|
قراءة نقدية في ديوان (لاهوت الوردة)
صابر جمعة بابكر
الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 23:36
المحور:
الادب والفن
_______________________________________________________________________________________________________________________________ عندما طالعت ديوان اسامة الخواض الموسوم بلاهوت الوردة ، قفزت الي ذهني قصائد رواد الحداثة والتجديد في السودان بالأخص الشاعر النور عثمان أبكر دون أقرانه محمد عبد الحي ومحمد المكي إبراهيم كنموذج محتمل ، رغم طرحهم الثلاثي عن قضايا الهوية والذات الثقافية السودانية ، إلا أن النور يتميز بغنائياته الرائعة وفتوحاته الشعرية المذهلة في تلوين وتدبيج قصائده بإيقاعات الحياة النابضة بكل ما يحفها من مسرات ومرارت ، ويستشف القارئ عصارة التجربة الشعرية الكونية الوجودية ، وايضا تقفز الي الذهن الاشراقات الصوفية الشعرية لأرثر رامبو ، ولهثه الذي الذي لا يسكن بأبداع نص شعري مشبوب بتيار اللاوعي ، والأخيلة السريالية الحلمية ، تحفها تجربته الوجودية الهائلة ، وأيضا قصائد إدونيس ومحمود درويش .
سيمولوجية الصفحة الشعرية في مجموعة لاهوت الوردة :
تحفل النصوص بعوالم شعرية باذخة بمستوياتها البنيوية الصوتية والدلالية الصرفة والتركيبية بشقيها النحوي والبلاغي ، تضج بالفراغات وعلامات الإستفهام ، التساؤل والتعجب ، التكرار والترديد والتنقيط ...... والدوزنة ؟؟؟ مما يوحي بولع أسامة بالشكل الفني الجمالي للقصيدة ، ومن هنا يتجاوز خطاب الحداثة الستيني نحو أفق مفتوح في سيموطيقا النصوص لإستخلاص البنية المولدة للنص .
* العنونة :
من خلال ست وعشرون نصا من مجموعة لاهوت الوردة ، يعتبر العنوان نسيجا لا ينفصل عن محتوي القصائد .
* إركيولوجيا البوح : في قصيدة الواح وهذيانات الصبي المروي ، نجد المقاطع الشعرية الغنية بالجمال ، المترعة بالمناجاة مكثفة الإضاءات ، الاشارات التي تثري النص : (( .. في المضيق الذي يؤدي الي شهقة الإرتباك في المكان الذي ضاع مني/ ذات مطر حلمت ببعض نشيد في المكان الذي كأنني في المكان الذي كنته او سرت علي نقر الطبل وظهر أتان وكان معي مشط عاج لتسكين خوفي وفأس لقطع الهواجس ..))
والبوح هنا إستعادة للأثر الحضاري النوب سوداني بنقرات خافتة يرفد القصيدة بتكوينات طقسية مغايرة ذات خاصية فانتازية ، مسورة بهواجس وهذيانات وإسقاطات متجزرة ، في ذلك الجب العميق من قاع الزاكرة التاريخية ، بكل ما يخفها من سبي وسحل ، وتهجين وإحلال وتبديل ، أو تدجين للأساطير والمأثورات والأشخاص ، سواء كانت نصوصا ماضوية أو حداثوية ، وغرسها علي إيقاع مختلف في جسد القصيدة بالحس الإبداعي لا التاريخي ، وإن قاربت المخيلة تخوم الزمكان .
في لاهوت الوردة تحفر النصوص عميقا من خلال السرد اليومي والوقائع والمشاهدات ، في سبك حبكة شاعرية ، مع ملاحظة أن الكلام هنا ،وأعني بالكلام ذو الطابع السردي الغنائي الذي تحفل به القصائد ينساب من أرشيف المشاعر ، ومن شقشقة الذات والتداعي الحر لأخر مدي ، عابرا حواجز اللغة والمألوف والنسيج اللغوي ، هنا يتحدي سلطة البياض نحو افق مسكون بالأخيلة الطازجة والحوارات مع الذات والعالم ، والشاعر هنا يغرد مثل عصفور وحيد مهموم ومحزون ومنغوم ففي قصيدة أيها المكان مثلا نري الشاعر محاصرا ومثقلا بوعيه الأنطلوجي ، يجسد المكان كائنا يخاطبه ويعاتبه ، وهو أن غادره مكرها في موطنه ، قذف به مرة أخري في أتون الغربة بتؤام له جانب المحيط الهادي .
وقصائد شبه جزيرة الغياب وكمودور النسيان ، وقلعة العزلة ، يبدن كأيقونات للمعني الصاهل لتجربة المنفي ، والرحيل ، ويستهل الاولي والثالثة ببعض العبارات الإنجليزية ،وكما نلاحظ التناص اللغوي في معظم قصائد المجموعة ، وهذه مرتبطة بشعر ما بعد الحداثة ، من علامات وإشارات وتشفير وإيحاء ..... الخ .
أما قصيدة لاهوت الوردة التي تحمل عنوان المجموعة الشعرية ، فقد أثارت جدلا في الأسافير ، كل يأولها علي حسب تصوره ، والبعض ربطها بقضايا الوطن ، إن هذه القصيدة مغرقة في الجمالية يفيض في متونها الوله العشقي ، من خلال تقاسيم وسمات المعشوقة ، ومن خلال المحب الذي يجعل إهزوجة الوداد ديدنه ومبتغاه المأمول . _________________________________________________________________________________________________ لاهوت الوردة : ديوان شعر أسامة الخواض
من منشورات مركز عبد الكريم ميرغني الثقافي – ام در مان
#صابر_جمعة_بابكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا أصبح أفضل كازينو على الإنترنت جزءًا من ثقافة اليوم
-
لماذا يتراجع الاهتمام باللغة العربية؟
-
أفلام عربية مشاركة في الدورة الـ75 لمهرجان برلين السينمائي
-
اختيار فيلم فلسطيني بقائمة لترشيحات جوائز الأوسكار
-
شغف المسرح يعيد الأخوين ملص إلى دمشق: تحدينا نظام الأسد في ع
...
-
القائمة القصيرة لترشيحات جوائز الأوسكار 79
-
فيلم صيني بيلاروسي مشترك عن الحرب العالمية الثانية
-
-آثارها الجانبية الرقص-.. شركة تستخدم الموسيقى لعلاج الخرف
-
سوريا.. نقابة الفنانين تعيد 100 نجم فصلوا إبان حكم الأسد (صو
...
-
من برونر النازي معلم حافظ الأسد فنون القمع والتعذيب؟
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|