أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - تسييس الدين وتديين السياسة: انقسامات وحروب طائفية ومذهبية















المزيد.....



تسييس الدين وتديين السياسة: انقسامات وحروب طائفية ومذهبية


نايف حواتمة

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 21:20
المحور: مقابلات و حوارات
    


حواتمة مع فضائية «الغد العربي»
برنامج "لقاء خاص مع الكبار"

• تسييس الدين وتديين السياسة: انقسامات وحروب طائفية ومذهبية
• ثورات عربية لإسقاط أنظمة الإستبداد والفساد
• ثورة العقل على "داعشية" مناهج التعليم والكتب المدرسية، في البلاد العربية
• الديمقراطية، الدولة المدنية الحديثة، العدالة الاجتماعية هي الحل
• ندعو لإنتخابات شاملة لمؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية بالتمثيل النسبي الكامل وحكومة وطنية ائتلافية شاملة لحل الأزمة الفلسطينية الداخلية

حاوره: عبيدة الضمور
عمان – لندن
مقدمة: مشاهدينا الكرام يسرنا أن نستضيف شخصية مناضلة استثنائية وطنية فلسطينية وعربية، أثبتت حضورها عبر السنوات والعقود في مسيرة النضال العربي، ذلك الزمن الصعب والعاصف، الصراع الذي حفر على صخر، وجدران التاريخ لمستقبل عربي جديد وزاهر، رحبوا معنا بالسيد نايف حواتمة الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.. أهلاً وسهلاً بك سيد حواتمة على شاشة «الغد العربي».

• شكراً لإتاحة هذه الفرصة لإطلاع الجماهير العربية وشعبنا في فلسطين وفي كافة أماكن تواجده وبأقطار اللجوء والشتات.
س1): استاذ حواتمة لكم مسيرة حافلة على الصعيد السياسي وعلى صعيد النضال نود أن نعود بالذاكرة ولو قليلاً لمسيرة الأستاذ نايف عبر السنوات؟
• نحن من جيل نما على قواعد وطنية وقواعد قومية، وفي القلب منها القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، عنوانها الكبير« بلاد العرب أوطاني.. من الشام لبغدان.. ومن نجد إلى يمنٍ.. إلى مصر فتطوانِ».. تربيتنا تربية عربية قومية، ديمقراطية وتقدمية، تدفع باتجاه النهوض بكل بلد عربي والنهوض العربي المشترك، حتى تستعيد الأمة العربية مكانتها في التاريخ الذي فقدته منذ أكثر من 1000 عام، وعليه؛ وفي المقدمة من كل هذا هي القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عادلة عربياً وفلسطينياً وبموجب القوانين الدولية، نهضنا باكراً منذ النصف الثاني من الخمسينيات نهوضاً في إطار حركة التحرر العربية الدافعة نحو حلول للمشكلات العربية المزمنة، الإثنية والطائفية والمذهبية والاقتصادية والاجتماعية نحو مجتمعات عربية جديدة، تقوم على الحريات، الديمقراطية التعددية، المساواة في المواطنة، حق الشعوب بتقرير المصير، الدولة المدنية الحديثة..، على منهجية اقتصادية تؤمن الجمع بين التنمية المستقلة المتواصلة وبين العدالة الاجتماعية، وعلى ضوء هذا تواصلنا حتى يومنا هذا، في قضايا التحرر العربية المتعددة، واستحوذ علينا هذا الميدان لتحقيق أهدافه، لم تكن ثمة حياة شخصية خاصة، فالعقل والقلب يقيداني برؤية الحاضر والمستقبل، نمضي قدماً إلى اللحظة المؤاتية، ونرى حياتنا كلها في خدمة الشعوب والقضايا الوطنية والعربية القومية والأممية وقضايا التقدم إلى الأمام؛ تواصل الصراع لأننا نحب أمتنا ونهوضها، ولأننا نحب التفوق، وبنكران للذات، نضع به القلب وراءنا، لنواجه وبعقلانية «أزمة العقل العربي» التي قيدته أكثر من عشرة قرون - هذا باختصار شديد.
س2 ــ سيد نايف وأنت قادم من دمشق لا استطيع أن ابدأ إلا من هذا الموضوع... مخيم اليرموك، تلك المأساة وأنت على إطلاع مباشر وعمل لحماية المخيمات الفلسطينية، كيف الوضع هناك؟ وكيف ترون السبيل لحل تلك المأساة وهل الحلول العسكرية ممكنة.
• فيما يخص مخيم اليرموك، ناضلنا في الجبهة الديمقراطية وفي صفوف شعبنا ومخيم اليرموك والمخيمات المستضافة على الأرض السورية، من أجل تحييد هذه المخيمات عن الصراع المسلح وحمينا حياد هذه المخيمات وخاصةً اليرموك على امتداد أكثر من 22 شهراً، بدءاً من انفجار الأوضاع في سوريا بأذار/ مارس 2012، في 18/12/2012 دخلت مجموعات، حوالي 10 من قوى الإسلام السياسي المسلح، ومنها القاعدة، وبتسميات فصائله القديمة والجديدة وشقيقاتها النصرة، داعش، وأحرار الشام، وجيش الإسلام.. وآخرين احتلوا أجزاءً من المخيم فأصبح المخيم في حمّى هذا الجحيم منذ ذلك الوقت حتى الآن، لدينا ما يزيد عن 3000 شهيد من أبناء المخيمات، وأكثرهم من اليرموك وعشرات آلاف الجرحى، وحوالي 80% من أبناء اليرموك مشردين بدون مأوى سواء بالداخل السوري أو في المخيمات الفلسطينية في لبنان وهجرة الغرق في البحار، لأنه في ذلك الوقت، كان كلاً من العراق وتركيا والأردن قد أغلقوا وحجبوا إمكانية وصول مجاميع فلسطينية خارجة من هذا الجحيم، كما بقي المخيم محاصراً حتى الآن، تحت الجوع وتحت النيران والشهداء يومياً، بقي من سكانه من (180 ألف ـــ 200 ألف) تقريباً، اليوم 12 ألف داخل المخيم، هناك قوى تحتل المخيم منها النصرة وجيش الإسلام وأبابيل، وداعش.
