|
ماذا يريد العدو الصهيوني من سوريا ؟
ممدوح مكرم
الحوار المتمدن-العدد: 4904 - 2015 / 8 / 22 - 04:41
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
العملية الإجرامية التي قام بها العدو الصهيوني في بلدة الكوم بالجولان المحتل؛ والتي راح ضحيتها خمسة شهداء مدنيين - حسب التلفزيون السوري- وهي استمرار للعدوان لليوم التالي، ثم جاء اتهام حركة الجهاد الاسلامي بأن خليةً لها أطلقت الصواريخ على منطقة الجليل الأعلى في شمال فلسطين المحتلة ، وهو ما دعا الكيان للرد ، من جهة أخرى لم يكتف العدو باتهام حركة الجهاد الاسلامي ، بل اتهم أيضًا إيران و الجيش السوري ، و الملفت للنظر أنها لم تتهم حزب الله!! ويريد العدو من خلال تلك العملية تحقيق مجموعة من الأهداف منها:- -1 تحسين معنويات المجموعات الإرهابية المقاتلة في سوريا ؛ التي تكبدت خسائر فادحة في الميدان في الآوانة الأخيرة ؛ بسبب صلابة و صمود الجيش الوطني العربي السوري والمقاومة اللبنانية ، وجاءت هذه العملية بعد انهيار الهدنة في الزبداني ، و قرار القيادة السورية و المقاومة إنهاء جيوب / فلول التكفيريين الذين باتوا محاصرين في بضعة كيلو مترات ضيقة - وفق التقارير الإخبارية- -2 ضرب مواقع الجيش السوري ، يضعف من مقاومته فهذا يعطي فرصة للجماعات التكفيرية - خاصة النصرة - لشن هجوم كبير من خلاله يتم الإستيلاء على محافظة درعا في الحنوب ، و هو ما يريده الكيان من أجل بناء منطفة عازلة بين الجولان المحرر و الجولان المحتل ( مثل ما حدث في لبنان = جيش لبنان الجنوبي). -3خنق ومحاصرة إرهاصات الفعل المقاوم في الجولان المحتل و الذي بدأ لإعداد له من زمن ( وَضُحَ ذلك في عملية القنيطرة الشتاء الماضي ؛ التي قُتل فيها عناصر من حزب الله ، و عنصر من فيلق القدس الإيراني) وهي مجموعة كانت تستطلع الوضع الميداني . -4 اتهام حركة الجهاد الاسلامي ، بسبب مواقف أسراها الشجعان في المعتقلات الصهيونية ( ظاهرة الشيخ خضر عدنان ، ومحمد علان ) اللذان صمدا في إضرابها عن الطعام ، ومقاومتها الملفتة لممارسات العدو اللانسانية ؛ مما هز صورة العدو أمام العالم ، فهي تريد تصفية حساباتها مع الحركة ، يرتبط أيضًا بذلك الحديث عن هدنة طويلة الأمد بين حماس و العدو في غزة ، برعاية تركية -قطرية ، ويبدو أن الجهاد لا تسير في نفس اتجاه حماس في الهدنة ، فيريد العدو كسرها و إرهابها. -5 اتهام إيران هو رسالة للكونجرس الأمريكي الذي سيجتمع لإقرار الإتفاق مع إيران بشأن النووي ، فحواها : أن إيران التي وقعتم معها اتفاق هي التي تدعم الجماعات و القوى التي تهدد أمن إسرائيل. -6 العملية جاءت لاخبتار الاستراجية الجديدة التي دشنها مؤتمر هيرتزاليا الأخير ، ولكن يبدو أن الاستراتجية الجديدة ليست جديدة ، رئيس الأركان الصهيوني الذي قال " أن أي هجوم سيقابل بهجوم" لكن الإعلام الصهيوني و القيادة الصهيونية تحدثت أن العملية التي نفذها العدو ، هي عملية محدودة فقط كرد فعل على اطلاق الصواريخ على الجليل الأعلى! و المضحك في الأمر أن العدو -كما أشرنا- لم يتهم حزب الله ؛ وذلك مرتبط بحسابات استراتجية و عسكرية معقدة ، فحزب الله الآن : ليس حزب الله 2006 م هو صار أكثر قوة و أكثر ثقة بالنفس ، و أكثر خبرة بعد تدخله لقتال الجماعات التكفيرية في سوريا ( حرب المدن و الشوارع ، و استخدام طائرات بدون طيار ..