أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - توجيهات ام ثورة ؟















المزيد.....


توجيهات ام ثورة ؟


علي عبد الرضا

الحوار المتمدن-العدد: 4893 - 2015 / 8 / 11 - 01:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توجيهات ام ثورة ؟
أوضاعنا الحالية والكارثة الوطنية التي لم نحسن في تجنبها ودرء مخاطرها تملي علينا واجبات مقدسة علينا النهوض بأعبائها ودعم وإسناد كل من يتقدم لمواجهتها، فان ما يمر به شعبنا لحالة فريدة في عرف التاريخ.
الشعب، الإنسان والوطن لا يرضون باقل من النصر والانتصار وقد وصلت الأمور الى ما كنا نحذر منه ومنذ بضع سنين : الوطن في خطر ! ولطالما دعينا الى إنقاذ الوطن من الكارثة الوطنية العظمى التي وقع فيها جراء الاحتلال الأمريكي وعدوانية الطائفيين الظلاميين التكفيريين الأمويين وسوء وفساد ( كل ) أجهزة الدولة ومفاصلها من بعد 2003 .
قبل يوم واحد من دخول القوات العسكرية الأمريكية وقوات الدول الغربية الى الأراضي العراقية واحتلالها العراق تحت ذريعة الأسلحة المحرمة كان شعبنا المستضعف يحبس أنفاسه، والنفوس كلها حيرى، ماذا سيجري غدا ؟ واي مستقبل للوطن قادم ؟ هل سيبقى البعث المجرم ام يرحل ؟
قوات الاحتلال لم تذكر ولا كلمة واحدة ( صادقة ) عن تخليص الشعب العراقي، المظلوم والممتحن باعتي سلطات الطغاة وعلى مدى عقود وقرون عديدة من الزمن، وشارك في اضطهاده وقهره كل أشرار العالم وبدون استثناء. وبيننا التاريخ يشهد على ذلك. ولا مجال لكل عتاة العالم، الذين فرضوا كتابة التاريخ المزيف الكاذب على مدى أربعة عشر من القرون، إن يستمروا في إمعانهم في تزييفهم، فالبشرية قد دخلت عصرا أصبحت كل انتهاكات لحقوق الإنسان، القيمة الأعلى والمطلقة على كرتنا الأرضية، توثق وتدقق وتعلن ثانية بعد ثانية.
ماذا جنينا من احتلال الأمريكان لبلدنا ؟
هروب صدام وزمر البعث المجرمة أولا، وتمزق الإدارة العراقية بكل مؤسساتها وما بقي منها عاملا فقد امعن في التخريب لا في البناء، ثانيا، وثالثا انحلال كل القوى الأمنية العراقية من جيش عدواني معادي للشعب وكل شعوب الجوار وشرطة فاسدة قمعية وفدائيي صدام اكلي لحوم البشر وهم أحياء وقوات خاصة أسهمت بالإبادة البشرية لشعبنا وقوى أمنية من أجهزة الأمن والمخابرات والاستخبارات ومؤسسات سرية وأجهزة لحزب البعث المجرم وكلها بمجملها أجهزة قمعية شرسة جلُّ أفرادها من عشائر وقبائل بدوية جهلاء متوحشين ذوي نزعات عدوانية قمعية شرسة ومسالك خبيثة ودنيئة واستعلاء وقح وقبيح وبهيمي بكل معنى الكلمة وكل هذه المؤسسات قد انحلت وبشكل مريب وكأن الأمور قد رتبت من قبل دخول قوات الاحتلال الأمريكية والغربية وما كنا بحاجة الى ( فرمان ) بريمر ابدا. وكل الناعقين من بعد ذلك بالعداء لهذا الفرمان ما هم إلا انفسهم هم من تلك الأجهزة التي أوسعت شعبنا تعذيبا وتقتيلا وقمعا اصبح الموت معها نعمة والبقاء أحياء تحت سياطها نقمة لا تحتمل.