بوضوح لا إمكانية لأي حل عسكري بالنسبة لليرموك كما المخيمات الأخرى، كما أن كل الحلول الأمنية والعسكرية للأزمة الدموية الطاحنة الوحشية لا تشكل حلولاً في البلدان العربية، الذي يشكل الحل لأزمة مخيم اليرموك وقف كل اشكال الاحتلال لكل المخيمات أي برحيل وانسحاب القوى التي تحتلها، وفك الحصار عن كل المخيمات وخاصة اليرموك، والتسليم من طرفيّ الصراع بحق تلك المخيمات الفلسطينية بالحياد والبقاء والحياة على طريق صراع العودة إلى فلسطين، وعدم الزجّ بها في الصراعات المسلحة لأن مخيمات الشتات في سوريا لها عدو واحد هو الاحتلال الإسرائيلي التوسعي.
س3 ــ انتقل للوضع الفلسطيني في الداخل دعا البعض إلى إطلاق نواة جبهة مقاومة ما أسموه بالمؤامرة وتصفية المشروع الوطني الفلسطيني، مبادرة أطلقها الشيوخ بالحركة الوطنية الفلسطينية رداً على الفصائل والشخصيات العامة بأن فريقيّ الانفصال والتقاسم ـــــ حسب وصفهم ــــ ومعهم دولة الاحتلال اخذوا في مسارعة خطاهم قبل فوات الأوان، وقبل حدوث مفاجأة صحوة الغضب، هل فات الأوان.. التقاسم الإداري والوظيفي بين غزة وبين الضفة وإسرائيل أمر واقع؟
• بلغة مباشرة لكل شعوبنا ومحبي السلام والحرية، إن الشعب الفلسطيني بات حقيقة واقعة على الأرض الفلسطينية، فضلاً عن الأدوار الكبرى في أقطار اللجوء، لا يمكن تجاوز الحقوق الوطنية الفلسطينية، جرت محاولات عديدة منذ حزيران 67 حتى الآن لطمس الشعب الفلسطيني وحقه بالوجود، بسلسلة من المشاريع التصفوية بالخلاص من حقوق الشعب، حقه بتقرير المصير، الدولة المستقلة على حدود حزيران 67 عاصمتها القدس الشرقية المحتلة بذات العام، وحق اللاجئين بالعودة بموجب القرار 194، كل هذه المحاولات فشلت، كل حروب الإبادة لشعبنا فشلت سواء داخل الأرض المحتلة أو بأقطار اللجوء والشتات.
إسرائيل قامت بـ4 حروب شاملة على شعبنا داخل الأرض المحتلة منذ عام 2000 حتى الآن كل هذه الحروب انتهت إلى الفشل، لم تتمكن من أن تركّع الشعب الفلسطيني، ولن تتمكن من أن تجزء الوطن الفلسطيني المحتل 67 ، أي فصل غزة عن الضفة، الذي قام بفصل غزة عن الضفة هو الصراعات الفلسطينية الداخلية، صراعات السلطة والنفوذ والمال والسلاح بين سلطة فتح وحماس، نحن بالجبهة الديمقراطية وكل القوى الديمقراطية والوطنية الليبرالية من مكونات شعبنا والنقابات؛ رفضنا رفضاً قاطعاً ما يجري بين هذين الفصيلين من محاولات الاحتكار والمحاصصة، فرضنا الحوار الوطني الشامل على فريقيّ الانقسام المدمر، أنجزنا معاً وجميعاً اربع برامج لإسقاط الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية بانتخابات شاملة لمؤسسات منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وفق قوائم التمثيل النسبي الكامل 100%، لكن كما قلت هذا لم يستطيع أن يتحقق لسببين: الأول المصالح الشخصية والفردية الفئوية الاحتكارية لكل من وضع يده بقوة السلاح وليس باختيار الشعب على السلطة في رام الله وعلى السلطة في غزة لفصل قطاع غزة عن الضفة بالانقلاب الشهير لحماس 14 تموز 2007 (وبلغة حماس الحسم العسكري)، 8 سنوات عجاف، الآن يعترف أبو مازن والأخوة بفتح وحماس أنها عجاف وأن الانقسام مدمر.
