أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيل التهامي - التطرف وميكنزمات انتاجه في العالم العربي ...!














المزيد.....


التطرف وميكنزمات انتاجه في العالم العربي ...!


فضيل التهامي

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 16:48
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في الوقت الذي بنت فيه المجتمعات العربية أمالا نحو التغيير الديمقراطي ، ظهرت متغيرات جيوسياسية ، غيرت المعادلة و أجلت مطالب الشعوب ، بل أدخلتها في متاهات لم تضعها الحركات الاجتماعية في اجنذاتها أثناء رسم خارطة الاحتجاج ، من بينها إنتاج التطرف الذي اعتبر آلية سياسية لتحوير الحراك العربي عن مساره الصحيح ، و" بلقنة " المجتمعات العربية على أساس ديني ، قبلي و عرقي ، فماهي أبرز أليات/ ميكانيزمات إنتاج هذا التطرف ؟
رغم اختلاف التعريفات التي تناولت مفهوم التطرف ، حسب التموقعات الاديولوجية و السياسية ، إلا أن أغلبها عرفته " بالغلو والإسراف أو الشطط ، بعيدًا عن الاعتدال و الوسطية في تبني أفكار ما ، و اعتبارها هي المالكة للحقيقة ، لتصبح بالتالي " دوغما " لا تقبل الجدال و النقاش ."

فالتطرف لا يرتبط أساسا بالاديولوجية الدينية المتطرفة ، بل يمكن أن يكون لصيقا أيضا بـأغلب المرجعيات السائدة كالماركسية و القومية و الليبرالية ...
في خضم التحولات الجيوسياسية التي عاشتها الدول العربية بعد الحراك ، ظهرت أبرز تجليات إنتاج التطرف من خلال بروز ما بات يعرف " بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق و الشام " ، و إطلاق دعواتها للانضمام إلى التنظيم ، سعيا لبناء دولة الخلافة المزعومة .
فبغض النظر عن حقيقة التنظيم ، ومن وراءه ، فقد إستغل البيئة الخصبة لإنتاج التطرف ، هذه البيئة المتسمة بنسبة تعليم متذني جدا في أغلب الدول العربية ، تركتها الأنظمة الحاكمة منذ فترة ما بعد موجهة الاستقالات ، كان لها أثر سلبي على المجتمعات العربية ، و بنياتها الفكرية .

ومن جعة ثانية ، و لفهم أكثر جذور أنتاج التطرف – الديني بالأساس _ يمكن العودة إلى التنشئة الاجتماعية عند الطفل بالفهم " الدوركايمي " ، و الذي يعرفها هدا السوسيولجي "امييل دوركايم "بالفعل الذي تمارسه الأجيال الراشدة على الأجيال الصغيرة ،التي لم تصبح بعد ناضجة أو مؤهلة للحياة الاجتماعية، وموضوعها إثارة وتنمية عدد من الاستعدادات الجسدية والفكرية والأخلاقية عند الطفل ،والتي يتطلبها المجتمع السياسي في مجمله " ، فهذه التنشئة العربية منذ أساساتها تتسم بالإعاقة ، و إنتاج التطرف و الغلو ، عبر زرع نمط فهم يتسم بتملك الحقيقة و الانطلاقية ، و المقررات التربوية في السلك الأولي بالخصوص خير مثالا على ذلك ، فما معنى أن تدرس لطفل في سنته السادسة مفاهيم و عبارات و آيات قرآنية ك " والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا فأثرن به نقعا فوسطن به جمعا ... و يوم الحشر ، و عذاب القبر ...وقتل الكفار ....و المغضوب عليهم ....و الضالين ...و هو مزال برعما ؟ فكيف لهذا الطفل أن يكون معتدلا مستقبلا ، و يقبل الاختلاف ، و يتسامح مع الجميع وهو تربى على هذه الشاكلة ؟
كما يمكن اعتبار الوضع الاجتماعي ، و الفوارق الطبقية بالخصوص أيضا مكيانيزما مساعدا لإنتاج التطرف ، فأغلب الحركات الدينية المتطرفة ، و التي تستعمل الوازع الديني في التعبئة و الحشد تتجه إلى الأحياء الصفيحية و هوامش المدن ، حيث تجد ضالتها ، فأعضاء التنظيمات الإرهابية ل 16 ماي في المغرب مثلا جلهم ينتمون الى أحياء صفيحية ، و ذوو سوابق قضائية ، نفس الشيء أيضا يمكن إسقاطه على الملتحقين بتنظيم داعش في سوريا و العراق .
ليست الميكانيزمات الداخلية ( السالفة الذكر) المنتجة للتطرف كافية للتحليل ، بل هناك ميكاينزما أخرا يحمل طابعا خارجيا ، و يتسم بنوع من الواقعية السياسية ، خصوصا إن أرجئنا مسألة التطرف للتحليل السياسي ، و التوازنات الجيوستراتيجية ، يتجلى (أي المكيانيزم) في إقدام القوى الدولية الكبرى على لعب ورقة بث التطرف ، و زرع ثقافته ،و ذلك لتسهيل "بلقنة" الدول و المجتمعات العربية ، و بالتالي التحكم فيها سياسيا ، اقتصاديا ، تقافيا...



#فضيل_التهامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النسق السياسي المغربي..صعوبة في التفسير !!!
- الدولة المدنية وتحدياتها بعد الحراك العربي
- أسئلة حول تنظيم - داعش -.
- القصف على غزة ...و الكل- يتكالب -...
- الاساتذة الجامعيون المغاربة و سؤال - العلمية - .
- العهدة الرابعة في الجزائر... محاولة للتحليل
- ملاحظات حول الحكومة المغربية الجديدة
- اعتقال -علي انوزلا - : صفعة اخرى لحرية الصحافة في المغرب
- سوريا وعملية التجاذب الدولي
- حركات الاسلام السياسي : معادلة السلطة ام الارهاب ؟
- الانتقال الديمقراطي ومعيقاته في البلدان العربية
- الازمة السورية... الى اين ؟
- اشكالية محاربة الفساد في المغرب
- - الربيع المغربي - ماذا تحقق ؟؟؟
- إنه الشارع يا رئيس الحكومة .
- المغرب : بين خطاب الإصلاح و الديمقراطية المؤجلة
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- الثورات الديمقراطية في العالم العربي – تونس نموذجا – ( الجزء ...
- ثورة 25 يناير المصرية و الصراع العربي- الإسرائيلي
- بين ميكيافليي و ماركس -القيمة الفردية العليا -


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - فضيل التهامي - التطرف وميكنزمات انتاجه في العالم العربي ...!