أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الإسلام يثير أعصابي














المزيد.....


الإسلام يثير أعصابي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4902 - 2015 / 8 / 20 - 21:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الأشياء التي تثير أعصابي حين أناقش أي مسلم حول موضوع الإسلام أن يقول لي المسلم: بأن محمدا سافر من الأرض إلى السماء على ظهر بغلة يقودها ملاك أسمه جبريل, وبأن محمدا سيد الخلق والبشر أجمعين ولولاه ما خلق الله الكون, وبأن الإسلام صالح لكل زمان ومكان, وأخيرا يأتي على النقطة التي تثير أعصابي حقا وهي: أن يطالبني بأن أناقشه بالعقل وبالمنطق وبالحجة وبالبرهان كون الإسلام دين عقلاني صاحب حجة وبرهان ومنطق لا يُعلى عليه أي منطق.

إنه ومن منطق الحس بالمسئولية لا يمكن أن آتي بفكر يعتمد أساسا في نهجه على أفكار غيبية ومن ثم أطالب الناس بأن يكونوا عقلانيين ومنطقيين, فكيف مثلا أكون منطقيا ويطالبني الأخ المسلم بأن أكون منطقيا وصاحب حجة وبرهان مع فكر هو بالأساس غير منطقي؟.

فإما أن يكون منهجي غير منطقي ويعتمد على أفكار غيبية ومن ثم يكون الشخص الذي يناقشني لديه تماما تصورات غيبية ومؤمن بأفكار غير منطقية ويستحيل تطبيقها على أرض الواقع, وإما أن يكون الفكر والمنهج منهجان عقليان والذي يقف بمقابلي تكون لديه تصورات وأفكار منطقية مثل الفكر الذي يناقشه.

فمن مثلا من الناس الذين عاصروا نبي الإسلام محمدا رآه حين ركب على البغلة(بُراق)؟ لو جاء شاهد واحد وقال لنا بأنه رأى البغلة أو الحصان(بُراق) لقلنا بأن محمدا عقلانيا ومنطقيا ويجب أن نناقشه بالعقل وبالمنطق, ومن مثلا كان يرى جبريلَ حين كان جبريل ينزل على محمد؟ إنه لا يوجد لدينا ولا أي شاهد واحد, وهذا معناه أن الدين الإسلامي يعتمد على الإيمان بالغيبيات, وعلى الذي يريد مناقشة الإسلام أن يأتي من عنده أيضا بأفكار وتصورات غير منطقية وعلى المسلم أن لا يحتج على غيره إذا كانت أفكاره غير منطقية لأن الإسلام أولا وأخيرا لا يقوم على فكر منطقي رصين وواضح وضوح الشمس, إنه يأتي من المجهول...من الغيب....من فلتات الطبيعة....من التسليم لله بطريقة غير منطقية مطلقا... إن الإسلام لا يمكن فهمه أو الاقتناع به بشكل كامل ومكتمل.

