مهند طالب الدراجي
الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 15:41
المحور:
الادب والفن
دمي العراقي الأخضر
مللنا الصمت والآلام أعواماً
نسجنا من خيوط الشمس
أوهاماً .
وأحلاماً .
غرقنا في بحار التيه والظُلمة
وفي أشداقنا الحمّى
مضغناها .
بلاد الخصب والميلاد في _ بغداد _
أضعناها .
ألفنا الصمت حتى ضج قتلانا .
شربنا من جداول موتنا العاري .
خطايانا .
فيا عشتار _ بابل _ هدّنا الجوع
أغيثي أمنا العذراء
لم تحمل لنا بذرة . .
وصبي من دمائك في صحاريها
ولو قطرة .
لتحيينا .
لتزهر في أراضينا
ملايين من الأشجار مصفرة .
ومر العام .
تلو العام لم نبرح منازلنا
تفيّئِنا ظلال الكُرم والبيدر .
ودرنا حول برج الله
نستجدي عطاياه ! .
رياح البحر قد غالت قوافلنا
ودّتها شراعاً غائماً أصفر
ولولا الريح
ما كنا ضحاياه ! .
( دينهم ) يُطعم الأنسان
من لبن البراكين .
ويعصر من دم الأطفال
خمراً للمجانين
ويحفر في شراييني
بيوتاً من عيون النمل تشربني
يصب الجمر في عيني
ويغزل من رماد النار
لي كفني . ومن لحمي
يغذيني .
وقيل مدينة الثوار
يحكمها شياطين
من القُدمِ
سيزحف غولها التَتَري
ملعوناً من العدمِ
ليلعق جرحنا الدامي
ويذبح فجرنا الظامي
ويغرز كفه المخضوب
في أشلاء قتلانا
ولكنا . . .
ولكنا .
سنرفض . .
نرفض الموت الخرافيا
فمن دمنا
سيولد فجرنا الأخضر
يكحل بالسنا الوردي
أعيُننا
ويغسل جرح موتانا ! .
#مهند_طالب_الدراجي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