ثانياًــ المحاور الإقليمية والشرق أوسطية والعالمية، هذا مع سلطة فتح وهذا مع سلطة حماس، بتمويل ودفع مبالغ اسطورية وفلكية، تنصب على السلطة سنوياً مليارين إلى مليارين ونصف من الدول العربية والمانحة الأجنبية، وينصب على حماس سنوياً مئات ملايين الدولارات، فضلاً عن أموال التسليح الواسع المعلوم من إيران وقطر وتركيا والدولية والإخوانية، أقول من جديد أنا على ثقة أن الانقسام لن يؤبد، وستأتي اللحظة التي ينتفض فيها شعبنا على الانقسام والانقساميين، لإسقاط الانقسام وتنفيذ برامج الوحدة الوطنية، هذا أولاً، ثانياً: لا يمكن تصفية القضية الفلسطينية بخطط إسرائيل، سواء تقوم على القمع والحروب والإبادة وهي التي لم توصل إلى حلول، إن الذي يجب أن يكون بالإطار السياسي والقانوني هو قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمها القرار الأممي الكاسح الذي أخذ في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 دولة فلسطينية تحددت حدودها دولياً 4 حزيران/ يونيو 67 عاصمتها القدس الشرقية، وحق اللاجئين بالعودة، وتحدد أن منظمة التحرير الفلسطينية (الائتلاف الوطني الجامع) هي الممثل للكل الفلسطيني وبالتالي لا بديل عن الائتلاف الفلسطيني العريض.
س4 ــ البعض قال أن قرار عباس اقالة أمين سر منظمة التحرير ياسر عبد ربه الذي لا ينتمي لفتح، وتسمية شخص من فتح يشكل كشفاً للغز التغيير، بأنه ليس بسبب الغياب أو مؤامرة تطبخ وتعد في دولة عربية؛ كما روج المقربون من عباس؛ لكنها جاءت كخطوة أولى على طريق التوريث السياسي الخاص بما هو قادم ومن شروط محددة، هل التوريث السياسي جائز بالحالة الفلسطينية؟
• ما أخذ بشأن أمانة سر اللجنة التنفيذية يؤكد أن الذين ائتلفوا فيما بينهم باتفاق أوسلو على امتداد 22 سنة، وجدوا أنفسهم بطريقٍ مسدود، لذلك أعلن عبد ربه بعد اقالته أن «المسألة أعمق بكثير من هذا، المسألة أن الحلول الجزئية الممثلة باتفاقات أوسلو وصلت للفشل بشكلٍ شامل وتام، وعلينا أن نعترف بذلك علناً للشعب الفلسطيني كما على فتح وحماس أن يعتذروا للشعب الفلسطيني على زرع الانقسام فلسطينياً».
نحن بالجبهة وبفتح والفصائل بيننا وحدة وطنية منذ هزيمة 67. الإنقسام الدموي المدمر بين حماس وفتح جاء بعد توقيع "برنامج الوفاق الوطني" بإجماع الحوار الوطني الشامل في غزة حزيران/ يونيو 2006، وانفجر بالانقلاب السياسي والعسكري في تموز/ يوليو 2007 والحسم العسكري في غزة وفصلها عن الضفة.
بيننا وحدة وطنية منذ هزيمة حزيران 67 إلى عام 2006، أكثر من 30 عاماً دون محاصصة ثنائية، ودون احتكار، من الجانب الآخر، لا حقّ لأبو مازن بإقالة انفرادية وهذا من حقوق اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كثيرون طالبوا أن يتخذ هذا القرار باجتماع اللجنة التنفيذية بـ 22 حزيران وقالوا بلغة واضحة ياسر عبد ربه يجب أن يكون بالاجتماع، اعترض على ذلك تيسير خالد، عبد الرحيم ملوح، صالح رأفت، الأخرين صمتوا فأجل البحث لاجتماع أخر باللجنة التنفيذية، لم يقع الاجتماع حتى الآن.
الأخ أبو مازن كلف عريقات كقائم بالأعمال، لا يوجد عنوان أو تقليد هكذا بتكليف القيام بأعمال أمانة السر، أو أي منصب باللجنة التنفيذية، ولا يوجد أي منصب باللجنة التنفيذية ملك لأي فصيل إطلاقاً، وبالتالي هذا ليس ملكاً كما أدعى عدد من أعضاء فتح على سبيل المثال، دائماً كان أمين السر شخصية مستقلة (ياسر عمرو، جمال الصوراني، محمد زهدي النشاشيبي)..، اللجنة التنفيذية ستجتمع للبحث والبتّ بهذا، لقد أثار الأمر موجةً داخل فتح.. لماذا تنصيب صائب عريقات الآن بهذا الموقع؟ وعلى حدّ تعبير أعضاء في اللجنة المركزية لفتح أن أبو مازن استل عريقات من منتصف الطابور ووضعه في مقدمته، وهذا ليس حقا،ً وهناك صراعات داخل اللجنة المركزية لفتح، على المواقع والمناصب بما فيه الصراع على منصب أمانة سر اللجنة التنفيذية، قد يمرّ هذا بإصرار من أبو مازن أن يكون عريقات، هذا له علاقة بالمشكلات الداخلية لفتح وله علاقات بالمفاوضات المستأنفة لأنه من المتوقع والمعلوم أن عريقات هو من سيدير المفاوضات عن جانب السلطة الفلسطينية، وشالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيكون هو من سيمثل الحكومة الإسرائيلية في هذه المفاوضات.
