|
الهوية الامازيغية وجدالية اللغة
عبد اللطيف جغيمة
الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 17:37
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يضن بعض الجزائرين ان هناك حرب بين دعاة التعريب والتمزيغ في الجزائر لكن الواقع شئ اخر ماتصنعه السلطة ودعاتها في الجزائر ليس تعريب بالمفهوم الشائع بتعليم اللغة العربية لانها حق من حقوق الشعب بل تعريب الاصل والعادات والتاريخ فكيف يتم تعريبنا اذا كنا عرب فكل شئ فينا امازبغي يصارع من اجل البقاء امام هذه المُمارسات التي تصدع هوية الجزائرين تفرض علينا مجموعة من التساؤلات نفسها بشدّة : أولا لماذا لم يُفكِّر المسئول في أن هذه الشروخات سوف تقسم المجتمع الى قطبين ينطر كل منهما الى الاخر كانه اجنبي يريد تحطيم ذاته جرّاء مُمارسات اعتباطية لم يرق الوعي بأصحابها حتّى إدراك مدى خُطورتها؟ فمفهوم التعريب عندنا ليس تعلم العربية بل تعريب الشجر والحجر فليس هناك ازمة بربرية كما يدعون بل هناك حرب على اصالة الجزائرين جعلت المتشبث بها مجنون يعارض سياسة اقصائية دفعت به تلك الجهات ان يظهر بثوب المقسم لا المدافع ماتعانيه الجزائر هو ازمة هوية وغايب مشروع مجتمع في ضل تمسك السلطة بمشروع القومية ومسخ المجتمع الجزائري من هويته الجغرافية والتاريخية واللغوية في ضل الجمود والعقم الفكري الذي تعاني منه النخب المثقفة ادى بالمجتمع الجزائري الى ان ينسلخ شئ فشئ عن اصالته ولغته فهل نستطيع تخيل شعب بدون لغة تميزه عن الشعوب الاخرى ان ثقافة وهوية احداية القطب التي انتهجتها دول شمال افريقيا سوف تؤخذ هذا الانسان الي الاندثار لامحالة وتذوب هويته وثقافته الحضارية لصالح لغات يدفعها الميول الديني والسياسي والتطور الاقتصادي الي انتهاج سياسة احتقار الذات بدعوى التخلف والتطور لقد لعبت المدرسة الجزائرية دورا هاما في جمود الفكر وتقوضه مما خلق جيلين مختلفين جيل قديم حديث تشبع بمبادئه الأخلاقية،ساعدته على الاندماج مع معاييره وتقاليده وعاداته،ولهذا فهي تشكل الحلقة الوصل بين التعليم النظامي المقصود والحياة الثقافية السائدة بكل ما وجد من قيم وعادات ثابة وجيل حديث نزع كل ارتباط له بكل ماهو قديم واصبح مستودع معلومات لايفقه الا مايلقن ان وهم القومية العربية الذي يزرع في اجسادنا منذ عقود جعل منا شعب مهتز الشخصية لايعي معنى الهوية اهو عربي ام امازيغي وماهو معيارها اهو لغوي او عرقي ام جغرافي فعيداً عن الايدي والافكار التي تقودنا كالرعاع و الاغنام بعيداً عن الاديان والمذاهب والاديولوجيات ماذا تبقى لنا من هذا الوهم الاخير ف انتج لنا جيل من الانهزامين لديهم مركب نقص لثقافتهم وتاريخهم وينبهرون بانجازات الغرب المتطور الذي تجاوز اشكالية الهوية منذ عقود فلا يستطيع اي انسان ان يبني مستقبلا بدون بداية والحقيقة التي لاجدال فيها ان بداية هؤلاء كانت ومزالت امازيغية فالقومين يروى ضرروة الوحدة على اسس الحس بالانتماء الذي يغذيه الوعي الراديكالي المبني على المفهـوم الـسوسيولوجي الـديمقراطي الدكتاتوري فالحدود التي تربط بين اوطان العرب هي حدود وهمية رسمها الغرب في خطابتهم وجسدتها الانظمة القمعية القومية في افعالهم وهويتهم هي تضخيم الذات وبناء وطن بعدة دول للوقف امام هيمنة القوى العظمى تغليف العقول وسبغها بالفكر الواحد الذي يعزل الانسان عن واقعه الطبيعي وهي متضاربة الافكار تناقض مواقفها حسب مصالحها اما فكر الليبرالين الامازيغ يرى ان له الحق في الاختيار، بمعنى حق الحياة كما يشاء الفرد، لا كما يُشاء له، وحق التعبير عن الذات بمختلف الوسائل، وحق البحث عن معنى الحياة وفق قناعاته لا وفق ما يُملى أو يُفرض عليه.