إلخ) ومن هنا أي احتكاك مع حزب الله ؛ معناه سكب الزيت على النار ( خاصة تصريحات سماحة السيد حسن نصر الله في لقاء مع غسان بن جدو قبل أشهر ) عن أن الحزب في حالة جهوزية لدخول الجليل و ما بعد الجليل ( تحرير) فالعدو بات يعمل ألف حساب لذلك ، كما أن الحزب بعد القنيطرة وقبل أن تجف دماء الشهداء قام بعملية موجعة ضد العدو ؛ ألجمت العدو في الرد ، من ناحية أخرى كي يقوم العدو بعملية واسعة تسنهدف حزب الله يتطلب ضوءًا أخضر أمريكيًا ، وهو ما تريده أمريكا - على الأقل حاليًا- بسبب حسبة التوازنات الجديدة مع إيران ، لأن الولايات المتحدة تريد من إيران لعب دور محوري في إطفاء بعضًا من الحرائق في المنطقة خاصة مع التوحش الداعشي و التكفيري الذي بات يهدد حلفاء الولايات المتحدة ، بل و الولايات المتحدة نفسها ( لا يستبعد عمليات شبيهة بأحداث 11 أيلول ) خاصة مع تضييق الخناق على داعش . -7 هناك دول عربية وعلى رأسها مملكة آل سعود وقطر ومعهم تركيا ؛ تدخل صهيوني مباشر في سوريا ، ولا مانع من احتلال دمشق ما دام هذا سيلبي مطلب الثالوث بالتخلص من بشار ، و سحق حزب الله ، و بالتالي محاصرة إيران و الاستفراد بها !! من خلال ما طرحناه يمكن فهم العملية العدوانية في سياق الوضع الإقليمي و الدولي ، و التأزم الداخلي الصهيوني و التخبط الذي بات سمة من سمات العدو في الآوانة الأخيرة
#ممدوح_مكرم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشوار قراءة في قصيدة مصطفى محمد
-
كيف نفهم ظاهرة التخلف فى مجتمعاتنا ؟
-
الدولة الريعية
-
محاولة لفهم الوضع الطبقى الراهن فى مصر
-
د. نصر حامد أبو زيد و تاريخانية النص ( جدل النص و الواقع )
-
العراق من التقسيم ؛ إلى تقسيم التقسيم
-
عمال أسمنت أسيوط ( سيمكس ) : العودة للمربع صفر( متابعات )
-
التطرف اليمينى هو سمة أساسية للعقود المقبلة
-
تثوير الفن ، و تنوير التثوير
-
خطاب الهزيمة ، وهزيمة الخطاب ( سبعة و أربعون عاما على هزيمة
...
-
بنية التخلف فى مصر
-
مع هادى العلوى الذى جمع بين الماركسية و التراث الاسلامى و ال
...
-
حول إعادة الإعتبار للجيو-بو لتيكس
المزيد.....
-
على ارتفاع 90 مترًا.. عُماني يغسل سيارته مجانًا أسفل شلال -ا
...
-
في إسطنبول نوعان من القاطنين: القطط والبشر في علاقة حب تاريخ
...
-
بينها مرسيدس تُقدّر بـ70 مليون دولار.. سيارات سباق أسطورية ل
...
-
هل فقد الشباب في الصين الرغبة بدفع ضريبة الحب؟
-
مصدر دبلوماسي لـCNN: حماس لن تحضر محادثات الدوحة حول غزة الخ
...
-
مقاتلتان من طراز -رافال- تصطدمان في أجواء فرنسا
-
حافلة تقتحم منزلا في بيتسبرغ الأمريكية
-
دبابات ومروحيات أمريكية وكورية جنوبية تجري تدريبات مشتركة با
...
-
كاميرا ترصد الاعتداء على ضابط شرطة أثناء المظاهرات في فيرجسو
...
-
طلاب بنغلاديش من المظاهرات إلى تنظيم حركة السير فإدارة الوزا
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|