أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد شاكر - قصة قصيرة














المزيد.....

قصة قصيرة


عبد شاكر

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 05:16
المحور: الادب والفن
    


تتساءل لم هذا الصمت , لمن تبوح ألمك .. صماء هي تلك الرفيقة الرقيقة , يجذبني اليها , نقاؤها , طقوسها الصامته . تومئ لك بغنج , كي تبقى منكبا عليها , تسقط كل جنونك في مداها الواسع الذي لايعرف الضجر ! أبدا هي صامته , تحتمل كل نزواتك , أكاذيبك , خداعك , وتغفر ! بل تستفزك , كي تفعل من جديد ما يحلو لك ! خلقت هكذا . خازن أسرارك الامين , وعاء يتسع لجنون أهل الارض . لاتخشى الا النار والمطر , والوشاة الذين يتلصصون على صدرها الناصع البياض , رغم انه لايبدو كذلك , حينما يتراقص فوقها العشاق بنشوة وألم , تارة تبدو لك بيضاء كندف الثلج , وحين يشتد الالم تتحول الى دماء متناثرة , زرقاء , حمراء , خضراء , بلا مساحيق . توقظها في اية لحظة , تبتسم بخبث ومكر , لايتقنه سوى حواء ! لانها تعرف جيدا , لمجرد ان ترى رعشات يديك ! تنظر اليك بموده ساحره , تغوص في عينيك ان كنت ثملا , تنهض فاتحة ذراعيها , تضمك في اعماقها , وتهدهد شياطينك الهائجة ! تغفو فوقها , حتى تفيق وتغادرك الشياطين . تحرص على ان تبقى كما هي , الى ان تدفعها جانبا ! تاركا أياها جسد منخور بغضبك الملطخ بشتى الالوان ! وهي باسمه . ما الذي يدفع المرء للجوء اليها : كونها تستمتع حين ترسم فوق جسدها خربشات , أو وشم بصورة افعى أم حيوان ضخم , وماالذي يجعلها تحتمل كل هذا الجنون ! لان : جسدها يتسع لكل انواع الاسقاطات ! لاتعرف الملل , هي الوحيدة في هذا الكون , لاتعرف الا العطاء , تتعرى صيفا وشتاءا , بلا دثار , لاتخشى الا الماء والنار ! تتحدى الجميع , لما هم فيه من صلف وغطرسه! واحيانا ترثيهم , بل وكثير ما اعلنت لهم : ان ساعة الزمن لم تزل تطقطق في آذانهم , ولم يدركوا بعد سر هذه الهمهمة من بندول كبير , يجثم فوق الجميع ! بلا ملامح . تسهم في حمل لحما او خضارا , او مصل الحياة , وتتلاشى بعد ان تفرغ من عطائها , تتدحرج على قارعة الطريق , في مزابل الآدميين الذين هدهم اللهاث خلف السراب . لن تشي بعشاقها , ولدت مشرده , في حقل مشبع بالرطوبة والماء واللصوص والحيوانات . لم تختلط كثيرا . نقية , لاشائبة في جسدها . لذلك فهي لاتعرف , ماهي الوشاية , بمن تشي ؟ ولمن ؟ ولماذا ؟ . صماء , عمياء , لااحد يخشاها . لكنها ليست بكماء , تحاورك بمودة بالغة , وحياء يفوق الخيال , ليضفي عليها سحر له مذاق خاص . وهي بطبيعتها جذابة , تستلقي بغنج , تنظر اليك بكل حواسها , لتسقط عليها , لوعتك , وهمك اليومي . لاتعرف النوم حتى في الظلمة , تشع لك متوهجة , متوجسة , خشية ان تغادرها , حينما يغيب القمر , لاتعاتب ان خاصمتها , او اهملتها ليال . تتأملك بصبر ممزوج بوداعة ملائكية , تتجدد في غوايتها لك . تدعك ان تحدد باناملك , شكلها , تصفه على هواك , ضجرا كنت ام فرحا . تلتصق بيديك , حينما تطيل ملامستها , حتى تترك اثرا فوق جسدها النابض من شدة التمازج معها . حينما تضطرب حواسك , وتشكو لها أنينك . تتلقف منك آهاتك بعذوبه لتحيلها الى صور , عميقة التكوين , رائعة الدلالة . البوح لها اكثر أمنا , من الثرثرة مع الذين يتربصون بك . تحذرك من ان تغادر محرابها , كي لا يصيبها الجفاف وتذبل الامنيات . وفي غفلة من زمنك الواهي .. لم تستطع ان تتكور بكل كلك , على تلك الرفيقة الرقيقة البائسة , عندما كانت في حضنك , حينما داهمتك رعشاتك الابدية في تلك الليلة الممطرة , ولجأت الى مائدة النار الشتوية .. حيث تسرب الدفئ الى جوفها وتأججت ثناياها واحترقت تلك هي ( ورقتك البيضاء



#عبد_شاكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- احتلال فلسطين بمنظور -الزمن الطويل-.. عدنان منصر: صمود المقا ...
- ما سبب إدمان البعض مشاهدة أفلام الرعب والإثارة؟.. ومن هم الم ...
- بعد 7 سنوات من عرض الجزء الأخير.. -فضائي- يعود بفيلم -رومولو ...
- -الملحد- يثير الجدل في مصر ومنتج الفيلم يؤكد عرضه بنهاية الش ...
- رسميًا إلغاء مواد بالثانوية العامة النظام الجديد 2024-2025 . ...
- مسرح -ماريينسكي- في بطرسبورغ يستضيف -أصداء بلاد فارس-
- “الجامعات العراقية” معدلات القبول 2024 في العراق العلمي والأ ...
- 175 مدرس لتدريس اللغة الصينية في المدارس السعودية
- عبر استهداف 6 آلاف موقع أثري.. هكذا تخطط إسرائيل لسلب الفلسط ...
- -المُلحد-.. إبراهيم عيسى: الفيلم هو الدولة المدنية التي نداف ...


المزيد.....

- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد شاكر - قصة قصيرة