أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر العدل - !!صاحب الهوى.. الديمقراطى














المزيد.....

!!صاحب الهوى.. الديمقراطى


ياسر العدل

الحوار المتمدن-العدد: 1350 - 2005 / 10 / 17 - 11:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


السيد صاحبى الحزب الحاكم فى مصر، المنتشرة أدرانه فى كل الطرق والشوارع والشقوق التى نحيا فيها، نحيطكم علما بأنى أرتاد جلسات المحبة والأنس مع الصحاب الطيبين محترفى النميمة ومضغ الكلام، نمزق خيوط السلطة ونتلاعب بأحلامنا المجهضة فى الديمقراطية، نمارس الحديث الصامت والضحك حياء فى جب هدومنا، ونشق الجيوب حسرة على بقائنا طوال هذه السنين أسرى عنفوان الحزب الواحد.
صاحبى الحزب الحاكم، صاحب الحكومة والموظفين وتجار الأصوات والكل كليلة، طوال عمرى أفزع من خيال المآتة وعفاريت الغيطان والسواقى الخربة، لكننى أفزع أكثر من بعض المنتمين إليك، يطفئون معظم الأنوار على العباد قاصدين أن يطغى نورهم على العبيد، يظلمون الطريق ويسدون المنافذ ويحتكون بشخصى كل يوم، فأصبحت يا صاحبى أفزع من ظلى عند كل التفاته، فهذا موظف متواضع حالة أهله ضنك اشتغل فى حكومتك، وحين انتمى إليك بالعضوية أصبح خبيراُ فى اللّجان الاقتصادية، وهذا النادل فى حانتك يرى أن الناخبين ميراث لأولاده والتابعين، يصبح بترشيحك نائبا عن كل الدوائر وفى كل وقت، وهذا الذى يستبيح الغش فى الامتحان لينجح أولاده دون وجه حق، يصبح بتدليسك صاحب قرار فى مؤسسة التعليم، وذلك كان غلبانا يحسبها بالسحتوت، حصل بشق الأنفس على شهادة تعليم متوسط ، ذات صباح فرك عينيه هاتفا باسمك، وفى الضحى حملته أياديكم إلى مجلس نواب الشعب، وفى اليوم التالى أصبح جامعيا ومليونيراً وحاجاُ أيضا.
حبيبى الحزب الحاكم، لا تؤاخذنى إذا استخدمت ألقابا تخلفت من عصر العبيد، فأقول لكم يا سعادة الباشا، صاحب العصمة والمعالى الديمقراطية، يا فاتح باب خيرك للمحاسيب، أنى أصفك بألقاب تكتب الآن فى محرراتك الرسمية وينطق بها فحيح بعض المتحدثين فى أجهزة إعلامك، وإن كان البسطاء وصبية الورش يستخدمون تلك الألقاب لأغراض أخرى، تتجاوز حدود الأخلاق الكريمة، قاصدين ما يغيظ بصاصيك من ناقلى الوشايات والداسين بالوقيعة بيننا!!، لا تؤاخذنى يا معالى الحزب الحاكم، فالحقيقة أنك تخطط لكل الانتخابات فى كل المواسم، ويصيبك فيها من الغنم والمغانم ما يصيبك من مقاعد نيابية، تجمع فيها من الحناجر ما يكفى للهتاف باسمك عاليا فى كل حال، وباعتبارى مواطنا من أغلبية الصامتين الذين لا يشتركون فى أية انتخابات، أتمنى أن أدلى بصوتى فى صندوق انتخابات شفاف لمرة واحدة فى عمرك الطويل، ولأنك اخترت كل أنواع الصناديق الصلدة القاتمة الكئيبة، فلنعقد بيننا اتفاقا غير مكتوب، ترشحنى لوظيفة عامة باسمك وأنا أعدك بخصوص صوتى.
أريد أن أكون رئيس جامعة، كبيرة أو صغيرة لا يهم ، حكومية أو خاصة لا يهم، المهم أن تتاح لى الفرصة المرعية بفضلكم، كى أرفت من أعضاء هيئة التدريس كل من بلغ سن الثلاثين، وأستبقى شباب الموظفين والسعاة والحراس الحاصلين على بطولات رياضية، يخيفون الأساتذة ويشكمون الطلاب، لتبقى الجامعة جراجا يضم شبابا فى شباب، وعيالا فى عيال، وأمر بنشر شوّايات الذرة أمام قاعات المحاضرات وكل المدرجات والمعامل، فينشغل الأساتذة بمشاكل جمع الحطب والإعارة فى الدول الشقيقة والسفارة فى الدول الصديقة، ويتمرن الطلاب على مهنة تنفعهم فى شى الذرة والأفكار وتهوية الطموحات، ويعمى الدخان الجميع فلا يرى أحد ما نفعل، وحين يفاتحنا بعضهم بالحديث عن جدوى العلم، ندفعه ليذكر قدراتنا المعجزة فى تلبيس طواقى المعرفة للأحبة والصحاب، وإذا ذكرنا أحدا بالقيمة الحقيقية لعلمائنا فى الداخل، دفعناه لأن ينسى نفسه، ويتفاخر بالقيم الممكنة لمهاجرين من أهلنا فى بلاد الغربة.
صاحبى الحزب الحاكم، إذا كانت كل المهن الجالبة لقوة السلطة وسحر المتسلطين محجوزة لغيرى، فيكفينى وعدا منك بأن أكون كاتم أسرار أى وزير ترضاه، عندها سأكون ساعدك الأيمن فى إفشاء أسرار كل مواطن، ويدوم لك أمر البلاد والعباد.
صاحبى الحزب الحاكم، ستصلك وشايات عنى، بأننى أضيق ذرعا بأساليب خلعك للديمقراطية، فلا تصدق أننى قادر على أن افعل شيئا، فقط أعطنى طموحاتى البسيطة وأنا أعدك بخصوص صوتى فى كل الانتخابات القادمة، فبرغم أننى لا أملك بطاقة انتخابية، إلا انك طوال الوقت باكس وقادر على أن تجعل بطاقة تعريف ما، تجوب باسمى كل لجان الانتخابات، وتسجل كل لجنة أنك تلوى صوتى بالموافقة، حيا كنت أو ميتا.



#ياسر_العدل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- !!دراساتنا العليا.. بلا وكسة
- !! .. موائد اللئام
- !!التلوث .. بالصمت والأمونيا
- !! فسادنا .. ثقافة فقر
- !!.. عملية إختيار مدير عام
- !! التسعة جنيهات.. ياخرابى
- !! .. حرب المعيز
- !! .. شحّاتين الّطرب
- مطرب .. بالصدفة!!
- !!.. ورم تلفزبونى خفبف
- الموت .. فى عبوات مزركشه
- حظك00 يا برج الحمار


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - ياسر العدل - !!صاحب الهوى.. الديمقراطى