|
قصة نفق سجن الحلة المركزي 1
نعيم الزهيري
الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 08:44
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
القيد وأناشيد البطولة المقـدمـــة
كثير من المناضلين الاشداء الذين لم يتخاذلوا في الازمات وايام القحط وزمن الانهيارات، يصمدون كالصخر يتكسر عليه الموج ويطير رشاشا، لم ينحنوا امام العواصف العاتية بسبب من وضوح رؤياهم وايمانهم بعقيدتهم الراسخة، إما من تشوشت عندهم تلك الرؤى ووضوح الطريق وتدنى الايمان بالقضية التي يناضلون من اجلها، يصيبهم الوهن ويفقدون توازنهم، وبذلك يكون سقوطهم سهلا، واحيانا لاتفه الامور ومن ابسط الهزات؛ فبطولاتهم ونضالهم العنيد يقترن بتمسكهم بعقيدتهم وفكرهم، وبعكس ذلك يكون ضعفهم وتخاذلهم ومن هنا فان ذلك العناد الثوري في النضال والتضحية والقوة هي ملك لذلك الفكر، لذلك الحزب الذي كانوا في صفوفه ابطالا ميامين ؛اما ضعفهم وانحناؤهم فهو ملك لهم حدهم .. لقد كان الشيخ قوي العود صلبه ‘مقداما في الشدائد و الملمات ‘ لكنه ‘في اواخر ايامه‘اصابه الوهن فخارت قواه وضعفت معنوياته وّسلم نفسه للحكومة التي حاربها بكل قواه ، وآثر ان يموت منسيا. فالتاريخ محايد غير منحازلاحد، يسجل في دفتره كل حدث بواقعيه وصدق ...المرحوم حسين سلطان صُبّي " الشيخ " عامل النسيج من هذا النوع الذي وصفناه، ففي سنواته الاخيره عانى من مرض عضال أفقده صوابه فبعد حرب الخليج الثانية ذهب مع اخرين من بلاد الغربة الى بغداد وآثر ترك العمل الحزبي والاستسلام للقدر فمات بصمت يطويه النسيان وبقي تاريخه للحزب وللحركة الثوريه.. واستميح القارى الكريم عذرا القول ‘بانني امضيت مايقرب من عشر سنوات في المعتقلات والسجون العراقية وغير العراقية، على فترات مررت خلالها باحدى عشرمعتقلات وخمسة سجون عراقية... ومن خلال هذا العمل المتواضع اقدم وصفا سريعا لاهم المعتقلات والسجون العراقية التي مررت بها وامضيت تلك السنوات من زهرة شبابي عارضا شيئا هاما عن حياة الشيوعيين في السجون كما حرصت ان اتناول في الفصول الاخيرة من هذا العمل ، وبدون استفاضة ايضا، قصة النفق الذي حفره السجناء الشيوعيون في سجن الحلة المركزي ذلك الذي سجل مأثرة أخرى في تاريخ الحزب،. وقد ذكرت الاسماء الصريحة. وعذرا ان سقط اسما سهوا او جاءت معلومة او تاريخ غير دقيق في هذا العمل الذي حاولت ان اكتبه للتاريخ ولاجيالنا الذين سيرفعون راية النضال خفاقة في سماء عراقنا الحبيب حتى تتحقق الاهداف النبيلة لكادحيه التي ضحينا من اجل تحقيقها ، كما ضحى من قبلنا السائرون على هذا الدرب المشرف الشائك..
