أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله خلف - محاكمة (بولس)














المزيد.....

محاكمة (بولس)


عبد الله خلف

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الناظر المتفحص للأناجيل التي بين أيدينا اليوم سيجد إتجاهين متناقضين من التعاليم لا يعرف أحدهما الآخر ولم يلتق أحدهما بالآخر.

• الإتجاه الأول:
هو الأناجيل الاربعة والتي تحكي عن تاريخية يسوع وعن شبابه كمسيح الله وحياته ومعجزاته واتباع الشريعة والحض عليها وخصوصية الدعوة لبني إسرائيل وتالبشارة بالملكوت وتعظيم الرسل الإثناعشر ومكانتهم عند المسيح وعند الله ,وموعظته لهم على الجبل وتكليفهم بحمل الدعوة وكيفية الإيمان والحياة الأبدية وملكوت الله وأهمية العمل المدفوع بالإيمان .

• الإتجاه المُعاكس:
هو رسائل بولس والتي تتحدث عن شخص لا تعرف عنه إلا العقيدة البولسية في الخلاص وهي أنه تألم
(رومية 8: 17), (2كور 11: 22), (فليبي 3: 5), (اعمال22), ومات على الصليب (رومية6 :6), (غلاطية5 :24 , 6 :14), (كولسوي2 :12), وقبر (رومية6 :4), وقام من الأموات(رومية2: 24 - 6: 4,9 - 7: 4 - 8 : 11 - 10: 9). (1كور 6: 14 - 15 : 4 ...الخ), أما متى وأين حدث ذلك؟ فلا نعرف عنه شيئاً, أما ما يخص المسيح وحياته وتعاليمه هو فلا نعرف من بولس الذي عاصر المسيح عن المسيح شيئاً؛ إلا أنه ولد من إمرأة تحت الناموس (غلاطية 4:4), وانه من نسل ابراهيم (غلاطية 3 :16), ومن عقب داود (رومية 1 :4), (تيموثي2 :8), وأنه ينتمي إلى شعب إسرائيل (رومية 9 : 3), (2كورنثوس11: 22), (فيلبي3 : 5), (أعمال 22: 3).

وهذا فيه من الغرابة الكثير وما يستحق التوقف عنده بالنقد والتحليل, لأنه من المفترض أن بولس هذا عاصر تاريخية المسيح النبي وصانع المعجزات الذي أكل مع العشارين والخطاة, لم يقل شيئاً عن عظاته على الجبل وأمثلته عن مملكة الله, سكت عن مواجهات يسوع مع الكتبة والفريسيين, لم يقل لنا شيئاً عن الجليل أو الجلجثة أو جيشماني, بل لم يذكر شيئاً عن المعتقدات والتعاليم التي تعلمناها من الإنجيل, لقد ترك لنا كاتب الرسائل فجوة هائلة بين ميلاد المسيح وموته لم يذكر عنها شيئاً, فكيف يسكت تماماً عن حياة وسيرة شخص ليس مجرد شخص عادي وإنما الباعث له بالرسالة والوحي كما ادعى؟!.

بل وإن أول ما فعله بولس هو سفره إلى العربية لمدة ثلاث سنوات, وكان من باب اولى أن يقوده حب المسيح وشوق الإيمان الصادق إلى مقابلة من أحبهم المسيح ومن حملوا نوره على الأرض وهم الرسل الإثناعشر.
وهذا مالم يحدث بل إنه جاهر بمخالفتهم واتهامهم بالرياء والإفتخار بأنه لم يلجأ لهم, فلم يذكر عنهم شيئاً يستحق التمجيد, بل حتى وإن ذكرهم فلم يذكرهم بخير.

فلم يُحدثنا شيئاً عن بطرس صخرة المسيح الذي عليه يبني المسيح كنيسته إلا أنه قضى معه 15 يوماً فقط؛ لا ليتعلم منه ولكن ليتعرف عليه (غلاطية1 : 18), ثم إتهامه له ومعه برنابا واليهود المتنصرون بالرياء وعدم الإستقامة ومخالفة الإنجيل بعد أربعة عشر عاماً (غلاطية2 :11-14), وإتهام بطرس بالخوف من جماعة يعقوب (غلاطية 2: 12), ولم يذكر شيئاً عن يعقوب ويوحنا وصفا سوى أنه رأى يعقوب عند بطرس (غلاطية 1 : 19), وما نالوه منه إلا التهكم منهم والتباهي بأنهم لم يُعلموه شيئاً ورفضه بدعوتهم للختان بل وبأسلوب يُشكك في كونهم أعمدة (غلاطية 2: 6 , 2 :9).

