أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ظلمونا فانتفضنا














المزيد.....


ظلمونا فانتفضنا


زيد كامل الكوار

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 22:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبارة شرحت واقعا مريرا عاشه العراقيون متقلبين بين مرارات الانكسار والخذلان والجور الذي مارسته عصبة من المفسدين المنتفعين الذين استغلوا ثقة الشعب المتطلع إلى الحرية والديمقراطية والتغيير ، فتسلقوا على آماله وأحلامه وثقته لينهبوا خيرات البلد وثرواته ، وليسوموا شعبهم الذي منحهم الثقة شتى أنواع العذاب والاضطهاد الفكري والمادي حيث أردئ الخدمات كما ونوعا مع خرق بين وواضح في الجانب الأخطر والأهم في حياة الفرد الذي يمس أمنه الشخصي واستقراره المادي والنفسي ، فاستفحال الإرهاب وتمكنه من الشارع العراقي المتمثل في احتلال العصابات الإرهابية بعض المحافظات العراقية التي تمثل أكثر من ثلثي مساحة العراق ، إذا ما سلمنا بأن المحافظات الشمالية الكردية خارجة جزئيا عن سلطة الحكومة المركزية . فعاث الإرهاب في بلدنا شرقا وغربا خارقا كل مواثيق الإنسانية السماوية والأرضية ، وكل هذه الكوارث ما كان لها أن تحدث لولا تهاون الحكومة والجهات الأمنية واستهتارها بعدوها واسترخائها بعد الزيادة الكبيرة في أعداد المقاتلين وتسليحهم الأمر الذي مكن الإرهاب أن يضرب ضربته المفاجئة التي أفقدت الحكومة صوابها وتركيزه المشتتين القلقين أصلا ، حتى وصل الأمر كما يروي بعض الجنود المهزومين المنكسرين ، إلى أن أجزاء كبيرة من مدينة الموصل تم احتلالها واغتصابها من دون إطلاق رصاصة واحدة بل اكتفى الإرهابيون باستعمال مزامير السيارات ومصابيحها للإشارة من مسافات بعيدة للجنود المرابطين كي يتركوا مواقعهم ، فتم تسليم المدينة العراقية الثانية من حيث السكان بيد الإرهابيين من شذاذ الآفاق من غير قتال يذكر وكأنها قد بيعت بأبخس ثمن لعصابات داعش المجرمة ، ومن المؤسف أن الحكومة العراقية التي تتحمل ذلك الخرق الأمني بصورة كاملة ، لم تلتفت إلى نتائج جريمة تخاذلها وإهمالها متجاهلة النتائج الوخيمة التي تمثلت في تهجير ملايين المواطنين العراقيين الذي كانوا آمنين مستقرين في مدنهم وقراهم ، الأمر الذي اضطرهم إلى النزوح داخل البلد هربا من العمليات الإجرامية الداعشية من التهجير والاغتيال واغتصاب المساكن ، وسبي الحرائر واغتصابهن وبيعهن في أسواق النخاسة في مشهد آذى الإنسانية جميعها منتهكا كل القيم السماوية والإنسانية . وما كان كل هذا ليكون لو كانت الحكومة العراقية قد حصنت مدنها ماديا بقوات عسكرية أمنية ذات انتماء وطني لا حزبي أو طائفي ، وبقيادات مهنية ذات خبرات أكاديمية وميدانية لا مليشيات مدموجة في الجيش لا تفقه من العلوم العسكرية أبسط أولياتها وأبجدياتها ، ناهيك عن ولائها لأحزابها ومكوناتها الطائفية بعيدا عن المواطنة الصحيحة والإخلاص للوطن . ويرافق كل هذا وذاك الإهمال المتعمد لتلك المحافظات وإقصائها وتهميشها ومنعها من المشاركة في حماية وقيادة محافظاتها التي ساءت فيها الخدمات حالها حال جميع محافظات العراق المظلومة البائسة ، بحيث أصبح ما يزيد على ثلث الشعب العراقي يشعر بالمظلومية والحيف من هذه المعاملة الجائرة لدورتين انتخابيتين بل لاثني عشر عاما بالتمام والكمال سحقت ودمرت ما تبقى في العراق من بنية تحتية متهالكة أصلا ، فظهرت على ساحة الكوارث التي لا يسكت عنها كارثة سبايكر ثم كارثة سجن بادوش وكارثة سبي الآيزيديات وملايين النازحين المهجرين الذين كافأتهم الحكومة بعد أن فشلت في تأمين الحماية لهم في دورهم ومدنهم فأوكلت مسألة متابعة إسكانهم وتأمين المعونات الطارئة والعاجلة إلى الفاسدين الذين أثروا على حساب معاناة المنكوبين . كل هذا ولم نصل بعد إلى ذروة الحدث الدرامي المأساوي حين ارتفعت درجات الحرارة إلى معدلات عالية لم نشهدها في العراق منذ ثمانينيات القرن الماضي إذ تخطت الحرارة حاجز الخمسين درجة ما سخن أجواء الاحتجاج في الشارع العراقي الذي واجه موجة الحر المرعبة بلا سلاح ، إذا شهدت منظومة الكهرباء الوطنية انهيارا وتدنيا في ساعات تجهيز الكهرباء في ذلك الحر الخانق ، ما فجر الشرارة الأولى للتظاهرات في البصرة السباقة دائما في الانتفاض على الظلم ، ثم كانت الثورة الشعبية العارمة التي ستستمر حتى تحقق أهدافها في محاسبة وتأديب الطبقة السياسية العراقية كي تحترم شعبها ولا تكذب عليه أو تسرقه مستقبلا وتكون عبرة للحكومات التي ستأتي بعدها ، ولن يفيدهم الندم كما قال الشاعر :
ندم البغاة و لات ساعة مندم ** والبغي مرتع مبتغيه وخيم