الفصــل الاول
في المعتقلات ، في المعتقل تحسس الشيخ جراحاته العميقة والكدمات المنتشرة على جسمه جراء التعذيب الوحشي الذي كابده على ايدي الشرطة.. لقد تورم جسده تماما وبات كل جزء فيه يؤلمه وبالاخص المفاصل والعظام. ان الضرب على هذه الاجزاء من الجسم لايحتمل ولا يحتمل الضغط على المناطق الحساسة من الجسم او ضربها، اما تعليق الجسم من اليدين ولساعات طويلة في السقف بحيث يلامس ابهاما القدمين الارض فتكاد اليدان ان تنقطعا من الكتف، فهو الاشد ايذاء، لكن ان تربط اليـدان الى الخلف ويعلق الجسم منهما في السقف فلعل هذه الطريقة مرعبة نظريا، لكن الاكثر رعبا ان يتعرض لها المناضل عمليا، اذ لم تمض دقائق قليلة حتى يغمى عليه فيرخى الحبل وينزل الجسم الى الارض ويصب عليه الماء البارد حتى يفيق وتعاد الكرة ثانية وثالثة... لكن الاساليب المعتادة في التعذيب تبدا بشد اليدين الى الخلف والضرب بالسياط او بالكابل وضرب الراس في الحائط او شد الراس بضاغطة حديدية كتلك التي يستعملها النجارون [المنكَـنة ] او ربط الرجلين وعمل الفـلقـة. هذه اساليب اعتيادية وقـديمة بما فيها ادخال القناني الزجاجية فـي المخـرج او قلع الاظافر وغيرها من الاساليب اللا انسانية . ويقـودنـا الحديث المـر هنـا الى الكيّ بالتيار الكهربائي وبالاخص في تعذيب النساء، حيث تربط الاسلاك في الجسم ويفتح التيار الكهربائي بـقـوة معينة، وتمارس هذه العـملية في المناطق الرقيقة من جسم المراة او ادخال فوهة المنفاخ فـي الاست او الفِرجْ ويتم نفخ الجســم ... ان التطرق الى هذه الاساليب اللاانسانية يطول ويطول، ففي احيان كثيرة يتشوه الجسم اضافة الى ما تخلفه هذه الاساليب من آثار نفسيه على الضحايا، ضحايا الارهاب... لقد خبر الحكام انفسهم هذه الاساليب فتراكمت لديهم ابتكارات جديدة في فن التعذيب كما انهم ارسلوا برجالهم للتدريب في دول اخرى، على احدث الوسائل واشدها ايذاء للخصوم السياسيين. والانكى من هذا هو ان اطباء كانوا يشرفون على التعذيب ويدلون على المناطق الاشد ايذاء وتحسسا في الجسم . لقــد مورست اغلب تلك الاساليب والوسائل مع الشيخ الا انه كان قـويا فلم تصدر منه أنة واحده، اذ انه كان يرى في ذلك انتقاصا مـن رجولته وتحديه لخصومه، فيتحمل التعذيب في سبيل القضية التي آمن بها وناضل من اجلها، فطريق النضال مزروع بالاشواك والمصاعب وليـس بالورود والرياحيــــــــــن... قدموا له ورقه كتب عليها:
ماهي التنظيمات السريه لحزبكم، في المدينه والريف، وافراد تلك التنظيمات، ومكان تواجدها ومسؤؤليات افرادها وكيفية الوصول اليها؟ أين توجـد مطبعة حزبكم ومن يشتغل فيها؟ على اعتبارك عضو في اللجنة المـركزية للحزب الشيوعي العراقي، ومن مؤسسي اتحاد النقابات العماليـة العراقـية الشيوعية، فمن هم اعضاوها؟ وما هي مسؤؤلية كل عضو منهم.؟ ـ اسمي هـو حسين سلطان صبّي ،عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي، عضو اتحاد نقابات العمال العراقية. هذا كل ما اعرفه ! بل، وتعرفونه انتم ولا يـوجد لدي غير ذلك اقوله، و يمكنكم الاكتفاء به ان اردتم !! لكن هذه المعلومات بديهية بالنسبة لهم، ابدلوا اسلوب التعذيب بالاغراء، عرضوا عليه مناصبا في الحركة العمالية والفلاحية السلطـوية! او وظيفة اخرى، او ارساله للعيش في الخارج مع اعـطائه امتيازات مغريـة لقاء تادية مهام معينة غير مكشوفة ، لكنه رفض كل تلك الاغراآت .... ان الاعتراف على رفاق الدرب جرمـا لا يغتفر و خيانـة عظمى لطبقـته وافكاره وحزبه، بل، ولرجولته. لقد عاهد نفسه ان يتحمل الموت البطيً، ان يلتحق بركب الخالدين دون ان يحني هامته لجلاديـه ويطلب النجاة لنفسه ويعيش بذلّ وهوان. لقد خبرتـه الحياة وتصلب عوده في الصراع الشاق من اجـل حـريـة الوطـن وسعادة الشعب...
