أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - خليل كلفت - أيُّ مستقبل لليمن؟














المزيد.....

أيُّ مستقبل لليمن؟


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4900 - 2015 / 8 / 18 - 00:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    



أزمة اليمن ليست وليدة الأحداث الأخيرة. ففي مجرى التبعية للرأسمالية العالمية كغيرها من البلدان المسماة بالنامية، وخاصة تلك البلدان التي لم تطرد عنها ثروة ريعية ما أشباح الأزمات العنيفة، ظلت اليمن تسير عاقدة العزم إلى مستقبل مجهول، وحذر كثيرون من صوملة اليمن التي تنطوي على خطر كبير على الخليج ومصر.
واليمن من أهم بلدان المنطقة من ناحية الموقع الجغرافي الإستراتيجي عند باب المندب، أيْ باب جانب كبير من التجارة العالمية. ودول الخليج هي التي يتهددها خطر صوملة اليمن كجوار مباشر، غير أن خطر هذه الصوملة لا يستثني المستقبل المنظور لمصر التي تمثل قناتها طريقا مهمًّا للتجارة العالمية ومصدرا لا يُستهان به للدخل الريعي لمصر.
وتتمثل صوملة بلد أو منطقة في التدهور الاجتماعي- الاقتصادي بسبب الفقر والإفقار والجوع والحرمان لتتحول إلى بؤرة للإرهاب الدولي. ويمكن أن تتحقق صوملة هذا البلد ذي التاريخ الحضاري الكبير من الطريق الصومالي المباشر أيْ التدهور التراكمي المتواصل، ويؤدي إلى نفس النتيجة استيلاء قوة معادية للاستقرار في الخليج ومصر على اليمن؛ مثل عودة عبد الله صالح والحوثيين أو الإخوان المسلمين (حزب الإصلاح) بدعم من إيران في كل الأحوال.
ذلك أن هذه القوى المحلية أو الإقليمية لا تهدف إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لليمن، بل تعمل على تحويل اليمن إلى أداة من أدوات الصراع الچيوسياسي-الطائفي للنفوذ أو فرض النفوذ على بلدان الخليج ومصر، في حالة سيطرة إيران على اليمن، أما في حالة عودة عبد الله صالح مع الإخوان وربما مع الحوثيين لفترة من الزمن، فإننا نكون أمام عودة النظام السابق واستئناف الانزلاق على طريق الصوملة.
وكان التدخل العسكري للتحالف العربي بقيادة السعودية لحظة فارقة. فقد أحدث التحالف، الذي أبدى قوة عسكرية لم يتوقعها أحد من قبل، وضعا جديدا تماما، يتمثل في استبعاد احتمالات مستقبلية بعينها بضربة واحدة. فمع استمرار الضربات الجوية للتحالف العربي وإضعافها لجيش المخلوع والحوثيين بدأت وتطورت المقاومة الشعبية التي ألحقت، بدعم من طيران التحالف، هزائم ساحقة بالمحتلين، وبدعم من المساعدات الغذائية والطبية التي بدأت تتدفق على اليمن.
ولم يَعُد بوسع صالح و الحوثي وإيران الدخول في مستقبل اليمن إلا من باب المفاوضات. ورغم الترويج الواسع لأسطورة أن الصراع العسكري لا بد أن ينتهي بحلٍّ سياسي يؤدي إلى التصالح والتقاسم، إلا أن ما ينتظر قيادات الانقلاب هو العقاب الصارم وليس تقاسُم السلطة. وفي حالة العودة إلى الوضع السابق للغزو الحوثي فإن هذا لن يعني نهاية أكيدة لإخوان الإصلاح مع أنهم لن يعودوا إلى وضعهم السابق لأنهم هادنوا ولم يشاركوا في حرب التحرير. ولهذا فإن المستقبل الإخواني لتكرار التجربة المصرية لا يبدو واردا، مع ملاحظة أن الحكم الإخواني لمصر لم يكن إلا امتدادا لتحالف غير كاثوليكي عقده المجلس العسكري معهم تفاديا للحرب الأهلية للتخلص منهم في وقت لاحق.
فكيف نشأ هذا الوضع في اليمن؟ والحقيقة أن نقطة تجمُّع الأحداث كان وما يزال عند عبد الله صالح. وكان الرئيس المخلوع، يعمل على الاحتفاظ بالسلطة طويلا وتوريث رئاسته. وعندما خلعته الثورة اليمنية قام كباقي رؤساء بلدان ما يسمى بالربيع العربي بإشعال حروب أهلية في بلادهم (سوريا وليبيا واليمن)، أو بمحاولة إشعالها (مصر وتونس)، ولجأ بعناد واستماتة إلى الحرب ليعود بنفسه أو بنجله إلى الحكم.
وساعدته على هذا سيطرته شبه الكاملة على الجيش الذي فرض عليه قيادات موالية له، كما ظل أيضا رئيسا لحزبه. وكان العامل المهم الثاني هو استعداد الحوثيين، الذين يعانون التهميش والتمييز، إلى المشاركة في الحرب، للحصول على جوائزها، ثقة منهم في عودة الرئيس المخلوع إلى الحكم، وثقة منهم في دعمٍ من إيران.
ولم يحسب المخلوع جيدا حساب مختلف تداعيات حربه ليفرض من جديد حكمه الاستبدادي الفاسد، مع أن نظامه كان قد وصل بتدهور البلاد إلى حد الإثارة العميقة لمخاوف صوملة اليمن.
ونحن هنا إزاء حرب أهلية تشنها الثورة المضادة بقيادة صالح، بهدف استعادة الوضع السابق للثورة اليمنية. ورغم أن حكام اليمن قبل الغزو الحوثي لا يمثلون الثورة اليمنية إلا أننا إزاء ثورة مضادة نموذجية ضد الوضع الذي نشأ بعد تلك الثورة.
وستنتهي الحرب بهزيمة صالح و الحوثي وانسحاب الحوثي. وعندئذ ستنشأ مشكلة غاية في التعقيد: كيف ستتم المحافظة على وحدة الشمال والجنوب وتفادي حرب بينهما؟ وكيف ستتم إعادة الإعمار؟ وكيف يمكن عقاب صالح و الحوثي وأتباعهما؟ وكيف ستكون العلاقات بين القبائل اليمنية بعد كل ما جرى؟ وكيف سيتم التخلص من عناصر تابعة ﻟ صالح و الحوثي يمكن أن تظل خطرا كبيرا؟
وإذا استطاعت اليمن، بمساعدة سخية من دول التحالف ومن العالم النجاح في تسوية هذه المشكلات، وعادت إلى ما كانت عليه قبل احتلال صالح و الحوثي، فهل سيكون معنى ذلك هو الانزلاق من جديد في طريق الصوملة؟



