أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الشعوذة وعقدة الأعياد والطقم الاسود















المزيد.....

الشعوذة وعقدة الأعياد والطقم الاسود


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 18:25
المحور: كتابات ساخرة
    


في مقال اليوم سأعرض لحدثين مختلفين ولكن يربط بينهما رباط واحد هو الخرافة والشعوذة. رغم أننا شعب حضاري تمتد جذور حضرتنا لأكثر من سبعة آلاف سنة, ونسبة المتعليون والمثقفين لدينا بالقطع أكبر منها فى أى دولة أفريقية أخري ومع احترامي وتقديري لجميع شعوب الدول الأفريقية الأشقاء لكنهم حديثي عهد بالحضارالمعاصرة وإن كانت لهم ثقافاتهم وحضاراتهم الخاصة، وما يحيرني أكثر كيف يقع الكثير من رجال الأعمال والأطباء والمهندسين وأساتذة الجامعات فى براثن أولائك الدجالين الذين تعددت جرائمهم فى الفترة الأخيرة. وما يدهشني أكثر أن تتفشى الخرافة فى مجال الرياضة بصورة واضحة، وأوضح مثال لذلك ما حدث من إداري فريق كرة القدم بنادى الزمالك قبل اندلاع ثورة الخريف العربي بعام حيث تدنت نتئائج الفريق الكروي بصورة مذرية، وبدلا من البحث عن الأسباب بطريقة علمية انتشرت خرافة التشاؤم من اللعب فى الأعياد حتى صارت لديهم عقدة الانهزام فى أى عيد حتى لو كان عيد حصاد الباذنجان، وحاولوا ابعاد النحس بذبح العجول على أرض الملعب ولم تشفع الذبائح بالطبع. والعقدة الأخرى التى تسيطر على فريق الزمالك هى ارتداء الزي الأسود الذي هُزموا به وعلى أرضهم من فريق طلائع الجيش بالدورى وتكررت الهزيمة به من فريق مغمور بالدرجة الثالثة من احدى قرى الدقهلية تدعى بنى عبيد وهي بلدة لا توجد علي خرائط الجغرافيا أوالتاريخ حيث استسلم فريق الزمالك ورفع الراية البيضاء للهزيمة والخروج المهين من مسابقة الكأس وكأنهم استعدوا لها بارتداء الملابس السوداء مقدما ولعبوا بها المباراة، أصيبت جماهير الزمالك بحالة رعب وانقباض وهي تشاهد فريقها يلعب باللون الأسود وكأن الفريق استعد لتقبل العزاء في ميت عقبة بعد العودة. علما أن اجمالي عقود لاعبي فريق بني عبيد لكرة القدم قاهر فريق الزمالك بنجومه بأثمانهم الفلكية المحسوبة يالملايين من الجنيهات واليورو والدولار وقاهرهم إجمالي ثمن إجمالي لاعبيه وعددهم 27 لاعباً 153 ألف جنيه فقط. قال أحد الظرفاء بعد الهزيمة: طالما أن اللاعبين وجهازهم الفنى أخذوا معهم الملابس السوداء كان يجب أن يأخذوا معهم خمسين ندابة من أمام مشرحة زينهم وعشر سيارات لنقل الموتي يركبها اللاعبون وجهازهم الفني بدلا من الأتوبيسات, ويركب "النسوان" الندابات سيارة نقل مكشوفة يلطمن ويلطخن وجوههن ووجوه الفرقة وجهازها الفني بالطين ويندبن "ما كانش يومكم يا حزانى يا لابسين الأسود. ياللي مرغتوا وجوه جمهوركم في الطين, ياللي جبتوا لنا الضغط والقلب والكبد والبنكرياس والمرارة ومرض السبحس !!". ومما يؤسف له أن تنزلق إدارة الزمالك بدكاترتها ومستشاريها وكباتنها لوسائل الدجل والشعوذة, فقد احضر أحد كبار المشجعين والمحبين للزمالك وعشاقه أحد "المنجمين المغاربة" المعروفين في بعض أندية الخليج الكبيرة ليقوم بفك السحر وإخراج العمل المعمول لهم, وأكد الدجال المغربي لهم انه معمول للفريق عمل وبدأ يمارس دجله وأجري بعض الطقوس وطلب أرقام فانلات النجوم وبعض البيانات عن كل لاعب وتم كتابتها علي أوراق مزهّرة بماء الورد والزعفران ووضع الأوراق في سطل من المياه وأمر برشها "فجرا" امام بوابات النادي وعلي أرض الملعب! وطمأن "المنجم" من كانوا معه بأنه فك النحس, والزمالك قادم إلى الاستقرار والفوز, وسوف يعود الفريق ونجومه لمستواهم وحالتهم الطبيعية وسوف يقدمون مستواهم المتميز, وسوف يحققون الفوز على الأهلي. وبالطبع المنجم المغربي يريد أن يرضي "الزبون السقع" ويحصل على المكرمة وقال ما يثلج صدورهم وينعش آمالهم بأن امبراطورية الأهلي ذائلة, والمستقبل المشرق ينتظر الزمالك والفوز سيكون حليفه!! وبالطبع فرح الجهاز الكروي للزمالك بما قاله العراف ووضعوا في بطونهم بطيخ صيفي وشتوي وخريفى ونزل الفريق اللقاء مع الأهلي وكأنهم في نزهة نيلية أو حتي صحراوية وجاءت النهاية التقليدية الحزينة بهزيمة الفريق كالعادة وفوز الأهلي بستة أهداف وأثبت أن امبراطوريته مستمرة حتي إشعار آخر، وفسر البعض الهزيمة بارتداء فريق الزمالك للشورت الأسود المشئوم. !!
