أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس التميمي - القطيعة مع التأريخ















المزيد.....


القطيعة مع التأريخ


فارس التميمي
كاتب

(Faris Al-timimi)


الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 17:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



يبدو أننا نحن أبناء العالم القديم، هذا العالم الذي نكرر ونتفاخر دوماً أنه الموطن الذي نشأت فيه أول الحضارات الإنسانية، لا يمكننا العيش من دون الرجوع للتأريخ كمقياس لصلاح كل ما نقدم عليه من عمل. كما أننا لا نتوقف عن الرغبة والمباهاة في محاكاة التأريخ، ناهيك عن الشعور بالزهو والفخر عندما يتحدث الكثيرون منا عن التأريخ نفسه، كُلٌ يمسك بالصفحة التي تعجبه! رغم أنه من المؤكد أن تأريخنا يعتبر من أكثر التواريخ المبهمة، وغير الواضح في مساراته والكثير من صفحاته، وعندما نُصِرُّ على دوره في تشكيل حياتنا الحاضرة ومستقبلنا ومستقبل أجيال قادمة،، تكون عندذاك الطامة أكبر وأكبر، ونكون قد سلمنا أنفسنا وأجيالنا القادمة للمجهول.
التأريخ يُعيدُ نفسه!!، مقولة لم أستطع معرفة من الذي جاد بها، وكيف إنتشرت وإعتبرها الناس حكمة تجاوزت الحدود والقارات والأزمان؟ فلا تجد من يمكن الإشارة له أنه هو بالفعل من أبدعها،، ولا أقصد هنا بكلمة (أبدعها) إعجاباً بها ولا تقييماً لها كحكمة أو قول، ذلك لأنها مقولة غير صحيحة، ولم يثبت فعلاً تحققها، غير أنه من الواضح أن الطبيعة الإنسانية الواحدة هي التي ترسم سلوك البشر أياً كانوا وفي أي جغرافية عاشوا، وفي أي عصر سادوا، ومن هنا فإن التجارب البشرية تتكرر هنا وهناك، وتتوارد مثلما هو الحال مع الأفكار والفلسفات والتي يمكن أن تظهر هنا وهناك في أرجاء مختلفة من العالم من دون أن يكون هنالك علاقة مسبقة بين الموقعين أو المواقع العديدة، والتي تنشأ فيها هذه الأفكار،، وأبسط ما يمكن الإستدلال به هنا على هذا التوارد هو الأمثال والحِكَم وتشابه الكثير منها بين الشعوب المتباعدة.
يدور بيني وبين صديقي، شاكر المنذري، عبر الإنترنت والتلفون، تجاذبات فكرية في مواضيع شتى، كلها حيوية وبنات الساعة، وليست مواضيع ترف فكري، وقبل مدة صادف أن كان في زيارة لي، و كالمعتاد دار بيننا حديث طويل أوصلنا في مرحلة متقدمة منه إلى التفكير بضرورة (مقاطعة التأريخ)!!! ويبدو أن موضوع (المقاطعة) هذا كان مما فكر به صديقي شاكر جدياً من قبل، ومن هنا جاءت عبارة (القطيعة مع التأريخ) والتي كانت من إختياره،،، وهكذا إستمر الحديث والتحليل والتدرج في الإستنتاجات، ساعدتنا فيه كثيراً (نخوة وشهامة) عصير ذهبي اللون كنا نلجأ إليه!! وكان يجلو عن الأفكار صدأها، ويَحُلُّ عُقَدَ الألسُنِ!!! وتوقفنا كثيراً عند إمكانية مقاطعتنا نحن لهذا التأريخ!! هذا التأريخ الذي بالرغم مما سبق وأشرت إلى أنه مبهم وغامض في معظم صفحاته، إلا أننا نشعر بالقدسية الكبيرة له! لم نشعر يوماً بقدسية للأهرامات ولا لبابل ولا آشور، وهي منجزات إنسانية خَلَّدَت الزمان والمكان، منجزات لا يجادل فيها إلا من كان يجهل قيمتها،، لكننا نُجبَرُ دوماً على إظهار التبعية وإبداء فروض الإحترام والتقديس لأحداث موغلة في القدم، مازالت الآراء تختلف في حقيقة وقوعها من عدمه، وتقييمها أو اللامبالاة بها،، لكنه من الواضح أن فينا من هم مرضى من كل الأطراف بالشعور والتقييم القدسي لهذه الأحداث والإصرار عليها،، ورفضهم إعادة التفكير فيها، والأخذ في الحسبان أنه من الممكن أنها لم تحدث هكذا ومثلما وصلتنا،، أو ربما أنها لم تحدث مطلقا!!!
ضلَّت كلمة التأريخ تراود أذني طوال الليل، وعدت أحاول تعريف (ما هو التأريخ؟) الذي ننوي (مقاطعته)، فقد كان موضوع أن (نقاطع) التأريخ في ذهني، هو كما لو أننا نقاطع أشخاصاً أو أموراً حيوية متحركة أو لها أثر و وزن علينا!! أي تأريخ هو الذي نقاطعه؟ هل هو تأريخنا الشخصي وذكرياتنا؟ أو ما سمعناه من أباءنا وربما أجدادنا عن أناس آخرين في أزمنة قريبة؟؟؟ أي مرحلة زمنية من التأريخ نقاطعها؟ هل هي بمدى عقود أم قرون، أم آلاف السنين؟؟ مازلت لا أعلم ومازالت الفكرة غير واضحة،، إضافة إلى أنها قد تكون فكرة خطرة في الكثير من جوانبها ومفاصلها!!
في اليوم التالي ذهبنا إلى (شلالات نياجرا) والتي لا تبعد كثيراًعن منزلي، ولكنني لم أذهب لها منذ ما يقرب من خمس سنوات، هذه المرة وعلى خلاف المرات الكثيرة السابقة التي رأيتها فيها، رأيت فيها صورة جديدة، صورة إرتبطت (بتأريخ) لا يقبل الشك به، كما أنه لا يحتاج لمن يصادق عليه، فهاهي المياه الهائلة التي تهدر بإنحدارها من بحيرة (Erie) إلى القناة التي تؤدي في النهاية لبحيرة (Ontario)، هذه الشلالات هي نفسها التي قد شهدت قبل آلاف السنين تَجوال الشعوب التي إستوطنت هذه القارة منذ آلاف السنين، فهي كما هي، لم تدفنها رمال ولا أخفت معالمها متغيرات جيولوجية، ومن الأكيد أنها قد سبقت في عمرها عصر الديناصورات،، ومما يزيد من إثارة التفكير بهذه الشلالات أيضاً التساؤل عن كيفية تعامل الأقوام البسيطة التي عاشت هنا معها عندما لم توجد هذه السياجات الحديدية الموضوعة حديثاً لحماية الناس من السقوط من هذا المرتفع الشاهق. ربما يرى البعض أن هذه الشلالات لا تعني شيئاً بالمقارنة مع الآثار البشرية التي نعرفها في مناطقنا من وادي الرافدين و وادي النيل، لكنها بالتأكيد أثر طبيعي أقدم من كل الآثار التي أبدعها الإنسان في بلداننا. ولذا فقد برزت عندي مشكلة وهي: أنه على مايبدو هنالك (تأريخان)! تأريخ تكون مع الطبيعة التكوينية للأرض قبل ملايين السنين، وأبقت على معظم رموزه ومعالمه واضحة ومن دون تغيير يُذكر، وتأريخ حديث لا يتجاوز بضعة آلاف من السنين صنعه ومازال يصنعه الإنسان القوي في عصر قوته، وهو الذي تتكرر العديد من فصوله هنا وهناك في مواقع جغرافية مختلفة! من هنا وبعد هذا التدرج في التفكير، خطر في بالي أنني لم أعرف ماذا قد درس أبنائي من مادة التأريخ في المدارس هنا في كندا؟ فلم تكن لدي فكرة عن ذلك، وقد جائني الرد منهم بأن دراسة التأريخ في المدارس الكندية تبدأ في مرحلة السنة السادسة بدراسة بسيطة لتأريخ إستيطان الأوربيين لهذا البلد،، دراسة غير عميقة لتأريخ لا يمتد لأكثر من ثلاثمائة عام، دراسة لا ينتج منها تجاذب ولا خلاف فكري ولا عقائدي نتيجة الإختلاف في تفسير الأحداث، ثم في مرحلة متقدمة يدرسون البعض من أحداث الحربين العالميتين الأولى والثانية، ذلك لأن كندا قد شاركت في بعض صفحات تلك الحربين، ولو أنها لم تشارك فيهما لكان من المؤكد أنها لم تُدخِلهُما في منهاجها التدريسي. هذا بالطبع ليس لأن كندا لاتتمتع بتأريخ عميق يمتد لآلاف السنين كما هو الحال معنا،، ولكن المسؤولون عن التدريس قد أخذوا مناهجهم التدريسية بالقياس لمناهج الدراسة في بلدان (أبناء عمومتهم) في دول أوروبا الغربية المختلفة. والأمر ليس كما هو الحال عندنا حيث تكون مادة التأريخ الدراسية (طيعة مرنة) بيد الحاكم، يلويها ويشكلها كما يحلو له!! كما أصَرَّ (صدام) أن يكتب إسمه على الطابوق الذي أستخدم في ترميم آثار بابل!! وتلك كادت توشك أن تكون صفحة مزيفة بوضوح من صفحات تأريخ يشيع فيه الزيف!
ليس التأريخ الطبيعي شيئاً نستخف بقدراته ولا نعبأ به، على خلاف التأريخ البشري، بل على العكس إن التأريخ الطبيعي هو الذي يرسم التأريخ البشري في كثير من مفاصله، ذلك أن تأريخ الإنسان البدائي كانت ترسمه ظروف الطبيعة التي فرضت على الإنسان الأول الزحف من أواسط شرق أفريقيا صعوداً شمالاً، عبوراً لشبه جزيرة سيناء ومن ثم التوزع بإتجاه الشرق وإتجاه الغرب فوصل إلى أقصى غرب أوروبا، وإلى أقاصي آسيا وعبوراً من سيبيريا إلى القارة الأميركية. هذا تأريخ تشترك البشرية كلها به، لكن لا يعي قيمته إلا القليلين من الناس المهتمين بالتأريخ، ذلك أننا جُبِلنا على أن (التأريخ) الذي يعنينا هو ما يساهم في (تخندقنا) في خنادق العقائد والمبادئ حتى ما كان منها وهمياً، ومتهافتاً وغير عقلاني. إنه من الملاحظ وبوضوح أننا نقف عند محطات تأريخية معينة تحلو لنا ويحلو لنا ربطها بذواتنا، ومن هنا نجعل من التأريخ محتوى لذواتنا وأنانيتنا،، ونفرغ التأريخ من أي محتوى واقعي علمي له،، ومن هنا ستكون مسألة (مقاطعتنا) للتأريخ إنما هي مقاطعة لذواتنا وأنانيتنا وهذا ما لم نتعود عليه نحن لحد اللحظة، نحن الشرقيون (حملة المبادئ والمعتقدات)،، كيف سيمكننا العيش مع مقاطعة ذواتنا؟؟؟.....................

