أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وليد المسعودي - المرأة العراقية بين الواقع والمثال















المزيد.....

المرأة العراقية بين الواقع والمثال


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1351 - 2005 / 10 / 18 - 10:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


كيف تجد المرأة العراقية ذاتها بعد زوال الدكتاتورية في العراق من حيث تأصيل الخطاب الشمولي الاستبدادي القائم على تضييق مجال الحريات كافه ، والذي انتج بدوره العديد من التيارات الاصولية الغارقه في ذهنية إلغاء الاخرين ، الذين هم خارج نموذجهم الثقافي والاجتماعي من جهة ، ومن حيث وجود تراكم معرفي تاريخي يضج بالمنع والحضر والرؤية السلبية للمرأة وجودا ومعنى عقلا وجوهرا جسدا وروحا ، داخل السياق الاجتماعي والثقافي السائد لدى مجتمعاتنا العربية الاسلامية ؟
من المؤكد انه بعد تاريخ طويل من الالغاء والاضطهاد والقسر والانتهاك الفاضح لكل مايشكل الحياة العراقية من موجودات وكائنات بشريه وماديه ، لها القابلية في الاستمرار والبقاء حالها حال بقية الكائنات ضمن هذه الجغرافية البشرية والعالم الارضي المعاش ، من الطبيعي ان تغدو بيئة الانسان العراقي من حيث وجودها الاجتماعي والثقافي ، اكثر تشبثا بالانتماء الى الفوضى والتطرف وممارسة الطابع النهائي للافكار والقيم داخل وعي المجتمع بحيث لايمكننا ان نتصور التغيير امرا ممكنا او هو حال في نموذج تعاملنا مع ما نملك من قيم غير مدرك جانبها السلبي ، وخصوصا بعد تداخلها مع جميع الاطر التي تشكل وعينا وجاهزية انبثاق جميع تصوراتنا عن الامور والمستجدات التي تحدث لدى العوالم الاخرى ، المختلفة عن بيئتنا وعالمنا ، فالمرأة العراقية يغيب عنها ذلك الوجود المتعدد الحركة والثقه والحضور داخل الفضاء الاجتماعي والثقافي ، وذلك نتيجة تأصيل قيمة المنع والحضر داخل وعي المرأة ذاتها ، ومن ثم هناك صعوبة ان تتجاوز الواقع الاجتماعي القائم على تأسيس تابوات هائلة تشكل التضييق والتعامل السلبي مع جسدها وقدرته على التحرك ، ومن ثم هي كائن انساني لايرتبط بتبعية ذكورية من شأنها ان تحد من حريتها او تؤسس الجدار العازل لكل عوامل انبثاق ارادتها وقدرتها على تمثيل دورها في الحياة ومشاركة اخيها ورديفها الانسان الرجل في البناء والتطور وتشكيل وعي انساني جديد غير قابل الى اقصائها او معاملتها على اساس النظرة الدونية المفارقه لجوهر المجتمعات المتقدمة والمتأصل لديها نوذج الحريات كافة .
هناك من يتحدث عن المرأة العراقية في راهنها الحالي ، وكأنها تملك الكثير من التاريخ المنجز في مجال تحقيق مكتسباتها وحقوقها الطبيعية ، والتي تتمثل في كونها قد حققت مكتسبات كبيرة في مجال حريتها وتمثيلها السياسي والاجتماعي والثقافي بشكل عام ، ومن ثم هي في طليعة النساء في المنطقة العربية من حيث المنجزات الكثيرة التي انجزتها في زمن قائد الضرورة الملهم لكل قيم التحرر والعطاء الانساني والوجودي لدى المرأة العراقية ! !
من حيث الواقع المعاش لانجانب الصواب اذا قلنا ان المرأة العراقية طيلة عمر الدولة العراقية الحديثة لم تساهم في تفعيل دورها نحو ترسيخ قيمة المرأة داخل المجتمع اكثر فأكثر ، ومن ثم المطالبة بحقوقها المشروعة والتي تتمثل بمساواتها مع الرجل من حيث الحقوق والواجبات ، وما ظهور منطمات نسائية فاعله داخل المجتمع العراقي كرابطة المرأة العراقية وغيرها من المنظمات النسائية في فترة الخمسينيات والستينيات وما بعدها إلا دليلا على وجود وعي نسائي يطالب بترسيخ الحقوق الجوهرية للمرأة ، ومن ثم تفعيل دورها ضمن نشاط العمل السياسي والاجتماعي والثقافي داخل المجتمع العراقي التقليدي .
مع مجئ دولة البعث الى السلطة " وهنا نذكر ان البعث بأيديولوجيته الشموليه كان عائقا كبير امام تحقيق الكثير من المنجزات والمكتسبات للمرأة العراقية وخصوصا بعد ان سيطرت على الدولة قوى الشرذمة والتخلف الصدامية التي جعلت من المرأة كاريكتير او دمية للحط من قيمتها وانسانيتها بشكل عام ، فمساهمتها داخل العمل السياسي الحزبي لم يكن يحمل طابع الحرية بقدر ما يحمل طابع الانتهازية ونيل الكثير من الحضوة والمنفعة على حساب قضية المرأة ذاتها ، ومن ثم كان تمثيلها السياسي داخل " المجلس الوطني " لايتعدى كونها بعثية ليس إلا ، ومن ثم لاتوجد هناك محددات لنشاطها وقدرتها على تطوير علاقتها مع الرجل داخل المجتمع من اجل حريه اكثر واستقلال ذاتي اكثر إلا من خلال برامج الحزب الشمولي والذي تقوقع وفق رغبات قائد الضرورة من التقدمية والثورية الزائفتين الى الرجعية والمحافظة وبناء منظومة من القيم الايمانية الزائفة فيما بعد عن طريق الحمله الايمانية الكبرى التي تزعمها قائد الضرورة المجاهد الملهم !!
ترسخت مع مجئ البعث الى السلطة في العراق القيم البدوية والعشائرية داخل المجتمع العراقي ، ومن ثم ثلمت القدرة على التجديد التي اريد لها ان تتحقق ومن ثم يخرج المجتمع العراقي الى تكوين الدولة القائمة على المواطنه وبناء دولة المؤسسات الفاعلة من اجل خدمة المجتمع وتأسيس تصالح حقيقي بين المعرفة القائمة على الجديد والحديث وبين المعرفة الام والمرتبطة بثقافتنا العربية الاسلامية ، من حيث تحقيق الصراع الثقافي الحضاري الذي يقود بدوره الى التلاقح الفكري والايديولوجي وبناء اطر فكرية جديده غير قابلة الى فرض قيم معينه وثقافة معينة دون غيرها ، كل ذلك لم يتحقق إبان دولة البعث في العراق ، فالمرأة العراقية اليوم نجدها اكثر تراجعا وتقهقرا ، ومن ثم هي اكثر انزواء داخل القوقعة الاجتماعية الضيقه التي تعيش ، وذلك نتيجه حتميه لتاريخ طويل من التغييب والقسر والفرض بحيث يغدو امر مشاركة المرأة في العمل السياسي والاجتماعي والثقافي امرا مقتصرا على الاطر التقليدية للمجتمع ، ومن ثم لاتوجد هناك حدود اكثر مرونة لتقبل المرأة المختلفه والمغايره عن نسق التقليد والجاهز الثقافي السائد ، ماتزال المرأة من حيث قدرتها على الحركة داخل الفضاء الاجتماعي ومن حيث ارادتها في اختيار شكل ونموذج تعاملها مع المحيط الاجتماعي من حيث المظهر والملبس يلاقي الكثير من الامتهان والتردي القيمي والاخلاقي ، وذلك نتيجة للافقار الاجتماعي الطويل لثقافة حقوق الانسان وحقوق المرأة في اطارها الحديث والمختلف عن نسق الثقافة التقليدية التي تحد من قدرة المرأة وتعاملها على اساس انها مصدرا دائما للأثم والخطيئة والشيطنه ، ومن ثم لاتوجد نساء من الممكن ان يساعدن على قيادة المجتمع نحو التقدم والبناء مع شريكها الرجل ، من اجل تكوين عوالم لاتصدر الى المجتمع ثقافة العنف والنبذ والتهميش الاجتماعي والسياسي والثقافي ..الخ
ان ما نطرحه حول واقع المرأه العراقية ضمن نموذجها الافضل ، يحمل في داخله التراتبية القيمية الجديدة المؤسسة على المشاركة والاحترام والتبادل والقدرة على التوزيع العادل لتمثيل الادوار الوجودية والاجتماعية والسياسية والثقافية يكمن في
1- وجود دولة متسامحه قائمة على الاختلاف والتعددية الاجتماعية والسياسية والثقافية ، هذه الدولة تتبنى الاطر العريضة للتطور والتقدم المنشود ، وذلك لايرتبط اي التقدم بإطار حزبي ايديولوجي فئوي او بثقافة مجتمعية سائدة تفرض نسقها على الاخرين ، وكأنها تحمل طابع الكمال القيمي والوجودي ، ومن ثم يتأسس فضاء الحريات المرتبط بقانون التسامح الذي تنتهجه الدولة مع جميع اطيافها ومكوناتها الاجتماعية والسياسية والثقافية .
