|
التوك توك مشروع قومى
هشام عبده
الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 06:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
التوك توك مشروع قومى خلال لقاءاته الانتخابية، خرج المشير السيسي بوعود للشباب هي عبارة عن توفير عربات خضار للعمل عليها، وفي فبراير الماضي، وبعد تمكنه من حسم السباق الانتخابي له، قال ايضا السيسي في وعوده المتجددة لشباب الخريجين لحل أزمة البطالة إنه سيتم تجهيز ثلاجات متحركة للشباب، يتم من خلالها الحصول على السلع التموينية وتوصيلها إلى المناطق الأكثر إحتياجا، وتجهيزها سيكون خلال أسابيع قليلة، لكن الأسابيع القليلة دخلت عامها الثانى دون تنفيذ خصوصا في ظل تزايد معدلات البطالة بين صفوف الشباب حتى وصلت إلى نحو 25%، حسب آخر إحصائيات البنك الدولى . ومنذ ايام صرح رئيس وزراءه إبراهيم محلب في أحد حواراته التليفزيونية بأن "عصر الوظائف الحكومية انتهى، قائلاً إنه لايجب أن يفكر الشباب في عمل مشروع الكافية من أجل الربح، قائلًا متفكرش تروح تفتح قهوة عشان تكسب، مضيفًا فكر تنزل تشتغل بنفسك، فكر تشتغل على توك توك، بدلا من فتح كافيهات، بسبب كثرة المقاهي" ! وفي الوقت الذي يؤكد فيه المسئولون كل يوم بل كل لحظة على إنعدام فكر العمل الحكومي وعلى الشباب الإتجاه إلى الأعمال الحرة البسيطة للقضاء على ظاهرة البطالة، جاءت أيضا تصريحات اللواء عصمت مراد، مدير الكلية الحربية "بأن طلاب الكلية الحربية، يعرفون تماما أنهم قادة المستقبل، وإنهم الوزراء، والمحافظون، والسفراء، ورؤساء الجمهورية، والمديرون، بفضل تضحياتهم وعملهم الجاد" ! تصريحات وقرارات وقوانين وسياسات تدل على أنهم لا ينتمون إلى عموم الشعب المصري، فهم شعب آخر أتى من معسكرات وشركات وهيئات الجيش المعزولة عن هموم الشعب المصري ومعاناته اليومية ،لم يتخرجوا من جامعاتنا ولم يشاركونا أعيادنا ولا أحزاننا ولم يعيشوا في أحيائنا ولم يتصاهروا معنا، فكيف يشعرون بآلامنا وهمومنا ؟ بعد ثورتين أبطالهم شباب ،ومازالت البلد تدار بأفكاراً رجعيه وحلول عقيمة ،رئيسا فاشلا الخوف يلازمه أينما ذهب ،ورئيسا لحكومته هبط علينا من احد دور الرعاية الصحية ،يحطمون طاقات الشباب إما بالإعتقال أو القتل أو يلقون مصيرهم بعد المدارس والدروس الخصوصية ومصاريف الجامعات يعملون سائقين توكتوك او قهوجية، ثم يأتى من الخلف ليطعنهم بسكين بارد ويصدر أوامر يمنع سير التوك التوك وترخيصه ،أو ربما بعد نصيحته الجوفاء يسمح بترخيصه وربما أيضا رئيس الجمهوربة يصدر قرارا جمهوريا بإنشاء مصنع قومى للتوك توك ويجمع على سمعته التبرعات كما الحال فى حميع مشروعاته الوهمية ! إن مثل هذه التصريحات تعبرعن أسلوب الدولة المترهلة التي أصبح يسير نحو عدم إيمانه بدور الدولة في العمل والصحة والتعليم والسكن ....وغيرها من المتطلبات التي طالب بها الشعب المصري من خلال ثورتين ،والذي يعلن بدوره من تصريحاته بفشله لإيجاد حلول للأزمة ويستخدم شعار "مفيش ،ومعنديش إلا كده" ومع ذلك فالدولة تسير في اتجاه الخصخصة ،وفرض رأس المال على دور الحكومة والدولة في توفير فرص العمل الجادة للشباب واللجوء إلى القطاع الخاص لتوفير تلك الفرص وهو ما يعطي رجال الاعمال فرصة للتحكم بعد ذلك . إنهم يتصنعون الوطنية والخوف على الوطن واقتصاده ،وهم فى الحقيقة حفنة من اللصوص ،يغتصبون المناصب لأنفسهم ويحتكرون الوظائف لأبنائهم ،ويتقاسمون المصالح مع تجار المال والأعمال ،وكأن الشاب المصرى يتعلم لأجل أن يجد مصيره فى بيتهم بجوار والدته بدﻻ-;- من ان يكون فى مصنع وطنى يشعر فيه بالإنتماء ،ويعمل فيه على الإنماء يخدم وطنه ﻻ-;- لص يستغلهم ويتسلط عليهم ﻻ-;-جل تكنيز اكبر قدر من الثروة من جهدهم وعرقهم ثم يحرق المصنع بهم ويطالب الدولة بصرف التأمين المناسب له. ان هذا المجنون كسابقيه يتصرف بمصر وكأنها عذبته التى ورثها عن أبيه ،دستور معطل ،قوانين تخرج ليلا وتلغى صباحا والعكس ،وزراء ﻻ-;- ينتمون ولا يعبرون ولا يعملون لاجل الشعب المطحون بأى صفة أو تشابه فى المعيشة الضنكة ،فشلة عجزة كرئيسهم الذى يخشى الموت حتى وهو بين جنوده ،كتائب أمنية تخطف وتعتقل وتقتل فى الحال إذا لزم الامر ،غلاء فى المعيشة ،مصائب يومية نتيجة الإهمال والفشل تخلف عشرات الأرواح من المصريين ،تدنى فى الخدمات والمرافق العامة وانتشار الأوبئة والأمراض ،مشاريع وهمية ،ديون بالتريليونات ،تدنى فى اﻻ-;-وضاع الامنية واﻻ-;-قتصادية والسياسية ...الخ . ورغم كل ماسبق يظل النظام بإعلامه وبمسؤليه مستمرا فى تخديره للجمهور، ووعوده بجنى ثمار مشروعاته المستقبلية، دون إعطاء أحد إمكانية السؤال عن مصير وعوده السابقة، فإذا أصر البعض على السؤال كحق مشروع، فالتنكيل والتشويه الإعلامى جاهز ،وقانون التظاهر كفيل بتأديب هؤلاء، فإذا لم يرتدعوا فالقتل العمد متاح، دون أية محاسبة ولو شكلية لمرتكبيه. أعتقد لن تسوى الامور الى الافضل إلا بعد ان يستيقظ المصريون على فاجعة لم يرها من قبل وعلى مصيبة لم يحسب لها حساب ،بل على نظام سيء وحشي قمعي أسوأ من سابقه ،واذا بمصر تهوي الى الحضيض وتتسول المساعدات الدولية المشروطة وغير المشروطة كالأيتام يتسولون على موائد اللئام، وهذه ستكون مصر التي أعلن عنها السيسي انه عايز يشوفها أد الدنيا، وبعد اتضاح الرؤية وبيان الحقيقة سيبدأ الشعب المصرى يلملم جراحه ويتصالح مع بعضه ويدرك تماماً ان السيسي إستخف عقولهم وللأسف أطاعوه وصدقوه لذا لم يبقي امامهم إلا التخلص منه كسابقيه ، وهنا يكمن التحدى !
هشام عبده
#هشام_عبده (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القبض على -سفاح صيدنايا- ومقتل شجاع العلي في سوريا
-
زيارة مثيرة للجدل: رئيس المخابرات العراقية يلتقي أحمد الشرع
...
-
ماذا نعرف عن تعيينات الحكومة الانتقالية السورية الجديدة؟
-
حقائب مهجورة وزجاج على الأرض.. هكذا بدا مطار صنعاء الدولي بع
...
-
بولندا تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي والتركيز على ا
...
-
الدرك المغربي يداهم قرية ويحرر 19 شخصا كانوا محتجزين في ظروف
...
-
شولتس يعلن اتفاقه مع ترامب على تنسيق المواقف بشأن النزاع في
...
-
ريابكوف: موسكو ترى مؤشرات على انطلاق سباق تسلح جديد بالفعل
-
الحوثيون يقصفون مجددا مطار بن غوريون
-
أوروبا 2024.. هزيمة استراتيجية التصعيد
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|