أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وائل زمو - ومضة على اساس المواطنة : قراءة موجزة في نماذج غاليشيه














المزيد.....


ومضة على اساس المواطنة : قراءة موجزة في نماذج غاليشيه


وائل زمو

الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 22:30
المحور: المجتمع المدني
    


يكمن اساس المواطنة في فكرة الرابط الاجتماعي الذي يجمع افراد مجتمع معين. ففي الدول الديمقراطية تم استبدال الرابط العرقي والاثني والديني برابط المواطنة. فعلى اي اساس اذا تقوم المواطنة ؟ او بتعبير اخر : ما هو الرابط الاجتماعي الذي يربط بين افراد المجتمع ؟
هناك ثلاثة اشكال لذلك حسب غاليشيه :
1- أساس العائلة او نموذج العائلة :
فالرابط هنا يقوم على الاخوة بين الافراد كما هو الحال في العائلة. وهو نموذج قام عليه المجتمع الفرنسي الذي ما يزال ينادي بشعارات الثورة الفرنسية (اخوة, حرية, مساواة). فالفكرة الاساسية فيه هي الاعتراف بالاخر والاحترام المتبادل على اساس الانتماء للامة و لقيم عامة مع تحييد أي خلافات اخرى في الاماكن العامة وتركها لما يسمى الحيز الخاص او المجال الخاص.
2- نموذج العمل :
ينطلق هذا النموذج من تقسيم العمل كاساس لتشكيل الرابط المجتمعي لان الانسان هو المخلوق الوحيد الذي يعمل. وعليه يعتبر تقسيم العمل اساساً لتشكيل الرابط المجتمعي. فكل انسان مهما كان اختصاصه يحتاج للاخر الذي يختلف باختصاصه. ففكرة تبادل الخدمات يشكل اساس النفع العام وهذا ما ينمي فكرة التكافل الاجتماعي والاحترام المتبادل لجميع الافراد. فالخادم لا يقل اهمية عن الطبيب طالما ان كلاً منهما يحتاج الاخر. وهذا ما يلغي الفوارق بين الطبقات. يعتمد هذا النموذج بشكل كبير على فكر افلاطون و ماركس ودوركهايم.
3- نموذج النقاش :
اساس هذا النموذج هو قدرة الانسان على الكلام وهو النموذج الاغريقي للمواطنة. حيث يتم الاجتماع في ما يشبه البرلمان للنقاش في القضايا العامة بهدف حل المشاكل وهو ما يجسد في هذا النموذج اساس المواطنة. ويرتبط هذا النموذج بكلام ارسطو : "الانسان حيوان سياسي, لانه يمتلك الكلام" الذي يميزه عن غيره من المخلوقات و الذي يعطيه القدرة على الاجتماع. وعليه يمكن حل جميع المشاكل بالاستناد الى النقاش والاحترام المتبادل .
إن ما يؤخذ على النماذج السابقة هو استنادها فقط على فكرة "العيش بسلام" معا في مجتمع واحد او في مكان معين. وهو عيب يبرز بشكل واضح فيما تعاني منه المجتمعات الغربية مما يسمى بالفردانية(individualism / individualisme). الفردانية هنا بالمعنى السلبي هي الاقرب الى الانانية منها الى فكرة الضمير الذي يراقب تصرفات الفرد بدل الوازع الاجتماعي القائم على الضغط والخوف الاجتماعي الخارجي من الفرد (الفردانية بالمعنى الايجابي).
وعليه يقترح الكاتب نموذجا رابعا :
4- نموذج بداغوجي (pedagogy / pédagogie) :
هو نموذج يتجاوز فكرة العيش بسلام الى الاخذ بالمسؤولية تجاه الاخر. اي ان كل شخص هو معلم لشخص ما في مكان ما وهو نفسه طالب لتعلم شيء اخر في مكان اخر . او بمعنى ثانٍ قد يكون الإنسان محتاجاً في مكان ومعطياً في مكان اخر. كما يتضمن هذا النموذج ايضاً فكرة اننا جميعا معاقون امام تحدٍ ما. ففكرة اخذ الاخر بالمسؤولية تتجاوز مجرد العيش بسلام الى فكرة التكافل الاجتماعي من خلال مساعدة الاخر الذي يكون في ظروف يحتاج فيها الى المساعدة.

اذا, اساس المواطنة يتجاوز فكرة التجاور و العيش بسلام الى اخذ الاخر بالمسؤولية في سبيل الارتقاء بالمجتمع من خلال زيادة التفاعل الاجتماعي بين الافراد. بذلك تتحقق الديمقراطية بحسب ديوي الذي يعرفها بانها "زيادة التفاعل الى الحد الاقصى" بين الافراد و ليس فقط طرق الانتخاب و ممارسة السلطة. هكذا تصبح الديمقراطية اسلوب حياة واداة تطور المجتمع بمقدار تطور افراده من خلال التفاعل فيما بينهم واكتساب الخبرات بالتعلم.



#وائل_زمو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول خطاب الأسد في جذور الأزمة السورية : دور المدرسة تثقيف أم ...
- بين الجنسية والمواطنة وروح القطيع


المزيد.....




- متورطون بقمع وتعذيب المعتقلين.. ضباط من قوات النظام السوري ا ...
- فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم -أعياد الميلاد- في ألمانيا
- ألمانيا.. دعوات لترحيل جماعي للمهاجرين على خلفية مأساة ماغدي ...
- السعودية تنفذ الإعدام بمواطنين بتهمة خيانة وطنهما وحرّضا آخر ...
- هجوم ماغديبورغ: مذكرة اعتقال وتهم بالقتل موجهة للمشتبه به
- مقاومو -طولكرم وجنين- يتصدون لاقتحامات و اعتقالات الإحتلال
- اللاجئون السودانيون.. مأساة لم ينهها عبور الحدود واللجوء
- الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ ...
- تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
- الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وائل زمو - ومضة على اساس المواطنة : قراءة موجزة في نماذج غاليشيه