أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم الحلوائي - حول -صندوق الأبنوس-*














المزيد.....


حول -صندوق الأبنوس-*


جاسم الحلوائي

الحوار المتمدن-العدد: 4892 - 2015 / 8 / 10 - 12:29
المحور: الادب والفن
    



في البدايةً، بودي أن أهنئ الكاتب عبد الإله سباهي على صدور مجموعته القصصية "صندوق الأبنوس" بعد صدور مجموعته الأولى "أولاد المهرجان" في عام 2010، وقصة "اللطلاطة" في عام 2011.
لديّ انطباعات وملاحظات عامة عن المؤلفات الثلاثة وخاصة الأخير منها.
تتسم قصص الكتب الثلاثة بالواقعية وبالوضوح والأصالة المملحة بالسخرية والحِكم والمقولات الشعبية. وتتسم كذلك بتنوع مواضيعها ورسائلها الهادفة، التي من شأنها أن تغني القارئ معرفة وتنويراً، خاصة عندما يتناول سباهي مواضيع غير مطروقة مثل السحر والأحجار الكريمة وغيرها. أما عندما يتناول مواضيع مطروقة، فإنه يضيف إليها ويغنيها. فعلى سبيل المثال لا الحصر، عند إشارته إلى عادات وتقاليد ومعاناة الصابئة المندائيين، وإلى طبيعة الأهوار وظروفها غير المألوفة، وإلى غيرها من المواضيع.
وقبل هذا وذاك، فإن الكاتب عبد الإله يمتلك ناصية السرد، ولا تعوزه مهارة الحبكة. فلا تثير قراءة قصصه الملل في القارئ وإنما تشده، ويعد هذا الأمر عنصراً حاسماً في نجاح أو فشل الإنتاج القصصي.
مع ذلك، يلاحظ القارئ أحياناً كبوات في السرد، عندما يتحول السرد القصصي إلى ما يشبه التقرير الصحفي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، عند التطرق إلى الحرب العراقية الإيرانية في قصة "صندوق الأبنوس"، ص 80، يذكر الكاتب سباهي وبدون مقدمات ما يلي: " اندلعت حرب العراق مع جارتها إيران في 22/9/ 1980 وكانت حرباً بدون أسباب ظاهرة...والخ.
ويلاحظ القارئ كذلك أن هناك مبالغة في الإيضاح في السرد على حساب أسس بناء القصة، التي تتطلب إخفاء الفكرة الرئيسية، إلى حد ما، ودفع القارئ لتخمينها ويساعد ذلك على تشويق القارئ واندماجه بأجواء القصة. أما الهدف النهائي للقصة، فينبغي أن يترك لاستنتاج القارئ، بعد أن تجري تنويهات أو تلميحات فنية، وبدون شرح وتوضيح، يذّكر المرء بالمقالات.
ويبقى التساؤل قائما حول مدى تطابق خصائص القصة القصيرة، التي إحداها التكثيف، على بعض القصص التي سميت بالقصيرة مثل: "جذور واهية" 88 صفحة في كتاب "أولاد المهرجان" أو "صندوق الأبنوس" 80 صفحة. أما "اللطلاطة" فقد ظلمت عندما سميت قصة فهي مقسمة إلى خمسة أجزاء وفي كتاب واحد تجاوزت صفحاته المئتين، وكان الصحيح تسميتها رواية.
لاحظت أن هناك أخطاء مطبعية في كتاب "صندوق الأبنوس" واستخدام غير سليم لرموز الكتابة مثل القويسين والقوسين والتنوين وغيرها، ويبدو أنها ليست من الكاتب لأن كتبه السابقة كانت خالية من هذه الأخطاء. وقد لاحظت زلة قلم نحوية، لا تؤثر على المعنى في الصفحة 12، فكلمة "واقف" في الجملة التالية غير صحيحة: "فوقفت مع من كان واقف.."، والصحيح واقفاً- خبر كان.
رؤية الكاتب عبد الإله سباهي رؤية تقدمية وعلمية راسخة وبنفس الوقت مرنة، وهي تكمن في أساس نجاح كتاباته. ويبدو أنه يتقصى بدأب المواضيع التي يكتب عنها. ولكن يبدو لي أن خيبات أمله تجد لها إسقاطات غير سليمة أحياناً في كتاباته. مثل سؤاله في قصة "مأمون الألماني" الذي نص على ما يلي: "أيعقل أن يضحي مأمون بشبابه في الكفاح من أجل وطن حر وشعب سعيد فيجد ترابه يداس تحت أقدام جنود (المارينز) والناس تبحث في النفايات عن كسرة خبز؟". هذا السؤال ينطوي على تشكيك بجدوى الكفاح من أجل مستقبل أفضل ما دامت نتائجه المباشرة غير مضمونة، وهذا غير صحيح، لأن مثل هذه الضمانات لم ولن يمكن أن تتوفر. فقد كان الكفاح وسيظل من أجل غد أفضل روح تاريخ البشرية، فالمستوى المعاشي والحضاري في هذا البلد الذي نقيم فيه والبلدان المشابهة له ليس بمعزل عن تلك الروح، بدءاً من ثورات العبيد في روما قبل الميلاد حتى يومنا هذا، وكان قائد إحداها سبارتاكوس، الذي أعدم وزملائه من قبل الأسياد بعد فشل ثورتهم، بمثابة المَثل الثوري للمناضل الاشتراكي الكبير والمفكر العبقري كارل ماركس (1818-1883) . وستستمر هذه الروح إلى أمد بعيد رغم كل التضحيات، حتى زوال استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وتبعاً لذلك زوال كل مظاهر الوحشية والعنف في المجتمع البشري.
على أية حال، إن أي ضعف أو هفوة في كتاب "صندوق الأبنوس" لا يقلل من قيمته الأدبية والمعرفية. فالكتاب جدير بالقراءة.
----------------------
* ورقة ألقيت في الأمسية الثقافية التي استضاف فيها نادي الكتاب والسينما في الدانمارك الأستاذ عبد الإله سباهي احتفاء بصدور مجموعته القصصية الجديدة "صندوق الأبنوس" وذلك في يوم 9 آب 2015.



#جاسم_الحلوائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الشيوعي العراقي والإعلام الإلكتروني
- إنصافاً للتاريخ
- ضوء على رواية شاكر الأنباري-أنا ونامق سبنسر-
- هل رفع الحزب الشيوعي العراقي شعار إسقاط السلطة في نيسان 1965 ...
- حول طريق التطور -اللارأسمالي-
- حول تخلي الحزب الشيوعي عن خط آب 1964 وذيوله
- تعليق على مقال كاتب لم يسمح بالتعليق
- قراءة نقدية في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 19 ...
- قراءة نقدية في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 19 ...
- قراءة نقدية في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 19 ...
- قراءة نقدية في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 19 ...
- قراءة في كتاب -الحزب الشيوعي العراقي في عهد البكر ( 1968- 19 ...
- تغيير وليس إسقاط
- العراق لم يمت لكي ينبعث من جديد
- المشروعية التاريخية لثورة 14 تموز الخالدة
- رد على مقال الدكتور عبد الحسين شعبان -ضوء على رسالة جاسم الح ...
- رسالة مفتوحة إلى الدكتور عبد الحسين شعبان
- الجبهة الوطنية والقومية التقدمية - تجربة الحزب الشيوعي العرا ...
- جبهة وطنية للانتخابات البرلمانية في عام 1954 - تجربة الحزب ا ...
- تجربة الحزب الشيوعي العراقي في مجال التحالفات السياسية ودروس ...


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم الحلوائي - حول -صندوق الأبنوس-*