أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - آمال وشنان - هكذا يُغتال طموح الشباب.. هكذا تُكرّس الرداءة.. من هنا يبدأ الانهيار.














المزيد.....

هكذا يُغتال طموح الشباب.. هكذا تُكرّس الرداءة.. من هنا يبدأ الانهيار.


آمال وشنان

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 20:49
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قرار وزاري جديد تداولته صحف وطنية البارحة على لسان وزير التعليم العالي والبحث العلمي مفاده أن التوظيف الجامعي سيكون ابتداءً من السنة القادمة مقتصرا على حاملي شهادة الدكتوراه وحسب دون الماجستير، بعدما كان لحاملي شهادة الماجستير حقّ التدريس في الجامعة الجزائرية منذ سنوات.. أول ما تبادر إلى ذهني عند اطلاعي على الخبر تجربتين علميتين عشتهما خارج البلاد شدّتا انتباهي وجعلتني اليوم أسجل لكم هذه الملاحظات، الأولى كانت بتركيا اذ حظيت بفرصة دخول جامعة اسطنبول والتعلم بمركز اللغة التركية لمدة تسعة أشهر، ما لاحظته هناك أنّ 90 بالمئة من الأساتذة كانوا ما بين سن 23 و 25 سنة، أُوكِلت إليهم مهمة تدريس كفاءات أجنبية من مختلف أنحاء العالم أوروبا، افريقيا، آسيا وأمريكا... أساتذة –واداريين- يشهد الجميع لهم بالكفاءة والأخلاق والاحترافية، لطالما تساءل هؤلاء عن مستوانا الدراسي فنجيبهم "دكتوراه "وبكل تواضع يقولون "اذن أنتم أعلى منّا مستوى، تدريسكم وسام شرف لنا".. أجل لقد كنّا أكبر منهم سنّا و"أعلى منهم مستوى على حدّ تعبيرهم ولكن كانوا أكثر منّا حظّا لأنّهم في بلد يحترم الكفاءة ويمنح الفرص للأجدر والأحق، بلدٌ لن يُغنيك فيه انتمائك الى القبيلة الفلانية أو العرش العلاني، أن يكون والدك جنرال أو ماريشال أو عامل بسيط، بلد براغماتي عقلاني يريد أن يبني وينهض بشبابه ودولته لتطابق المعايير الدولية، فَهِم معادلة الحياة بشكل جيد، عرِف أن مواكبة التطور العلمي والتقدم الحضاري يستلزم وجود طاقات شابة مؤهلة تفهم وتواكب عصر التطور والتكنولوجيا تؤطرها قيادة لها من الخبرة والتجربة ما يكفي. أمّا التجربة الثانية فكانت في روسيا عند مشاركتنا في حدث عالمي ضمّ رؤساء دول، وزراء، دبلوماسيين ورجال أعمال من مختلف أنحاء العالم، أغلب من نظّم هذا الحدث العالمي كانوا شبابا لم يتجاوز الواحد منهم مرحلة الثانوية و كان بعضهم الآخر في طور الجامعة الأول أي ما بين سن 17 و 20سنة ، لن أبالغ ان قلت أنّهم أبهروا الجميع بروح المسؤولية العالية والقدرة على التنظيم والتواصل وإدارة الحدث باحترافية تامة، "مبدئهم لا مجال للخطأ والتخاذل"، نعم إنّه المنتوج الروسي، قد نقرأ الكثير عن قوة روسيا وخصوصية الفرد الروسي الخ.. ولكن لا يمكننا أن نفهم كل هذا إلاّ اذا تواجدنا هناك، ستلاحظ حتما كيف يُقدّس الروس الوقت ويحترمونه بالثانية والجزء، كيف يفتخرون بلغتهم وأصولهم وكيف يأبى مسؤول روسي رفيع إلاّ أن يتحدث بلغته الأم ويمازح الحضور زاعما أن وقْعَ لغته أجمل، كيف يتكلم وزير الشباب "الشاب" بكل فخر عن كفاءات بلده الشابة ويقدّمهم للعالم أجمع وكيف تنظر من حولك لتجد أنّه ليس مجرد كلام انّهم يقولون ويفعلون ما يقولون، كل الشبّان الروس المشاركين في هذه الفعالية كانوا ذوي مشاريع قابلة للتنفيذ، ترواحت هذه المشاريع ما بين مجتمعية ثقافية واقتصادية، لا أزال أذكر ذلك التنافس المحموم بين هؤلاء كل منهم يريد أن يكون الأفضل، كل منهم يريد أن يقدّم شيئا متميّزا لوطنه وشعبه، أغلبهم لم يتجاوز سن العشرين، كل ما شهدته هناك جعلني أتساءل أين نحن من هذا التطور والتقدم الذّي تشهده بلدان العالم والتّي تأخذ بعين الاعتبار ما يحمله عقلك من أفكار لا ما تحتويه حقيبتك من أوراق وشهادات، كل يوم تسمع بقرار أسوء، تسمع بمسؤولين وكأنّهم وُضعوا خصيصا لتكريس الرداءة وقبر الطموح والأمل في الأجيال الشابة القادمة، كيف ترى بعض "المثقفين "وخريجي الجامعات شغلهم الشاغل مراقبة موقع جامعة التعليم العالي، "اليوم أصدرت الوزارة قرارا ضدّ النظام الكلاسيكي" ليهلّل الآخر غدا "اليوم أُصدِر قرار ضدّ نظام "LMD ، أتابع وكلّي حسرة على ما وصلت إليه نخب الجزائر اليوم، صراعات لا تنتهي بين هذا الطرف وذاك، وضعٌ مقرف جدّا يجعلك تفكر في كل الاحتمالات لترسم مستقبلك إلاّ أن تبقى هنا في جو بلغ مستويات عالية من التعفن الفكري والأخلاقي، نخبة لا همّ لها ولا طموح إلاّ وظيفة في جامعة فلانية أو علاّنية لأن الراتب فيها أعلى وامتيازاتها أفضل.. وآسفاه..منذ متى كان الطموح وظيفة أو بضعة دنانير؟! لن ألوم هنا أصحاب هذا التفكير فكل ما حولك من عفن يدفعك لأن تفكر على هذا النحو، صحائفٌ تكتب أخبارا بالبند العريض فتقرأ فيها عن تغييرات أجراها رئيس الحكومة أو رئيس الدولة تقضي بجلب كفاءات شابة لمسؤوليات بعينها، يدفعني الفضول لحظتها لأعرف عن هذه "الكفاءات الشابة" وعن عمرها أيضا وكلي تفاؤل، فلعّل الوضع تغيّر إلى الأحسن لأُصدم بأنّ هذا "الشاب" قد بلغ من العُمر عتّيا، يا إلهي إنّه يُشارف الستين، نعم إنّه عمر الشباب عندنا، فصاحب الثلاثين لا يزال طفلا لم يبلغ الحُلم بعد، هكذا يُفكر هؤلاء، كل يوم تصدر قرارات بحجة الاصلاح ومواكبة المعايير الدولية، أقول لكم شيئا، أنتم أبعد من الدولية والعالمية أنتم في الحضيض .
لقد صار لدينا اليوم شبابٌ مهاجر بالنيّة، رحل بروحه وطموحه، ينتظر فقط بصيص أملٍ للهروب من واقع بئيس، في النهاية أقولُ وأكتبُ متفائلةً رغم وقعنا المرّ، أملي يبقى متعلقا بأصحاب الهِمم العالية أولئك الذّين لا يزالون يبدلون ما بوسعهم لتحسين الوضع، أقول لأصحاب الضمائر، للشرفاء في هذا المجال من أساتذة وطلبة وباحثين أولئك الذّين يعانون في صمت، أقول لكم رغم كل شيء، الجزائر أمانة في أعناقكم.. وحدكم بقيتم الأمل فلا تخذلونا رجاءً .



