أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تساؤلات الى العراقيين














المزيد.....


تساؤلات الى العراقيين


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 14:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


غـريـبة جدا هي دعـوة كبـير الكهنة في العراق، السيستاني، إلى عـدم تسيـيس المظاهرات. أليست كل مظاهرة في العالم هي عمل سياسي في ذاتها؟ أليس الكاهن الأعـظم لشيعة العراق هو ذاته قـد بعث برسالة سياسية من خلال هذه الـدعوة؟ أليس مراد قـوله أن لا تـصل المظاهرات في مطلبـيتها إلى إزالة النظام السياسي التيوقراطي الديني الذي حقـق حاكمية البـيت الشيعي بطائفية ضيقـة في العراق؟ ألا تـقـوم دعـوته هذه إضافة إلى الإقـرار المخاتـل بأحقية الشعب العراقي في التـظاهر نـتـيجة المظالم الجمة التي تعجز الجبال عن تحملها. أليس جل ما تحيكه كلمات كبير الكهنة لا يعـدو أن يكون سوى إلـتـفـاف على إرادة الجماهير العراقية لأجل احتوائها، و في الأخير تبخيـرها مثل التحرك السياسي الجماهيري في 2011؟
و لكن من حق كل موقع أن يدافع عن وجـوده. الإشكال هو دوما في ربط المصالح بالمقـدس. إن السبب الرئيسي في فـشل تظاهرات 2011 في العراق ليس إلا قيادة رجال الدين لها. أما آن للعراقيـين الشباب خاصة أن ينـزعوا عنهم رجال العمائم بـرمتهم؟ أي ثـورة هي في عمقها ثورة على الجمود العـقائدي الذي يمثله كهنوت الدين من شيعة و سنة.
من جهة أخرى، فبربكم أيها العـراقيون الشيعة أساسا الم تكـفكم جل هذه المصائب الكارثية عبر التاريخ لتكـفروا عن ذنب ترك الحـسين وحده في المعركة؟ من جهة أخرى ألم يكن تحرك الحسين في نهاية الأمر مجرد نـزاع على السلطة؟ بربكم إلى متى تحكمون على أنـفـسكم بالعـقم بينما جل العالم مشدود إليكم؟ لماذا تـقـزمون أنـفـسكم بينما انـتم مدار اهتمام العالم و خاصة العرب و المسلمين. هل تعتـقـدون أن العراق صغير في نظر العرب و المسلمين؟ جل العـرب ينظرون إلى العراق كبلد شبه مقـدس، كبلد يشده دون إرادة و وعي. لماذا إذن تعملون على استـصغار أنـفـسكم بالانجرار وراء العمائم الشيطانية؟
ليس من ممثل للاه في الأرض إلا الناس أجمعـين. الناس حين يتخـفـفـون من التاريخ و يتحركوا دوما إلى انجاز الإبـداع الجديد. الآن بإمكانكم يا شباب العراق أن تبنوا عراقا ديمقراطيا بحق. الديمقراطية لا تكون إلا علمانية. محال أن يكون رجال الـدين بـفـكرهم الاطلاقي التـقـديـسوي المعيق لحرية التـفكير اعمدة لنظام سياسي يكـفل الحـرية و المساواة و الشفافية و شرف المواطنة القائمة على الحق.
انتم تحتاجون إلى فترة راحة من الحروب تمتـد لما يـزيـد عن الثـلاثيـن سنة. بإمكانكم وحدكم بفعلكم السياسي الجماهيري في احتـلال الشوارع ليل نهار أن تحـقـقـوا ذلك. تـتـساءلون عن الفـساد. يجب أن تـقـفـوا عن التساؤل و تـتجهوا إلى إحداث ثورة على الحالة السياسية الرديئة التي لم يعـرف العراق مثيلا لها في الصفاقـة و في اعتلاء الأقـل شأنا منكم للتـسلط و السيطرة على مصائركم. يجب أن تحسموا المسالة نهائيا لأنه لا خيار لكم.
فالواقع اثبت انه في غياب الدولة العلمانية الديمقراطية التي يتصدر مشهدها الشباب، فانه لن تكون إلا السيارات المفخخة التي تـديـرها الشياطين المفخخة الذين يحكموكم لصالح إيران و تركيا و عربان الخليج و إسرائيل و أمريكا. فانتم محط الـتـقاء جميع أنواع الـذئاب لـقـتـلكم. أتـدرون لماذا؟ لأنهم يعلمون أكثر منكم بكون العراق اكبر بكثير من مساحته الجغرافية و من عدد سكانه و من ثرواته. العراق يا حبيـبي هو سبعة آلاف سنة من الحضارة الإنسانية. و إن كـنتم فعلا حريصون على الارتباط بالآباء و الأجداد، فانه لا مناص من الارتباط بالانجاز الحضاري الإنساني الذي أشع في العالم و ساهم في بناء الإنسانية. التأم عليكم جميع الحاسدين لعبقريتكم و إمكاناتكم الهائلة. الجميع يـريد توجيـهـكم للعنف و إغراقكم في العنف كي لا تـنصرف تلك الطاقـات الهائلة في الإبداع و الانجاز.
لا يمكن لكم أن تكونوا إلا في إصراركم على كـنـس جميع هذه الرداءة من حكم الصغير منكم لكم. انـفـضوا عنكم العمائم و سيـروا في الأرض مرحا. سيـروا مبتهجـين بنار الحرية. تـأكــدوا أن قـدرتكم جبارة في محق كل الحاسدين الذين يـريـدون إطفاء ناركم الحارقة ذات السعير لكل صغير..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مدينة العشق
- اليسار بين الانساني و السياسي
- الإشفاق على الذات
- نسبية القرآن
- ما اروعك يا ناري المقدسة
- مطرقة النقد لفتح ابواب المستقبل العربي
- الجسد المقبور
- رؤية في تحديد مسار الثورة
- إنتصار الموت في تطاحن الأموات
- المفكر التونسي -يوسف صديق- يدعو الى الغاء وزارة الشئون الدين ...
- حديث الباب
- مقهى الشعب
- في ذكرى اغتيال الحاج -محمد البراهمي-
- المنبتون يهددون الثورة
- السؤال النووي
- الله و الانسان
- الموت المعقول
- شكري حي
- من الفن ينبثق العالم
- إمرأة -المترو-


المزيد.....




- شاهد.. -غابة راقصة- تدعوك لإطلاق العنان لمخيلتك في دبي
- بعد مكاسب الجيش في الخرطوم.. هل تحسم معركة الفاشر مآل الحرب؟ ...
- هواية رونالدو وشركاه .. هذه مضار الاستحمام في الماء المثلج
- أكثر من 20 مرتزقا أمريكيا في عداد المفقودين بأوكرانيا
- باكستان قلقة من الأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان وتحذ ...
- وزير الدفاع السوري يتفقد ثكنات الجيش بصحبة وفد عسكري تركي (ص ...
- تركيا.. شاورما تنقذ حياة -مسافر الانتحار- (صور)
- من أمام منزل السنوار.. تحضيرات إطلاق سراح 3 رهائن إسرائيليين ...
- سوريا.. من هم القادة العسكريون الذين شاركوا الشرع -خطاب النص ...
- وارسو.. اجتماع وزاري أوروبي لبحث الهجرة والأمن الداخلي وترحي ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - تساؤلات الى العراقيين