لست أدرى كيف يكتشف من ينظر فى وجهىى أننى صعيدى ساذج، وأن سذاجتي قد تفوق سذاجة من اشترى العتبة الخضراء الذي ربما قد يكون أحد أجدادى، أو ذلك الذي اشترى الترام وقد يكون أيضا من عائلتى. خطرت على بالى هذه الأفكار وأنا جالس بمقهى النشاط بشارع فؤاد "23 يوليو" اتابع مع غيرى من أرباب المعاشات حركة المارة الذين يملأون الشوارع وكأن مصر خلت من العاملين والكادحين وأصبح الجميع صُيّع يتجولون ولا يهدأون ويملأون الشوارع ضجيجا, والطرقات زحمة ومعدش رحمة، وفجأة أقبل على جلستى ثلاث رجال لا أعرفهم إثنين منهم أفارقة وثالثهم يبدو أنه مصرى مثلنا. جلس ثلاثتهم على طاولتى والابتسامة العريضة تملأ وجوههم. بادرنى ثالثهم بالسلام والتحية، وقدم لى زميليه على أنهم رجال أعمال من غانا، وأنهما توسما فى الطيبة والجدعنة والإخلاص، لذلك فهما يقدمان لى فرصة العمر فى الثراء السريع، هُما متخصصان فى توليد الدولارات باستخدام الزئبق الأحمر المجلوب من مومياوت القدماء المصريين. بالطبع أيقنت انهم نصابون فرسمت على وجهي المزيد من علامات السذاجة والاندهاش، وقام أحد الافارقة بفتح حقيبته السيمسونيت وأخرج منها لوحين سوداوين وضع بينهما قطعة من الورق وأسفلها ورقة عملة دولارية فئة 100-$- ورش عليها رشة من مسحوق أحمر، واغلق عليها حقيبته قائلا سيستغرق التحول 20 دقيقة، قضيناها فى الدردشة واحتساء الشاى. بعدها فتح الحقيبة واخرج ما بين اللوحين الأسودين، ورقتين من فئة 100-$-، تصنعت الدهشة والانبهار. طلبوا منى أن أجهز 250 ألف دولار ليضاعفوها لى مقابل 10% ثمنا للزئبق الأحمر، وأنهم متنازلون عن اتعابهم هذه المرة وسيتقاضون أتعابهم فى المرة التالية. اظهرت لهم امتنانى وترحيبى وطلبت منهم مهلة 24 ساعة لتدبير المبلغ المطلوب، وحصلت منهم على عنوان مكان اللقاء. وفى الميعاد المنتظر ذهبت لهم حاملا حقيبتى المتخمة بالدولارات، وفور فتح أحدهم للحقيبة هجمت الشرطة وقبضت عليهم متلبثين بجريمة النصب الدولى، شكرت ضابط الشرطة المتعاون, وانفجرت فى الضحك على سذاجة أولائك النصابين، فاستيقظت أم العربى على ضحكاتى، فوضّحت لها الأمر بتآمرى للقبض على عصابة دولية فى حلمى، فنظرت إلى مليا ثم قالت: خللى بالك فى الحلم القادم، اكيد سيتتبعك المجرمون ويقتلونك وأستريح من أحلامك المزعجة..!!



#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النيل نجاشي أسمر ملك روحي
- الجميلة والأقرع
- إتش الذي أحببناه حتي قتلناه
- فضيحة أبو العربي في بيرث
- يا خوفي يا بدران
- الحمير وعلي الله التدبير
- الأقباط والسيسي في عامه الأول
- بدون حجاب دونك والباب
- عصر وراء عصر تطور برلمان مصر
- حسرة علي مثقفي هذا الزمان
- مدينة أون المشرقة
- أرقص واتحنجل وخلّي بالك من شنجل
- تكيلا وسالسا وصبايا في بلاد المايا
- الأسباب وراء محبة أو كراهية الكلاب
- عبث الإنسان واحتمالات نهاية البشرية
- فقراير بدم الشداء يكشف الضماير
- فقراير مرار طافح وداير
- ليس لازدراء الإسلام يحاكمنها
- سنة سوخة من أولها بانت لبتها
- أسباب الانحدار والكراهية بين المصريين


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاروق عطية - الشعوذة وعقدة الأعياد والطقم الاسود