نعم, الإسلام لا يمكن فهمه مكتملا إلا إذا قمنا بتجزئته تجزئة تجزئة, وتقطيعه إربا إربا, فمثلا الذي يصلي ويصوم في الإسلام ولا يع8مل أعمال صالحة تفيد المجتمع ولا يكون صادقا مع الناس هذا الشخص يقول لنا عنه فقهاء الإسلام: خذوا من أقواله ولا تأخذوا من أفعاله, وهنا هذه التجزئة غير منطقية, فإما أبيض وإما أسود, ولا يجوز اللون الرمادي مطلقا, فإما أن يكون المؤمن مؤمنا بالله ويعمل أعمالا صالحة وإما أن لا يكون مؤمنا ولا يعمل أعمال صالحة, وإما أن يكون هنالك احتمال آخر وهو إما أن لا يكون مؤمنا ومع ذلك يعمل أعمال صالحة وهذا معناه أن الإسلام لم يهذبه بل هو هذب نفسه من خلال فكر آخر أو دين آخر غير الدين الإسلامي....وهنالك قصة عن الإمام الشافعي غير مشهورة لدى الفقهاء والدعاة, تقول: حين وصل الشافعي إلى بغداد قد قد التقى بتلامذة أبي حنيفة النعمان, فقال لهم: أنا أتفق معكم في بعض المسائل وأختلف معكم في بعض المسائل الأخرى, فقالوا له: دعنا من الاتفاق ولنبدأ بالاختلاف, فقال لهم: أنتم تقولوا: يجوز للمسلم أن يكون مسلما وبنفس الوقت لا يعمل عملا صالحا, فقالوا: نعم, صحيح, فقال: وما دليلكم؟, قالوا: قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات, وهنا تتدخل اللغة, حيث الواو(و) ليست واو عطف جملة على جملة وإنما هي واو فصل بين جملة وجملة, فقال الشافعي: هذا غير عقلاني: فلا يجوز أن يكون المسلم مسلما ولا يعمل أعمالا عقلانية, ولو صح زعمكم لأصبح للكون أكثر من خالق لقوله تعالى في سورة الرحمان(...ربُ المشرقين وربُ المغربين) فإذا كانت الواو هنا واو فصل فهذا معناه أن للكون أكثر من خالق, المهم أن الدين كله تصوراته غيبية وغير منطقية.

الخلاصة :

إن هذا معناه أن الإسلام دين غير منطقي ولا يجوز أن يطالب الناس بأن يناقشوه بالمنطق للسبب الوجيه التالي: وهو أن هذا الدين غير منطقي ولكن إلى نفسه على أساس أنه منطقي وبالتالي ينظر إليه المسلمون على أنه دين منطقي, وهنا الطامة الكبرى, فحين رفضنا في بداية المقال أن يطالب الإسلام غيره بأن يناقشه بالمنطق وبالبرهان كان رفضنا من هذا المنطلق, أي أنه لا يجوز أن يكون الدين فكر غيبي غير منطقي وبنفس الوقت لا يشعر المؤمنون به أنه غير منطقي أو كما يقول المثل: الجمل لا يرى رقبته العوجاء.

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب:

www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=382033
www.m.ahewar.org/s.asp?aid=373459&r=0&cid=0&u...0...



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرجل في الإسلام ناقص عقل
- معنى الخلاص الأبدي
- لي يا يسوع في هذا العالم ضيق شديد
- إذا كان الدين الإسلامي دين العدل والمساواة
- أخي في الإنسانية
- الحرب 2
- السعادة بالعطاء وليس بالأخذ
- سوء حظ دافنشي
- الصناعة والأخلاق2
- الصناعة والأخلاق1
- الحياة العامة في الأردن-1978-1988
- مصر الملكية
- مافيش بالفلسفة فكر صحيح وفكر غير صحيح
- لو اتحدت الدول العربية
- لست مملوكا لأحد
- صفات أصحاب الوجوه الجميلة(محمد)
- الإسلام من الفرات إلى النيل
- يجب أن يعتذر المسلمون من اليهود
- أعطوني جرعة من الحشيش
- أحمد لطفي السيد أول ليبرالي عربي


المزيد.....




- البندورة الحمرة.. أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سا ...
- هنري علاق.. يهودي فرنسي دافع عن الجزائر وعُذّب من أجلها
- قطر: تم الاتفاق على إطلاق سراح أربيل يهود قبل الجمعة
- الفاتيكان يحذر من -ظل الشر-
- عاجل | مصادر للجزيرة: الشرطة الإسرائيلية تعتقل الشيخ رائد صل ...
- الفاتيكان يدعو لمراقبة الذكاء الاصطناعي ويحذر من -ظلاله الشر ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى ودعوات لتكثيف الرباط بالمسجد ...
- قائد الثورة الاسلامية: لنتحلّ باليقظة من نواجه ومع من نتعامل ...
- قائد الثورة الاسلامية: العالم يشهد اليوم المراحل الثلاثة للا ...
- قائد الثورة الاسلامية: المقاومة التي انطلقت من ايران نفحة من ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الإسلام يثير أعصابي