أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - من يخشى صائدة الرؤى ؟؟














المزيد.....

من يخشى صائدة الرؤى ؟؟


دعد دريد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 4899 - 2015 / 8 / 17 - 15:22
المحور: الادب والفن
    


أخذت نفَساً عميقاً
من غليون عراف هندي
يدّعي معرفة هندسة الغيب ودهاليزه
أجوب بين دخان غائم لغياهب الروح
تسرب من شقوق جفت منعاً لتخثرها
يصبح السمع دقيقاً مرهفاً كأول الخلق
أصيخ هناك، فيتناهي لي هنا
دبيب نمل دؤوب في زوايا ومخابئ الذاكرة
يصبح الأمر تلقائياً كصرخة مولود
فتقرأ الأشجار أفكاري وتهمسني
استسلمي، تسلمي، سلمي
أأسلم عقلي ومخابئه وعنفوانه؟
هو آخر قلاعي وترسي المنيع
من سيحميني؟ هو حصني وذَودي
من ألأنا، النحن والهمُ
ولكن نهم المعرفة أقوى
ومشوقة هي تلك اللعبة
لتستحق تلك المجازفات اللعينة
تتعلق الرؤيا بتلابيبي
كما أقراط فضة شرقية بأذني
وتطير بعقلي كما ترفع النسمة أطراف تنورتي
الى فنار دائري أبيض الأقواس
بلا أبواب ولانوافذ
في وسط محيط لامحيط يحده
لاتستر عريه
غير ستائر حرير سندسي الألق
تنسلّ روحي منزلقة
من بين أطرافها
كما تنسل أنثى بغنجٍ
من بين أطراف حبيب متيم
متسربة من أقواسه العتيدة
متسللة هاربة مع صقر بهي الطلعة
لأترك ورائي ماضيا سحيقا منسيّ الهيئة
تتعاون الآلهة والعراف ورؤياي
في إعادة خلقي
لأتحوّر وأبدأ بخلع
جلدي وشعري أولاً
ورويداً رويدا
أصل فأخلع وعيي ولبّي
ليكسيني ريشا أسود، رماديا أبيض
يتلاشى وجوداً الى آخر
تحت مسميات آخرى
عينان تملآن وجها
كله إنقضاض وتأهب
صقر غير آبه باللحظة
جناحاه هما لحظته
نقتفي أثر رائحة حريق مسعور
نهم أناس في أناهم وأناتهم
تقوده جناحاه لمدينة باهتة اللون
كفيلم قديم، تفجع عيناه
لمرأى أشلاء مدنٍ
لم يبق من معالمها
غير هياكل تصرخ الصمت الممزق
رافعة خرسانتها المعدنية
مبتهلة اليه أن يطلق عليها
طلقة الرحمة
الا ويفعلون ذلك
عندما يفقد الجواد أعز مايملكه؟
أفليس لك ياصقرُ
قلب ينبض فتريحنا
من عذاب أخترناه ليمزقنا أشلاء؟
ولكن أنى للصقر ذلك
فما شأننا فيما يسمّى منطقا لامنطقي
تتركهم جناحاه ليحلق في الريح
بين دفات ريشه والشمس تعكس
ضياءها من سطح محيط صافي النوايا
آنفاً لعالمٍ صدئِ الأخلاق
تلفه على حين غرة
روائح بهارات حارة الدفق
تلامس أطراف ريشه فتكويها قليلاً
سماء قانية الحمرة بحريقها المستعر
هي أقرب للموت عشقاً مبهراً
من حياة باهتة بلا طعم
سكون يصم الآذان
فيخفق قلبانا جذلاً ونرقص
لأصوات ألم موسيقية لانعلم مصدرها
فليس مايزين السماء غير
محراب هندي بآلهته المتنوعة
راقصة باكية متضرعة منتشية مستسلمة
تعظ كل من يصلها بحكمها
لعالم مسوخ الضمائر
يعتاش مهمشاً على الهوامش
تنادينا الآلهة أن نحط الرحال
مالنا ودعاء الآلهة
فدربنا ليس درب الأرباب
نعاود التحليق على جناحي الحرية
لنبصر أرضاً، تغطيها أشجار سنديان
ترنو الى السماء فترفّ بأغصانها
لتحمي الشمس بظلالها
هل هي محطتنا الأخيرة وملاذنا؟
الروح عطشى والقلب أدمى
كفانا غربة وهجرة
نبدأ بالهبوط ونخلع آخر ماتبقى
فيصبح الريش أبيض نقياً
وعندما أصل أحط وأنا بومة
بحفيف أجنحة لاتكاد تُسمع
على أرض ثلجية لاذعة الدفء
لنحتضن الرؤيا ونكوّن البياض الأعزل
يفيقني العراف الهندي
ويقول لي ياإبنتي
سبرت البحار والوديان والجبال
خضت حروبا وآهات وحشرجات
شممت رقصات الآلهة
غنيت عزلة المحيط
لم تخشٍ كل ذلك
أردت التحليق مع غليوني للوصول
لمعرفة ماوراء الوراء اللامتناهي
وهاقد وجدت البومة ضالتها
لاتسألينني فأنا التلميذ بين يديك
أقف حائراً مكتوف العقل
مرضك ليس بداء
إنما أنت الدواء!



#دعد_دريد_ثابت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حجيك مطر صيف مابلل اليمشون !!
- قبلات حروف عاشقة
- مطلوب ذراعان للتحليق
- لا أخلاقية الأخلاق
- قلب حصاة
- - النزوح ليس جريمة -
- شهر رمضان في بلاد الفرقان
- خاطرة إمرأة إنسانة
- أشجار الكرز تموت منتشية
- مسرحية مع وقف التنفيذ !
- وكما لله في خلقه شؤون، أقول للسلطات في مصالحها شؤون !
- يالة - يالة
- هل الحياة لحن، أم اللحن حياة؟؟
- مابين نقطتين
- يانساء الشرق إتحدن!
- حنظلة آلامي
- مسمار جحا
- تانغو الحرية
- هل في سريرة كل منا داعشي صغير؟؟!!
- ملل الآلام


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - دعد دريد ثابت - من يخشى صائدة الرؤى ؟؟