س5 ـــ التعديل الوزاري الذي لم يرى النور، اعتبره المراقبون محاولة لإيجاد حل لأزمة رامي الحمد الله على حساب حل لأزمة فلسطين وبدأ العمل بتعديل وزراء لا يتماشون مع هوى الوزير الأول، دون مراعاة للشأن الفلسطيني العام، هل يمكن اعتبار ذلك بداية لوضع أسس نظام جديد يسير وفق الرؤية السياسية الخاصة بفلسطين؟
• نحن بنينا لشعبنا مؤسسات للسلطة التشريعية والتنفيذية على قاعدة جماعية، وليس فردية احتكارية لفصيل أو آخر، وبدون قاعدة المحاصصة الثنائية المصدرة لنا من البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط، إما الحاكم فلان أو البديل جاهز من خارج القوى العقلانية، أي محاولات للاحتكار السلطوي بموجب احتكار للمال والسلاح، لا لحماس ولا لفتح، ولا للأخ أبو مازن أو غيره، وعندما جرى التثبيت برحيل الحكومتين السابقتين حكومة الحمد الله الفتحاوية وحكومة حماس برئاسة هنية، وبات مطروحاً تشكيل حكومة وحدة وطنية، ائتلاف وطني عريض، جرى الإلتفاف على حكومة الوحدة وشكلت حكومة محاصصة في 2 حزيران 2014، حتى الآن لم تستطيع أن تفعل شيئاً، وأكدت فوراً وعلناً أن أي حكومة انفرادية أو احتكارية أو حكومة محاصصة ثنائية توافق عليها حماس ــــ بينها وبين فتح لن تستطيع الحياة بل تكرر الخطأ الاستراتيجي، ولذلك يجب العودة إلى الشعب بحكومة وحدة وطنية لكل الفصائل والقوى، بانتخابات شاملة لكل المؤسسات، لأننا بنينا منذ 67 حتى يومنا.. ائتلاف وطني، جبهة عريضة، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية كذلك دمقرطة المؤسسات النقابية المهنية والاجتماعية، وبنينا قيادة توافقية، والديمقراطية التوافقية هي الصيغة الوحيدة لحل المشكلات طالما أن الانتخابات الشاملة غائبة.
س6 ـــ نتحدث عن محاولة عباس تصفية خصومه السياسيين بفصل محمد دحلان، وإقالة عبد ربه ومحاولة الحجز على أموال مؤسسة الرئيس فياض بغسيل أموال، حالة لم تشهدها الساحة السياسية الفلسطينية وخاصةً في ظل الراحل عرفات كان يختلف مع الجميع ولكن في النهاية مظلة الوحدة الوطنية الائتلافية برئاسة عرفات تجمعهم.. لماذا هذه الحالة الآن؟
• هذه حالة تآكل واهتراء هي نتيجة سلسلة من الأزمات التي تمر فيها القضية الوطنية الفلسطينية، نحن نعيش 5 أزمات، أزمة سياسية..) أزمة «لا وجود».. خلال 22 سنة للحل السياسي، مفاوضات فاشلة في طريق مسدود وعبثية و"عقيمة" بتعبير أبو مازن نفسه في جمعية الأمم المتحدة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، الآن كل الأسماء التي ذكرت ترى أن غياب العملية السياسية يعمق الأزمة الفلسطينية، وغياب مفاوضات جادة مسؤولة يترك الأمور للمجهول، الأزمة الثالثة اقتصادية، الأوضاع الاقتصادية تحت رحمة إسرائيل، والدول المانحة وإسرائيل عندما تمنح الأموال بموجب اتفاق باريس لأن الممرات البرية والبحرية والجوية بيدها، تقع السلطة على ركبها.
كذلك أزمة اجتماعية، يوجد فقر، يوجد بطالة بالضفة الفلسطينية ما يزيد عن 30% من البطالة هي شباب، وكذلك بغزة ما يزيد عن 60% بطالة، أغلبيتهم شباب جامعات وشباب ثانويات، وأزمة الانقسام، خمسة أزمات طاحنة من المسؤول عنها، مسؤول عنها الذين رفضوا الحلول الوطنية والمشتركة التي انجزناها، تأثيرات وضغوط إسرائيل والانفراد الأميركي ومحاور وسيولة مالية وضغوط وشروط سياسية إقليمية بالشرق الأوسط، تقع على حماس وفتح، هنا وهذا من يعطل الحلول الوطنية.
أبو مازن ما فعله هو واللجنة المركزية لفتح مع دحلان، هذه قضية داخلية فتحاوية، مثال: عندما وقع الانقسام الشهير المدمر بفتح 83 ـــ 84..، الذي حمى الشرعية الفلسطينية هي القوى الديمقراطية والليبرالية، وفي المقدمة الجبهة الديمقراطية والشعبية وفصائل التحالف الديمقراطي، شكلنا قيادة موحدة نحن والشعبية، وشكلنا تحالف ديمقراطي بجانبنا، حزب الشعب وجبهة التحرير الفلسطينية طلعت يعقوب، وأنجزنا اتفاق جديد مع فتح عطله أبو عمار 3 سنين من 84 ـــ 87، عام 87 نزل عند إرادة الإجماع الوطني، وعدنا للمجلس الوطني واعدنا بناء الوحدة الوطنية وحللنا أزمات الانقسام، الآن كلّ ما فعلوه منذ أوسلو 1993 مفاوضات فاشلة عقيمة تآكلت، ما فعلوه عاد بهم إلى قناعة مفادها أنه لم نجد حلاً، حل أوسلو كان خمس سنوات يتم التسوية السياسية كاملة، الآن اثنان وعشرون سنة، ولذلك ما اعترف به عبد ربه بتجربته الخاصة بأنه أخطأ. ولذلك قال "أخطأنا بأوسلو و(22) سنة بحيرة من الأخطاء، وصلنا إلى الفشل الكامل والتام، وعلينا أن نعترف لشعبنا في ذلك ما هو البديل"؟ البديل مرةً أخرى حكومة وحدة وطنية كما قررنا في البرامج الأربعة والعودة إلى الشعب". "الفشل التام" أدى إلى تفكك وتآكل بين "أهل أوسلو".