#آمال_وشنان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النفط نعمة ام نقمة ؟
- المجتمع المدني في الفلسفة السياسية الغربية


المزيد.....




- جيم كاري في جزء ثالث من -سونيك القنفذ-.. هل عاد من أجل المال ...
- الجولاني: نعمل على تأمين مواقع الأسلحة الكيميائية.. وأمريكا ...
- فلسطينيون اختفوا قسريا بعد أن اقتحمت القوات الإسرائيلية مناز ...
- سوريا: البشير يتعهد احترام حقوق الجميع وحزب البعث يعلق نشاطه ...
- مصادر عبرية: إصابة 4 إسرائيليين جراء إطلاق نار على حافلة بال ...
- جيش بلا ردع.. إسرائيل تدمر ترسانة سوريا
- قوات كييف تقصف جمهورية دونيتسك بـ 57 مقذوفا خلال 24 ساعة
- البنتاغون: نرحب بتصريحات زعيم المعارضة السورية بشأن الأسلحة ...
- مارين لوبان تتصدر استطلاعا للرأي كأبرز مرشحة لرئاسة فرنسا
- -الجولاني- يؤكد أنه سيحل قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - آمال وشنان - هكذا يُغتال طموح الشباب.. هكذا تُكرّس الرداءة.. من هنا يبدأ الانهيار.