في مديريــة الامـن العـا مـة كانت الزنزانة صغيرة وعفنة بلاشباك ، بابها الحديدي المحكم يحتوي على كوّة صغيرة يتم من خلالها مراقبة المعتقـلين او اعطائهم الطعام الذي يتكون في الغالب من قطعة خبز او صحنا من الشوربة الباردة . تضاء الزنزانة بمصباح صغير مثبت في اعلى الحائط. الشيخ مسجيا على ارض الزنزانة الرطبة، لقد تجمدت الدماء التي سالت من جروحه وتيبست على ملابسه المتسخة، حاول ان يسحب جسده المتعب الى الخلف قليلا ويسند ظهره الى الحائط، وبصعوبة فعل ... بحثت عيناه في الجدران العتيقة فقرأ أسماء محفورة عليها تحكي قصص من سبقه في المرور بهذه الزنزانة، أسماء، تواريخ، ابيات من الشـعر مختلفـة اللون والطعم؛ كان وحيدا يسامر وحدته، يتحدث مع افــكاره فقط، لايسمع سوى صوته ودقات احذية الحرس الثقيلـة في الممر الضيق... انين المعذبين في الزنزانات المجاورة وهذيان البعض يشكل لحنا حزينا مؤلما، رغم عدم تجانسه، لكن معناه واحد يعكس مدى العذاب والالم. انهم رفاق الدرب في قبضة الوحش. كان يرغب في الكلام معهم ومسح جروحهم، ان يصيح باعلى صوته : ما من مولود يولد الا عبر الآم الأم في المخاض، لكن صوته لم يصل حد الشفاه... نظر الى الحيطان المجصصة والتي فقدت لونها وتحولت الى لطخ كغيوم سوداء في ليلة شتويـة، ومسحات من الدماء قــد اسوّدت ؛ لا يمكنه ان يعرف وقتها ومن اي جسد هي، وما هوية صاحبها الطبقيه فلاشك في انها دماء شيوعية ... نقر باصبعه؛ مرت بمخيلته الابنية الشاهقة والقصور الكبيرة، ثم ابنية السجون واسوارهـا العالية التي شيدها العمـال انفسهم، مثل هذا المعتقل الكبير الذي لا تعرف مداخله وزواياه وخباياه واروقته. العمـال الذين بنوه كانوا بلون التراب يجهدون انفسهم وبابدانهم المكدودة المتعبة يرتبون الحجارة واحدة واحدة.؛ شيخ تقـوس ظهره من كثرة ما انحنى على الرفش الذي يشق به بطن الارض. وطفل يحمل الحجارة على صدره الغض وآخر يخلط الرمل والاسمنت وامرأة حافيـة القدمين تتلفع بعباءة سوداء تنقـل طاسة الخليط للبنّاء، وآخر، وآخرين... هكذا يجري العمل تحت اشعة الشمس المحرقة... وفي ظل الجدار المجاور تقبع الزوجات والاخوات والامهات بالصمت وهن يحضرن الزاد لذويهن، تتورد خدودهن مع النفخ في الحطب حيث يتعالى دخانه لصنع قدح من الشاي الاسود في الابريق الاسود ... آه.. والف آه انهم لو يعلمون انهم يبنون سجنهم بايديهم .. صدرت انـّـته مـن الاعماق .. ايهــا العمال يـا رمـز الشـقـاء خـافـقـا بالعـزم خـلاق الوجـود نـحـن شـيـدنا القـصور الشامخات هـل سـوى الموت جنينا والقيـود؟
أحسّ برغبة شديدة للتدخين ولقدح ساخن من الشاي، لكن كيف يمكنه ان ينال المستحيل؟ ان معتقل الامن العام المعقـد البناء. تمنع فيه الزيارات منعا باتا. يجرد المعتقل من كل شيً يحمله حتى الساعة والخاتم وخيط الحذاء، لاشيً سوى الملابس التي يرتديها ولا يسمح له بالخروج للمراحيض سوى مرتين في اليوم، وتحت السياط والسباب .. ـ أين أنت يا أم علي واين صغارك، هل جاء المجرمون وفتشوا البيت، ماذا وجدوا من ادلّة يستفيدون منها.؟ لقد تأخرت اسبوعا فلا بد انك توقعتي اعتقالي بعد يومين مـن غيابي. فهل بادرتِ لاخبار الحزب، ليتني اعلم؟ لكنك امرأة مجرّبة. لااتصور ان تفوتك تلك المبادرة التي اعتـدتِ، المهم انهم لم ينالوا مني شيئا يستفيدون منه، لقد بقيت كعهدك بي. سنـدانـا تتكســر عليــها المطــارق....
