|
مسارات الدلالة وتجليات الرؤية في نص لحظة شرود للشاعرة أمينة اغتامي
عواد كاظم الغزي/جامعة ذي قار/ العراق
الحوار المتمدن-العدد: 4897 - 2015 / 8 / 15 - 01:14
المحور:
الادب والفن
(مسارات الدلالة وتجليات الرؤية في لحظة شرود للشاعرة أمينة اغتامي) بقلم الدكتور عواد كاظم الغزي الرؤيةالشعرية بؤرة واضحة ومحددة في فكر الشاعر ونصه، .وأما محاولة تغييبها فإنه قصدية موضوعية يهدف الشاعر من ورائها الى استدعاء ثيم اخرى. وهذا ما يحققه نص الشاعرة أمينة اغتامي.إذ وشى النص في عنوانه وثريا التعريف به بالقصدية الإنشائية (لحظة شرود). وكانت أول السطور الشعرية دالة على هاتيك المعرفة(أفقه لغة الغبش). مما يعني أن الغبش ثيمة موضوعية تتبنى دلالة سيميائية يوجهها ما استدعاه النص من ثيم اخرى، لتحقيق قصدية الإبلاغ. إن الرؤية الموضوعية التي تعشعش في ذهن الشاعرة أمينة اغتامي هي جلية واضحة وشى الزمن والدلالة ببعض منها، ذلك أن الغبش زمن يطلق لمرادفات أخرى منها(الفجر/أول النهار/البداية/الثورة/الحرية/المستقبل). ولما كانت للغبش لغة، فذلك ما يوجه الدلالة السيميائية توجيها محددا(لغة الغبش). ومما أسهم في تحديد مسار الدلالة من بين دلالات المرادفات الاخرى اللغة(أفقه). وغدت بذلك للغبش لغة وتلك اللغة معلومة الدلالة ويفقهها الانسان. وتستدل الشاعرة على هذه المعرفة بالظهور في هيئة ضوء (كؤوس الضوء)و(بوابة الفجر الخلفية). وتؤكد الشاعرة بأنها تسير بمتلقيها الى الدلالة المقصودة بوساطة تهشيم زمن حدوث الغبش(لكنني لاأعرف متى أنثر بيادري). لم يكن للغبش الوارد في النص زمنا فيزيائيا يتكرر في ولادة النهار بالتعاقب مع الليل، وإنما هو غبش قد يأتي مرة واحدة من بعد غياب مما رسم معالم الدلالة السيميائية وحدد مفهومها. ومن ثم يتجه الفكر الشعري في تحديد مساراته الإبلاغية بتحطيم فيزيائية الغبش شيئا فشيئا(لكنني لاأعرف متى أنثر بيادري)و(عصافير الليل). ومامن شك أن عصافير الليل وبيادر الحبوب التي تطعمها، لايمكن أن تتجسد في ماهية الزمن الفيزيائي، إذ لا وجود للعصافير في البيادر ليلا. ولكن الدلالة تقودنا الى أنه زمن يتصل بزمن الغبش ودلالته المتضمنة للحرية ، مما يعني أن الليل في النص هو القيد الذي يحكم رغبة العصافير في مخالفة النسق السائد وصيرورة الليل ،قيدا إجباريا وشفرة سيميائية يعني تحطيمها وجود فسحة من الحرية تخالف النسق السائد في القيد الاجباري. ويقدم النص سياقا آخر يردف الدلالات الأولى في النص لترشح احتمالية بوساطة استفزاز الصمت وولادة فكرة (البحار). ووجود رأي يتجسد في احتمالية(باحتمال مطر).. وقد أدى الغبش في دلالته النصية إلى رشحان احتمالية هطول مطر ،التي ستؤدي بدورها الى شهقة أرض تبنت عشبا. ولكن انولاد الرأي والفكرة لم يكن اعتباطيا، فالشهقة استجداء الأرض للسماء، ونكون هنا إزاء سيمياء اخرى أكثر وعورة من الأولى، ولكن تجلي المسارات الموضوعية للنص يسهم في تحديد مضامينها .