من شاكر الى فارس 13/08/2015 دبي
مرحبا فارس

عَود الى حوارنا عن التاريخ و قطيعته:

- بطرحك السابق والمعنون " القطيعة مع التاريخ " أسمح لي بمداخلتين، الأولى تعليق و الثانية إضافة.

في التعليق: لا أرى أن هناك تاريخان، احدهما صنعته الطبيعة والثاني صنعه البشر. ما اراه ان هناك تاريخ – أو مسيرة– واحده هي ما صنعته الطبيعة ذاتها بفعل التغيرات الجيولوجية والكمياوية و المناخية و..... ثم الفسيولوجية والتي جاء منها البشر الذي وجد نفسه بحضنها، فجاهد أن يؤمن بقاءه ثم يطوره كي ينعم بما جادت به أمنا الطبيعة..... وصولا لمحاولته الخلود بعشبة كلكامش وليالي شهرزاد وانتهاءاً بتوارث مداخل القوة ونظم الحكم الشمولية باختلاف ألوانها الحمراء أو الخضراء بأديولوجيات (مبررات) مادية او روحية.

لذا لا يمكن قراءة الماضي (التاريخ) بوضع فواصل بين التاريخين، وتأكيداً لهذا الأستنتاج، فأن كل ما وصلنا من التاريخ هو ما سطره، صنعه، خلقه البشر ذاته... وإلا كيف كان لنا (أنا وأنت و ملاين آخرين) الوصول الى شلالات نياكرا لولا إستخدام المركبات بأنواعها والعلوم والمعارف باشكالها وصولا الى (المرشد الجغرافي Navigator)....؟؟

أما في الأضافة:

أنا لا أدعو الى القطيعة مع الماضي (التاريخ) بمعنى رميه بمزبلة النسيان وأحكام السداد عليه... فهذا غير ممكن، ذلك لأنه موجود ويعيش بيننا بكل ثقله البغيض إبتداءاً من اساطين وروايات نشأة الأديان واقوال وأسانيد الأنبياء، وانتهاءاً بالتعصب العرقي (الهولوكوست و (Ku-Klux Clan والديني (حلم الرئيس بوش الأب كمبرر لغزو العراق، ظهور القاعدة ثم بوكوحرام، حماس، داعش والهجوم على كنيسة للسود في أحد مدن امريكا.....)
ما ادعو اليه هو مغادرة الماضي بوعي كامل وبأرادة بديلة تعيش الحاضر الواقع كي تَمُدَ منه مداخل الولوج الى المستقبل، أدعو لتوظيف ما جاء بالتاريخ لأغراض انطلاق الأنسان نحو سعادته، مخلفاً وراءه كل أنواع العبودية الفكرية منها والمادية، أدعو أن لا تكون هناك قدسية أكبر وأعلى من قدسية الأنسان ...

بطرحي هذا، أكون قد قاربت اليوتوبيا المتجردة من الماضي، الرافضة للواقع والراسمة لأفق جديد تزهو به الحياة بكل ألوان الطمأنينة والفرح والسعادة كواقع بديل ممكن، وليس خيالي بأحلام. عند هذا الأفق البديل تبدأ الرحلة نحو المستقبل بوعي كامل و بفعالية عالية و بنتائج زاهرة.

من يتطلع الى دول الخليج العربي بالوقت الحاضر سيجد مقاربة لما ذكرت، فهذه الأوطان لم يكن يعرف عنها سوى اللؤلؤ والأبل وطريق الحرير والربع الخالي ... لا غير.

رفض الواقع والأنطلاق الى تَشيد الأحلام بخلع كل أنواع أغلال أساطين وخرافات الماضي، دون النبش فيه كي يستخلص منه " العًبَرَ والدروس " على أفتراض أنها خَيرة وإيجابية، فهي لم تَعُد مناسبة، ومن العبث وإضاعة الوقت والجهد في هذا الوهد الغاطس بظلام القرون والأمبراطوريات وجهل شعوبها وبطش حكامها.

وبهذا نكون قد "خلقنا" روابط بين الأوتوبيا والواقعية، ففي هذا العصر تتقلص مساحة ما متاح للمستحيل وأقل منها للصعوبات الزمانية والمكانية والمقدرية. أننا نشارف العصر الذي تنبأ به أنيشتاين حين طرح فكرة التقلص النسبي للزمن عند السرعات العالية.