#زيد_كامل_الكوار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وألقت عصاها واستقر بها النوى * كما قر عينا بالإياب المسافر
- ليت هندا أنجزتنا ما تعد
- الحرب على الإرهاب وأثرها في الحراك الجماهيري
- الحراك الجماهيري المتصاعد وآفاقه المستقبلية
- الحصة التموينية الواقع والطموح
- الصناعة العراقية .. الواقع والطموح
- الكهرباء .. والكارثة الوشيكة
- الكهرباء الوطنية والمشكلة الأزلية
- إعادة إعمار المناطق المحررة من داعش
- المؤسسات التعليمية ومشكلاتها
- 19 تموز المرأة العراقية والإعمار
- الإعمار
- أي إعمار نريد تحقيقه
- إعادة الإعمار للبشر أم للحجر
- التنازلات المتبادلة وأثرها في المصالحة الوطنية
- الحرب على الإرهاب والمصالحة الوطنية
- المناهج التربوية ومادة المواطنة والسلم الأهلي
- القائمون على المصالحة وتوسيع قاعدتها
- وفود المناطق مختلطة المكونات ودورها في المصالحة الوطنية
- نظمات المجتمع المدني .. الدور المفترض في المصالحة الوطنية


المزيد.....




- مكتب نتنياهو يتهم -حماس- بممارسة -الحرب النفسية- بشأن الرهائ ...
- بيت لاهيا.. صناعة الخبز فوق الأنقاض
- لبنان.. مطالب بالضغط على إسرائيل
- تركيا وروسيا.. توسيع التعاون في الطاقة
- الجزائر.. أزمة تبذير الخبز بالشهر الكريم
- تونس.. عادات أصيلة في رمضان المبارك
- ترامب: المحتال جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- روته: انضمام أوكرانيا إلى حلف -الناتو- لم يعد قيد الدراسة
- لوكاشينكو: بوتين تلقى اتصالا من أوكرانيا
- مصر.. اكتشاف مقبرة ملكية من عصر الانتقال الثاني


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زيد كامل الكوار - ظلمونا فانتفضنا