الجندي الغبي – الشرطي المفلس 2

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 10:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

الجندي الغبي – الشرطي المفلس 2
تعتبر مؤسسة الشرطة حديثة نسبيا في معظم الثقافات تم انشاؤها بالاصل لادارة شؤون المدن لذا فان الثقافات الشرقية لم تتعرف الا متأخرا على ضرورة تأسيس مؤسسة خاصة بها و لحد الآن تستعمل العربية ايضا كلمة البوليس و اذا وجدت كلمة تقابل البوليس فلاشك انها ترجمة كالهاتف و التلفون. لهذا يعتقد ان كلمة الشرطة العربية هي تحريف للمصرية اليونانية cohortalis - cohors التي تعني اعوان او فرقة مساعدة او مجموعة من العامة او زريبة الحيوانات و هذه المعاني تنطبق جميعها على المعنى الاصلي للشرطة (راجع الجزء الاول من المقال). لربما دخلت الكلمة العربية عبر الارامية.

مؤسسات الشرطة cohors و العسكر exercitus دخيلة على اللغات الشرقية بصورة عامة و لكن هناك بعض المفردات الحربية في العربية ترجع اما الى الفارسية (الساسانية) كالجندي و الخندق و الرزق او الى الارامية كالجيش. دخلت كلمة الجند العربية عبر السريانية جندا (يسمون كل كورة جندا) و هي من الفارسية / الكردية (گندgund ) بمعنى (كومة / فرقة او قرية او كل شيء مدور لذا تسمي الكردية الخصية گن gun) و الخندق (بعد تحويل الكاف الايرانية الى القاف كالعادة) من (كندان) و الفارسية الوسطى (خنتك) قارن الكردية كند (بمعنى خندق) و رزق من الفارسية الوسطى (روزيك) اي وجبة اليوم لذا يقال (يا فتاح يا رزاق) قارن الكردية / الفارسية روژ / روز بمعنى يوم.

كلمات كثيرة لا تخطر على بال العامة اجنبيتها و لا يشك احد بعربيتها اما لانها تغيرت كثيرا او استعيرت منذ فترة طويلة. من كان يصدق ان كلمة الرزاق ايرانية الاصل و من استطاع ان يكتشف ان ان اسم مارغريت الاوربية ايرانية من (مرواريد) اي لؤلؤة استعيرت عبر الاغريقية ناهيك عن اسم فيروز الايرانية الاصل. دخل تأريخ مفردات عربية كثيرة طي النسيان بمرور الزمن.

تطورت الشرطة بطريقة عسكرية و لكن تداخلاتها في شؤون المواطنين و اتصالاتها المباشرة بهم بشر لها من ناحية بسمعة مشبهوهة و كثرة مفردات الاحتقار في اللغات العامية الغربية كالالمانية و الانجليزية و حولها الى جهاز فساد يشتهر بالرشاوي و تعذيب المواطنين خاصة في البلان الشرقية.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات