شاكر مجيد الشاهين
الحوار المتمدن-العدد: 4903 - 2015 / 8 / 21 - 10:05
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
عندما تخرجت من الاعدادية قدمت طلباً لتعييني في أي مكان عمل في ميناء الفاو. وحبذا في مكان ان عدت الى بيتي أنزع بدلة العمل والمشبعة برائحة الوقود والدهون . هكذا أملت عليَّ محبتي لمن يسمى (عامل) يتعطر بدهان آلته .
ولكن لم يُستجب لطلبي بموقف أمني صارحني به أحد المنتسبين لهذا السلك الذي أجهز على أحد رفاقنا (عبدالكريم جاسم) عام 1980 حيث ربطت جثته بالمثقلات السمنتية ورميت في شط العرب ، هكذا هو ديدن أعداء المحبين لوطنهم دائماً . اليوم تنفرد جهة (ما) في قتل طالب عمل ، غدرت به وبأخوانه العاطلين (برامج) احزاب الطائفية ووعودهم العرقوبية ، فلم يقدموا الى ابناء قضاء الفاو سوى الرصاص وشظف العيش وانتهاك الحقوق بأبسط متطلباتها ، حق العمل ، حق الحياة .
هذا هو (هابيل) الفاو يعلو صوته ان الحياة حق في الشرائع الانسانية ولكن لم يستجب (قابيل) الطائفية السياسية ، خوفاً من الطبقة العاملة أن تأخذ دورها الحقيقي في الوجود فجاءت رصاصاتها تأز في الآذان إِن ليس لكم أيها العمال بقاء في زمن التزاحم على الثروة التي تضمخت بدمائكم، ولكنها ستكون من حق اصحاب الكراسي الوارفة التي وصلتها العقول الفارغة بالصدفة، فليكن (فريد خالد المطوري) أول عامل تزهق روحه بسبب مطالبته بالحياة ، بالعمل فقط ، وانما بانتسابه الى النسيج الذي لاح ويلوح في سماء العدالة الاجتماعية للقضاء على زمر تمردت على حقوق شعبها ، وجعلت من الدين الظلال الكثيف الذي يخبئ مقاصدها الخبيثة .
#شاكر_مجيد_الشاهين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