س7ـــ استاذ حواتمة في الآونة الأخيرة ثار لغط حول المبادرة الفرنسية الرامية إلى تحريك عملية السلام بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي وخاصةً بعد إعلان الرئاسة الفلسطينية على المبادرة التي قال وزير خارجية فرنسا أنها ليست موجودة.. كيف تنظرون إلى تلك المبادرة وما هو موقفكم منها؟
• أعلنت هذا تكراراً لا وجود لمبادرة فرنسية يوجد أفكار فرنسية، وقلنا أن هذه الأفكار هابطة عن قرارات الشرعية الدولية، وهابطة عن قرارات الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة بـ«179» دولة، اربعة دول عارضت وهي إسرائيل وأمريكا وكندا وتشيكيا، (179) دولة وقفت معنا، أربع دول أعضاء دائمين في مجلس الأمن الدولي، وصدر القرار عن الأمم المتحدة التي حددت حدود الدولة وحدود عاصمتها، حددت حل لمشكلة اللاجئين، وحددت من الممثل للشعب الفلسطيني بالوطن والشتات. إن الأفكار الفرنسية تتكلم عن مفاوضات على حدود (67) مع "تبادل للأراضي"، تبادل الأراضي هي حقول الألغام الكبرى، لأنها مسألة غير محدودة، ليس هناك عودة إلى حدود (67) ولا دولة فلسطينية، والأفكار الفرنسية تقول أن القدس عاصمة لدولتين وقرارات الأمم المتحدة تقول «القدس الشرقية المحتلة عام (67) هي العاصمة لدولة فلسطين»، كذلك لا تأتي الأفكار الفرنسية عن الوقف الكامل للاستيطان بموجب قرارات الشرعية الدولية وكذلك تتجاهل قضية اللاجئين. لذلك قلنا لا لهذه الأفكار، نحن في الجبهة الديمقراطية والقوى الديمقراطية والليبرالية أعلن «لا لأي مبادرة أو أفكار تقضم قرارات الشرعية الدولية».
نحن نرى أنه بإمكان أوروبا أن يكون لها دور كبير في فلسطين، أوروبا لديها أدلة كافية حول العنصرية والأبارتهيد للاحتلال، في شهر أيار / مايو الماضي، أرسلت مجموعة مفوضين للاتحاد الأوروبي، ودوبلوماسيين كباراً سابقين، مجموعة من الاقتراحات إلى زعماء الاتحاد الأوروبي، تطالب بتعويض مكانة واشنطن التي «انسحبت من العملية السياسية الدبلوماسية بتأييد من الكونغرس»، بإحلال دور لأوروبا لخلق قدر أعظم من التكافؤ بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، فالإسرائيلي محمي بالمطلق من قبل واشطن، والمطلوب دعم فلسطين في مجلس الأمن، «وتحديد موعد نهائي إلزامي لأي مفاوضات، وتوفير الدعم القوي لفلسطين»، وتتنامى الدعوات والمقاطعات الأوروبية حول المنتجات الإسرائيلية في الأرض المحتلة عبر الاستيطان، مصدرها كان الاستيطان على الأراضي المحتلة عام 1967 بما فيها القدس الشرقية، وبموجب القانون الدولي هي أراضيٍ محتلة وليست جزءاً من إسرائيل، وإدانة قتل وتشويه الأطفال وفقاً لتقارير «الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال»، وكذلك التوصية للممثلة الخاصة للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة بوضع «إسرائيل» على قائمة دولة منتهِكة الأمم المتحدة السنوية للدول والمجموعات التي ترتكب انتهاكات خطيرة، وقد مارست واشنطن ضغوط كبيرة على الأمين العام للأمم المتحدة لرفع اسم إسرائيل من القائمة.
الاتحاد الأوروبي له دور إذا ما توافرت له الإرادة تحقيقاً لمطالب شعوب الاتحاد ونخبه ومنظمات مجتمعه المدني.. كما هو تحقيق للسلام والاستقرار في هذه المنطقة الهامة، مربع الجيران في جنوب البحر المتوسط.
س8 ــــ خلال خطبة عيد الفطر قال القيادي في حماس محمود الزهار أن منظمة التحرير تحولت إلى «منظمة التعاون الأمني المقدس مع الاحتلال» وأن منظمة التحرير آلت إلى ذلك الوضع، بعد أن تبنت خيار المفاوضات مع الاحتلال مازالت حماس ترى نفسها بديلاً عن منظمة التحرير.. كيف تنظرون إلى تلك التصريحات..؟
• لا أحد يمكن أن يكون بديلاً عن منظمة التحرير، في منظمة ائتلاف وطني عريض يشمل كل فصائل المقاومة وكل مكونات الشعب الفلسطيني نقابات واتحادات جماهيرية والشخصيات المستقلة تشكل هذا على قاعدة الثلاثية، ثلث من مجلسها الوطني لفصائل المقاومة وثلث للنقابات والاتحادات وثلت للشخصيات المستقلة لأننا أعدنا بناء منظمة التحرير من قبل (ياسر عرفات، نايف حواتمة، ضافي جمعاني، صلاح خلف) بعد أن استلمناها من يحيى حمودة وإخوانه اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.. كانت تتشكل من شخصيات مستقلة فقط، أعدنا بناءها على هذه القواعد الجديدة ولا استثناء لأحد بل الجميع (الولادة الثانية لمنظمة التحرير) الأخوة في حماس والجهاد جاؤوا لعالم الانتفاضة في آب/ أغسطس 1988)، أي بعد عشرين سنة من نهوض الثورة والمقاومة والوحدة الوطنية، ولذا لا بديل عن منظمة التحرير الائتلافية. سبق وحلت هذه المشكلة التي تكلم عنها الزهار بالبرامج الأربعة، برامج الحوار الوطني الشامل، برامج الوحدة الوطنية، التي قالت بوضوح ننهي الانقسام ونعود لانتخابات شاملة للمجلس الوطني الفلسطيني، وللمجلس التشريعي للسلطة، وعلى ضوء نتائج المجلس الوطني الموحد للشعب الفلسطيني أينما كان، بالتمثيل النسبي الكامل والذي ينتخب الإطارات القيادية اليومية للجنة التنفيذية، تنتخب رئيس اللجنة التنفيذية، وعليه أوصينا على تشكيل اللجنة القيادية العليا، الإطار المؤقت للجميع، تحت مظلة منظمة التحرير وكان موجود فيه (محمود عباس، نايف حواتمة ، خالد مشعل ، شلح، أبو أحمد فؤاد، الصالحي وآخرين) ثلاثة عشر فصيل وبالتالي إذا كان الزهار جاداً بكلامه عليه أن يعمل مع اخوانه بحماس على إنهاء الانقسام وبآلياته بغزة، والعودة إلى بناء حكومة وحدة ائتلافية من الجميع يصدر بعدها مرسوم عن رئيس السلطة ورئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير بدعوة الشعب للانتخابات كما ذكرت وبالتمثيل النسبي الكامل.
