|
-السمسار- بلير .... التغيرات في القيادة الفلسطينية
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 09:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
"السمسار" بلير .... التغيرات في القيادة الفلسطينية
بقلم :- راسم عبيدات حذرت في اكثر من مقالة سابقة،بأن ما يجري من حركة سياسية ولقاءات مكثفة بين حماس ومبعوث الرباعية الدولية السابق "بلير" وبمشاركة فاعلة من اطراف عربية وإقليمية في مقدمتها (قطر والسعودية وتركيا) وجهات دولية كالرئيس الأمريكي السابق كارتر وامين عام الأمم المتحدة "بان كي مون" ووزير خارجية بلغاريا وغيرهم وموافقة دولية من امريكا واسرائيل،الهدف منها بالأساس ضرب وحدة المشروع الوطني الفلسطيني،تعزيز وتكريس حالة الإنقسام والإنفصال،بما يضمن إقامة حالة كيانية فلسطينية محدودة الإستقلال في قطاع غزة،وبموازاة يجري العمل على ايجاد صيغة من التقاسم المدني الوظيفي في الضفة الغربية،مع ابتلاع كبير لمناطق(سي) التي تشكل النسبة الأكبر من مساحة الضفة الغربية،ويرافق ذلك إبتلاع كلي لمدينة القدس.
واليوم بدأت ملامح الصورة تضح أكثر فاكثر ولم يعد نفي قيادات حماس مجدياً أو مقنعاً،فقد كشف القيادي في حماس احمد يوسف بأن المفاوضات حول التهدئة طويلة الأمد بين "اسرائيل" وحماس بوساطة "السمسار" بلير،والذي طوال فترة وجوده في القدس كممثل للرباعية الدولية،كانت مواقفه "اسرائيلية" اكثر من القيادات الإسرائيلية نفسها،قد قطعت شوطاً كبيراً وأن هناك شي ما يتبلور بشكل نهائي سيتم الإعلان عنه قريباً،ولهذه الغاية والهدف،أشارت مصادر صحفية إلى أن بلير كان قد التقى خلال الأسابيع القليلة الماضية الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي،ورئيس جهاز مخابراته العامة اللواء خالد فوزي،ومستشار الملك الأردني للشؤون الأمنية الفريق أول فيصل الشوبكي،وولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان،إضافة إلى عدد من المسؤولين الإسرائيليين في مقدمتهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
و"حماس"" في سياق تبريرها لهذه المفاوضات والإتفاق المتبلور بأن السلطة الفلسطينية بسلوكها وممارساتها ونهجها هي من دفعتها لمثل هذا الخيار،حيث حكومة الوفاق الوطني المتشكلة،لم تقم بأي جهد جدي وفعل حقيقي على صعيد حل الأزمات والمشاكل الكبيرة في القطاع اقتصاديا واجتماعيا،ناهيك عن أن المعابر لم تفتح والحصار لم يرفع والإعمار دوران عجلته بطيء جداً وأزمة رواتب موظفي حماس ال(40) ألف بقيت على حالها،وبالتالي كل هذه الظروف والمعطيات تفاقم من ازمات سكان القطاع وتفتح الطريق نحو قيام حالة من الفوضى والجريمة المنظمة،وهذا يفاقم من ازمة "حماس" المالية ويهدد سلطتها ودورها ونفوذها. "السمسار" بلير وهو يقود مثل هذه المفاوضات،ما يهمه بالأساس مصلحة اسرائيل،فهو يعتبرها فوق أي مصلحة اخرى،ودائماً كان يتحدث حول الأمن الإسرائيلي،أما من هم واقعين تحت الإحتلال ويتعرضون لأبشع انواع القهر والظلم والعدوان،والذين تتفاقم مأساتهم بسبب ما زرعته حكومة بلير لكيان غاصب على أرضنا وحساب شعبنا،فهؤلاء لا يهمه مصيرهم ولا معاناتهم،ولا ينظر لها من باب حقهم في العيش بحرية وكرامة في وطن مستقل،بل من باب تحسين شروط وظروف حياتهم الإقتصادية تحت الإحتلال كقضية انسانية وليس وطنية وحقوق شعب بإمتياز،والجميع يعرف بأن بلير اول من زار احدى البلدات الإسرائيلية التي سقط فيها صاروخين فلسطينيين متضامناً،حيث قتل واصيب عدد من المستوطنين كرد على عدوان اسرائيل على قطاع غزة،في وقت كانت فيه طائرات الإحتلال تقتل العشرات من اطفال غزة،والذي اعتبره هذا "السمسار" حق لإسرائيل بالدفاع عن نفسها في وجهه "الإرهاب" الفلسطيني،وكذلك في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة،طالبه بلير بعدم ادانة اسرائيل واتخاذ قرارات او عقوبات بحقها بسبب جرائمها بحق اطفال ونساء وشيوخ غزة واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً. السلطة الفلسطينية نتيجة لإنسداد افاق الحلول السياسية وتعنت وتمادي