ويُشكك في يعقوب, ومن هو يعقوب؟! إنه أخو المسيح الذي دانت له اليهودية كلها بالولاء, يعقوب هذا الذي كان هو الوحيد من بين جميع اليهود الذي يدخل قدس الأقداس. بل طغى قداسة بولس عند أتباعه حتى باتت رسالة يعقوب لتخرج من الإنجيل وسط صراع الآباء عن صحتها وخطأها لا لشيء إلا لأنها تُخالف تعاليم بولس عن الإيمان والعمل.

لم يذكر لنا بولس كاتب الرسائل شيئاً عن والدة المسيح مريم أو عن الحاكم الروماني, لم يذكر شيئاً عن يوحنا المعمدان.

أما عن عقيدة بولس التي ألبسها للمسيح فلا يتعدى المسيح عند بولس فيها كونه أيقونة يتم تعليق أفكار الكاتب ومعتقده عليها بلا أي دليل او استشهاد, بل وبكل تناقض تام مع أقوال المسيح وتلاميذه أنفسهم, فيُصبح الملكوت ليس ما قال به المسيح وإنما من اتبع إيمان وأفكار صاحب الرسائل, ويُصبح العمل بلا قيمة والقيمة لاتكون الا بإتباع إيمان وأفكار صاحب الرسائل.

لقد استطاع مؤلف الرسائل البولسية أن يمحو شخصية المسيح ويُضيف تعاليم جديدة يُغير بها دين المسيح كاملاً ويضع دينه وعقيدته التي لا تجد لها أي سند سوى أفكاره, مستخدماً أيقونة المسيح في حين أنه لو تم استخدام اي اسم آخر وأي ايقونة أخرى لجاز وانطبق فكر كاتب الرسائل عليها, في حين أن الاناجيل وإن شابها بعض التدخل فإنها لا تنطبق إلا على شخص بعينه وهو المسيح.والأكثر من ذلك أن يضج نصف الكتاب بتعاليم بولس ولا نجد لرسائل وتعاليم الرسل إلا القليل جداً والمشكوك في امرها والتي تُظهرهم بمظهر الضعف والتسليم بأحقية بولس.

لقد نجح كاتب الرسائل البولسية في تدمير دين الله وبجدارة ثلاث مرات:

• المرة الأولى:
حين استطاع أن يُهمش الناموس والشريعة الموسوية ويجعلها لعنة غير نافعة لأجل أفكار وعقيدة بولس.

• المرة الثانية:
حين نجح بجدارة في أن يُهمش تعاليم المسيح و جعل المسيح نفسه ملعوناً من أجل أفكار وعقيدة بولس.

• المرة الثالثة:
حين استطاع أن يُهمش تعاليم الرسل ويقضي على كتاباتهم ويُظهرهم بمظهر المرائين والمُقرين بأفكار وعقيدة بولس.



#عبد_الله_خلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (عقيدة الولاء والبراء في المسيحية)
- أزمة المسيحي في عقيدة الفداء والخلاص
- مقارنه بين الوصايا العسكرية في الإسلام والوصايا العسكرية في ...
- الصراع بين (بولس) و(يعقوب)
- وفاة المسيح -عليه السلام-
- رحم الله الفادي يهوذا تلميذ المسيح
- مقارنه بين الإسلام والمسيحية حول مسألة الرق والعبودية
- معضلة تقديس النصوص في الكتاب المقدس
- الفارق بين مُصحف ذي النوريْنِ عُثمان بن عفان ومُصحف ابن مسعو ...
- الرد على شبهة عثمان حرق المصاحف
- الدورية العلمية وعجز الملحد العربي!
- الرد على مقال (خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34م ...
- قصة (كرشنا) التي ينسبها المسيحيون ل(يسوع)!
- منطق المسيحية الغريب!
- القرآن الكريم و الزمن
- قوانين منطقية ثابتة في المسيحية
- الرد على مقال : (ضبابية الإيمان أم عبثيته– منطق الله الغريب2 ...
- الرد على مقالة : (ثلاثة أسباب لإستحالة وجود إله) .
- إلى إدارة الحوار المتمدن .
- الكون مخلوق لنا نحن فقط علميًا! .


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الله خلف - محاكمة (بولس)