تحياتي أخ فارس
شاكر


نعم أخي شاكر،، قد أتفق معك في ما قد أوردته في تعقيبك بخصوص وجود (تأريخ واحد) منحدر من الجغرافية الطبيعية للمناطق والتي كان لها الدور في تشكيل طبيعة وسلوكية الإنسان الناشئ ومن ثم التهيئة للحضارات المختلفة التي شهدها ما عرفناه فيما بعد بإسم (التأريخ البشري)،، ومن ثم تَمَّ فصله عن (التأريخ الطبيعي) الذي نجد له متاحف خاصة به في دول العالم التي إستوعبت مسيرة التأريخ الطبيعي أكثر مما إستوعبناه نحن في دولنا التي أصرَّت على أن تفسر الأمور، كل الأمور، وبدون إعتماد أي أساس علمي، أصرت أن تفسرها تفسيراً عقائدياً غيبياً وإعتمدت فرض هذا التفسير على الناس البسطاء، ومن هنا أوصلتنا لما وصلنا له من الركود عند حقبة زمنية بقينا نعتبرها أنها هي ما يجب أن نعتمدها حالا لنا ولأجيالنا القادمة!! إن التفسير الطبيعي الذي ذكرته هو تفسير صحيح من وجهة النظر العلمية،، أما بخصوص ما ذكرته من (صعوبة) القطيعة التامة مع التأريخ، وهذه هي بيت القصيد الذي نحن بصدده،، فهذه مسألة ربما من الصعب جداً الإختلاف معك والقول أنها (ممكنة) بسهولة، خصوصاً ونحن نعيش ونعاني من هذا الضعف في العزيمة، والخوف من جهات مختلفة، وعدم إستعدادنا للبذل في سبيل الإنتقال من حالٍ مزري إلى حالٍ أفضل،، إنها مسألة ولا شك لا يمكن أن تكون سهلة وذلك بما موجود من دعاة ومرتزقة يعتاشون على إجترار التأريخ وأحداثه، وفرض هذه الأحداث على واقع أناس بسطاء لا شأن لهم بهذا التأريخ، ولا يعرفون عنه أكثر مما يعرفونه عن نظرية آينشتاين أو النظرية الفيزياوية الحديثة التي تعتقد بخلق الكون من لاشيء!!! ولكننا يجب أن نستمر في البحث بجد عما هو ممكن لتغيير ما نعرف أنه غير صحيح، وليس الإذعان له وللمرتزقة الذي يروجون له،، إنها حياتنا،، أو في الحقيقة ما تبقى لنا منها لنعيشه،، ولن يكون لنا عذر في التملص من مسؤولية كهذه بحجة أو أخرى،، فنحن دفعنا ثمناً كبيراً لم يدفعه غيرنا،، وكان عُذر غيرنا أنهم لم يكونوا يعرفون الكثير عن التأريخ،، أما نحن فلا عذر لنا إذ أننا نعرف،،، ولا سبيل لنا أن نتملص من مسؤولية كهذه تجاه أنفسنا!!
إن ما يدفعنا للخوض في موضوع هذا التأريخ والوصول إلى مقترح (مقاطعته) قد جاء من خلال كل السوء الذي مررنا به منذ قرون طويلة بسبب إحضار التأريخ معنا وتحكيمه في كل شؤوننا، ورغم ذاك السوء الذي لا يحتاج إلى الكثير من البحث لمعرفته،، وكم هنالك من الصفحات المخزية فيه، والتي يُصِرُّ الكثيرون منا أنها تمثل مثلاً عليا لم يتفهم الناس لحد هذا الوقت المغزى منها!!! وهكذا قد تعلمنا بسبب الخوف من نقد هذا التأريخ أن نكذب على أبناءنا وعلى أنفسنا خوفا من التساؤل عن صلاحية وضرورة إعتماده في تربية نشئنا وأجيالنا القادمة. ليس هنالك حد فاصل في هذا التاريخ بين ما يمكن إعتباره مثل عليا يجب أن نحذو حذوها،، وبين ما يجب الحكم عليه بالحكم الصحيح وهو أنه (صفحات سوداء في تأريخ الإنسانية).. ويجب أن يكون مآلها سلة المهملات ومن دون إعادة تدوير!!! لسنا وحدنا في هذا الوجود من تلطخت صفحات تأريخهم بما لا يتناسب مع أبسط معايير الإنسانية،، لكننا ربما نكون الوحيدون الذين يُصِرُّون على قرائته قراءة مشحونة بالكثير من الكذب والتلفيق والنفاق.. ولن يكون من السهل الوصول لحال من التسوية السلمية مع هذا التأريخ، فأما أن نعيش بحرية عقولنا وأفكارنا،، أو أن نحيا كظل لأموات غادروا الحياة وتركوا لنا المعاناة مع ما فعلوه من سوء فهم لهذه الحياة وقيمها الإنسانية.

