أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - علماء النفس السوريون















المزيد.....

علماء النفس السوريون


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1349 - 2005 / 10 / 16 - 11:31
المحور: كتابات ساخرة
    


على كل مواطن سوري غيور ,ومايزال سليما من "الاكتئاب",ويتمتع حتى الآن بكامل قواه العقلية والحواس الخمس,وختم المنطلقات النظرية وهضم الدستور,وردد الشعار آلاف المرات, ومن الآن وصاعدا أن يحمل معه البخور,و"الأحراز" و"الكتيبة",وألا ينسى الخرزة الزرقاء أبدا ,وبشكل دائم,وفي كل حل ومرتحل, احتياطا لحين ظهورأي مسئول سوري "مشرش" ,أو خبير ومحلل استراتيجي في عالم السياسة ,أو متحدث متفوه مرموق,وذلك للمواهب الفذة التي حازوا عليها, وللتبخير وإبعاد العين "البصاصة" ,وعين الحسد عنهم أجمعين حين يظهرون بطلتهم البهية على الشاشات ويغرفون ويسكبون من كل العلوم ,وينقّطون دررا من فيض ما أعطاهم الله من كنوز,ولكونهم موسوعات في السياسة ,والاقتصاد,والاجتماع,وعلم النفس الذي ظهر تبحرهم وتبصرهم فيه بشكل جلي, ولافت ,وذلك على هامش انتحار اللواء غازي كنعان ,وزير الداخلية.وأسهبوا في تشريح الاكتئاب ,ومسبباته,وإطلاق الفنتازيات السيكولوجية ,وكيف يصل الإنسان للكآبة التي هي أعلى مراحل الإفلاس النفسي ,وربما السياسي,في بعض الروايات ,وبالتالي تقود للانتحار ,والعياذ بالله.ويعود الفضل الأول لهم في اكتشاف هذه الرومانسية الكامنة, والشاعرية المفرطة في أعماق العسكر,ولكنهم عتبوا على قسوة وهمجية الإعلام لأنه يسبب شروخا,وقروحا ,وندوبا في نفسية الجنرالات الحساسة ,تدفعهم لاعتزال حياة العز والجاه والبلاط,ويا سبحان العزيز القدّار.ومن هنا,يا أذكياء, كانت الحكمة الأمنية السامية في قمع ومصادرة الكلام ومراقبة الإعلام لكي لا يصاب أي جنرال بالاكتئاب,بمشيئة الله ,بعد الآن.

وحين يتأستذ أي من هؤلاء,ويسبر أغوار النفس البشرية اللامتناهية, تماما مثلما فعل فرويد ,ويونغ ,وشكسبير,وديستويفسكي الذي غاص في أعماق شخصية راسكولنيكوف بشكل مذهل في رائعته الخالدة الجريمة والعقاب,وصارت روايته تلك مرجعا حقيقيا في تحليل الشخصية الإنسانية ودوافعها ,وأغوارها الدفينة.ولأن هذا الشعب لايملك سوى الابتهال لله ,فما عليه سوى تقبل كل كلمة تصدر عن هؤلاء بطقوس من الطاعة والتأليه والامتنان على هذا الجود والاسترسال ,والمهارة المدهشة في تحليل أكثر المسائل غموضا ,والتباسا.فلم نكن نعرف حتى تلك اللحظات التي كانت تنسكب فيه تلك الدرر النفسية العميقة بأن بين مسئولينا الأشاوس ومحللينا الاستراتيجيين الأفذاذ من هم على شاكلة ماندل وفرويد بالذات.وإن ظهور أعراض الحساسية المفرطة اتجاه وسائل الإعلام من قبل الجنرالات مرض خطير في هذا "الكوع" التاريخي الهام الذي تواجهه أمتنا العربية الخالدة في صراعها مع الاستعمار, والصهيونية, والإمبريالية والسوريالية, والأصولية, والماركسية, والعلمانية, والديمقراطية,والليبرالية والبشرية جمعاء,ومع العالم كله ,وقاطبة,و بلا استثناء, لهو أمر جلل بكل المقاييس استدعى تدخل مراجع علم النفس الكبار,المحفوظين للملمات العظام, لتفسير وتحليل ,واستدراك هذا الخطر الداهم ومعالجته بشكل سيكولوجي ,وفوري وإعادة الأمور إلى نصابها قبل أن يتفشى داء الكآبة على بقية الجنرالات الحساسين ويقع المحظور,ونخسر ثروات قومية نادرة لا تقدر بأثمان,ولا سمح الله.والشعب السوري البار يتطلع إليهم,ويرنو, ويرجوهم أحر رجاء أن يتحفوه بما يستجد من علم نفس الجنرالات,وجازاهم الله خيرا على كل فتح واكتشاف.واستطرد هؤلاء الضالعون في هذا العلم بأن هناك أبوابا خاصة بعلم نفس رؤساء الوزارات,والعرفاء وحتى مفترشي البسطات.هذا وسوف يتم إطلاع الجماهير المتعطشة للمعرفة النفسية بكل حالة عند حدوثها على انفراد,كما أهابوا بالمواطنين الأعزاء التبليغ عن أية حالة اكتئاب في صفوف الجماهيرليصار إلى قمعها فورا قبل أن تلتهم الرصاص.

