أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - ضياع العراق ... بين القبانجي والعلاق















المزيد.....

ضياع العراق ... بين القبانجي والعلاق


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4890 - 2015 / 8 / 8 - 02:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضياع العراق ... بين القبانجي والعلاق

حقيقة " إن كنت لا تخجل فافعل ما شئت " لأن العمل، اي عمل، حتى إذا جاء عبر كلام يتفوه به الإنسان، فذلك عمل ايضاً انتجه العقل وعبَر عنه اللسان والفم، إلا انه لا يظل دون انعكاس على باقي اعضاء الجسم الأخرى. وإن ارتبط هذا العمل بما يقزز سماع الآخرين ويخدش مشاعرهم ويتطاول على افكارهم وينتهك رغباتهم، ويسطر لهم ما يكون وما لا يكون استناداً إلى عرف المتكلم هذا، ويستهزء بما يراه الناس حقاً جلياً واضحاً محولاً هذا الحق الطبيعي إلى تأويلات تعوَّد عليها منذ نعومة اظفاره. إن حصل كل ذلك وما يزيد فما على المستمع إلى هذه الأقوال إلا الإتيان بالمثل اعلاه. وهذا ما حدثنا به يوم الجمعة الماضي، السابع من آب، السيد صدر الدين القبانجي في خطبته خلال صلاة الجمعة التي اقيمت في الحسينية الفاطمية بالنجف وحضرتها السومرية نيوز، ناشرة هذا الخبر في نفس اليوم. وهذا ايضاً ما اتحفنا به النائب عن ائتلاف دولة القانون علي العلاق، الغيور على مصلحة منتخبيه، حيث اتهم جنابه في (4 آب 2015)، "جهات علمانية" بمحاولة إسقاط الإسلاميين وتجربتهم "الإصلاحية"، وفيما " حذر من وجود جهات -لم يسمها- ركبت موجة التظاهرات لإضعاف الحكومة، أكد وجود إرادة دولية وإقليمية لعدم تحسين الواقع الخدمي في العراق."

فالسيد القبانجي قالها بعظمة لسانه أن " هناك تقارير وردت قبل أشهر تؤكد أن داعش في الوقت الذي يقارب على انكساره في العراق سيعمل على خلق ضجة ومشكلات"، مبينا "أننا نشاهد، اليوم، حملة فيسبوكية من جهات غير معلومة تدعو لإسقاط الحكومة في الوقت الذي يحقق الحشد الشعبي والقوات الأمنية انتصارات كبيرة ضد داعش". ودعا حضرة جنابه " العراقيين إلى عدم المشاركة بالتظاهرات، معتبرا أن الهدف وراءها هو العودة إلى "الحكم اللاديني"، فيما كشف عن ورود تقارير تفيد بنية "داعش" خلق ضجة ومشكلات في العراق مع قرب "انكسار" التنظيم."
كلام كثير لا يرقى إلى مستوى نقاشه نقاشاً موضوعياً، إذ ان قائليه، الخطيبان المفوهان، اثبتا بالدليل القاطع والبرهان الساطع بانهما في واد وواقع الشعب العراقي في واد آخر، مما يقال عنه، والأمثال تضرب ولا تقاس، عرب وين طنبورة وين.
ولكن مع ذلك نريد هنا فقط ان نذكِّر السيدين الجليلين بانهما ليسا غير واقعيين فقط، بل انهما يكذبان على انفسهم اولاً وعلى الناس ايضاً، والكذب ليس من شيم المؤمنين كثيري البسملة والحوقلة، كالسيدين المعممين الخطيبين المفوهين.
فقول السيد القبانجي " حملة فيسبوكية( نسبة لغوية صحيحة تدل على العمق اللغوي لدى السيد ) من جهات غير معلومة تدعو لإسقاط الحكومة ". إذا كانت، مولانا، هذه المئات من منظمات المجتمع المدني والتنظيمات الشبابية المختلفة التي دعت إلى هذه المظاهرات ونظمت ووضعت شعاراتها، جهات غير معلومة لجناب حضرتكم، فإن ذلك يدل اول ما يدل على مدى ابتعادك عن الشعب العراقي وعما يمارسه شباب اليوم من السعي لإنقاذ الوطن من هذه الأحزاب الفاشلة ولصوصها الأوباش، سارقي خيرات هذا الوطن منذ ثلاثة عشر سنة. ثم اين هو ذلك الشعار الذي يدعو إلى إسقاط الحكومة، مولانا. كل الشعارات المرفوعة من قبل هؤلاء المتظاهرين الأبطال، شعارات تدعو إلى الإصلاح وتحقيق الخدمات العامة للمواطنين ومكافحة الفساد ومحاسبة المفسدين والقضاء على البطالة وإنصاف الفقراء والكثير الكثير من المطالبات التي قد لا تهمك شخصياً، لأنك لا تعاني حتى ولو بجزء من احد هذه المطالبات. ولم يوجد هناك شعار واحد يدعو إلى اسقاط السلطة، بل بالعكس هناك بعض الأصوات في المظاهرات التي تدعو إلى شد أزر السيد رئيس الوزراء في مكافحة الفساد، كما اعلن ممثل السيد السيستاني اليوم في خطبة الجمعة يوم امس ايضاً، وتزامناً مع خطبتك العصماء تلك.
الكذبة الأخرى التي اطلقها السيد القبانجي بخطبته هذه هي ان الهدف من هذه المظاهرات هو العودة إلى الحكم اللاديني. لا عاب حلگگ،مولانا. يعني ان الحكومات التي مارست الحكم منذ سقوط البعثفاشية المقيتة وحتى الآن هي حكومات دينية؟ اي دين مولانا؟ ربما تقول الإسلام، وانت الفقيه فيه. وأنا الذي لم افقه شيئاً في الدين ومثلي الكثيرون يقولون بكل صراحة وعلو صوت بأن احزاب الإسلام السياسي التي تحكم العراق، بالأكثرية في الوزارات والمؤسسات الأخرى منذ سقوط دكتاتورية البعث وحتى يومنا هذا، لا علاقة لها بالدين إلا بقدر استعماله كتجارة اثروا من خلالها ثراءً فاحشاً، وإن بعض ما تريده هذه المظاهرات هو وضع هؤلاء، الذين تعتبرهم حضرة جنابك يحكمون باسم الدين في حكومة دينية، امام قانون من اين لك هذا، وكن على ثقة، مولانا، بانه سوف لن ينجو اي واحد منهم من التجريم مهما وسعت طمغات جبهته وكيفما تختم بخواتمه ومهما كثرت بسملاته وحوقلاته. فلِمَ هذا الخوف من هذه المظاهرات؟ ان كان خوفاً على العراق حقيقة فأين انتم من هذا العراق الذي قسَّمه إخوتك في الدين ومن خلال سياساتهم الطائفية ومحاصصاتهم اللصوصية إلى طوائف وملل ونِحل تتصارع على المناصب وتتقاتل على الغنائم، والفقير الذي يشكل اليوم اكثر من ثلث العراقيين هو الضحية المغلوب على امره والمسروقة امواله والمنتهكة حرماته من احزاب الإسلام السياسي وفرسان التعصب الشوفيني القومي الذين يتقاسمون معهم اللصوصية. لا نريد ان نطيل في كشف هذه الأكاذيب التي جئت بها، حضرة الفقيه الخطيب، لأن اكاذيب مَن تدافع عنهم من تجار الإسلام السياسي لا حصر لها.

اما الوزر الأكبر فيقع على النائب عن الشعب العراقي في مجلس نوابه العتيد السيد علي العلاق دام ظله اينما كان هذا الظل في العراق او في الدانمارك، البلد الذي يحمل السيد جنسيته. وبهذه المناسبة التي صرح بها السيد العلاق من ان " جهات علمانية " تحاول اسقاط الإسلاميين وبرنامجهم الإصلاحي، نقول لسيادته بأنه لم يكذب هنا فقط، بل انه تجاوز القيم الأخلاقية حينما يجعل من العلمانية موضوع تآمر وحَمَلَتُها من المخربين الذين يناوؤون الإسلاميين وبرامجهم الإصلاحية. يا سيد علي، بالله عليك لو سألك احدهم كم نسبة الدم الذي يجري في عروقك قد جمعه جسمك من عطاءات العلمانيين لك حينما عشت بينهم وعلى مساعدات شعوبهم ومن خيرات دولهم التي آوتك وكستك واطعمتك؟ ولكن لا لوم عليك، فالذي يلام ليس مَن ينكر الجميل، ولا مَن يخون امانة الثقة التي منحها له العلمانيون فسرق اموالهم الضريبية التي اعترف بها بعظمة لسانه حينما شعرت الحكومة الدانماركية بانه تلاعب بقوانين الضريبة في الدولة التي آوته وقدمت له المساعدات على مختلف اشكالها، وكذب عليها في بياناته حول المساعدات المالية التي كان يتلقاها. فقد كتب السيد الخطيب المفوه إلى موقع الوسط الإعلامي الرسالة التالية:

رسالة توضيحية من العلاق الى الوسط
الوسط - تلقى الوسط الرسالة التالية من السيد علي العلاق، ينشرها بنصها إلتزاماً منه بطلب
السيد العلاق:
السيد سليم الحسني مدير موقع الوسط الاعلامي
استنادا الى حقي في الرد الاعلامي على مانشرتموه في موقعكم الوسط بتاريخ 18 -10 -
2010 من خبر الجريدة الدنماركية بشاني وبعض السادة السياسيين العراقيين
وتكذيبا لما نشره موقعكم اليوم الاربعاء 20 - 10 2010 مما اسماه البيان التوضيحي
لمكتبي الاعلامي ارجوا وباسرع وقت من هذا اليوم نشر النص الذي ادونه ادناه وعدم
تغيير النص رجاءا
((1 - استنكر وبشدة على موقع الوسط نشره لخبر نقلا عن صحيفة دنماركية بما يمثل
اساءة مقصودة لي من قبل موقع الوسط والذي يعرف تأريخي وحرصي على القيم والمباديء
والامانة
واعتبر ذلك لونا من التسقيط السياسي في قضية هي قانونية صرف ويمكن لاي شخص يحمل
جنسية اجنبية ان يتعرض لهذا الموقف وربما لعدم معرفته بقوانين الضريبة لذلك البلد
كما ان الموضوع قضية قانونية بين المواطن والحكومة التي يحمل جنسيتها ولا يحتاج الى
التشهير الاعلامي لولا الاهداف السياسية الخبيثة.
2 _ اكذب وبشدة الخبر الذي نقلمتوه منسوبا الى مكتبي الاعلامي والذي وردت فيه
تفاصيل كاذية وعارية عن الصحة تماما وبطريقة تكشف عن الدناءة والرخص في المستوى
الاخلاقي الذي يحمله كاتب هذا البيان الكاذب، وعليه اطالبكم بنشر نص هذا التكذيب
وارسال النص الانترنتي كما وصل اليكم مع المعلومات التي تبين مصدر الارسال من
الانترنت وبخلافه اعتبر البيان ملفقا من موقعكم للعبة اعلامية مفبركة ورخيصة واتخذ
معها الاجراءات القانونية التي سمح لي بها القانون.

