محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4891 - 2015 / 8 / 9 - 11:44
المحور:
الادب والفن
وأنا أمشي في أسواقها هذا الصباح، أراها متعدّدة الاحتمالات. أرى رجالاً ونساء من مختلف العصور، رجالاً من مختلف الأعمار ونساء من أزمنة شتّى. والنساء يبدو عليهنّ الحذر من احتكاكات جسديّة يشجع عليها الاكتظاظ. وفي المدينة ينتشر الجنود هنا وهناك.
أعود بعد المشي المعتاد، لأجلس في مقهى باب العامود، في فسحة المقهى المطلّة على السوق. النادل منهمك في خدمة الزبائن. هل هو النادل نفسه أم شبيهه؟ (حكاية الشبيه منتشرة في شرق المدينة وفي غربها هذه الأيام).
أجلس وأتأمّل حجارة السور، يعروها اصفرار ما. أراقب شبابيك البيوت التي تمتدّ أمام ناظريّ، شبابيك بعضها مغلق وبعضها مفتوح، وهي تخفي وراءها أسراراً وحكايات. أشرب شاياً، وأنظر نحو امرأة أجنبيّة نحيلة شقراء، تشرب قهوتها على مهل، تقلّب صفحات كتاب بين يديها، وتقرأ فيه باهتمام.
أنشر أوراقي أمامي. تنصرف المرأة (لعلّها قادمة من زمن آخر). أبقى في المقهى حتى المساء، وشبابيك البيوت على حالها لا تبوح بأي كلام.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