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النضال ضد المخدرات التعليم والتنمية والبحث عن معنى للحياة
- الهجوم المضاد على المخلوع فى اليمن
- وظيفة الحزب السياسى
- حلم الأحزاب الكبيرة
- تجربتى مع الفيسبوك
- عالم جديد الفصل 5 مايور: النساء يُحرِّكن العالم
- المثقفون آخر أجيال المتفائلين
- عالم جديد الفصل 4 مستقبل وسائل النقل الحضري: أكثر أمانا، أكث ...
- عالم جديد مايور و بانديه الفصل 3 تغيير المدينة يعني تغيير ال ...
- عالم جديد الفصل 2 فضيحة الفقر والحرمان مايور و بانديه
- أوقات عصيبة
- عالم جديد الفصل 1 السكان: قنبلة زمنية؟
- عالم جديد مدخل
- حدود الحروب الجوية
- سوريا: اللغز الكبير
- اليسار والجماهير والثورة
- مسارات تراجُع اليسار الماركسى
- الأبنودى معجزة لا تموت
- حروب الدمار الشامل
- أخيرا عاصفة الحزم


المزيد.....




- هل تعاني من الأرق؟.. طريقة بسيطة تسحبك إلى نوم عميق
- ماذا نعرف عن العالم الخفي لمنجم ذهب تديره إحدى العصابات بجنو ...
- وزارة الصحة اللبنانية: مقتل 4 أشخاص وإصابة 23 في الغارة الإس ...
- ما هي الدول والشركات التي تبيع أسلحة لإسرائيل؟
- سلسلة غارات إسرائيلية على منطقة البسطا وسط بيروت
- تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
- هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا ...
- كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا ...
- غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
- مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر ...


المزيد.....

- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! / محمد الحنفي
- احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية / منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
- محنة اليسار البحريني / حميد خنجي
- شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال ... / فاضل الحليبي
- الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟ / فؤاد الصلاحي
- مراجعات في أزمة اليسار في البحرين / كمال الذيب
- اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟ / فؤاد الصلاحي
- الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية / خليل بوهزّاع
- إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1) / حمزه القزاز
- أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم / محمد النعماني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية - خليل كلفت - أيُّ مستقبل لليمن؟