بابلو سعيدة
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 09:10
المحور:
الادب والفن
الزوجان" 13 "
في اليوم الواحد تردّد لبلى مرّات عديدة قولها (( عشت عصراً ذهبيّاً، وأجمل سنوات عمري مع جيرانٍ واصدقاء رائعين في المساكن العسكرية الجديدة في قطنا ومع زوجي سرحان وابنتي الوحيدة في فترة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن 20. ثُمّ عُدْنا بعدها إلى مسقط رأسنا في اللاذقية . وفي بدابة العقد الثاني من القرن 21 أقعدني المرض . وأصبحت أنا والسرير رفيقين متلازمين، ليل نهار. واشعر الآن بالندم. لأنني ارتكبت ذنوباً وحماقات في حياتي لا تُغتفر)). وكلّما تحرّكتْ ليلى من سريرها إلى المنتفعات تتكئ على عكّازتها مناديه : يا خضر ... يا إمام علي ... يا الله . يا شيخ رجب . ويا سيّدي شيخ أحمد قرفيص . وتلعن الشيطان الرجيم . وتشكر الله الذي يُقدّم لها وجبات الطعام الثلاث . وتردّد باستمرار البسملة في بداية الطعام والحمدله في النهاية . وتعرف أسماء الأرامل في بلدتها ، أرملة ارملة وأعمارهنّ. وتعرف سكّان البلدة بيتاً بيتاً وعدد افراد كلّ اسرة . ومن هو العازب .. ومن هو المتزوج . ومن هو الفقير والأعرج والمعطوب في حروب الربيع العربي . ومن هو الغني والاخرس . ومن هو " الغريب" الذي جاء إلى البلدة منذ ربع قرن واستوطن فيها . وتعرف من هو الضابط والمساعد... ومن هو الجامعي .. ومن يعمل . ومن لا يعمل . وطموحها أن تزور وتتبرّك من جميع المزارات والمقامات الدينية في الساحل السوري وحماه ومنها مقام علي زين العابدين والشيخ عبد الله. وأن تبقى أم سعيد المُصابة بمرض السكّري إلى جانبها . وإذا نظرت إليها تراها نادمة وحزينة. وتندب حظّها . وتدقّ على صدرها . وتدمع عيناها ... ثُم تكفّ عن البكاء. وتُغنّي المواويل الشعبيّة . وتحنّ إلى ماضيها الجميل حنين الطفل الرضيع إلى حلمة أمّه . وترغب أن تموت. وفي نفس اللحظة تراها مشغولة بعدّ النقود والكراسي والملاعق والصحون . وبعد ان أصبحت مقعدة الفراش نتيجة كسر بين المدوّرين زادت لديها نداءات الاستغاثة . وبقيت نادمة على فعل زواجها من سرحان سألتها ابنتها : أُمّاه ما هو الذنب الكبير الذي ارتكبْته في حياتك كي يجعلك الله مقعدة على فراشك ؟ أجابت : ذنبي الوحيد هو أنني تزوجت والدك دون موافقة ابي وشيخ قريتي. وأطلب من الله العفو.... والمغفرة.
#بابلو_سعيدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