أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - خبرات جنسية قرغيزية بسندلية














المزيد.....

خبرات جنسية قرغيزية بسندلية


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 20:31
المحور: الادب والفن
    


تعرفت ذات يوم على امرأة قرغيزية شابة، بشعر أحمر، بشرة بيضاء وعيون زرقاء .. شابة تحب الحياة والابتسامة .. شابة من أتباع الديانات الأخرى .. تقابلنا في كافيتريا مركز المؤتمرات Eurogress في مدينة آخن .. حيث تعمل هناك بعد الظهر .. أما قبل الظهر فتعمل بصفةِ مشرفةٍ على طفلي العائلة الألمانية التي أحضرتها إلى ألمانيا لمساعدتها مادياً وإنسانياً ..

بعد الأسئلة العربية التقليدية: من أين أنت؟ ماذا درست؟ عرفت أنّ الشابة درست الأدب الألماني في جامعة بشكيك الحكومية في جمهورية قرغيزستان .. في ذاك المساء سمعت لأول مرة باسم بلدها وعاصمته وموقعه التقريبي على الخارطة ..

سألتها فيما بعد متفلسفاً:
كيف يتعرف المراهق القرغيزي على الأنثى؟ .. كيف يجمع خبراته الجنسية الأولى؟
دون وقفة تفكير منها، أجابتني بابتسامة ساحرة و ببراءة غريبة:
زوجة الأخ الأكبر هي من تتحمل مسؤولية تعليم أخوة زوجها طقوس الجنس .. عليها أن تنام ليلة مع كل من بلغ منهم ..
أدهشني الجواب ! وحين سألتها بغباء:
ما الذي يحدث إذا وقع أحدهم في حبها؟
أجابت بثقة إمرأة: لن يحصل ..

.. انتهى المشهد الأول ..

في بسنادا ثمة مزارات لها احترامها .. منها مثلاً مزار "الشيخ محمد" في الرويسة .. بجانبه بنى البعثيون "حاووظ" الماء ودشنوه على وقع الخطابات والأناشيد والطبول والزغاريد.. إنه خزان الماء الشهير في قرية بسنادا ..
يفصل بينهما ساحة ترابية صغيرة وملتوية لا تصلح حتى للعب .. ساحة تربتها بيضاء تحيط بها شجرات زيتون .. ساحة هوائها كريه محمل برائحة البراز والبول والأوساخ .. وبرائحة اللواط .. إذْ تهب الريح تفوح الرائحة القادمة من غرفة الصيانة في ذاك الحاووظ البسندلي ..

في ذاك المحيط أمضيتُ بعض الوقت من طفولتي في قرية بسنادا ..

ما أن ينتهي وقت دوام المدرسة حتى نرمي حقائبنا ونهرب سراً من البيوت إلى مزار الشيخ محمد. هناك نلتقي، أطفالاً ومراهقين، في دقائق معدودات نجمع نقودنا، المصروف الجيبي للمدرسة ونصبح فريقين، نلعب بالكرة، نتصايح ونتقاتل ..

ترى ولداً أو ولدين جميلا السحنة بملابسهما النظيفة، يجلسان بهدوء، ينتظران نهاية اللعبة ومكافأتهما الخاصة، تنتهي اللعبة لترى بضعة مراهقين أقوياء ممن ربحوا المباراة والنقود: جمال، حسان، عدنان و محمد .. و قد بدأوا بالتفاوض مع الطفلين وكأنهم في البازار ..

يهرب طفل والطفل الآخر يقبل الشراء، يذهب طواعيةً إلى غرفة الصيانة في الحاووظ، يعود حسان ثم عدنان ثم محمد وابتسامات رضى على وجوههم، يبصق أحدهم على الأرض وبيده اليسرى يسوي وضعه في بجامته الرياضية .. لحظات ويخرج الطفل خجلاً، منكسراً، باكياً، فقد حرموه حتى من أجرته ..

على مصطبة المزار يجلس مراهق طويل القامة نحيل الجسد عاد لتوه من دمشق إلى القرية بحكم ظروف عمل والده..
المراهق نظيف اللباس بأظافر طويلة، ظفر أصبعه الصغير مصبوغ باللون الأحمر، سأله أحد الأولاد: قل لنا يا أمين، كيف يتزوج الرجل؟
دون وقفة تفكير منه، أجاب بابتسامة شامية خبيثة، هل ترون هذا الظفر الملون؟
حدق الأطفال إلى ظفره مدهوشين! أردف: هل ترون كم هو طويل؟ هل تعلمون لماذا هو طويل؟ صرخ الأولاد بصوت واحد: لا، لماذا أطلته؟
ضحك وقال: لأنني سأتزوج قريباً.. بظفري هذا سأفض بكارة زوجتي ..

المراهقون الأقوياء: جمال، حسان، عدنان و محمد.. صاروا رجال قمع واغتصاب في أجهزة المخابرات السورية .. وصاحب الظفر الطويل صار ضابطاً!
الطفل الجميل، صار مراهقاً وهرب إلى السعودية خجلاً إلى غير رجعة.

.. انتهى المشهد الثاني ..

عندما سألتني المرأة القرغيزية متفلسفةً:
كيف يتعرف المراهق السوري على الأنثى؟ .. كيف يجمع خبراته الجنسية الأولى؟
رويت لها حكاية من حكايا الطفولة في بسنادا ..

.. انتهت الحكاية ..



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير الرئيس
- الطالب الألماني الأحمر
- معلمة الكيمياء
- نصية عرق بسندلية
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -38-
- فول مالح .. مالح يا فول
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -37-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -36-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -35-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -34-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -33-
- غري إكسيت و غري إمبو
- الغَضَارَة البسندلية
- جنزير من ذهب
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -32-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -31-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -30-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -29-
- أيكون اسمها العنقاء؟
- وعندما يكبر الضَّجَر


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - خبرات جنسية قرغيزية بسندلية