أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي كمال يوسف - من يحاسب السلطة القضائية؟














المزيد.....

من يحاسب السلطة القضائية؟


فادي كمال يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4898 - 2015 / 8 / 16 - 14:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تتوالى خلال الأيام القليلة الماضية وعلى وقع التظاهرات الصاخبة، محاولات تنظيف أجهزة الدولة ومؤسساتها من رموز الفساد والمفسدين، وان بدت إعلاميا جبارة، ألا أنها للمتابعيين لا تزال خجولة، لا تتعدى سن بعض القوانين والمصادقة عليها، فيما ينتظر الشعب المنتفض خطوات جريئة تحاسب وتدين من سرق أموال الشعب طيلة السنوات الماضية.
وبالطبع الذي سيقوم بهذه المهمة بعد توفر الإرادة الصلبة من مراكز صنع القرار السياسي، هي السلطة القضائية، وكما نعلم فمنذ تسعينات القرن الماضي، انحرفت تلك السلطة عن مسارها، وأخذت كفة ميزان العدالة تميل بتأثير قوتي المال من جهة، والخوف من الحاكم من الجهة الاخرى، فكانت القوتان تتحكمان بمصير الأبرياء والجناة، فيما ترك القانون كتابا مغبرا على رفوف المحاكم.
وفي بلد اختزلت السلطات الثلاث " القضائية، والتشريعية، والتنفيذية" في شخص واحد، كان لابد ان تسقط السلطة القضائية وهي الأكثر حساسية في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها من الفوضى الانهيار، فكان سقوطها في مستنقع الرشوة والخوف ايذانا بنهاية الدولة وتفكك عقدها الذي يربط المواطن بوطنه وحكومته .
بعد سقوط النظام في 2003، وفي ظل غياب مطلق لمظاهر الدولة، وفشل ذريع لمؤسساتها وقياديها الجدد في بناء ما تم تدميره سابقا، وعدم وجود خطط ومناهج دقيقة للإصلاح، وتفشي المحسوبية والطائفية والشللية، كل ذلك شجع على انتشار الفساد بشكل أبشع وأوسع من ذي قبل، وانتشر في جسم القضاء كما المؤسسات الأخرى.
اظافة لذلك فكان استمرار خنوع القضاء وبشكل ملفت للحكومة ورؤسائها، واتجاه قراراتها الى جانب السلطة ومراكز القوى، فكان رؤساء الوزراء حين يحاولون الالتفاف على الدستور أو الديمقراطية، أو عندما يحاولون تسقيط خصومهم السياسيين، فهم عادة ما يلجئون الى تلك السلطة التي دأبت على توفير مختلف الأغطية لتلاعباتهم تلك، من اتهامات جنائية جاهزة، وتفسيرات دستورية ملائمة لاهوائم وقراراتهم، فيبرأ المفسدون بصفقات وتنازلات سياسة تصب جميعها في مصلحة السلطة الأقوى، وعندما كان المال والخوف من ألي الأمر، هو شيمة القضاء كما أسلفنا، فان الانحرافات والفساد هيمن مرة اخرى على الدولة وإسقط مؤسساتها، فحلت محلها الفوضى العارمة.
واليوم بعد ان علا صوت الإصلاح وانتفضت الجماهير ضد الفساد والمفسدين، وتبنى رئيس الوزراء تلك الدعوات، حملت السلطة القضائية هي الأخرى معولها للمشاركة في الحرب القادمة، وجني غنائم انتصار الكفة الأقوى، فهي كما اعتادت ذيل الحكومة تتجه دائماً الى جهتها.
ان الاصلاح الحقيقي لن يتم باعفاء وزير هنا ومحاسبة اخر وسجنه هناك، لا بل وحتى بتديل الطاقم الحكومي بأجمعه واستيراد آخر "كامل مواصفات"، وسيعود الفساد ينخر بعظام التشكيل الجديد مرة اخرى.
ان الإصلاح لن يكتمل بهكذا ترقيعات، إذ كان من يحاسب ويقاضي بين المتخاصمين، الدولة من جهة والفاسدون الحكوميون من الجهة الأخرى، هو نفسة غير نزيهة ومنحاز، لذلك ان إصلاح القضاء وإعادة الهيبة له ولمؤسساته هو الخطوة الأولى لانطلاق التغيير المنشود.
ان الشروع بأعداد دراسة شاملة وبمساعدة اطراف خارجية، كمحكمة العدل الدولية، وشركات عالمية متخصصة، لتنظيم خطة عمل متكاملة لإعادة تأهيل القضاء وبناء مؤسسة قادرة على المحاسبة لا تخشى الحق ولا تغرى بالمال.
وان كان هذا الحل صعبا، ولا يمكن تحقيقه، فوضع تلك السلطة تحت مراقبة مؤسسة دولية أو شركة متخصصة، تتفحص كل أعمالها وقرارتها، وفي الوقت ذاته تعمل وبشكل مكثف على تطوير كوادرها بشكل يجعلها قادرة على العمل مستقبلا.
ان بدون إصلاح القضاء، لن نتخلص من مشاكل الانحطاط الأخلاقي الحاصل في مؤسسات البلاد كافة، ولن نستطيع الشروع في إعادة البناء مرة اخرى، فالقضاء هو العمود الرئيسي الذي تستند اليه مفاصل الدولة، ونزاهته هي المؤشر الذي سيحدد كفائه عملية التغيير في البلاد، وإلا فالفشل هو حليف اي محاولة إصلاحية.



#فادي_كمال_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوارات زمن الشسمة
- دولة الملاهي وأمراء الحرب
- جمهورية الملك


المزيد.....




- وزارة الصحة في غزة تكشف عن آخر حصيلة للقتلى خلال 295 يوما من ...
- قتلى وعشرات الجرحى في هجوم صاروخي بالجولان.. وإسرائيل تتهم ح ...
- الرئيس الإسرائيلي: حزب الله -قتل بوحشية- أطفالا في الهجوم عل ...
- حزب الله ينفي ضلوعه باستهداف مجدل شمس الذي أدى لمقتل وإصابة ...
- إيطاليا: إعادة فتح -طريق الحب- في الأراضي الخمس بعد سنوات من ...
- هل كانت أوكرانيا تخطط لضرب العمق الروسي دون علم أمريكا.. اتص ...
- إسرائيل تتوعد برد قاس وحزب الله ينفي مسؤوليته عن استهداف مدن ...
- أردوغان: تركيا تنتظر اعتذارا من محمود عباس
- وزير الداخلية الإسرائيلي: الرد على قصف مجدل شمس لن يكون أقل ...
- مجازر غزة..هل يسعى نتنياهو لإطالة الحرب؟


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فادي كمال يوسف - من يحاسب السلطة القضائية؟