الداعون والمتباكون على الأجهزة القمعية التي تحولت من العلن الى أجهزة سرية، عالية التنظيم وبإمكانيات قتالية وعدوانية وأسلحة وعدة ومعدات وعتاد، والمطالبين بإعادتها الى ما كانت عليه قبل ( فرمان ) بريمر، هم انفسهم من كتبوا على دباباتهم ومجنزراتهم قبل ربع قرن من الزمان : لا شيعة بعد اليوم ! والعالم يشهد إن هؤلاء الوحوش المجرمين لم يلغوا شعارهم هذا ابدا وإنما قد اشتدوا في تنفيذه تقتيلا وغدرا بالأبرياء من شعبنا رافعين زورا وبهتانا شعار : مقاومة الاحتلال !
كذابون، قتلة، سفلة، ذوي عصبية بدوية همجية رعناء لا إنسانية ابدا !
فتحت أكذوبة معاداتهم للأمريكان والمحتلين، قد قاموا بعمليات إبادة جماعية للمدنيين من العراقيين المستضعفين الأبرياء في أسواقهم الفقيرة وأحياءهم التي لا تليق لحياة إنسان كريم. لقد قتلوهم بدم بارد بمتفجرات وسيارات مفخخة وأحزمة ناسفة ومسدسات كاتمة للصوت وذبحا بالسكاكين وحرقا وخنقا، أي أسلوب قد وفروه ولم يستخدموه ضد هؤلاء المساكين الشهداء الأبرار ؟ ولم يخفي قادتهم عدائهم المميت لمن يسمونهم بـ ( المعدان ! ) وثلاثية الشين : شيعي شروگي شيوعي ( الصفة الأخيرة أصبحت مفقودة من الأسواق ) لقد امعنوا في وصف المسلمين الشيعة بأقذع الأوصاف بقولهم : روافض عجم مجوس واعتبروا أن اطلاق صفة فارسي أو إيراني شتيمة في عرفهم. ولو عرفوا والله لو لم اكن عربيا أصيلا ومن اشرف انساب العرب لتمنيت ولتشرفت أن أكون من أهل فارس. فكما قال الرسول الصادق الامين ص : { سلمان منّا أهل البيت } وكما عرفنا من قوله ص ( وهو {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى} {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ) : { هذا وقومه والذي نفسي بيده لو كان الإيمان منوطا بالثريا لتناوله رجال من فارس }
لقد قتل على أياديهم الف ضعف من الشهداء، من أبناء شعبنا المستضعفين المظلومين من المسلمين الشيعة والمسيحيين والصابئة والايزديين والتركمان والأكراد، قياسا بمن سقط من قوات الاحتلال الأمريكي من قتلى وأكثرهم وبالمطلق سقط بعمليات جهادية شريفة مقاومة لمجموعات من أبناء المسلمين الشيعة الأبرار في وسط وجنوب العراق. وان كل أعمال التمثيل البشعة بجثث الأمريكان تمت وفقط وبدون أي استثناء على يد رافعي شعار : لا شيعة بعد اليوم. فالتمثيل بالجثث ليس من شيمة المقاومين الجهاديين الأصلاء ابدا. الذين هم وهم فقط من ارغم قوات الاحتلال على الانسحاب من أرضنا التي دنسوها وقتلوا أهلها الشرفاء الأبرار وتعاونوا مع أشرار القوم القاطنين على أرضنا لا غير.
فالجمع المطلق من اليتامى والأرامل والأمهات الثكالى والآباء المفجوعين والأخوة والأهالي المنكوبين في مطلقهم وبالتمام هم ضحايا فرق القتل والتفجير والإعدام والعدوان للطغاة السابقين ومنهم لزماننا الذي نعرفه لمجموعات البعث العلنية والسرية المجرمة والجماعات السرية المجرمة المتشكلة من ضباط ومنتسبي القطعان الوحشية البدوية الهوجاء من منتسبي تشكيلات القوى القمعية الصدامية.
والمفجع كل المفجع أن ينتخب أبناء هذه القبائل والعشائر البدوية رجالات ونساء لا كفاءة لهم ولا قدرات لهم في شؤون الدولة ابدا إلا على صفة، وحيدة يتيمة هي تمسكهم وبالمطلق وبلا أي مساومة وبدون أي سند حق أو شرعي، إلا : العداء للمسلمين الشيعة وسعيهم وبالمطلق لأبادتهم جسديا ومحو وجودهم وبالمطلق من على الأرض أينما كانوا في العراق او ايران أو أفغانستان أو باكستان أو لبنان أو مصر وباقي البلدان.