فيستمد هويته من الحيز الجغرافي ذات بعد تاريخي وثقافي بعيدا عن الاثنية والتعصب القبلي والانتماء الديني يطمح لبناء مجتمع متكامل خالي من الانتماءات المزيفة انتمائه يكون سوى لمحيطه ووطنه الذي يعيش فيه لكن هذا الفكر شوهه بعض المتطرفين الذين لم يعوا معنى الهوية الحقيقة للوطن واختزلوا الهوية في اللغة الامازيغية كنظرائهم القومين الذين اختزلوا العربية في انتمائتهم فالهوية الامازيغية كانت ومازلت هوية جامعة تدعوا الى جزائر جزائرية بكل مكونتها فعربيتنا هي الدارجة وامازيغيتنا هي لغة اجدادنا فلنتفتح على العالم ولا نغلق على انفسنا كما فعل اصحاب الفكر الرادكالي ان بروز مصطلح الامازيغية لغة ام لهجة لها مبرر واحد ان هؤلاء لم يقتنعوا ان لها تاريخ عليهم دراسته اولا لهذا سوف نتناول تاريخ الامازيغية ودورها في المجتمع القديم على مرحلتين الامازيغية لغة وجدت لها خط خاص بها لقد وضع جل الباحثين اهتمامهم بالحروف الفنيقية وكيف تم نشرها في العالم القديم مع التوسع البحري الفنيقي واعطوا حقوق ملكية التيفناغ للفنيقين وبنوا دراسات على هذا التوسع مع ان اغلب الكتابات توجد في شمال افريقيا وهنا نطرح سؤال لماذا لا توضع النظريات بالعكس وتطرح دراسات جديدة مثلا ان التيفناغ حرف امازيغي منحدر من جداريات الطاسلي وهو تطور كتابي طبيعي نقله الليبون القدماء الى فلسطين ومصر مع شيشناق لقد اجزم جل الباحثين في علم الكتابة واللسانيات قديما على ان تاريخ الكتابة الفنيقية ظهر في صور وليس العكس ولم يؤخذ الباحثين النظرية بالعكس لهذا سوف نحاول طرحها بشكل مغاير وتبقى نظرية قابلة للواقع تعتمد الكتابة الليبية الامازيغية في تشكيل حروفها على الرموز الهندسية الأولية ألا و هي النقطة و الخطوط المتوازية و المنحنية و المتقاطعة و المنكسرة، و الدائرة و المثلث و المربع. هذه الأشكال الهندسية تتقاسمها جميع الحضارات في العالم عبر مختلف الأزمنة و لم ينفرد بها أحد. نجد البعض منها أدرجت ضمن المواضيع المنقوشة و المرسومة منذ أقدم فترات الفن الصخري بشمال إفريقيا.و ابتداء من أواخر فترة البقريات و طوال فترة الأحصنة انتهج الفن الصخري أسلوبا تخطيطيا يعتمد أساسا في التمثيل على الرموز الهندسية، نجد مثلا الحيوانات تمثل بأساليب تخطيطية تستعمل فيها الخطوط المنكسرة و يتم رسم و نقش الأشخاص في شكل مثلثين متعاكسين يعلوهما عمود صغير. تركب العربات من خطوط و أشكال هندسية مختلفة ترتكز على عجلات دائرية ذات محاور وأنصاف أقطار؛ إلى غير ذلك من الأشكال الهندسية و الرموز التي تستعمل في تحديد الملكية و في المعتقدات الدينية و السحرية و في التزيين الملكية و في المعتقدات الدينية و السحرية و في التزيين.ساهم هذا الرصيد من الرموز الهندسية الذي توارثته أجيال خلال فترات زمنيةطويلة، في أول الأمر، في تكوين جميع أشكال الفنون الزخرفة التقليدية ثم في تركيب حروف الكتابة الليبية .و يتماشى هذا الطرح مع الأطوار الأساسية التي عرفها تاريخ ظهور الكتابة في جميع أنحاء العالم. يرى "هنري لهوط أن بعض الكتابات الصحراوية " و"مليكة حشيد" و "كريستيان دوبوي لا يمكن فصلها عن نقوش و رسومات فترة الأحصنة التي ترافقها، فمن الممكن جدا أنها تعود إلى نفس هذه الفترة التي يتفق الجميع على أنها تبدأ في حوالي 1500 ق.م " توصل الباحث "ڤ-;-ابريال كامبس الى تأريخ نقيشة عثرعليها في منطقة " أعزيب نكيس "بالمغرب الأقصى بحوالى 500 ق.م و بعد تكملة لدراسة الإطار الأثري لهذه النقيشة أستنتج نفس الباحث في عام 1996 أن تأريخها يعود إلى ما قبل القرن السابع ق.م . تتمثل في خط واحد لكتابة ليبية ( 16 حرفا) نقشت في إطار مجموعة من نقوش صخرية أنجزت بنفس الأسلوب و التقنية،زنجرتها متجانسة، تمثل أشخاصا حاملين لأسلحة أشكالها تؤرخ بعصر البرونز الثاني. وعلى أية حال فالمتفق عليه الآن أن الكتابة الليبية تعود إلى فترات قديمة تبعد كثيرا عن تاريخ التمركز الفنيقي/ البوني بشمال إفريقيا يتبع ع جغيمة
#عبد_اللطيف_جغيمة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دراسة فلسفية في تاريخ زناتة وجراوة
المزيد.....
-
سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع
...
-
مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ
...
-
كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
-
بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
-
حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع
...
-
البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان
...
-
أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
-
مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
-
أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|