أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ضياء بوسالمي - ماهي البورنوغرافيا ؟ : [ مقدّمة ] / (1)














المزيد.....

ماهي البورنوغرافيا ؟ : [ مقدّمة ] / (1)


ضياء بوسالمي

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 19:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تنويه : هذه ترجمة لمجموعة من المقالات المكتوبة باللّغة الفرنسيّة حول موضوع "اٌلبُورْنُوغْرَافيَا" وهو موضوع مهمّ و حسّاس نادرا ما يقع طرحه.


البورنوغرافيا هي محور حديث الجميع و الكلّ "يستهلكها" و منهم من يفعل ذلك عدّة مرّات في اليوم، فالإنسان مهووس "بِاٌلبُورْنُو". سنسعى من خلال هذا المقال/التّحليل أن نفكّ رموز هذا العالم المليء بالأسرار و هو عالم مُركّب و مُعَقَّد على عكس ما يظهر للمشاهد العاديّ.
لا يوجد حياة بدون جنس، إنّه واجب الوجود فالإنسان كلّما طوّر تكنولوجيا جديدة إلاّ و إستعملها ليحوّل ما يبهره إلى مشاهد. و قد تكون الصّور في بعض الأحيان صورا مُغْرِيَة فهي مخبّئة في أعماق كهوف إفتراضيّة و قد تمّ تركيبها و إعدادها للتّرفيه. و التّقنية التي تُستعملُ لتحقيق ذلك هي وضعُ "الجنسِ" ( La sexualité ) في الواجهة، على الرّكح لنستمتع بمشاهدته.
على مرّ العصور و تزامنا مع تطوّر الإنسان، تطوّرت معه مجموعة من المنظومات الأخلاقيّة و "اُلتَّابُوهَاتِ" تشكّلت في طبقات الواحدة فوق الأخرى و غطّت على هذا الموضوع ( أي الجنس ) و جعلته مُحرّمًا و ممنوعا بل و جعلت من يتحدّث عنه أو يقربُه ملعونا إلى أبد الدّهر. عندما نخوض في موضوع الجنس، فإنّ الأمر يهمّ الجميع دون تمييزٍ لذلك نلاحظ طُرُقًا متعدّدة في عيشه، ممارسته، فطرق ممارسة الجنس و التعامل معه و كيفيّة تمثّله في الأذهان تختلف من مكان لآخر و من ثقافة لثقافة أخرى. وسواء كان الجنس خيالا أو حقيقة ملموسة، فإنّه يبقى دائما في قلب وجود الإنسانيّة و تمثيله منطقيّ بل إنّها حتميّة لا مفرّ منها على الرّغم ممّا يسبّبه هذا الموضوع من إحراج للكثيرين.
إنّ هدف هذا المقال/التّحليل لا يتمثّل في إخفاء، منع أو تقديس الجنس و إنّما هو عمل هدفه البسيط رصدُ مدى أهميّة دور الصّحافة و وسائل الإعلام - بما أنّها مؤسّسات فاعلة في في المجتمعات المعاصرة - في التّعامل مع إنتشار هذا "الموضوع" الذي يغري البعض و يُقزّز البعض الآخر و الذي نسمّيه "بُورْنُوغْرَافِيَا". إنّها موضوع للتّأمل و التّفكير مثل بقيّة المواضيع المهمّة ولا يمكن في أيّ حال من الأحوال تبسيطها أو إدراجها ضمن التّابوهات أو المحرّمات. فكيف ساهمت الصّحافة و وسائل الإعلام في تبسيط و تسطيح البورنوغرافيا ؟ السّؤال مشروع مع أنّ هذه المسألة لم تُنَاقَشْ من قبل.
في مجتمعاتنا المعاصرة، لا أحد يمكن أن ينكر الدّور الفعّال لوسائل الإعلام في صناعة الرّأي العام و توجيهه ( لأنّها تعلم كلّ شيء! ) و لكن ماذا تعلمُ !؟ و قبل كلّ شيء، ماهو الموضوع الذي نتحدّث عنه ؟ لماذا يجب علينا أن نعلم ؟ " إنّ الحياة يمكن أن نعيشها بشكل طبيعيّ حتّى و إن لم يكن هناك لذّة و إستمتاع" بالرّغم من أنّ اللّذة هي الحياة. ههنا تَظْهَرُ المُفَارَقَة التي تختبئ في وجودنا اليوميّ !
لتحديد ماهية البورنوغرافيا، يبدو أنّه من المنطقيّ أن نبدأ بتعريفها إنطلاقا ممّا يتعارض مع حقيقتها. إنّها أساسا مشكلة لغويّة و فلسفيّة في آنٍ، فماذا لو كان هناك تنوّع و تعدّد في الجنس
( Plusieurs sexualités ) و ماذا لو كان الأمر كذلك فيما يتعلّق بالبورنوغرافيا ؟ إنّ المشكلة هي أكثر تعقيدا ممّا تظهر عليه إذ لا يمكن حتّى تحديد تعريف واضح و وحيد.
لتعريف البورنوغرافيا بدقّة، يجب علينا أن نتحاشى تلخيصها و حدّها بل بالعكس إذ " يمكن أن نخون المصلحة و نخطئها أو نجهلها و لكن ذلك مستحيل في حالة الرّغبة " على حدّ تعبير الفيلسوف الفرنسيّ "جِيلْ دُولُوزْ" الذي يظهر هنا أنه إقترب من الحقيقة فيما يقول.
هل من الطّبيعيّ أن تُبَسَّطَ البورنوغرافيا في عصرنا إلى هذا الحدّ ؟ هذا السّؤال ليس مهمّا و لكن ماذا لو غامرنا و حاولنا الإجابة عنه : لا أحد يشكّ في أنّ الأخلاق - مرّة أخرى - تتدخّل في منظومة أفكارنا لتزعجنا، هل هذه هي الوظيفة الحقيقيّة للأخلاق ؟ مُنَاصِرُو الرّقابة يؤكّدون ذلك و دعاة الحريّة ينفونه و يكذّبونه !
مرّة أخرى بدون منهجيّة بحث، بدون منطق، بدون دراسات معمّقة للمفاهيم نجد أنفسنا في حلقة مفرغة فننتهي إلى السّير على رؤوسنا دون الإنتباه لذلك. لنترك جانبا من يدّعون أنّهم يعلمون كلّ شيء أولئك الذين تمنعهم الدّوغمائيّة عن رؤية الواقع. " التّقييم هو عمليّة مزعجة لا لأنّ كلّ "شيء" له قيمة بل لأنّ كلّ "شيء" له قيمة لا يمكن أن يبرز إلا بتحدّي التّقييم و النّقد " هكذا نبدأ هذه الرّحلة في هذا العالم البورنوغرافيّ المجهول الذي فضّلنا تركه و إهماله منذ زمن بعيد.



#ضياء_بوسالمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ضياء بوسالمي - ماهي البورنوغرافيا ؟ : [ مقدّمة ] / (1)