ولقد تلقوا كل دعم وإسناد وتجهيز وتمويل وتسليح وتدريب وعلى كل الصعد السياسية والعسكرية والمالية والإعلامية علنا وسرا من فبل قوات الاحتلال الأمريكي وإسرائيل والسعودية وقطر والإمارات والبحرين وباقي مشايخ الخليج القميئة وتركيا والأردن ومصر وكل مشايخ الظلام والتكفير والأموية البدوية الهمجية الوحشية من اكلي لحوم البشر وهم أحياء !
وما زالوا على أفعالهم لم يتغيروا قيد أنملة ولا توقف الدعم لهم ثانية من الزمن !
ماذا ورثنا ؟
قوانين وقرارت وأوامر من صدام وحزب البعث ومجلس قيادة الثورة ومعاهدات ومواثيق وتنازلات وجميعها مست وتمس بشكل مجحف ظالم بحقوق شعبنا بشرا وأرضا ومياها وسماء. وما زلنا الى يومنا هذا لم نتخلص منها لا وبل ما زلنا مكبلين بها جراء المعارضة الشديدة من قبل قوى : لا شيعة بعد اليوم وحلفائهم من أمريكان ومشايخ همج وإسرائيل.
لقد فرط نظام صدام بحياة الإنسان العراقي المقدسة وبتربة العراق وثروات العراق وحقوق العراق واكثر من ذلك وسبب الخسارات المادية المهولة لبعض بلدان وشعوب الجوار واكثر من ذلك وما لا يعوض بمال أو أموال ابدا لقد أباد الناس من أهل العراق ومئات الألاف المؤلفة من شعبين مجاورين.
ولمن ساند صدام، بالمال والسلاح والتقنية والرجال، في عدوانه الإجرامي الذي لا يغتفر ابدا على شعب وبلد جار عزيز كريم اكرمنا الله جلّ وعلا بجيرتهم، أن يتحملوا هم انفسهم خساراتهم التي أوقعها صدام وحزبه ونظامه بهم وليس إن تقتطع من لقمة الشعب العراقي البريء المستضعف بسبب منهم أولا واخرأ.
وشاركت أمريكا وإسرائيل ودول الغرب والمجمعات المالية والصناعية والعسكرية لبلدان الرأسمال الجشع بلا استثناء، وحتى بلدان كانت تتشدق بالاشتراكية العلمية، والأغلب المطلق من فعالها معاد لكل إنسان عاقل سوي برئ، جميعهم وشركاتهم، بتزويد النظام البائد بكل ما احتاجه من سلاح وتقنية لإبادة الإنسان والحيوان والشجر والحجر داخل العراق وعلى شعب وبلد جار. ولم يقدم أي احد على محاسبتهم بل فرض الجميع العقاب وكل العقاب على المستضعفين من شعبنا.
استلم شعبنا دولة في حطام وكل مؤسساتها وإدارتها في هشيم وامعن أوباش : لا شيعة بعد اليوم، في المزيد من الهدم والتخريب والإيذاء اللذين وقفوا وبكل قواهم وكل الدعم الذي يحضون به من خارج البلاد على عرقلة ومنع إجراء أية تغييرات ثورية حقيقية أصيلة يستحقها شعبنا المظلوم المستضعف من بعد قرون وقرون من القهر والجور والظلم والحرمان.
والمفجع أيضا، ولنقولها بصدق وصراحة تامين :
أن أناسا جهلة بإدارة الدولة، ممن تكابروا وتعالوا على قبول المساعدة من اصدق أصدقاء الإنسان لتعلم فنون إدارة الدولة وتنظيم العلاقة بين المجتمع والسلطات، قد تربعوا على مقاعد الحكم وأوصلوا البلاد الى الخراب التام،
ومفجع أيضا أن تؤول الأمور الى أناس بالوراثة لا بالكفاءة والقدرة،
وان يدخل في إدارة الدولة و المجتمع، من رأي أن البلد وثرواته العائدة للشعب وللشعب فقط ( لقمة ) يبتلعونها وليمت كل الناس حسرة على قطعة من الخبز،
وان يدخل بعثيون قتلة بشكل مباشر أو غير المباشر ممن تسببوا بقتل مئات الألاف نتيجة لنشاطهم الإجرامي و-أو في تقديم البلاغات الكاذبة عن الناس وخونة الدين والإنسان المجرمين واللذين تسببوا في إدامة حكم الطغاة الظالمين الجائرين المارقين من الدين وكل قيم مكارم الأخلاق والإنسانية والعقلانية الساميات.
وانه لمفجع ومريع أن يكون بعض من هؤلاء المجرمين ممن غدروا بآبائهم وأمهاتهم وأخوتهم وأخواتهم وأبنائهم وبناتهم وأهلهم وأقاربهم وأصحابهم ومئات الآلاف من الأبرياء طمعا وخسة منهم بذليل لقمة بائسة أو أي غنيمة من غنائم الدنيا الفانية.
ومفجع واي فجع أن يكون في مؤسسات الإدارة العراقية عملاء لدول أخرى وحكامها وأجهزتها الاستخبارية والمخابراتية والقمعية، خونة للشعب والوطن ملعونون أو مخفيون،
ومفجع ما نراه من تغلب العصبيات الطائفية المشينة الهادفة لإعادة سلطة القمع وتركيزها بأيدي قلة امعنوا على مدى قرون في إبادة البشر،
وقلة من قيادة لقومية كريمة صغيرة قدم لها المستضعفون من أبناء شعبنا أرواحهم فداءا لحريتهم ولرفع الاضطهاد القومي بحقهم وناصروهم عن مبدئ وعقيدة نقيين، أخذت بقضم حقوق الشعب في السيادة والثروات منتهزتا الظروف المأساوية في العراق يدعمهم بشكل مباشر وعلني صهاينة العالم بأجمعهم.
كلمة حق لا أوفرها ابدا، فبمقابل تحملي المسؤولية الشرعية والدينية والأخلاقية والإنسانية وحتى القانونية اذا طلب احد ذلك، أقول أن جميع التنظيمات السياسية من أحزاب وحركات وما انزل الله من أوصاف سموا انفسهم بها، وكل السياسيين، والغالبية المطلقة من العاملين في كل دوائر ومؤسسات الدولة والإدارة والاقتصاد والمال وغيرها، بشكل مباشر او غير مباشر، وحتى بغضهم النظر أو الصمت المريب، قد شاركوا في نهب ثروات الشعب كانت ما كانت أنواعها.
وشعبنا وكل شعبنا، ولا أوفر هنا أحدا، ولا استثني هنا إلا الشهداء فهم لم يعطوا حياتهم هباءا ابدا، يتحمل جزءا مهما من المسؤولية فانهم بسكوتهم على الطغاة الفجرة الكفرة الظلمة والجائرين، لتنكرهم لقيمة الجار الإنسان : انسينا أن الجار للجار الى سابع جار، والطغاة اقتادوا وحبسوا وعذبوا وقتلوا أمام أعينكم وسكتم مئات الآلاف بل ملايين عديدة من جيرانكم ممن جدارهم لصق جداركم وما نطقتم بل كثيرون ساعدوا في ذلك وكثيرون كثر فعلوا ذلك بمن يمتون لهم بصلة القرابة الوثيقة، حتى ظن الظلمة انهم على حق.
وان شعبنا يتحمل المسؤولية الكاملة لوصول كل الفاسدين والمفسدين. فشعبنا يتحمل المسؤولية الكاملة عن وصول من ذكرتهم أعلاه الى كراسي مجلس ( نواب الشعب ) من خلال الأصوات التي وضعوها في صناديق الانتخابات وشعبنا يتحمل المسؤولية لانهم أوصلوا من أوصلوا من السياسيين والساسة السيئين من الكيانات والأفراد. وشعبنا يتحمل المسؤولية لوصول من وصل الى دفة حكم البلاد والعباد.
انا اتحدى وبالمطلق كل من ذكرتهم أعلاه إن يقولوا انهم لم يسهموا في تقتيل شعبنا وسرقة ثرواتنا وجعل مناصبهم ومواقعهم وكراسيهم وصفتهم الحكومية والتشريعية والقضائية، أداة للسرقة والفساد والأثراء غير المشروع وللتخريب والإعاقة، واشمل بذلك كل الكيانات والأفراد. فالنزهاء قد فجرت أجسادهم الطاهرة بالقنابل أو هشمت جماجمهم بأعيرة الأسلحة الكاتمة للصوت.
