اللي خربوا البلد

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 22:15
المحور: كتابات ساخرة
    

اللي خربوا البلد, هم أنفسهم الذين باعوا مناصب الدولة لشلة من عكاريت وزعران, اللي باعوا الدولة هم أنفسهم الذين استعانوا بالعاهرات وبالعاهرين ليتسلطوا على رقاب الشعب, هم الذين أفسدوا الماء والهواء والتراب, اللي خربوا البلد هم الذين لاحقوا المثقفين والمثقفات, هم الذين جوعوا الناشطين والناشطات, أفسدوا البلد, أفسدوا التربية والتعليم والثقافة وخربوا التنمية السياسية, اللي خربوا البلد هم أنفسهم الذين استبعدوا الوطنيين من بناء مؤسسات الدولة وقالوا عنهم بأنهم أعداء الوطن, اللي خربوا البلد لن يفلتوا من العقاب لا في الدنيا ولا في الآخرة وسينساهم التاريخ.

اللي خربوها هم أنفسهم اللي قعدوا على تلها, اللي خربوا البلد نجدهم اليوم يمسكون أعلى المناصب في المخابرات والداخلية وكافة الأجهزة الأمنية, نجدهم اشتروا مراكزهم من الأموال التي سرقوها جراء ارتكابهم للفساد, اللي خربوا البلد هم أنفسهم الذين يركبون الطائرات في نهاية كل أسبوع لعقد صفقات فساد مع مفسدين, باعوا الدولة وباعوا الإنسان وحطوا من كرامته, اللي خربوا البلد لا توجد لديهم روح المبادرة ولا حس المسئولية ويسخرون من الناشطين في العمل السياسي والثقافي, يعادون الحرف والكلمة والقلم ويطاردون حمامة السلام التي تحط بأرجلها وأجنحتها على أكتاف طالبي السلام وعشاق السلام, اللي خربوا البلد هم الذين نهبوها وبنو بأموال الفقراء القصور والمزارع, هم الذين غسلوا أموالهم بعرق الفقراء, اللي خربوا البلد هم الذين اشتروا واستبدلوا الحرية بالديكتاتورية وهم الذين يترأسون مؤسسات وهمية تدعي أنها أحزاب سياسية وما هي بسياسية هم الذين سرقوا أموال الجمعيات الخيرية واشتروا الأراضي بأموال اللاجئين, هم الذين تحالفوا مع اللصوص والقوادين ضد الشرفاء.

اللي خربوا البلد هم الذين رفعوا شعارات البناء من أجل أن يهدموا الصروح, هم الذين تحالفوا مع الأشرار هم الذين سرقوا المساجد والكنائس هم الذين يتاجرون باسم الله لكي يخدعوا الناس من أصحاب الضمائر الحية, يخدعون البسطاء والمساكين وخصوصا المتحمسين للخدمة الدينية والإنسانية.

اللي خربوا البلد هم من يعتقد الناس بأنهم المدافعون عنهم, هم من سرقوا حقي وحقك في الحياة, هم من سرق البسمة والفرحة من قلوب الأطفال, هم من يدعوا بأنهم الحماة, هم من سرقوا حليب الأطفال هم من سرقوا الضحكة البريئة.

اللي خربوا البلد ونهبوه وسرقوه لن يغفر الله لهم, هم الجلادون وهم الطغاة اعداء الحريات والديمقراطيات, اللي خربوا البلد هم الذين يرفضوا بكل شدة بأن يطعموني ويطعموك, هم الذين جوعونا ورفضوا أن يطعمونا, هم الذين أخذوا منا كل شيء ورفضوا أن يعطونا أي شيء, اللي خربوا البلد هم الذين نالوا من كرامة المواطن فيه, هم الذين اعتلوا بأقدامهم فوق رؤوس الناس المغلوبة على أمرها, هم الذين أحضروا القوادين والعاهرات والعاهرين ومدوهم بالأموال وجعلوا منهم رجال أعمال ونواب في البرلمانات الساقطة, اللي خربوا البلد هم الذين اختاروا حثالة الناس ليكونوا متنفذين بالسياسة وبالثقافة وزرعوهم في وزارة الداخلية والمخابرات والبيروقراط الفاسد, اللي خربوا البلد هم نفسهم أصحاب الضمائر الميتة الذين جعلتهم الدولة وكلاء على مصالح الناس.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل