أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحناوي - بيان البيانات دمعة في قعر العالم (2)














المزيد.....

بيان البيانات دمعة في قعر العالم (2)


كاظم الحناوي

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 20:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



قال القديس اغسطينوس (حيث لاعدالة، ليس هناك دولة ).
قرب مقر العائلة الحاكمة في تكريت التي تبعد عن بغداد اكثر من مئة كم ،تشير الابنية والشوارع ان المدينة ليس فيها مظاهر تشير الى الحرب فلا لافتات سوداء تنعى الشهداء ولا سرادق عزاء .تطالعك بيوت حديثة وعمال عرب وجنود يزرعون الاراضي الشاسعة ورعاة من الجنود ذو الاصل البدوي الذين تم افراغهم لرعاية قطعان ابناء واقارب العائلة الحاكمة غير آبهين بأي احد ولديهم سلطة اطلاق النار على السيارات اذا لم تتوقف لعبور القطعان من اماكن الرعي الى الحضائر الكبيرة التي مساحتها مئات الكيلومترات المربعة .
لا آثار للحرب في تكريت مدينة محاطة بالمعسكرات من الشمال والعوجة(مسقط رأس الرئيس) من الجنوب وهي عبارة عن منطقة خاصة جدا محمية بقوات من الحرس الجمهوري .ولكن الاثر الوحيد الذي يمكن ملاحظته للحرب هو مستشفى صلاح الدين العسكري حيث لاحظت عند مراجعتي الاخيرة العديد من الجنود قد تم جلبهم من احدى جبهات القتال في الشمال ليتم قطع اطرافهم وقد كانوا بالعشرات بسبب تجمد اطرافهم او ما يسمى (الكركرينا).
حيث لم اجد اي اثر لقصف لطائرات ايران وصواريخها التي كانت تفرغ جام غضبها على مدن الجنوب والمناطق الحدودية فالاكراد خارج المعركة بعد اتفاق صدام معهم على عدم مشاركتهم ب(قادسية العرب) فكان ابناء الجنوب وقود المعركة ومنكوبيها..
لقد كانت بعض الصواريخ الايرانية تصل بغداد لكني لم اسمع يوما انها عبرت نهر دجلة حيث المنطقة الخضراء ..فقد كانت تقع على الاحياء الفقيرة والمدارس والمباني الحكومية في جانب الرصافة.
مدن الجنوب ايضا كانت معسكرات ولكن معسكرات من نوع اخر هي عبارة مراكز اعتقال منكوبة بفقدان شبابها في المعارك والاحياء منهم مطاردون لهروبهم من جحيم المعركة او تجميعهم لقواطع الجيش الشعبي(الجيش الثاني) او جمع التبرعات او استخدامهم في اعمال الصخرة وخاصة اصحاب السيارات...
يقوم بادارة هذه المعتقلات اصحاب الثياب الزيتوني وهم من ابناء الجنوب وهم قادة واعضاء فرق حزب البعث حيث يعملون بمساعدة مخبرين محليين بمداهمة البيوت لمطاردة الهاربين من الجيش او للابتزاز تحت ذريعة انتماء احد الاقارب لحزب غير حزب البعث او متهم بالاستماع لاذاعة العدو ولايخرج هؤلاء اذا كانوا ابرياء الا بعد دفع مبالغ كبيرة والحجة ادامة زخم المعركة والقضاء على العملاء.
لذا كتب جان روسو يوما ان الطغاة العامين وحدهم من يستحقون القتل لاسائتهم استخدام السلطة التي اوكلت اليهم من فوق على رعاياهم.
بعد فترات متقطعة من الدعوة لانتظار البيان حيث تتخلل هذه الفترات الاغاني الحماسية والحربية سمعنا صوت المذيع وهو يقول ايها الأخوة المواطنون... بيان البيانات.
ليعلن في نهايته الاتفاق بين العراق وايران على قبول قرار وقف اطلاق النار الصادر عن مجلس الامن ووقف القتال اعتبارا من الساعة...عمت الفرحة محيا الجنود واستمر الرقص لساعات حيث خرجت الجموع عن الاطار العسكري الى الاحتفال الشعبي بموافقة قيادة المعسكر في حين كنا نسمع اصوات اطلاق النار احتفالا في القرى القريبة للمعسكرات وقد التزم الجنود بالتعليمات بعدم اطلاق النار لان ذلك يدفع بهم الى مجلس عسكري يكون ثمنه قضاء فترة طويلة في السجن..
كانت السنتين الاخيرتين من الحرب ذات الثماني سنوات اشد ايام الحرب ضراوة ولقد بذل كل من الفريقين خيرة ابنائه وبشراسة لكسب المعركة لتحقيق انتصارعسكري باحتلال اراض ذات قيمة من الطرف الاخر، فكان يتم احتلال ارض هنا ويخسر ارض هناك ...
كانت البيانات رغم الخسائر والفشل تعلن عن انتصارات وهمية لرفع المعنويات لدى شعبي الطرفين فقواتهم واقتصاداتهم منهكة . فكل عام يعلنون انها سنة الحسم والانتصار الكبير من دون تحقيق نصر حقيقي دون مراعاة ان الحرب كر و فر فالتعليمات التي اعطتها القيادة العراقية لجنودها من ينسحب عن شبر من الارض يتم اعدامه . وللدلالة على ضراوة المعارك في هاتين السنتين معارك نهر جاسم وبحيرة الاسماك .أما معركة الراقم(مرتفع من الارض) (654)القريب من قصر شيرين المقابلة لقضاء مندلي لها قصة اخرى حيث لم يقع في ايدي القوات العراقية اسير واحد من الايرانيين وان القتلى في كل هجوم بالمئات (هذا ماصرح به الفريق قائد الفيلق الثاني العراقي لمراسلين عرب واجانب في حينه).وطبعا العراقيون بنفس الثمن لانه الموقع الاخير قبل دخول الاراضي العراقية.
ولم يكن بيان البيانات اخرها فقد تعددت البيانات والمعارك لتنتهي بأم المعارك وتحولت نبرة سنة الحسم مع ايران الى الحواسم مع امريكا لتبدأ سلسلة لم تنتهي حتى يومنا هذا.. في اليوم التالي علقت لافتة كبيرة على مدخل المعسكركتب عليها(صدام حسين هبة الخالق للعراقيين). وانا انتهي من كتابة المقال تذكرت كلمات لسركون بولص من ديوانه عظمة أخرى لكلب القبيلة:
في اليوم التالي للطوفان
صباح راكد،وفي قعر العالم دمعة .



#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان البيانات دمعة في قعر العالم (1)
- 25 عام على يوم (النداء) المشئوم الذي غير وجه المنطقة
- الدية : ضريبة تثقل كاهل الفقراء
- التقليد والمحاكاة علامة عقم وافلاس
- تعريف المجتمع المصري
- إستاذ ورئيس قسم
- بمناسبة يوم الصحافة العراقية : الصحافة نواة في كل مبدع وعن ط ...
- لابد من إتلاف بعض الشيء لإصلاح باقيه
- تخبط الاعلام السعودي :الاساءة للاميرة موزة ولعن الملك سلمان!
- تدميرالوطن يبدأ عندما تقتل ثقافته
- رجال الدين والمسؤولية عن تدمير معالم الحضارة الانسانية
- داعش اقرب الى التفكك ... مفاجأة ام نتيجة؟
- الشيفونية والطائفية وبراءة الدكتاتورية !
- هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
- الطرش الهندي ؟!
- الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده
- التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
- اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
- الكرامة وحقوق الأخر
- الانسياح الاعلامي: إشكاليات الطرح وضرورات النشر


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كاظم الحناوي - بيان البيانات دمعة في قعر العالم (2)