ضياء البوسالمي
الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 08:31
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
تنسّب "جَانِيت مَاسُّو-لاَفْوَا" النّظريّة القائلة بأنّ "التّحرّر الجنسيّ" - و بالتّالي العصر الذّهبي للبورنوغرافيا - كان نتيجة التّغيّر الرّديكاليّ الذي طرأ على المجتمعات : " منذ سنة 1950، نعيش في فترة تحرّر جنسيّ مستمرّة. و على عكس ما يعتقد البعض، فإنّ ماي 68 لم يكن سببا في المطالبة بالحريّة و لم تأت بعد ذلك الصّحوة الأخلاقيّة المحافظة لأنّ عمليّة التّحرّر كانت بطيئة و لكن مستمرّة و لم تحث ثورة بالمعنى الواسع للكلمة. " و يذهب "فِيلِيب دِي فُولْكُو" في نفس الإتّجاه و لكن بتحليل أعمق و أشمل : " لحظات المطالبة بالحريّة دائما ما تكون مرفوضة من الأصوات الرّجعيّة في التّاريخ و هذا ما يجعلنا نؤكّد على "المرحليّة".
و الآن و بعد أن ذكرنا الأسباب يصبح من الممكن أن نهتمّ بالنّتائج التي جاءت نتيجة لهذه اللّحظات التّاريخيّة. فمنذ نهاية السّتينات، أصبحنا نتحدّث عن الإستمناء و العادة السّرية و البورنوغرافيا في ذلك الوقت كانت وسيلة و سلاحا للدّفاع عن الأقلّيّات كالمثليين. كما تزامن كلّ ذلك مع تصاعد نفوذ بعض الحركات و المنظّمات المدافعة عن الأقليّات خاصة في فرنسا ( كالجبهة الثّوريّة للمثليّين ). و نذكر أيضا أنّ مجموعة من الممارسات الجنسيّة المرفوضة و الممنوعة فكانت البورنوغرافيا سببا في كسر الحواجز ونشر الحرّيّات الجنسيّة. ففي سنة 1972 كان فيلم "Deep Throat" مفاجأة بكلّ المقاييس فقد عرف نجاحا عالميًّا، فالفيلم الذي كانت تكاليفه 25000 دولار حقّق نسب مرابيح وصلت إلى مئات الملايين و ظلّ في قمّة ال"بوكس أفيس" لسنوات متعدّدة رغم الرّقابة الموجودة آنذاك. كان المشاهدون يتدافعون للدّخول إلى الفيلم و الإستمتاع بالأداء الرّائع للممثّلة ليندا التي أصبحت حلم ملايين الرّجال حول العالم.
#ضياء_البوسالمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