ولا يفوتني ان اشكر الشعب الدنماركي النبيل الذي احتضن الكثير منا زمن الهجرة
والمعاناة وسابذل ما بوسعي من جهد قانوني لمعالجة قضية الضريبة وفق الاصول
القانونية المتبعة والامكانات المتاحة والله العاصم وهو الهادي الى سواء السبيل))
النائب علي حسن العلاق
بغداد 20 - 10 - 2010

اعتقد ان مَن يعيش في بلد علماني كالدنمارك ويتقاضى منه المساعدات المختلفة المادية وغير المادية، ولفترة تكفي لشخص يدعي الثقافة مثل السيد الفقيه العلاق، لا تغيب عنه قوانين ذلك البلد، خاصة تلك المتعلقة بالقضايا المالية والأنظمة الضريبية. اما ان يتحايل السيد العلاق على قوانين هذا البلد الذي آواه مبرراً ذلك " لعدم معرفته بقوانين الضريبة لذلك البلد " فهذا امر يحتاج إلى بعض المراجعة لمصداقية هذا الرجل الذي يبز الناس اليوم بعلومه ومعرفته كرجل دين وكسياسي وخطيب وفقيه ومصلح اسلامي وغير ذلك من الألقاب. فرفقاً ايها السيد العلاق بالعلمانية والعلمانيين الذين تشكرهم في رسالتك اعلاه وتوعدهم بارجاع ما سرقته من المال منهم من خلال معالجتك لقضية الضريبة الملطوشه من حضرة جنابكم، وحتى في هذه الحالة اللصوصية لم يسلم الله من حشره في ان يعينك على ما اقترفته من عمل باطل، سواء حسب القوانين العلمانية التي تتصدى لأهلها بالعداء اليوم والتي انعمت عليك بالأمس، او بقوانين الدين الإسلامي الذي شوهته احزابكم الحاكمة لوطننا والتي اوصلته إلى الحضيض في الثلاثة عشر سنة الماضية من حكمها الفاشل.
الدكتور صادق إطيمش






#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علمانية ... علمانية ... لا شيعية ولا سنية
- - بسم الدين باگونا الحرامية -
- الصوم الذكي
- قراءة في كتاب ... القسم الثاني
- قراءة في كتاب . . .القسم الأول
- افكار جديرة بالتامل في كراس - اليسار في امريكا اللاتينية- *( ...
- افكار جديرة بالتامل في كراس - اليسار في امريكا اللاتينية- *
- مآل الطائفية والطائفيين
- في مملكة الأقزام ...
- إلى متى سيظل العراق حقلاً لتجارب احزاب الإسلام السياسي الفاش ...
- العمق الأسود
- الرهان الخاسر . . .
- يا مُهَمَشي العراق ...... إنتفضوا
- ثالوث الجريمة
- النازيون بالأمس والإسلاميون اليوم يحققون حلم الصهيونية العال ...
- ابشع خلف لأقبح سلف
- سماسرة البترودولار
- القضاء العراقي بين المسؤولية الوطنية وتناطح السياسيين
- لتتصدر جرائم الدولة الإسلامية إحتفالات اليوم العالمي للقضاء ...
- مكسب هام آخر يحققه الشعب الكوردي لشعوب الشرق الأوسط


المزيد.....




- مسؤولون إسرائيليون في أمريكا لتسوية خلافات حرب غزة ونتنياهو: ...
- مراهقون أوكرانيون يتدربون لخوض حرب طويلة ضد روسيا في ناد عسك ...
- وزير الدفاع الإيطالي يحذر من استيلاء روسيا والصين على إفريقي ...
- جدل في الجيش الإسرائيلي بعد تصريحات متتابعة عن -القضاء على ح ...
- -رويترز-: بكين وواشنطن تستأنفان المباحثات النووية بعد انقطاع ...
- الاستعدادات مستمرة لنشر أسلحة نووية أمريكية في بريطانيا
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /21.06.2024/ ...
- تقرير إسرائيلي: قوات المراقبة رصدت مناورة -غير طبيعية- قبل 4 ...
- سيول تطلق طلقات تحذيرية بعد عبور جنود كوريين شماليين الحدود ...
- قيادة بوتين وزعيم كوريا الشمالية لسيارة ليموزين روسية الصنع ...


المزيد.....

- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - ضياع العراق ... بين القبانجي والعلاق