ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 23:38
المحور:
الادب والفن
نرجمة: ماجد الحيدر
عازف الكمان يمر في حميا
على صفحة الأوتار.
شعره الأشقر البني
يتمايل ذات اليمين والشمال.
هو ذا غارقٌ في طيات ردائه الفضفاض.
و في جنبه.. سيفٌ يتدلّى.
- "يا عازف الكمان. يا عازف الكمان.
علامَ هذا النغم الثائر؟
ولماذا في هياج تنقلُ ناظريك؟
وفيم يتواثب دمك، مثلَ بحرٍ يمور؟
وما ذاك الذي يسوقُ قوسك
في يأس وقنوط؟"
- "علامَ أعزفُ ؟ تسألني
وعلام تزأر عاتيات الأمواج ؟
كي ترطم الشاطئ الصخري،
كي تعمى العيون، ينتفخ الصدر،
كي تحمل صرخة الروح
الى قعر الجحيم"
- "يا عازف الكمان، يا عازف الكمان.
إنك لتزري بقلبك
تمزقه إربا.
إلهٌ من ألقٍ وحبور أعارك فنّه
لتنبهر بأمواج النغم
وتحلق صوب نجوم السماء الراقصات"
- "وكيف هذا!
إني لأغمدُ، أغمد في روحك دون توانٍ
سيفي المصطبغ بسواد الدم.
فنٌ كهذا لا يريده الله، ولا يحفل بصرعه،
لكنه من ضباب الجحيم الأسود
يثب الى العقل
حتى يستسلم القلب لتعاويذه
حتى تترنح الأحاسيس.
بَلى، مع الشيطان عقدتُ ضفقتي.
هو الذي يرسم لي، بالطبشور، العلامات.
هو الذي يزن الإيقاع والنبضات،
أما أنا فأعزف المارش
سريعاً، طليقاً.
عليَّ أن أعزف في قتامةٍ
وأعزف في إشراق،
حتى تمزق أوتار قوسي
قلبي وتأتي عليه"
عازف الكمان يروح ويجيء
على صفحة الأوتار
شعره الأشقر البني
يتمايل ذات اليمين والشمال
في جنبه.. سيفٌ مدلّى..
غارقاً في ردائه الفضفاض.
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