أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - السعادة بالعطاء وليس بالأخذ














المزيد.....


السعادة بالعطاء وليس بالأخذ


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4889 - 2015 / 8 / 7 - 21:39
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أنا واحد من الناس الذين أخذوا من الأصدقاء ولا أنكر أنني شعرتُ يوما بالسعادة المطلوبة أو لنقل بأنني كنت أشعر بالسعادة مع المقت لنفسي بعض الشيء وأحيانا كنتُ أمقتها كثيرا....ولكن أين يشعر الإنسان بالسعادة؟ومتى ومع من؟ وأين؟, والحق أقوله لكم وهو أنني لم أشعر يوما بالسعادة وأنا آخذ بقدر ما أشعرُ بالسعادة حينما أعطي, أنا رجل آخذ من الأصدقاء المقتدرين قليلا وأعطي أيضا المحتاجين الذين يعرفهم أكثر مما آخذ وأحيانا أعطي النص بالنص وأحيانا أقل وأحيانا أعطي بقدر ما آخذ , السعادة الحقيقية جربتها فلم أجدها بالأخذ وإنما بالعطاء, ما زلت أتذكر قصة قرأتها للأطفال عن أحد الملوك الباحثين عن السعادة:

كان هذا الملك جبارا ومتسلطا وكان يملك كل شيء, الذهب النساء الخيول والعربات وجرار النبيذ والقمح والشعير وشتى أنواع المأكولات, ولم يكن يحلم بشيء إلا وحصل عليه في صباح اليوم التالي, لم يحرم نفسه من ملذات الحياة ولم تحرمه الناس من لذة الإحساس بالسلطة, ولكنه كان يشعر بالروتين القاتل والممل, كان كئيبا وحزينا طوال الوقت , وفي النهاية استدعى حكماء القصر وقال لهم:

- ويلكم...أنا الملك ولا أشعرُ بالسعادة!!! كيف لا أشعرُ بالسعادة؟.


-الحكماء: أنت ملكنا وتملك كل شيء ولكن إذا أردت أن تصبح سعيدا عليك أن تلبس ثوب رجل سعيد جدا في حياته.

- الملك: نعم....هنالك في مملكتي من هم أكثر سعادة مني رغم أنهم لا يملكون ما أملكه!!! كيف بهؤلاء أن يكونوا سعداء أكثر مني وهم فقراء؟ أكاد أن أصاب بالجنون.

- الحكماء: يا مولاي لقد قرأنا في كتب الحكماء أنه إذا أردت أن تصبح قويا عليك أن تقتل حيوانا قويا وتلتهمه بالكامل, وإذا أردت أن تصبح سعيدا عليك أن تلبس ثوب رجل سعيد....كما قلنا لك عليك أن ترتدي قميص رجل سعيد.

- ابحثوا إذاً لي عن أسعد رجلً في مملكتي وآتوني بقميصه لا أريد ان ألبس قميص رجل عادي أو رجل يشعر بقليل من السعادة...أريد قميص رجل يشعر بالكثير من السعادة....أريد الكثير من السعادة...أريد سعادة يحسدني عليها ملوك العالم كله.


- يا مولانا: هنالك رجل حطاب يعيش في أعلى التلة وهو أسعد رجل في المملكة على حسب ما نعرف.

- أيها الحراس, آتوني بهذا الرجل.


بعد أن قاربت الشمس على المغيب جاء الحراس بالرجل الحطاب السعيد فاستقبله الملك وطلب منه أن يمنحه أو يعطيه قميصه, فقال له الرجل الحطاب: يا مولاي هذا الثوب حاليا لا أملك غيره وقد كان معي قبل مدة ثوبان ولكن مر بي رجل محتاج فطلبه مني فمنحته إياه وأنا سعيد بذلك. عندها توقف الملك برهنة من الوقت ونظر إلى الحكماء ووصفهم بعدم المعرفة وقال: ويحكم أتظنون السعادة دواء نشربه؟ أو قميصا نلبسه؟ أوتظنون بأن السعادة أموال نكنزها؟ يا لكم من حمقى...!!!!....ماذا فهمتم من جواب هذا الرجل؟ أظن لا شيء. أنا فهمت بأن السعادة بالعطاء وليس بالأخذ....والآن خذوا كنوزي وأموالي وملابسي الحريرية كلها....لا أريد منها أي شيء....خذوها جميعا ودعوني أعيش وأنا أشعر بالسعادة كلما أعطيتكم.

سافرت بأفكاري بعيداً وحلقت بأفكاري عاليا حتى أنني تنقلتُ بين النجوم والأقمار والكواكب, قرأتُ في الطب وفي الاقتصاد وفي كتب السياسة والجغرافيا, ونهلتُ من شتى أنواع العلوم والمعارف, ولم أترك مفكرا إلا وغزوت كُتُبَهُ, ولم أترك حضارة إلا وشربتُ من مياه فلاسفتها المُعتقة , ولم أجد أسعد من الإنسان الذي يعيش من أجل إسعاد الآخرين وإدخال الفرح والسرور على قلوب أو إلى قلوب الناس, ولم أجد طريقة للسعادة أفضل من العطاء...العطاء وحده يجعلنا سعداء...سعداء جدا حينما نعطي ونفرح أكثر وتدخل السعادة إلى قلوبنا أكثر حينما نعطي وليس حينما نأخذ.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوء حظ دافنشي
- الصناعة والأخلاق2
- الصناعة والأخلاق1
- الحياة العامة في الأردن-1978-1988
- مصر الملكية
- مافيش بالفلسفة فكر صحيح وفكر غير صحيح
- لو اتحدت الدول العربية
- لست مملوكا لأحد
- صفات أصحاب الوجوه الجميلة(محمد)
- الإسلام من الفرات إلى النيل
- يجب أن يعتذر المسلمون من اليهود
- أعطوني جرعة من الحشيش
- أحمد لطفي السيد أول ليبرالي عربي
- نفسي أزور الأردن اللي بشوف دعايته على التلفزيون
- كائن غريب
- كوب شاي
- الحمد لله على نعمة أمريكا
- العيش داخل الوطن العربي أكبر مذلة
- يهدي من يشاء ويضل من يشاء
- من سيدخل الجنة نحن أم هم؟


المزيد.....




- بعد زيارة وزير خارجية أمريكا.. بنما لن تجدد اتفاق -الحزام وا ...
- اتهامات بالتحريض وترهيب الشهود.. النيابة الإسرائيلية تفتح تح ...
- سوريا تحت قيادة الشرع تفتح صفحة جديدة مع الخليج، فهل تنجح بإ ...
- إسرائيل تصعد عملياتها العسكرية في جنين: نسف 21 منزلا وسقوط خ ...
- لقطات جوية تكشف حجم الكارثة.. أحياء بأكملها تغرق في كوينزلان ...
- كيف تتلاعب روسيا بالرأي العام في أفريقيا؟
- هل نجح نتنياهو بتغيير ملامح الشرق الأوسط؟
- الأطفال الفلسطينيون المرضى والجرحى يصلون إلى مصر بعد فتح معب ...
- المتمردون من حركة -إم 23- يدعون حكومة الكونغو الديمقراطية لل ...
- مصر.. خطاب للسفارة الأمريكية اعتراضا على تصريحات ترامب


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - السعادة بالعطاء وليس بالأخذ