أما القول بأن منظمة التحرير أجرت مفاوضات مع إسرائيل، ونذكر محمود الزهار أن السلطة عملت اتفاق أوسلو وحماس دخلت الانتخابات بعام 2006م، تحت سقف قوانين أوسلو التي اشترطت أن الانتخابات فقط لسكان الضفة وغزة والقدس الشرقية وأبعدت الشعب الفلسطيني في الشتات، كما حماس وافقت على البرامج الأربعة وعلى قوانين الانتخابات وعلى حكومة الوحدة الوطنية والعودة للشعب بالانتخابات. كما على صلاحيات اللجنة التنفيذية ومنها السياسة والمفاوضات، وما قاله محمود الزهار لا يدخل في عالم الواقع بل في عالم المناكفة وعالم الحروب الفئوية. وتعلم حماس أن اتفاق أوسلو والمفاوضات العقيمة تمت على يد جناح في منظمة التحرير بينما الجبهة الديمقراطية والجبهة الشعبية وعدد واسع من القوى الديمقراطية والليبرالية ووفد م.ت.ف لمفاوضات واشنطن برئاسة حيدر عبد الشافي (مستقل) كانوا جميعاً ضد اتفاق أوسلو ومفاوضات 22 عاماً عقيمة، لذا على أهل حماس أن يتوقفوا عن اتهام جميع فصائل الثورة ومنظمة التحرير، وان ينتقدوا ممارسات حماس أولاً فالمراجعة للإخطاء الذاتية فضيلة، وبعد ثماني سنوات عجاف يقولون الآن إن الانقسام مدمر دون كلمة اعتذار للشعب الفلسطيني عما فعلوا "بالحسم العسكري" وثماني سنوات انقسام عجاف..الخ.
س9ــــ حذرتم في تصريحات سابقة من أن هذه التهدئة بين حماس وإسرائيل بوساطة تركية ستؤدي إلى حوادث كبيرة، لكن إلى متى سيبقى حال القطاع هكذا؟ وإن كانت التهدئة ستفك الحصار وتعطي أملاً لأهل غزة.. لماذا الرفض؟
• طالما أن الانقسام قائم فإن الألاعيب والمناورات قائمة بين الأوضاع الفلسطينية وهذا كله كوارث على الشعب الفلسطيني، لأن هناك مفاوضات بين حماس وإسرائيل عبر توني بلير، تركيا وقطر الآن مفاوضات غير مباشرة مقابل تهدئة 5-8 سنوات باسم قطاع غزة بين حماس واسرائيل، بدون مشاركة فصائل المقاومة في غزة، بدون مشاركة الوفد السياسي الفلسطيني الموحد للمفاوضات غير المباشرة بعد حرب العدوان الاسرائيلي الشامل 2014 على القطاع عبر الوساطة المصرية، وكذلك هناك دول أخرى تنقل رسائل ولذا أقول أن حماس تعمل مفاوضات تسميها غير مباشرة بحرب (2008 - 2012 - 2014) جرت مفاوضات بين حماس وإسرائيل غير مباشرة، وتشكل وفد فلسطيني موحد من الفصائل الفلسطينية فتح، ديمقراطية، شعبية، حزب الشعب، وحماس والجهاد هذا الوفد الذي فاوض الإسرائيليين عبر القيادة المصرية، الآن مفاوضات التجارة والكهرباء والماء التي تجري يومياً، الموانئ الإسرائيلية البرية والبحرية وقطاع غزة تجري مع المجهول، أو مع عناصر حماس من غزة، كان هؤلاء الناس ليسوا حماس!، هل هؤلاء الناس شكل من أشكال المفاوضات، الخلل ليس أن يكون مفاوضات أو لا يكون، إنما الخلل بالمفاوضات نفسها ومضمون المفاوضات؛ هل هي على أساس الشرعية الدولية والقانون الدولي؟! أو مفاوضات بدون مرجعية وإطار سياسي وقانوني أي أن طاولة المفاوضات هي المرجعية الوحيدة بين الطرفين بالإنفراد الأمريكي، والآن بانفراد توني بلير وقطر وتركيا وأخرين مع انفراد حماس...