حكومة الإحتلال اليمنية المتطرفة في صلفها وعنجهيتها ومشاريعها الإستيطانية وتنكرها لحقوق شعبنا الفلسطيني،ورفضها لتقديم أية تنازلات جوهرية من اجل تحريك المفاوضات،وما تمر به السلطة من أزمات اقتصادية وقيادية وإنقسام وشيوع الفوضى والفلتان ومأسسة الفساد،كلها شكلت عوامل ضاغطة على السلطة الفلسطينية وقياداتها من اجل اتخاذ خطوات وقرارات تجاه تغيرات واسعة في القيادة الفلسطينية لمواجهة مثل هذه الأوضاع والتطورات،والحديث والمصادر الصحفية تقول بان هناك تغيرات كبيرة في القيادة الفلسطينية سيقدم عليها الرئيس فلسطيني عباس في شهر ايلول القادم،ولكن ما اخشاه بان تلك التغيرات،تعيد انتاج الأزمة السياسية ،وتكون التغيرات في الإطار الشكلاني،ليس أكثر ولا أقل،فكما حصل قبل فترة ،والحديث عن تشكيل حكومة وحدة وطنية،وقد قلت في مقال سابق لا "حكومة وحدة وطنية في الأفق"،وأرى ان الأولوية لإنهاء الإنقسام على تشكيل حكومات،حيث ولدت حكومة معدلة،مهما كانت مهنية او كفاءة من إنضموا إليها،فهي لن تساهم في "فكفكة" و"لحلحلة " المشاكل الكبرى،بدون برنامج سياسي متوافق عليه وطنياً من قبل كل مركبات ومكونات العمل الوطني والسياسي الفلسطيني.واليوم والحديث يجري عن تغيرات واسعة في القيادة،وكأن الشعب الفلسطيني "عاقر"،فعلى الصعيد الحكومي نفس الوجوه،اللهم يجري تحريكها وتبادل الأدوار والحقائب فيما بينها،فهي "جهبذية" وألمعية،وليست مسؤولة عن أي فشل او قصور او عدم إنجاز،بل من يتحمل المسؤولية هو الشعب..؟؟،وكذلك في عملية التغيير من يقودون او من يفوضون بالتحضير لعملية التغيرات المطلوبة، هم صالحون لكل شيء وقدراتهم خارقة قادرون على كل شيء،ولا ينجزون أي شيء. ما هو مطلوب؟؟؟،هو وقفة جدية ومراجعة شاملة تطال كل شيء،ولا احد فوق المحاسبة او المساءلة،فيما وصل اليه المشروع الوطني الفلسطيني،اما مسألة تغيير "الطرابيش" والتدوير لمجموعة من الأشخاص تتربع على قيادة الشعب الفلسطيني وتغتصب إرادته وقراره، فلا اعتقد بأن ذلك سينتشلنا من الكارثة التي نحن فيها. القدس المحتلة – فلسطين
15/8/2015 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لتأخذ قياداتنا وفصائلنا -هدنة كلام- و-فترة صمت-
-
لماذا طهران الآن ...؟؟
-
هل بدأت مسيرة التدحرج صوب الحلول السياسية في المنطقة
-
في القدس ....كيف نخرج من مأزقنا ..؟؟
-
المطلوب:- أكثر من -فورة- دم وردات فعل عاطفية
-
-هولوكست -جديد.....إستيطان ...وقمع للأسرى ...وقوانين عنصرية
-
تونس بداية الثورة....وبداية العودة
-
تركيا ....ليست حرباً على -داعش- ،بل تصفية حسابات مع الأكراد.
...
-
ما بين -فورة - الدم .....وثقافة -الروسلوجي-
-
الاتفاق النووي.. ايران والعرب و-اسرائيل-
-
-حماس- إقتراب من الرياض ...وإفتراق مع طهران
-
-اسرائيل- تحترق بلهيب تموز مرة أخرى
-
هل إنتصر مسار -أورانيوم- ....وانهزم مسار -كامب ديفيد-....؟؟
-
عبدربه وتجديد -المشروع الوطني الفلسطيني-
-
في ذكرى يوم القدس العالمي......دروس وعبر
-
اليونان قالت لا....فهل من زعيم عربي أو فلسطيني يقول لا....؟؟
-
مصر.....وتصاعد الإرهاب
-
-داعش-.....ومسيحيو القدس
-
-طوش- وإحتراب عشائري .....و-تسامح- كذب عربي أصيل..؟؟
-
لا حكومة وحدة وطنية في الأفق
المزيد.....
-
بعد تصريحاته عن -التهجير-.. الملك عبدالله سيلتقي ترامب بواشن
...
-
جورجيا: احتجاجات في تبليسي بعد تشديد العقوبات على عرقلة الطر
...
-
بدل نقل الأسماك.. تحقيق يفضح تهريب بقايا النمور المهددة بالا
...
-
الكبد الدهني.. خضار وفاكهة تساعد في العلاج والوقاية من الإصا
...
-
تحديد هوية المسؤول عن جريمة سودجا
-
غزة.. إسرائيل تخلف معدات عسكرية مدمرة
-
بيان من الرئيس السوري أحمد الشرع بعد لقائه ولي العهد السعود
...
-
أسير إسرائيلي أمريكي محرر يوجه رسالة شكر إلى مقاتلين في -الق
...
-
النيابة الإسرائيلية تفتح تحقيقا جنائيا ضد سارة نتنياهو في أع
...
-
خامنئي: الشعب الإيراني لديه الشجاعة ليقول -الموت لأمريكا-
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|