|
نطالب الرئيس بِسَن قانون يُجرم التكفير
مصطفى راشد
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 19:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
التكفيريون هم أخطر الناس على الأمة الإسلامية والعالم منذ مئات السنين ، وبعد ثورة 30 يونيو العظيمة التى قام بها الشعب المصرى ، ظهرت بوضوح عداوة التكفيريين للوطن ، وظهر بوضوح خطر هؤلاء على الأمن القومى للوطن ،وكيف تجرى فى دمائهم خيانة الوطن بكل جرأة وإجرام وإنحطاط ، فأصبح مشهد معلوم متكرر وهو تعديهم على الوطن والسعى لتخريبه وتدميره وتفجيره وحرقه ،والتعدى على جيش الوطن ومؤسساته بسفالة لم نشهدها من العدو الأسرائيلى نفسه ،ورغم أننا ظلينا منذ 25 عاماً نطالب بتجريم التكفير والتلميح به ، لما فيه من تفتيش فى الضمائر وشق القلوب والعلم بالغيب ووضع المكفر أو الملمح به ذاته فى منزلة الله أو كوكيل عن الله بدون أى سند من رب العالمين ، لكن لم يستمع المسؤولين وأصحاب القرار لنا ، وهى جريمة فى حق الوطن من هؤلاء لتقاعسهم عن حماية أمن ومستقبل هذا الوطن فكانوا سببا فى كل هذه الخسائر من أرواح شهدائنا الأبرار الأبطال وأموال الوطن ،-- واليوم نكرر الطلب على الرئيس السيسى بسرعة سَن قانون يُجرم التكفير أو التلميح به ، تطبيقاً لصحيح الشرع ، لأن الإسلام جرم وأدان ومنع التكفير فقال الرسول ( ع ) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله(ص): (إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه) [رواه مالك والبخاري ومسلم وغيرهم وتفسيره أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ الْمَعْنَى فِيهِ النَّهْيُ عَنْ أَنْ يَقُولَ أَحَدٌ لِأَخِيهِ كَافِرٌ أَوْ يَا كَافِرُ، قِيلَ لِجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ هَلْ كُنْتُمْ تُسَمُّونَ شَيْئًا مِنَ الذُّنُوبِ كُفْرًا أَوْ شِرْكًا أَوْ نِفَاقًا؟ قَالَ: مَعَاذَ اللَّهِ وَلَكِنَّا نَقُولُ مُؤْمِنِينَ مُذْنِبِينَ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ جَابِرٍ مِنْ وُجُوهٍ وَمِنْ حَدِيثِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ قُلْتُ لِجَابِرٍ أَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ كَافِرٌ؟ قَالَ: لَا قُلْتُ: فَمُشْرِكٌ: قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ وَفَزِعَ من تكفير الناس. كما أن تجريم التكفير والتلميح به يتماشى مع صحيح الدين والدلائل العليا من الشرع قطعية الثبوت والدلالة من القرآن الكريم عندما قطعت بذلك الآيات بحرية العقيدة والإختيار فى قوله تعالى فى سورة الكهف الآية 29 (فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) وكذا قوله تعالى فى سورة الكافرون آية 6 (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ) ص ق كما أن النبى نفسه لايملك تكفير أحد أو مخاطبة أحد إلا بالتى هى أحسن وأن يدعو الناس بالحكمة والموعظة الحسنة ولا يملك تكفيرهم كما جاء فى قوله تعالى للنبى فى سورة الرعد آية 40 ( فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ) وكذا فى سورة النحل الآية 125 (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) والآية هنا تشير بوضوح بأن الله تعالى فقط هو من يعلم بمن ضل وكفر ولا حتى النبى (ع) يعلم ذلك ، لأن مابداخل القلب لا يعلمه إلا الله ، كما روى البخاري ومسلم عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: “بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ (ص) إِلَى الْحُرَقَةِ، فَصَبَّحْنَا الْقَوْمَ، فَهَزَمْنَاهُمْ، وَلَحِقْتُ أَنَا وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ رَجُلًا مِنْهُمْ [جاء في بعض الرّوايات أنّه مرداس بن نهيك، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله]، فَلَمَّا غَشِينَاهُ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ! فَكَفَّ الْأَنْصَارِيُّ، فَطَعَنْتُهُ بِرُمْحِي حَتَّى قَتَلْتُهُ فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ، فَلَمَّا قَدِمْنَا بَلَغَ النَّبِيَّ ( ص ) [وفي رواية مسلم: فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ (ص)] فَقَالَ: ((يَا أُسَامَةُ! أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ؟!)) قُلْتُ: كَانَ مُتَعَوِّذًا [إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنَ السِّلاَحِ]فقال الرسول [أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ؟! أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا ؟ ؟؟ ايضا نهانا الله عن سوء الظن بالغير بقوله تعالى بسورة الحجرات الآية 12 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) وتكفير الغير هو نوع من الظن لا يمكن أن يكون مع اليقين ، ايضا التكفير والتلميح به هو نوع من أنواع اللعان للمسلم والرسول نفى قطعياً أن يكون المؤمن لعاناً فى قوله : { لا يكون المؤمن لعاناً } [رواه الترمذي وصححه الألباني لذا نحن نطالب الرئيس السيسى بتطبيق صحيح الدين بوضع قانون يجرم التكفير والتلميح به لأنه يصدر من غيرمؤمن بصحيح الدين بل هو أشد خطراً على الدين وعلى الأمة ، كما أنه يتفق تماماً مع الماد 53 و64 من دستور 2014 . وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه الشيخ د- مصطفى راشد عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية والمنظمة العربية لحقوق الإنسان وسفير السلام العالمى للأمم المتحدة E - [email protected]
#مصطفى_راشد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قصيدة رسالة لروح أمى
-
إنفاق مال الحج فى الزكاة أفضل عند الله
-
قصيدة جِئْتُكَ خَاَشِعَاً
-
لَجَنُودِ وَضُبَاطِ اَلجَيِش وَالشُرْطَة اَلحَقِ فْى اَلإِفّ
...
-
إلى أخى المحترم د خالد منتصر
-
إنشاء الإتحاد العالمى لعلماء الإسلام من آجل السلام ورفض العن
...
-
لَلفَقِير وأصحَاب هَذِه الَأمْرَاض وهذه المِهَن إفْطار رَمَض
...
-
قِصَةَ زَمْزَمَ الَمُختَلَقةَ
-
قَدَرُ اللهِ أم قَدَرُ اَلشّيْطَانِ
-
الرد على من كفر منكر الحجاب
-
اَلخِلاَفَة اَلعَبَاسيِة بَدونِ تَجَمِيل لِمَن يَحلُم بِالخِ
...
-
اَلخِلاَفَة اَلأمَوَيِة بِدون تَجَمِيل لِمَن يَحلُم بِالخِلا
...
-
البحيرى وتراجع الرئيس السيسى
-
حوارنا المنشور اليوم بمجلة روزاليوسف عن مواضيع الساعة
-
لماذا نَتَضَاَمن معَ دَعوِة صَدِيِقَنَا شَرِيف اَلشُوبَاشِى
-
ابن تَيِمِيَة فِكراً فَاَسِداً
-
الشرعُ يَدَعُوُنَا للِإِحِتَفَالِ بَعِيِدِ اَلَأمِ
-
لن أعترف بوزيرالتعليم إلا إذا
-
اللهُ هُوَ مَنْ أَمَرَنَا بِصِنَاَعَة اَلٌتَمَاَثِيل
-
وَاَضِع اَلقَنبُلَة وَدَاعِش كُفَار
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|