أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - يوميات كاتب : بين مريدي ومول المنصور














المزيد.....

يوميات كاتب : بين مريدي ومول المنصور


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 19:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




الساعة السادسة عصراً, حيث يزدحم سوق مريدي بالمتبضعين, يأتون له من مناطق مختلفة, ولسوق مريدي تاريخ وشهرة سيئة, لكنه ألان مهم جدا لآلاف العوائل, التي تجد ما تحتاجه وبأسعار تناسبهم, من الأثاث إلى الأجهزة الكهربائية, حتى الأدوية والملابس, بل والأسلحة, سئلت احد الباعة: لماذا السلاح يباع في مريدي؟ فقال: يا أخي أننا في زمن غدار, والناس تحتاج للسلاح لتحفظ كرامتها, ولو كانت هناك دولة حقيقية, وقانون فعال, لما لجأ الناس لشراء السلاح.
حياة صعبة تعيشها الأغلبية, بفعل تقصير النخبة الحاكمة بمسؤوليتها, طبقة غنية تعيش في القصور, والناس تسحق في وادي عميق.
توقفت قليلا عند باع عصير, فان لعصير الرمان اغراء خاص, سألته كيف هي أحوال مريدي, قال انه في ازدهار, وهذا دليل ضعف الدولة, وتخليها عن مسؤوليتها, قالت له: كيف ؟ وضح لي؟ فقال : لو كانت الناس تملك المال, لما لجئت لبضائع منتهية الصلاحية, ولو كانت أحوال الناس بخير, لما قبلت أن تشتري ملابس أو آلات مستخدمة, أن الناس في محنة , لذا تلجا لسوق مريدي, وأتذكر جيدا كيف تحول مريدي, قبلة للناس في سنوات الحصار, أننا يا أخي في اشد أوقات العسر, والسبب النظام الظالم الذي يحكم البلد.
حال البلد لا تسر, تقشف يضغط على الطبقة الفقيرة فقط, أما طبقة الساسة ومن يتملقهم, فهي مترفة حد الجنون.
كان صوت المذياع عاليا, حيث مقدم الأخبار يقول بصوت مرتفع: (( وقالت وكالة فرانس برس, أن وزير الكهرباء العراقي السابق كريم, قد تم اعتقاله, وتم إرجاع مبلغ 20 مليار دولار لخزينة العراق, وكانت هذه الأموال, في حسابات مصرفية متعددة)), فعلت صيحات الفرح, والتصفير المدوي, أجواء مريدي, فالناس تفرح بسقوط اللصوص الكبار, فقال احد الحضور: أيعقل أن يتم اعتقال لص سمين وغني في العراق, وهؤلاء الساسة ادعوا القداسة والنبوة والعصمة, كي تكون كل أفعالهم مباحة, لأنهم أنبياء معصومون.
في النهاية, تبين أنها مجرد نكتة بتقنية تكنولوجية, أطلقها بائع لجذب الناس لبسطيته, فاستحالة تحقق اعتقال وزير عراقي, فنحن في زمان المال للصوص, والموت للشعوب.
تذكرت كيف يتبارى الأصدقاء المترفين, بشراء أغلى الماركات العالمية, ومن أرقى أسواق بغداد, مثل مول المنصور, فاحدهم يشتري نظارات بمائة وخمسون ألف دينار, فقط لأنها ماركة عالمية, ومريدي يوفرها للفقير بألف دينار فقط! وأخر يشتري ساعة بمائة وسبعون ألف دينار, ومريدي يوفرها للبؤساء بألفين وخمسمائة دينار, والشارع يشهد بالفرق بين أنواع السيارات, دليل توفر المال عند البعض وافتقار الأغلبية.
أن الطبقية المخيفة, النامية اليوم, أسسها النظام السياسي في العراق, عبر الحكومات الفاسدة المتتابعة, والبرلمان الظالم بالتشريعات, والقضاء الفاسد دوما, مما أنتج طبقة متخمة, وطبقات محتاجة, فلا الإصلاحات تحقق شيء, ولا الانتخابات تأتي بجديد.
اعتقد أننا نحتاج لروبن هود يعيد التوازن, حيث يأخذ من الأغنياء ما سرقوه بعنوان القانون, ويعطيه للفقراء.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات كاتب: سياسة عراقية بطعم شوربة العدس
- المتهم رقم واحد في قضية الموصل, بين المحاسبة والحصانة
- العراق, وخطر الانزلاق نحو أزمة اقتصادية حادة
- ملف الفضائح 3: مستنقع الفساد, (الامانة العامة لمجلس الوزراء)
- حان وقت محاسبة رئيس الوزراء السابق
- التظاهرات إلى أين تتجه
- تركيا بين إبادة الأكراد ودعم داعش
- خطف واستغلال داعشي, لأطفال الموصل
- البروفيسور كمال مجيد بين الذكاء والغباء
- الخواء الفكري, ومهزلة كتاب النسخ واللصق
- مملكة المغرب تحت التهديد, من تنظيم داعش
- سعود الفيصل المجتهد, وشذوذ الساسة العراقيين
- البرلمان العجيب يصوت على اتفاقية الطيور والمرور
- هل يستمر صمود الأسد؟
- إسقاط الطائرة العراقية اف16 , الجريمة وغياب العقاب
- رد على الأبواق النفطية, أفكاركم تهدد وحدة البلد
- وزارات فاسدة ووزراء جبناء
- التلاعب الأمريكي بطائراتنا, والغباء السياسي
- قناة فرانس 24 وأبو عزرائيل والعسل المسموم
- سر حتمية دعم الجيش بالحشد المبارك


المزيد.....




- -خليه يقاقي- حملة شعبية في المغرب لمواجهة -ثورة- أسعار الدجا ...
- بن سلمان يتحدث عن مخاوفه من الاغتيال: تطبيع العلاقات مع إسرا ...
- هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على بيلغورود الروسية: تضرر مبنى س ...
- -لانسيت- الروسية تصطاد -سترايكر- الأمريكية في مقاطعة كورسك
- بنك أهداف قد يشمل استهداف طهران.. سلاح الجو الإسرائيلي يعلن ...
- ملك المغرب يوشح العداء سفيان البقالي بوسام العرش من درجة قائ ...
- وزير الخارجية المصري يبحث مع نظيره الأمريكي آخر المستجدات في ...
- نبيه بري: حصول حرب كبرى أم لا الأمر متوقف على الأيام القليلة ...
- نتنياهو يقرر إرسال وفد كامل لمحادثات قـطر
- حماس: فقدنا الثقة بقدرة واشنطن على التوسط في محادثات وقف إطل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - يوميات كاتب : بين مريدي ومول المنصور