|
تافراوت لم تعد في تافراوت الزواج الجماعي من الرباط المدني إلى الاستهلاك الإشهاري فيستيفال تيفاوين نموذجا
ريناس بوحمدي المغرب أكادير
الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 12:35
المحور:
كتابات ساخرة
تافراوت لم تعد في تافراوت الزواج الجماعي من الرباط المدني (sqqr niv taqrfit) إلى الاستهلاك الإشهاري فيستيفال تيفاوين نموذجا الحلقة الأولى كتب ريناس بوحمدي توطئة العنوان هو تحوير لمسرحية " روما لم تعد في روما " للكاتب الفرنسي جبرييل مارسل وقد أثارت حين صدورها ضجة كبيرة بين نقاد المسرح بين المثقفين بوجه عام إذ تتعرض لأزمة الضمير التي كان يعانيها المثقفون الفرنسيون في مرحلة من أدق مراحل التاريخ الفرنسي. استمداد نفس العنوان لمقالتي هذه ليس اعتباطيا أو انطباع مناضل أملزيغي تافراوتي فقد صوته تحت ضغط رطانة العربية بلكناتها العروبية والشلحية كما بدأت الأمازيغية الآن تفقد احد مجالاتها الترابية الذي لم يكن تزوره العربية إلا في الأذان وقراءة بعض السور في الصلوات الجهرية (وهذا سيكون موضوع مقال خاص بعد تفريغ كل الاستجوابات التي أجريتها مع بعض ساكنة تافراوت وضواحيها المقيمين بصفة دائمة والمنتسبين إليها) ، بل مبني على معطيات وملاحظات عاينتها منذ انطلاق دورة المهرجان الأولى كمشارك ومطلع على بعض الخبايا وإرهاصات التحضير لميلاده من منطلق مؤازرة عضو في الجمعية المؤسسة للمهرجان لما نتقاسمه آنذاك من أهداف نبيلة ونضال من أجل قضية مقتنعين أن شعار الانتصار لفنون القرية سيفتح الباب على مصراعيه للأجيال المنتسبة للمنطقة لتملك واستيعاب القيم الإنسانية الأمازيغية التي حملها معهم أسلافهم إلى مقراتهم ، والبعض منهم قطع المسافة بين بلدته ومستقره مشيا على الأقدام يقتات مما تجود به الطبيعة في طريقه (أنظر كتاب الدكتور عمر أمارير : السوسيون العصاميون). كلهم فقراء ماديا ولكنهم أغنياء بثقافتهم والذهنية الأمازيغية التي بها استطاعوا تأسيس ثروات مهمة فإلى جانب مساهمتهم في الدفع بعجلة الاقتصاد الوطني من خلال خلق مناصب الشغل والضرائب التي يصبونها في خزينة الدولة قاموا أيضا بالدفع بعجلة تنمية مناطقهم من خلال إنشاء بنيات تحتية ومرافق عامة هي من صميم عمل الدولة مما استبطأ السياسة التي ورثتها الدولة المستقلة من الاستعمار الفرنسي من خلال تفقير ساكنة المناطق الحاضنة للأمازيغية لغة وحضارة باستنزاف ثرواتها ومحاصرتها بالخنزير البري والحيوانات الضارية في أفق تهجيرها للاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم المادية والقضاء على ممتلكاتهم الرمزية والوجودية ؛ وما أن انتبه المخزن إلى أن الأجندة الزمنية لتحقيق أهدافه تفتقت عبقريته في تحويل مساهمات أثرياء سوس إلى وجهة استهلاكية بدون قيمة مضافة ( قارن تعاقد المهرجان مع مغني من الدرجة الثالثة المدعو موسكير الذي وعد جمهور تيفاوين في الدورة الأولى بإعداد أغنية أمازيغية ّ؟؟؟ بغلاف مالي قدره مائة ألف درهم مع ما تم تخصيصه لتكريم قامة فنية زعزعت عرش الأغنية المغربية الخالد الفنان عموري مبارك الذي انتصر فعلا لفن القرية وجعله عالميا بحيث ما زال إلى حدود يوم أمس ( 6 غشت 2015) يتأرجح بين العشرة ألف درهم والخمسون ألف درهم !!! فقط لأن الأول صديق ابن أحد مستشهري المهرجان فيما الخالد لا مدافع عنه غير مدير لا حول ولا قوة له أمام جبروت المال والفقر كاد أن يكون كفرا كما يقال ) . لعل من بين العادات الراقية التي تبرز تحضر الأمازيغ ومدى احترامهم للمرأة بل مساواتها مع الرجل هي عادة sqqr بسوس أو taqrfit بمناطق أمازيغية أخرى كزيان بالمغرب والقبايل بالجزائر ، وتبقى تافراوت من بين بعض المناطق التي استطعت مقاومة مؤسسة الفقيه التي حاربتها في مناطق أخرى بسوس كما حرفها المخزن بزيان من أهدافها النبيلة منذ انتفاضة دار بوعزة حتى غدت المنطقة في متخيل المغربي العادي وكرا للدعارة هي سياسة تبغي من جهة تحطيم لشخصية المنتمين إلى تلك المناطق كعقاب جماعي من جهة وتقبير المقاومين الحقيقيين . فالسقر هي مؤسسة تفتح المجال لتعارف الشباب والشابات وانجذاب بعضهم للبعض تبتدأ باللقاءات في الأماكن العامة لتبادل أطكراف الحديث وكسر الفوارق مع البحث عن المشترك بين الشاب الشابة لينتهي بالزواج بعد مرحلة أتاي حيث السمر على شكل مجموعات عشاق كل مجموعة تختار منزل أحدهم للسهر والمسامرة (night club ) في المفهوم العصري ؛ وربما من هذا المنطلق دأب منظمي المهرجان على إضافة فقرة الزواج الجماعي لبرنامجهم تحت رعاية أحد المستشهرين وهي فكرة حميدة لو اكبتها عملية تحسيس ودعم لمؤسسة السقر من خلال تطويرها وتأطيرها من جهة والوقوف على نتائج كل دورة لتقييمها وتقديم نتائج الزيجات التي تمت مع تتبعها ، لكن كل هذا لم يحصل الأرقام التي تروج عن فشل هذه الزيجات إلى حدود الساعة تقترب من الثلثين وما زال ثلاثة عشرة ملفا يروج بمحاكم الأسرة ستة منها بمحكمة قضاء الأسرة بتيزنيت حسب مصدر مطلع ؛ وأكثر من هذا هناك من يستغل هذه التظاهرة لإخفاء معالم جريمة الاغتصاب كحال ف . ح التي صرحت لي السنة الفارطة بتعرضها لاغتصاب من طرف أحد أبناء أثرياء المنطقة ، ولرفض أبيه الزواج منها لفقرها من جهة وانتماءها إلى قبيلة تعادي قبيلة أب المغتصب ، انصاعت درءا للفضيحة لقرار تزويجها لأخر في إطار الزواج الجماعي مقابل مبلغ مادي أداه أب المغتصب للزوج المكترى فيما أخذت هي العشرة ألف درهم التي يتبرع بها المستشهر وتم الطلاق بعد شهر من بعد عقد القران .
#ريناس_بوحمدي_المغرب_أكادير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
-
الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا
...
-
“تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|