدار تأشيرة لهم، إضافة الى حماته ووالدته وشخص رابع قد يكون أخاه. لكن، ولكي يظهر دياب ليونة في التعامل مع الجهات المسؤولة، قال أنه ليس من الضروري أن يتم منحه بيتا، لكنه يرضى بشقة تتمتع بالمواصفات التي حددها لهم.
غريبة هي الحياة وغريبة هي طباع الناس. ثمة من يعملون ليلا نهارا ولا يجدوا لهم مكانا يأويهم وهناك سجين سابق، تم وصمه عن حق أو عن باطل بتهمة الارهاب، يحصل على بيت مجانا ويشترط أن يكون المسكن متناسبا مع المواصفات التي يحددها هو. نعم وعلى ذمة المثل اللبناني "شحاد ومشارط". فهو ليس فقط يشحد إنما يضع أيضا شروطه.
إنها الحياة غريبة بأخبارها، بطباع أهلها وبأحداثها.
#طوني_سماحة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