علينا أن نذكر الوقائع كما هي ونحترمها ونحترم العقل ونتوقف عن سياسة الغلط بمصادرة العقل ووضع كلام على عواهنه لا علاقة له بالروح الواقعية والعقلانية المبدئية الملتزمة بالثوابت الوطنية الفلسطينية، والبرامج الأربعة تتكلم عن المفاوضات وقد وقعت عليها قيادات حماس في الداخل والشتات، كما نذكر الزهار أن المنظمة تشكل من (11) فصيل مقاومة نهضت فور هزيمة حزيران 1967، أتت حماس بعد (20)سنة بعد هذه الفصائل في آب 1988.
منظمة التحرير فصائل وقوى فيها خلافات سياسية وفيها نقاط التقاء. وعلى الجميع أن يتذكر أن برامج الإجماع الأربعة بأنها قامت على القواسم المشتركة وليس على التطابق والتماثل..
س10ـــ نتحدث عن موضوع الإخوان المسلمين في تصريحات سابقة لكم اعتبرتم أن جماعة الإخوان وحركة حماس قادتا مشروع انقسام في البلدان العربية وفلسطين. وهذه استغلته التوجهات الإسرائيلية الاستيطانية التوسعية في المنطقة نحو ما بين إقامة إسرائيل الكبرى هل مازال هذا المشروع قائماً... وما سبيل مواجهة هذا المشروع؟
• مشروع إسرائيل الكبرى قائم والدليل على ذلك التهويد والأسرلة للقدس، الآن إسرائيل تسيطر على (87%) من مساحة القدس الشرقية المحتلة وبقي بيد الفلسطينيين (13%)، وهناك مناطق مختلطة، الغزو الاستيطاني للضفة الفلسطينية لا يتوقف بل يتكثف في كل يوم، مع كل أشكال القتل والاغتيالات والحصار على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة قائم، وهذا يخدم مشروع حكومة نتنياهو إسرائيل الكبرى، ستبقي جزراً في الضفة، إذا قبل الأردن بما تضم للأردن، وغزة تلحق بمصر، قلت سابقاً أن الانقسام هو متروع قامت به الصراعات الفئوية الضيقة الحزبية والزعامات بين حماس وفتح بحروب توجت بحرب 14/7/2007، ووضعت حماس يدها على قطاع غزة وقالت في حينها هذا «فتح مكة الثاني»، وقالت هذا هو الذي سيأتي بالنصر، وقتلت المئات من أبناء فتح في القطاع، وبعد ثمان سنوات من هذا الانقسام يعلن الزهار وهنية ومشعل أن هذا الانقسام مدمر وعلى حساب الشعب الفلسطيني.
إن المستفيد الوحيد هي إسرائيل، وعباس يعلن ذلك على الملأ، على الأطراف التي زرعت الانقسام عليها أن تشحذ نقداً ذاتياً علنياً للأخطاء أمام الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.
س11ـــ ما هي رسائلكم لكل هذه الأطراف..؟
• يجب الدقة وأخذ الوقائع كما هي، وتقديم العقل على الادعاءات والعجرفة، ووضع الجميع في سلة واحدة، ولهذا منذ بداية هذا اللقاء الكريم حتى هذه الدقيقة لم أضع للحظة واحدة الجميع في كيس واحد، بل حددت القسمات الواضحة في مسار هذه الثورة وحددت الحلول وهي حلول تواقيع الإجماع الوطني. وأقول للجميع، إن ما يجري في الصراعات الفلسطينية والتدخلات الإقليمية عربية وشرق أوسطية ودولية يجب أن يتوقف وحتى يتوقف يجب أن ننفذ البرامج التي وقعنا عليها، وأخرها برنامج (14 أيار 2011) وتفاهمات شباط 2013 في القاهرة كما وأقول لفتح وحماس كفى ثماني سنوات، وكفى اعتقالات وتصفيات متبادلة.
س12ـــ يراهن نايف حواتمة على نجاح الاحتجاجات الشعبية العربية في كتابه رحلة في الذاكرة، مع تحفظ الأستاذ نايف على مصطلح الربيع العربي منذ انطلاقهما في بداية 2011 وفي مقدمتها قضية الديمقراطية. على أي أساس جاءت هذه المراهنة..؟ ولماذا احتجاجكم بأنه ليس ربيع..؟!
• تعبير الربيع العربي هذا تعبير أوروبي صُدِّر إلى الساحة العربية، ومع الأسف الكثير من الفضائيات العربية والمنابر العربية والعواصم العربية التقطت هذا التعبير وتوقفت عنده، نحن نعيش ببلدان صحاريها واسعة والثقافة الفكرية والسياسية فيها أيضاً متصحرة وبالتالي ربيعنا قصير وقاصر ثقافياً وفكرياً وسياسياً واجتماعياً فضلاً عن مناخياً. لأن كلمة الربيع بحد ذاتها تتشبه بربيع تشيكوسلوفاكيا التي أدت إلى انقسام تشيكيا عن سلوفاكيا، والغرب يريد دول عربية وشرق أوسطية مع مساحة واسعة نسبياً من الحريات، ويريد اقتصارها على السوق الحرة والمفتوحة القائم على الخصخصة، وانسحاب الدولة من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية والصحية، ذاته لا يريد للثورات العربية أن تكون ثورات تعنى بتغيير شامل باتجاه التحول الديمقراطي الشامل أي الحريات والديمقراطية التعددية والشراكة الوطنية والعدالة الاجتماعية، المواطنة وليس مجتمعات بلا هوية وطنية، دول وطنية مدنية ديمقراطية، المساواة بين الرجل والمرأة والالتزام بالقيم الكونية الانسانية، لأن استبداد الأنظمة الحاكمة، ومشاريع الخصخصة واقتصاد السوق المفتوح أدى إلى سلسلة من الكوارث بكل البلاد العربية وتدهورت الطبقة الوسطى وازداد الفقر في البلدان العربية بأرقام قياسية وهذه الأرقام من الأمم المتحدة لأن الأرقام العربية نادراً ما تأتي بأرقام صحيحة، ولذلك صار مطروحاً ما تطرحه الشعوب: لماذا لم ينجز هذا؟ لأن أنظمة الاستبداد العربية لا تريد أن تنزل عند إرادة الشعوب وما طرحته الشعوب بعد استبداد عشرات السنين موصولة بمئات السنين من الاستبداد والتخلف والفساد، بينما المطلوب انفتاح الحاكم على الشعب وتلبية مطالبه والنزول عند استحقاقات الشعوب.