وأقولها وبمليء الفم إن دعواتهم بموافقتهم على ( توجيهات )، لنقرئها جيدا إنها ( توجيهات ) فقط، ما هي إلا محاولة بائسة منهم لركوب الموجة ولكسب الوقت ولتسفيط البعض للبعض الآخر ولخداع الشعب وامتصاص نقمته لانهم وعلى مدى سنين تعودوا على الإفلات من العقاب وانهم قد امنوا وثائق وبراهين تدين الأخرين كما الآخرون يحتفظون ببراهين تدينهم.
انه لأمر مريع أن نكون شهودا أحياء على ما قام به المجرم صدام وقومه من تخريب للبلد وما قامت به القوات المحتلة من استكمال لتهديم كل البنية الداخلية والتخريب العلني والمبرمج والممنهج والمريب جدا لكل ما تبقى من بنية داخلية هشة آيلة للسقوط حتما. المريع إن ( الجميع ) شارك في ذلك، من كانوا في الحكم ( والكل كانوا في الحكم بلا استثناء ) والمعارضين ( والكل كانوا معارضين بدون استثناء )
وانه لمريع إذ سمح من سمح لصدام المجرم القاتل أن ( يلعلع ) صوته من داخل قاعة المحكمة واكثر من كل ذلك أن يكون إعدام صدام بتلك الطريقة، التي طعنت وبقسوة مهولة كل أفئدة أهالي الشهداء، حتى أن من كان مسؤولا عن الأمن القومي وصف صدام بأنه كان ( شجاع ! ) في مواجهته للموت.
وغير مفهوم البتة الامتناع عن محاكمة كل حزب البعث وعقائده.
والمأساوي بكل معنى الكلمة هو أننا أهالي الشهداء لم نسمع حتى يومنا هذا أي بعثي يقدم اعتذاره للشعب لممارسات حزبه وان يقدم اعترافا كاملا عن أدواره السابقة.
وطعنة كبرى في قلوب عوائل الشهداء أن يتسنم ( الرفاق ) لأعلى المسؤوليات في أجهزة ومفاصل الدولة.
وتذكيرا فان الغالبية العظمى من عوائل الشهداء الأبرار الذين سقطوا أبان حكم المجرمين البعثيين ما زالوا ينتظرون إنصافهم الى يومنا هذا.
السؤال الأكبر والأخطر من سينفذ (التوجيهات ) الإصلاحات ؟
أتمنى مخلصا أن تكون ثورة كاملة مكتملة فكل أسباب وموجبات قيام ثورة قد تهيأت وما ينقصها إلا أدوات التنفيذ، ورؤية شاملة جريئة وصادقة لما ستؤول اليه أحوال شعبنا ووطننا.
يجب إن نحدد ماذا نريد قبل أن نهدم القديم ونزيل كل تركاته وأنقاضه وان نحدد ماذا بإمكاننا تحقيقه أنيا ومستقبليا متوسط المدى وبعيد المدى وان نحدد أي استراتيجيتنا لمستقبل يليق بالإنسان العراقي. نعم في البداية يكون من الأولويات الحتمية استئصال كل ( الزوائد ) الضارة وبسرعة.
يقينا أن شعبنا لا يريد إصلاحات ( توجيهية ) وإنما بناءا دستوريا وقانونيا سليما يخضع بالكامل لرقابة الشعب ويؤمن بان السلطة كل السلطة للشعب، وان كل فاسد ومفسد وسارق ومخرب وخائن وقاتل لن يسلم من الحساب والعقاب.