2- تفعيل دور مؤسسات التنمية الاجتماعية والثقافية من حيث وجود الكثير من المنتديات الثقافية والادبية ، من اجل ضمان تأسيس مجتمع اكثر انسنه وثقافة بدلا من ذلك الانتشار الهائل لقدرة الزعامات الاسطورية التي لاتضفي للافراد الاخرين المنبثقين داخل القوقعه الاجتماعية تلك ايما مدنية وحضارة ونزوعا نحو التفاعل وادراك الاخرين المختلفين بشكل مدني ومتسامح غير مؤسس على العنف او الرفض الاعمى الذي يشترك فيه اكثر الافراد الذين عادة ما ينساقون بدورهم تحت سطوة هذه الزعامات الاسطورية .
3- تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني داخل اكثر الطبقات الاجتماعية المغيبة عنها جميع عوامل انبثاق المدنية والتسامح مع الاخرين وخصوصا المرأة ، من حيث قدرتها اي مؤسسات المجتمع المدني على ترسيخ الجوانب الايجابية للمعرفه والوعي الاجتماعي القائم على تأسيس النسبية الثقافية واعتماد الحقيقة غير المتصارعه فيما بينها او تلك المتشكله وفق اطار عنفي مادي يقود المجتمع الى الفوضى والتشضي القيمي والاجتماعي وتوزيع الكثير من عوامل عدم الاستقرار الى فترات لايعرف مداها ، ومن ثم بقاء هذه المجتمعات على حالها من دون تطور او تقدم يشمل المجتمع بأكمله .
4- تفعيل دور المنظمات النسائية بكافة انتماءاتها واشكالها وتعدديتها القابلة الى ولادة المجتمع المختلف والمتوافق والمتصارع فيما بينه بشكل مدني وحضاري ، ومن ثم تشجيع المرأة العراقية على المشاركة في العمل السياسي والخروج من بوتقة الخوف من السياسة بأعتبارها اداة او غاية مصلحية يتبعها اصحاب النفوذ من اجل نيل مكتسبات او مصالح ضيقه تمس وجودهم الاني المعاش ، او باعتبارها جهازا للخوف والرعب المستمرين كما كان عليه الحال في الزمن الاستبدادي المظلم إبان فترة الدكتاتورية البغيضة .
5- كل ذلك يتحقق من خلال وجود منظومة من القيم والافكار تؤسس التسامح داخل المجتمع ، ومن ثم لايعد هناك وجودا يذكر لاية ترددات عنفية تتدارك جميع الطبقات الاجتماعية المختلفة والمتصارعة فيما بينها بشكل مدني وحضاري .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أدلجة الحقيقة - عنف المعنى
- الديمقراطية والحركات السياسية الاسلامية
- شريعة الافكار
- الدولة الناشئة في العراق -السيادة والديمقراطية
- جسر الأئمة واساطير السياسة
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...
- ميشيل فوكو والنزعة الانسانية
- نحو تأصيل جديد لثقافة الحرية
- الانسان العراقي بين الدكتاتورية والارهاب
- دولة الاستبداد - دولة الحرية
- قبول الاخر
- الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - وليد المسعودي - المرأة العراقية بين الواقع والمثال