فالعشب هو الانسان الذي يرتجي السماء في دعائه الخالق أن يمن عليه بفسحة عيش رغيد. ومن هنا يتصل النص دلاليا بالغبش والعصافير والبيادر. وكما أن ترقرق السماء يحيل سيميائيا على احتباس انجاز الدعاء، وطول النجوى من الإنسان الى الخالق. وتحاول الشاعرة توظيف أنساق معرفية أخرى وقرت في ذهن المتلقي، فتستدعي مثلا (تجري الرياح بام لاتشتهي السفن). فكانت مزاجية الريح دالة على عدم تساوقها مع الرؤية الموضوعية للشاعرة. وتتداخل المرايا الشعرية فيوجد الظل الذي يتأنسن إمرأة تتبادل البوح مع الصورة الحقيقية في المرآة، ليجسد الفعل تحطم زمن الخنوع بوساطة (صفعتني).فالصفعة أعلنت الرفض للظهور الأول وإعلان ظهور جديد مغاير للوجود يتجسد في ثورة مائزة. ومابين دلالة الغبش ولغته ودلالة عصافير الليل وبيادرها، ودلالة شهقة الارض وترقرق سمائها، ودلالة نكوص الريح ومزاجيتها، ودلالة المرآة وصفعها ماضيها، ينولد وطنا جديدا. وان ولادة الوطن لم تكن مخاضا عسيرا بل هي عبث في مخالفة السائد و المألوف . وتعني المخالفة أن الرؤية والموضوعية وفكرة النص تتوخى ولادة انسان جديد في وطن سعيد ولايتم ذلك الا بالغبش الجديد أو الفجر الجديد أو الحرية المنتظرة، لتكون بيادر الخير متاحة للإنسان المتلبس في دلالة عصافير الليل، وهو الإنسان الثائر الذي سيصل الى حريته في زمن أفول الإنسان اليقظ نهارا. وقد تاقت البشرية الى ولادة فجر جديد تفهم ماهيته وتفقه مضامينه ولم يكن ذلك امرا متاحا .فثمة عدم توافق في الرؤية والقدر متاتي من أن الريح مزاجية.... ولكن لاضير، فتحطيم الذات الانسانية المترددة سيسهم في ولادة وطن حر إنسان كريم يفقه معنى الحرية وحب الوطن... ........................ بقلم الدكتور عواد كاظم الغزي/جامعة ذي قار العراق. لحظة شرود.. ............. للشاعرة المغربية أمينة اغتامي أفقه لغة الغبش حين يملأ كؤوس الضوء وينشر عباءته على بوابة الفجر الخلفية لكنني لاأعرف متى أنثر بيادري لعصافير الليل ولا كيف أحتفي بومضة عبرت سمائي لحظة شرود... .......... الصمت يستفز مواجعي يتلبسني.. بحارا من غيم يحف قلبي باحتمال مطر.. لكنني لا أعرف.. متى تشهق الأرض بالعشب وهي تلوِّحُ لسماواتٍ مترقرقة بالعطش.. .......... وأنا أصغي لمزاجية الريح كنت أمشي في ظلي.. نحو امرأة ..لم أكنها لكننها صفعتني.. لأبعث .. من غياهب مرآتي وطنا يتفجر.. فوق كل هذا العبث.. لأكون الذاكرة.. في حضرة الصمت.. .......... 14/08/2015
#عواد_كاظم_الغزي/جامعة_ذي_قار/_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شاهدة على تحولات تاريخية ـ عواصم الثقافة الأوروبية عام 2025
...
-
-عباسيون وبيزنطيون رجال ونساء-.. تحولات الحكم في قصور الخلفا
...
-
50 عامًا من الإبداع.. رحيل الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد
...
-
حقوق المؤلف سقطت في أميركا عن تان تان وباباي وأعمال همنغواي
...
-
وفاة الفنان الكويتي عبد العزيز الحداد
-
المخرجون السينمائيون الروس الأكثر ربحا في عام 2024
-
تردد قناة روتانا سينما 2025 نايل سات وعرب سات لمتابعة أحدث ا
...
-
أبرز اتجاهات الأدب الروسي للعام الجديد
-
مقاومة الفن والكاريكاتير.. كيف يكون الإبداع سلاحا ضد الاحتلا
...
-
فيلم -الهنا اللي أنا فيه-.. محاولة ضعيفة لاقتناص ضحكات الجمه
...
المزيد.....
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
المزيد.....
|