وانه لمن المحتم والمتوقع إن الرهانات على الفشل أن تكون الف مرة اكبر من الرهانات على النجاح. فالأوضاع الداخلية ومقدار تأهب الناس للزج بأنفسهم في خضم ثورة شعبية تزيل كل مخلفات نظام البعث المجرم وكل مخلفات الاحتلال الأمريكي البريطاني لبلادنا وتزيل كل مخلفات السياسات الخاطئة التي ارتكبت من قبل ( كل ) الذين تصدوا للعملية السياسية منذ أيام مؤتمر لندن الذي وضع حجر الأساس للمحاصصة القومية والسياسية والدينية والطائفية والى يومنا هذا، فهي لعمري مهمة تنوء لها الجبال في ضخامتها. وهذا لا يعني ابدا التردد في خوض هذه المعركة المجيدة، بل بالعكس يجب أن تتعالى الهمم وان تتماسك الأجزاء السليمة مع بعضها وان على من يريد أن يقدم للتصدي لمثل هذه المهام الجسام أن يكون على ثلاث صفات :
الصدق المطلق
الأمانة المطلقة
الدراية الكاملة بأمور إدارة البلاد،
وان لم يكن على ذلك فيجب إن تتوفر فيه ومن معه كل صفات التواضع المطلق والاستعداد التام لخوض هذه المسيرة المباركة من خلال تقبله التام للتعلم وللتدرب وللإصغاء والحس المرهف لتشخيص الأمور والجرأة في إيجاد الحلول وفي تطبيقها من بعد الفهم الكامل واليقين لكل تبعات أعماله الآنية منها والبعيدة.
اكتب كل ذلك وأنفاسي محبوسة خشية أن يحدث أي خرق يفتعله الأمريكان والبريطانيين والصهاينة وشيوخ السوء في السعودية وقطر وغيرهم وحكام الأردن اللذين نصبوا انفسهم ( ولي امر وحامي حمى ) أهل السنة في العراق والسلاطين الجدد في تركيا وطغم المال والسلاح والاقتصاد الطامعين بثروات بلادنا التي انعم الله علينا بها، والتي وللأسف قد حولها الطغاة الى نقمة علينا.
لا وقت هناك لمزيد من التجارب !
وعلى شعبنا أن يعرف جيدا انه لقدره وسوء طالعه أن يكون في خضم كل هذه الأحوال المأساوية وفي قلب ( الآمال العظيمة ) لتحقيق مستقبل واعد، لان ذلك كله سيتطلب من الشعب وبالحتم تقديم تضحيات عظام في مدياتها وأبعادها، اذا كان شعبنا النبيل الكريم المعطاء ينشد غدا لا لنفسه فقط ولا لأولاده فقط بل لأحفاده وأحفاد أحفاده، لا مناص من التضحية، وأيضا لا مناص من أن تكون تضحيات شعبنا ذات أبعاد مقبولة ومرضية. فالشعب قد ضحى كثيرا ويشهد كل العالم على تضحياته التي قدمها منذ فجر ما قبل التاريخ والحضارات العظيمة التي تفجرت على أراضي وادي الرافدين.
وأخيرا ...
ليس هناك أي خطأ يعتبر خطأ مقبولا !
الدكتور علي عبد الرضا طبله
10 آب 2015



#علي_عبد_الرضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة الى السيد د. حيدر العبادي رئيس مجلس الوزراء الع ...
- إما النصر ... أو الانتصار !
- يجب اعادة كتابة كل الموروث الديني بصدق !
- ايران الفرس وأمريكا والمعدان وحواضن العدوان
- إما انتم مع الحق ... وإما انتم مع الباطل !
- فرخنده منم !
- حديث من القلب والعقل الى القلوب والعقول
- ما بكيت الشباب إذ رحل
- ولكن من هي الحكومة التي يقصدونها ؟
- يومَ استشهدَ العراق بكل قامته ... وحوار عراقي بالمدّس
- حوار قصير عن الخلاف الطائفي في المجتمع العراقي
- ليش نسكت ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 7 - التقسيم وبعد ج 6 - الباب ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 6 - التقسيم وبعد ج 5 - الباب ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 5 - التقسيم وبعد ج 4 - الباب ...
- خلاف طائفي ام سياسي وما العمل ج 4 - التقسيم وبعد ج 3 - الباب ...
- نفاق مدعيّ نبذ الطائفية
- خلاف طائفي ام سياسي والتقسيم مقال مشترك - الباب الاول
- التقسيم ... وبعد ؟ الجزء الأول
- التقسيم ... وبعد ؟ الجزء الثاني


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عبد الرضا - توجيهات ام ثورة ؟