هذه الأنظمة لم تنزل عند إدارة الشعوب لذلك وقعت استعصاءات وانسدادات، ووقعت تعدد استعصاء المسارات التي أشرت لها في كتاب «رحلة في الذاكرة» (خمس طبعات حتى الآن)، وتحت المطابع أربع طبعات تطبع والمفترض خلال أيام تنزل إلى المكتبات حول هذه الثورات والانتفاضات وعنوانه "الثورات العربية لم تكتمل"، لأن الأنظمة العربية أنظمة استبداد وانسداد لم تنفتح على شعوبها وتستجيب إلى إرادتها وجرى عملية تطويق واجهاض لكثير من الانتفاضات والثورات العربية، ولذلك نداء العقل حلّ مكانه أنظمة مستبدة، يقابلها إسلام سياسي دموي ووحشي بأشكال متعددة (داعش وأخواتها)، الداعشية جذورها في كتب المناهج التعليمية والكتب المدرسية في البلدان العربية، مبادئ الانتفاضات والثورات العربية "الديمقراطية، العدالة الإجتماعية، المساواة في المواطنة ضد الأصوليات الدينية الطائفية والمذهبية.." تدعو إلى ثورة اصلاح ديني وفي المقدمة "ثورة صحيح كتابه التاريخ العربي الاسلامي، والتاريخ الاسلامي، ثورة في مناهج التربية والتعليم والكتب المدرسية حيث تعشعش الداعشية وأخواتها في هذه الكتب المدرسية، وكذلك في الخطاب الديني". وكأنه ليس هناك بحياة حكام العرب شعوب أبداً.
والحل هو إنهاء الاستبداد، وينتهي بانفتاح الأنظمة على شعوبها. عند ذاك الشعوب نفسها ستحمل السلاح، ضد أعداء مطالب الشعوب، لأن الذي يدور هو صراع بين الأنظمة والإسلام السياسي الدموي بينما حركة الشعوب يجري نفيها وعدم الاستجابة لمطالبها في خلاص الشعوب والأوطان.. هي هذه انتفاضات وثورات، وأضيف جملة أخيرة: لا حل لمشكلات الإسلام السياسي الدموي والمتطرف والذي لا يعترف بالتعددية الديمقراطية الثقافية والفكرية والسياسية والاجتماعية، لا يعترف بالآخر، بل كل فريق منه يعتبر نفسه هو "الفرقة الناجية" كما هو حال داعش وأخواتها، بينما الداعشية موجودة بكل مناهج التعليم والكتب المدرسية، في كل البلدان العربية تجد جذور داعش في هذه الكتب تتعلمها الأجيال من الصف الأول ابتدائي حتى الجامعة.

20-8-2015



#نايف_حواتمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية محمد .. نجمة فلسطين وداعاً
- حواتمة في حوار مع صحيفة «المنعطف» المغربية
- حواتمة: مبادرة فرنسية بالتفاهم مع واشنطن لاستئناف المفاوضات. ...
- حواتمة: الوضع باليرموك هادىء الآن.. ووفد فلسطيني سيزور سوريا ...
- حواتمة: أدعو أبو مازن واللجنة التنفيذية للبحث مع القيادة الم ...
- المناضل الكبير يعقوب زيادين وداعاً
- الصراع في الشرق الأوسط والبلاد العربية ثلاثي الأبعاد
- على حساب الحقوق الفلسطينية بعد إنجاز الملف الإيراني
- المسار الثوري في فلسطين.. إلى أين؟
- حواتمه في حوار مع فضائية «فلسطين»..
- حواتمة في حوار مع فضائية -روسيا اليوم-
- حواتمة يدعو إلى جبهة مقاومة متحدة وغرفة عمليات موحدة في فلسط ...
- نتنياهو نتاج تراكم مديد للعنصرية.. والآن يتقدم ب«يهودية الدو ...
- البلاغ السياسي عن أعمال الدورة السادسة للجنة المركزية للجبهة ...
- تفاصيل تنشر لأول مرة عن تطورات القضية الفلسطينية
- نايف حواتمة: نتطلع لدور مصر التاريخي لحل القضية الفلسطينية
- حواتمة في حوار مع فضائية -سكاي نيوز-
- المطار، الممر الآمن، الميناء وتحرير الأسرى.. هي حقوق مشروعة ...
- نايف حواتمة مع قناة -الميادين-
- وحدة الشعب والمقاومة لدحر العدوان


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - نايف حواتمة - تسييس الدين وتديين السياسة: انقسامات وحروب طائفية ومذهبية