في موقف التسفيـر [ موقف السراي ] تأرجح جسد الشيخ الثقيل في السيارة الخضراء المقفلة المعدّة خصيصا لنقل المعتقلين من مكان الى اخر. جدران السيارة مصنوعة من القضبان الحديدية وهي عبارة عن قفص كبير مقسوم الى قسمين الاول اعد للسجناء، يفصله عن الجزء الاخر باب يغلق برتاج حديدي وقفل كبير. اما القسم الاخر فهو للحرّاس، يتم قفله من الخارج ايضا. كانت القيود الحديدية البيضاء اللامعة الامريكية الصنع تحز معصميه؛ رأى بأم عينيه نصب الحرية في ساحة التحرير، معجزة الفنان المبدع جواد سليم الذي يتألق فيها في سماء فنه التشكيلي. الباب الشرقي يكتظ بالناس. من هنا، من هذه الساحة تنطلق السواعد السمراء والزهور لتصنع اعظم الملاحم؛ هنـا قبض على نوري السعيد وانتهت اسطورة " دار السيد مامونة " . هنا انطلقت الهتافات الاولى تطالب بالخبز الابيض والغاء المعاهدات الجائرة، اسقاط الاحلاف والقيود الاستعمارية... من هنـا انطلقت الحشود الجماهيرية لحماية الجمهورية الوليدة، هنا تراقصت اللافتات الحمراء والبيضاء، تطالب بـ " السلم في كردستان " ، تجسيدا للاخوة العربية الكرديـــــة ... كانت تلك دقائق ثم انعطفت السيارة في شارع الرشيد التاريخي وسط سيل لا ينقطع من السيارات الصغيرة، تتقاطر كسرب من النمل. المتاجر تفتح ابوابها عارضة بضائعها المنوعة وعلى ارصفة الشارع بضائع اخرى قليلة الثمن، الشوارع الفرعية تعج بالمارة. وعيون الشيخ لا تنفك تنقب باهتمام بالغ بين الزحام. عسى ان تلتقي بعيون تعرفه حتى توصل خبر اعتقالة . تباطأت السيارة في سيرها نتيجة الزحام وضيق الشارع، وتمنى ان يطول به الوقت لاقتناص ولو بضع لحظات من التأمـل والتفكير، اشرطة الماضي حاضرة تمـر في ذهـنة بسرعة قياسية لكنها تنقطع مـع اصوات تنبيه السيارات التي تريد الافلات من العراقيل ومواصلة السير... شارع الرشيد ذو الامجاد الثورية، الشارع الذي رأى مظاهرة المليون في الاول من ايار/ 959 1 ذلك الذي غنى فيه الجواهري الكبير للعمال : بـكم نبتـدي واليكم نعـود ومـن سـيب افـضـالكم نستزيـدُ بكم تبتنى شرفات الحيــا ة وينشـق للفجـر منهــا عمــود
الشارع الذي قدمت فيه الجماهير مطاليبها المشروعة بتحدٍ صارخ للحكومات واصطدمت مع قوات الشرطة والشرطة السيارة في العهد الملكي المباد، وفي العهد الجمهوري... شارع الرشيد الذي شهد الامجاد الثورية وتعمّد بالتحدي وبالدم الشيوعي، هنا في هذه المنطقة بالذات كان التجمع الجماهيري الكبير، حيث قطع السير والحشود تستمع لصوت الجواهري الهادر مـن جامع الحيدرخانة يؤبن اخيه المناضـل جعفـر الذي استشهد برصاص الحكام الخونة، في تحدٍ لحكام معاهدة بورتسموث المقبورة في عام 1948 : اتعلــم ام انـت لاتعلــمُ بـأن جـراح الضحايـا فـمُ فم ليــس كالمـدعي قولة ولـيس كآخـر يستــرحـم
وتردد في رأسه صدى الصخب والصمت معا. احقا هذه هـي جماهير الامس تسير في الشارع؟ أهي جماهير ثورة الرابع عشر من تموز/ 1958، اهي جماهير مقاومة ا نقلابيي شباط الاسود النفطي في عام 1963؟ فما بالها يصيبها القنوط وكأنها مستسلمة للقدر!؟ نعم هي هي! حقا كما قال لينين " اعطونـا مـنظمـة ثوريـة نقـلب روسيا رأسا على عقـب "... انعطفت السيارة نحو منطقة السراي الى مركز التسفير المسمى " مركزالسراي " ، وفيه سلمت اوراقه وفتحت قيوده وادخل المعتقل ... يقع مركز السراي في مكان منزوٍ، له باب حديدي صغير فيه كوة صغيرة تستعمل للنداء على من تطلبه الادارة. قاع المعتقل منخفضة بدرجتين عن مستوى الارض الاعتيادي الذي تقع فيه الدائرة. المعتقل عبارة عن ساحة طويلة ضيقة، على يسارها ثلاث غرف تتعامد عليها وفي نهاية الساحة حمام ومرحاض، وفي زاويتها اليمنى غرفة اخرى صغيرة. سقف الساحة مغطى بأسلاك شائكة مشبكة، وغالبا ما تختنق مجاري المرحاض الوحيد وتطوف الاوساخ وتغمر الساحة فينكمش المعتقلون في الغرف. ادارة المعتقل لاتزوّد المعتقلين بالبطانيات اللازمة، فالنوم على الارض صيفا وشتاء، حرارة الاجسام المزدحمة هي مصدر التدفئة الوحيد في الشتاء، وفي الصيف يصير جو المعتقـل لا يطاق من شدة الحرارة وقلة الاوكسجين لعدم تبدل الهواء الفاسد، ومما يزيد في الطين بلـّة هو كون المعتقـل في حالة ازدحام مستمرة، فغالبا ما يغمى على المعتقلين وبالاخص الذين يعانون من ضيق في التنفس والربو والمسنين كذلك. فبعد الصياح وضرب الباب يضطر الحرس الى اخراجهم من المعتقل لوقت قصير، الى ان تهدأ حالتهم ثم يعادون الى المعتقل ثانية، وفي احيان اخرى يشتري المعتقلون قناني من الاوكسجين ويرش في الجو في الحالات الطارئة، ولكن بالرغم من كل ذلك لم تسجل حالة وفاة في المعتقل المذكور حتى اثناء انقلاب شباط المشؤوم في 1963، حيث تعذر النوم لكثرة ماحشر في ذلك المعتقل من بشر... الغرض من وجود هذا المعتقـل هو استقبال المعتقلين وارسالهم الى المحاكم او الى التحقيق في بغداد، فهو يشكل مركز الدائرة لكل السجون والمعتقلات في العراق. ومن هذا المعتقـل ايضا يتم التسفير الى سجن نقرة السلمان الصحراوي مرورا بمعتقل السماوة، او، الى السجون والمعتقلات الاخرى في عموم العراق .
السماوة، معتقـل ونقـطة تسفـيـــر ... السماوة تلك البلدة الفرات اوسطية ذات الامجاد الثورية المعروفة في ثورة العشرين، سماوة العارضيات والرميثة، المدينة الجميلة العامرة بالبساتين. تقع السماوة على نهر الفرات في منتصف المسافة بين البصرة وبغداد وتشكل نقطة مرور اجبارية للقطار الرائح الى البصرة والغادي منها، ومن السماوة يروح طريق ترابي عبر الصحراء الغربية الى منخفض السلمان، ذلك المنخفض الطبيعي الكبير الذي طالما اخفى المهربين من والى السعودية. ومنذ ان اوجدوا في السلمان سجنا صارت السماوة نقطة تسفير الى ذلك السجن الرهيب، سجن نقرة السلمان، فمن هنا، من السماوة مر مئات الشيوعيين مثقلين بمئات السنين من الاحكام الثقيلة. ولهذا المعتقل وصل قطار الموت سيْ الصيت الذي صار وشم عار لايمحى في جبين رجال الانقلاب النفطي، انقلاب الثامن من شباط الاسوّد في عام 1963... يتبع
#نعيم_الزهيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت
...
-
قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
-
مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
-
كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
-
حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و
...
-
وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن
...
-
133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا
...
-
بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي
...
-
قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا
...
-
معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|