وحين يتحدث أي منهم ففي لهجته وهج الحقيقة ,وطابع التقرير,والكلام القاطع الحاسم البتار,والمسحة الرسولية المقدسة وخطاب الأنبياء الذي لا يقبل التأويل والتحوير والجدال, وما على الرعايا المكلومين المحزونين الأيتام سوى الطاعة والانصياع ,والتضرع إلى الله للاستزادة من هذا المنهل الريّان. وكان الرعايا في قريب الأيام ,وقبل انتشار وباء أنفلونزا الكآبة على الجنرالات ,يسمعون المعلقات النكداء الطوال عن الاستهداف والضغوط ,والعصمة الثورية,واحتكار القومية والنضال إلى أن تم إنزال أسطوانة الاكتئاب التي لاقت رواجا في الفضائيات ,وتفتقت هذه المواهب الغنّاء. والغريب أن الشاشة السورية لم تهتم بفتوحات السيكولوجيين الكبار ,وظلت صامتة صمت الأموات, خلال كل هذه المدة في حين كان الشأن السوري يتصدر كل وسائل الإعلام العالمية أرضيا وفضائيا وطباعيا وإليكترونيا,وهو ولا شك نابع من الحفاظ على البقية الباقية من الجنرالات وخوفا عليهم من الاكتئاب.وهذا في النهاية رسالة إنسانية سمحاء, ودعوة للكتّاب والإعلام للمحافظة على تقاليد الصمت,والتعتيم ,والإغلاق,وكم الأفواه, و بألا يتكلموا "ويجيبوا طاري" الجنرالات الودعاء مخافة المزيد من عمليات الانتحار. فلذلك أرجو,أيضا, ألايتسبب مقالي هذا في أي حرج, أو كآبة لأي وزير أوعريف على الإطلاق, وللمساعد جميل بشكل خاص.

ومع هذا الفتح السيكولوجي,والمناسبة الوطنية الكبيرة, نتوسل إلى سادتنا الأخيار من علماء النفس السوريين الجدد ,بأن يبتكروا لنا حلولا للكثير من الأوبئة والأمراض والعقد النفسية التي تنتاب الشارع العام ,كأعراض الكآبة والرعب الشامل, والخوف العام ,وفوبيا المخابرات,والاكتئاب الشعبي العارم, والكوابيس المتسرطنة,والهموم المثقلة,والاحتباس القهري(على غرار الاحتباس الحراري,هذه من عندي والله),والوسواس الإفلاسي, والشحن النفسي,والضغط والتّورم القلبي,وانهيارالأحلام المريع,والعنوسة المستشرية,والإعراض الدائم عن الزواج,والفقر المزمن ,والشرود و"الذهان" المستفحل(وهذه من عندي والله),التي تظهر أعراضه واضحة على السوري وقبل أن يلج هذه الحياة,وأن يوسّعوا اختصاصهم ليشمل الطب النفسي الشعبي الجماهيري العام ,وعدم الاكتفاء بالتخصص ودراسة نفسية الجنرالات,لأنه هناك احتمال كبير بأن يُقدم شعب بكامله على الانتحار.

وما على الرسول إلا البلاغ المبين يا..........شباب.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل شفهية*
- تسييس الطبيعة
- أبناء الشوارع وأبناء الذوات
- إلغاء جهاز أمن الدولة
- القضاء ..أم..المخابرات؟
- إباحية صولاغ السياسية
- كسوف الشمس وخسوف العقل
- صحوة أهل الكهف
- دعوة للتطبيع مع الشعوب
- ضياع الأندلس
- بوش...و...كاترينا...وسلاطين العربان
- ممنوع عليكِ الحب
- أسواق العرب السوداء
- أذكياء السوريين
- جرائم بلا عقاب
- الدم السوري الرخيص
- هل فقد العقل العربي صلاحيته ؟
- وزير الإمتاع ,والمؤانسة
- سوريا والرهان العربي
- قصة من هذا الزمان


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - علماء النفس السوريون