صبحك الله بالخير أخ فارس
آمل أن لا أكون قد أطلت عليك الأنتظار .
أما مداخلتي على ما طرحت بالجزء الثاني فهو كالآتي :
" الأنطلاق من خلال السوء الذي لحق بنا نتيجة ما مررنا به منذ قرون " كما تذكر سوف يجعلنا نتعامل معه بقوة ردة الفعل المشحونة بالتوتر دون التنورالكافي وليس بقوة المبادءة .
ما ادعو اليه هو أن يكون مصدر قوتنا هو وعينا الكامل بأن أغلب - أن لم يكن كل – ما جاءنا به الماضي هو احد ثلاثة أمور أو بمجموعها :
- أما غير موجود أصلاً.
- أو كان موجود و تم تطويعه لخدمة حاكم و سلطان أو لقهر الشعوب .
- أو ، في أحسن الأحوال ، لم يَعُد مناسباً لظرفنا الحالي .
وكما أشرت أنتَ ، فليس هناك حدود فاصلة بين هذه الأمور الثلاث ، وهي بمجموعها لم تعد صالحة للتدوير.
تحياتي
شاكر

تحياتي لك أخي شاكر،، ومساك الله بالخير،،،
لقد أوجزت وأوفيت هنا في تحديد هذه النقاط الثلاث التي أتمنى لو يستطيع كل منا أن يحدد موقفه من التأريخ وفقا لأحداها وللإيمان بها والعمل على أنها هي ما يجب أن يكون وفقها موقفنا من هذا التأريخ الذي أهدرنا الكثير من الجهد والمعاناة والدماء في مراجعتنا لمحطاته المبهمة،، ولم نصل لليوم إلى نتيجة،، ومستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة على ما يبدو متوقف على موقفنا من هذا التاريخ،،، أنا شخصياً أعتقد أن مقاطعته الجزئية لن توصلنا لتحقيق الكثير من الفرق بين ما كنا نعانيه وبين ما سنستمر في معاناتنا منه..!!
تحياتي،، وتمسي على خير،،
فارس



#فارس_التميمي (هاشتاغ)       Faris_Al-timimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرجعية.... وشر البلية ما يضحك
- محطات ما بعد الخمسين من العمر (3) الحلقة الثالثة والأخيرة
- محطات ما بعد الخمسين من العمر (2) الحلقة الثانية
- محطات ما بعد الخمسين من العمر
- العراقيون، النرجسية والمبالغة في تقييم الذات
- نقاط سقطت سهوا (أو أسيئت كتابتها) من دستور لم يُقِمْ إعتبارا ...


المزيد.....




- بريتني سبيرز تقول إنها أمضت أفضل عيد ميلاد في حياتها لهذا ال ...
- الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل عن الأهداف التي قصفها للحوثيين ...
- لماذا تجند فرنسا جماعات متطرفة بالجزائر؟
- خطوة إسرائيلية -مفاجئة- بعد توغل عسكري كبير في ريف محافظة در ...
- علويون يدعون للتهدئة بعد حرق مقام الخصيبي
- عبد المنعم أبو الفتوح.. التحقيق في قضية جديدة للمرشح الرئاسي ...
- خليجي 26.. السعودية تفوز على اليمن بثلاثة أهداف مقابل هدفين ...
- عودة 18 ألف سوري إلى بلادهم عبر الحدود الأردنية، ولبنان يتطل ...
- أقل من نصف السوريين بألمانيا لديهم عمل: فما فرص بقاء الآخرين ...
- بيربوك تقترح تعليق عملية انضمام جورجيا إلى الاتحاد الأوروبي ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس التميمي - القطيعة مع التأريخ