أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - وجوه عابرة














المزيد.....

وجوه عابرة


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 21:49
المحور: الادب والفن
    


وجوه عابرة
حين ترتدي كل الوجوه وجهاً غير وجهك ، ويتبدل لون الصباح فأرى كل شيء إلا أنت ، وتهفُّ من حولي نسائم كل الفصول إلا نسائم عطرك ، وأنتظر على بابي جميع القادمين .. وأنا لا أنتظر إلا وجهك .
حين تصبح كل هذه الوجوه علباً كرتونية ، خالية من التعابير ، من الألوان ، من الطقوس ، من الحروف ، من علامات الاندهاش والتعجب .. ولا يبقى متقداً في فكري إلا وجهك .
هل نتعاتب قليلاً ؟!
لمَ لم نعد نتعاتب .. فيمَ أنت غارق حد النسيان .. فيمَ أنت مبحر بلا شطآن .. هل ترى وجه الشمس هذه الأيام .. ألم تشتاق إليها حين كانت تطل عليك في ثياب الصباح فتضيئك ؟
الشمس مثلي تشتاق وجهك .. تشتاق الصباحات التي كانت تحمل إليها وجهك .. تشتاق رائحة عطرك تملأ المكان في حضورك وبعدك .. تشتاق همسك وشدوك وسخريتك الجادة من طقوس بعض النوارس في مراسم الولاء !
الشمس مثلي تشتاق أن تعود رفيقة ألمك .. رفيقة بوحك .. رفيقة صباحاتك الندية .. رفيقة مدادك الحزين .. رفيقة تلك الذكريات التي علِّقت على باب الوطن البعيد ..
أنا لست أنا في غيابك .. وما أرتديه على وجهي من فرحٍ هو قناع أهدتني إياه عيون الشمس .. حتى لا تشمت جارة الشمس بيّ وتهمس في أذن بقية الجوار : هجرها قبل الفجر بليال عشر .. فأصبحت في البعد صفراء اللون .. شاحبة الملامح .. تنتظر ملاك الموت على أبواب الغياب .
جارة الشمس تغار منك ومني ، تغار من قصائد الغزل التي كنت تزرعها أزهاراً صيفية أمام
بيتي ؛ فهمست في أذن الشمس كلاماً كثيراً ، وَشَت لها ببعض الأسرار التي كنت تضعها لي في أنية الورد .. قالت لها : يحبها .. يعشقها عليك .. هما متفقان على الحبِ .
ذابَ قلب الشمس غيرة مني وعليك ؛ فحرقت نسائم عطرك بجمرها المجنون ، ومسحت أثار حبك عن باب بيتي ، وأعلنت حالة الثأر مني ، وأخبرت عيون القبيلة عنك وعني .
لا تشتق لهذه الشمس بعد اليوم !
لا نريدها .. لا نريد ودَّها ، ولا شمسها .. لا نريد أن تضيء نهاراتنا وتضيئك .. لا نريد هذه الشمس التي وشت بأسرارنا ، وأرسلت عيون القبيلة إلى الغدير لترقب بنظرات الحسد هل ما زلت أسقيك الماء بأردان ثوبي ؟!
فلتفقأ عين الشمس ، وعين جارة الشمس اللدودة ، وعيون القبيلة ، وإن غدت أيامنا ظلاماً .. ونهاراتنا ليالٍ .. فإشراقة حبك ستضيء لنا الغياهب .
أنا على باب غيابك .. أتصفح كل الوجوه .. أصافح جميع العابرين .. مرَّوا جميعهم .. مرت الشمس ، وجارة الشمس ، وعيون القبيلة ، والوجوه الكرتونية .. مرَّ الجميع .. إلا وجهك !



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل أدبية بعنوان كفانا ابتعاداً ... لن أبتعد
- - أنا بخير -
- الغريب
- لم أعد أنتمي إليك!
- إرحل يا نيسان
- غصة اسمها أنت
- النرجس لا يكذب
- هديتي إلى نيسان
- وتموت الكلمة
- شبعت موتا
- انكسار يتلوه انتصار
- حذاء السندريلا
- عذراً سيدتي ومولاتي
- أساطير المطر
- آخر البوح
- كيف أقرؤك ؟
- كيف أقرؤك؟!
- طاب مساؤك
- الورق
- ورق..ورق


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - وجوه عابرة