أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - مظفر النواب .. الشاعر المتمرد














المزيد.....


مظفر النواب .. الشاعر المتمرد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 4895 - 2015 / 8 / 13 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


د. أحمد الخميسي
راجت مؤخرا شائعات عن وفاة الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب، ندعو الله أن تظل مجرد شائعات، ليس لها من فائدة إلا تجديد صورة شاعر متمرد قضى معظم حياته في هجاء الأنظمة السياسية والاستبداد والكذب فأصبح علما من أعلام الشعر السياسي الذي يضرب بجذوره بعيدا في الشعر العربي. وقد التقيت الشاعر الكبير عدة مرات في مؤتمرات أدبية، ومازلت أذكر أنني رحت في المرة الأولى التي رأيته فيها أتفرس فيه لعلني أتعرف خلف ملامحه على وجه الشاعر المتمرد حاد الكلمة والنبرة في التعبير عن رؤيته. وقد بدأ النواب( مواليد بغداد عام 1934) يكتب الشعر وهو مازال تلميذا في المرحلة الإعدادية شجعه على ذلك أسرته الثرية المحبة للفنون والموسيقى والآداب. وفي سنوات الدراسة الجامعية انتسب النواب إلي اليسار العراقي، لكنه ظل يشكل داخل ذلك اليسار تيارا خاصا تقدميا قوميا يضع قضية فلسطين والوحدة موضعا خاصا في قلبه وعقله. وفي عام 1958 أطاحت الثورة بالحكم الملكي وأصبح عبد الكريم قاسم أول رئيس جمهوري، لكن القوميين البعثيين بزعامة عبد السلام عارف تمكنوا من تنحيته وإعدامه ثم راحوا ينكلون باليساريين، وحاول مظفر النواب النجاة بنفسه بالهروب من العراق لكنهم أمسكوا به وأصدرت محكمة عسكرية بحقه حكما بالإعدام تم تخفيفه إلي السجن المؤبد. وقام الشاعر فيما يشبه قصص الأفلام بحفر نفق من زنزانته إلي الخارج ونجح فعلا في الهروب والاختفاء داخل بغداد، حتى صدر عفو عن المعارضين عام 1969، فرحل إلي بيروت، ومن بعدها ظلت عواصم العالم العربية والأوروبية بيته وملاذه إلي أن استقر في دمشق. ويعرف القارئ العربي اسم مظفر النواب مقترنا بواحدة من أشهر قصائده التي يفجر فيها غضبه في وجه تخاذل الأنظمة العربية الرسمي بشأن فلسطين قائلا : " القدس عروس عروبتكم.. فلماذا أدخلتم كل خنازير الأرض إلي حجرتها؟". وعلى امتداد حياته الشعرية الطويلة لم يسلم مظفر النواب لخصومه راية كفاحه واعتراضه وهجائه اللاذع الجارح المرير، وظلت قصائده تقاتل دفاعا عن أفكاره ببسالة واستماتة، تذكر بأن المكان الوحيد للأدب هو خارج الحظيرة الرسمية. وفي هذا السياق تذكرنا حياة مظفر النواب وإبداعه بما قاله الروائي الانجليزي دافيد لورانس من أن الكتاب ينبغي أن يكون : " إما قاطع طريق أو ثائرا أو رجلا من العامة"! وبهذا المعنى يمكن القول إن شعر النواب يمثل قيمة ثائرة في تاريخ الشعر السياسي العربي الذي كتب فيه أحمد شوقي قصيدته الرديئة الشهيرة مهاجما زعيم الفلاحين أحمد عرابي بقوله " صغار في الذهاب وفي الإياب.. أهذا كل شأنك يا عرابي؟"، ومن بعده كتب حافظ إبراهيم الكثير من القصائد السياسية، مرورا ببيرم التونسي وحتى أمل دنقل. وعلى الساحة العربية عرف الشعر السياسي أسماء كبرى في مقدمتها الجواهري بالعراق وقصيدته العظيمة إلي أخيه جعفر، ثم نزار القباني، ومحمود درويش، وأحمد مطر، بل وصلاح جاهين الذي أضفى على الشعر السياسي صبغة أخرى من أعذب ما تكون. سلامة الشاعر الكبير من الشائعات والمرض ودامت للشعر السياسي كل تلك الحرارة والحماسة في الدفاع عن الفكرة.
***
أحمد الخميسي. كاتب مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قناة السويس والانذار الروسي
- أوراق فكرية أم أوراق مالية ؟
- أرى النور أحيانا
- في وصف البنات من - القمرة - إلي - المزة -
- أين برنامج وزارة الثقافة المصرية في الحرب على الإرهاب؟
- يوسف القعيد .. الثقافة والشعب
- الجسر الذي شيدته فاليريا كيربتشنكو
- محمد المخزنجي وكتابه - مساحة صغيرة للدهشة-
- نريد مليونية لخلع الفقر في مصر
- مجموعة أمير زكي - خط انتحار-
- سأفتح الباب وأراك يوما - قصة
- الصبي الذي يأكل الماء - قصة قصيرة
- الوعي الفني والوعى السياسي
- أسئلة حول عملية العريش الأخيرة
- شيماء الصباغ شهيدة مصر
- شارلي إبدو.. ضمير أوروبي
- المسرح القومي بيحلم لمصر
- وراء الزجاج - قصة قصيرة
- قهوة الملحدين !
- هنا القاهرة .. هنا دمشق


المزيد.....




- -دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
- وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي ...
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...
- شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
- آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
- هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر ...
- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - مظفر النواب .. الشاعر المتمرد