|
حلو الكلام ...
صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 09:30
المحور:
الادب والفن
حلو الكلام وما قاله بعضهم . البلاغة في الحديث هي فن التعبير الجميل ، وهي وصف للكلام والمتكلم ...هي إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ ، وقال العرب البلاغة هي التقرب من البعيد و التباعد من الكلفة والدلالة بقليل على كثير . الفصيح من الكلام ما كان سهل اللفظ واضح المعنى جيد السبك متلائم الحروف . فجميل القول وفصاحته وبلاغته نجدهما في أدبنا العربي نثرا وشعرا ومثلما تحتاج أبداننا وعقولنا الى الغذاء والهواء لأدامة الحياة ، نحتاج بالوقت ذاته الى ترويض النفس والعقل بكل ما يدخل فيهم الحبور والأنشراح والأرتياح النفسي ...والأدب بكل معانيه هو المدخل الى عالمنا الداخلي ولعقولنا العطشى الى هذا الغذاء الساحر والجميل ، وبعده يشعر الأنسان بالأسترخاء والرغبة الى السكينة والهدوء والقناعة في استمرار البحث والتنقيب في بطون الكتب والتزود بكل ما هو جديد وجميل ومفيد للنفس والعقل والجسد ولتطوير ثقافاتنا ومداركنا وتوسيع مساحة المعرفة وتراكمها عندنا .وقد أخترنا لكم من جميل الشعر ...فصاحة وبلاغة وجمال لعدد من الشعراء الذين أثرو المكتبة العربية بأبداعاتهم وما نحتته مواهبهم وجادت علينا قريحتهم : ان المرأة والزهرة توأمان يضيفان السعادة والبهجة على الكون بأكمله. قال قيس بن الملوح: ألا يا طبيب الجن ويحك داوني **** فإن طبيب الإنس أعياه دائيا أتيت طبيب الإنس شيخا مداويا *** بمكة يعطي في الدواء الأمانيا فقلت له يا عم حكمك فاحتكم *** إذا ما كشفت اليوم يا عم مابيا فخاض شرابا باردا في زجاجة *** وطرح فيه سلوة وسقانيا فقلت ومرضى الناس يسعون حوله *** أعوذ برب الناس منك مداويا فقال شفاء الحب أن تلصق الحشا *** بأحشاء من تهوى إذا كنت خاليا . وقال آخر: أني أحبك عندما تبكينا *** وأحب وجهك غائما وحزينا تلك الدموع الهاميات أحبها *** وأحب خلف سقوطها تشرينا بعض النساء وجوههن جميلة *** ويصرن أجمل عندما يبكينا . وقال عنترة : مهفهفه والسحر في لحظاتها *** إذا كلمت ميتا يقوم من اللحد أشارت إليها الشمس عند غروبها *** تقول إذا اسود الدجي فاطلعي بعد وقال لها البدر المنير ألا اسفري *** فإنك مثلي في الكمال وفي السعد فولت حياء ثم أرخت لثامها *** وقد نثرت من خدها رطب الورد . قال شاعر العرب (المتنبي): قبلتها ودموعي مزج ادمعها وقبلتني على خوف فماً لفم قد ذقت ماء حياة من مقبلها لو صاب تربا لأحيا سالف الأمم . قال امرؤ القيس: وثغر اغر شتيت النبات لذيذ المقبل والمبتسم وما ذقته غير ظن به وبالظن يقضي عليه الحكم . وقال بشار: يا أطيب الناس ريقا غير مختبر إلا الشهادة أطراف المساويك قد زرتنا مرة في الدهر واحدة ثنّي ولا تجعليها بيضة الديك يا رحمة الله حلي في منازلنا حسبي برائحة الفردوس من فيكِ . ويقول البحتري في قبلة: قبلتها من بعيد فانثنت غضبا وقد تبين فيها التيه والخجل ومسّحت قبلتي من خدها ومشت كأنها ثمل او مسها خبل . ويقول امين نخلة في الفم: انا لا أصدق أن هذا الأحمر المشقوق فم؟ بل وردة مبتلة حمراء من لحم ودم أكمامها شفتان، خذ روحي وعللني بشم إن الشفاه أحبها كم مرة قالت : نعم . يقول شاعر المرأة نزار قباني في قصيدة الشفة: منضمة مزقزقة مبلولة كالورقة سبحانه من شقها كما تشق الفستقة نافورة صادحة وفكرة محلقة وعاء ورد أحمر في غرفة مزوّقة وباقة من كرز بأمها معلقة... ماذا على السياج أي وردة ممزقة؟ قرت على لين الحرير لوحة موفقة وعرشت على بياض وجهها كالزنبقة . يقول أبو نواس في قصيدة يصف فيها فتاة تغتسل وقد راعها الرقيب فأسبلت جفونها فوق عيونها في خفر وحياء! نضت عنها القميص لصب ماءِ فــورّد خـــدّها فـــوط الحــيــاءِ وقـــابـلتِ النسيمَ وقـــد تعـــرّت بــمعـــــتـدلٍ أرق مـن الهــــواء ومـــــدّت راحـــــةً كالمـاء منها إلــــى مــــــاءٍ معــــدٍّ فــي إنـاء فـلـــمّا إن قـضت وطــراً وهمّت علــى عجـــل لتــأخـــــذ بالرداء رأت شخص الرقيب على التداني فأسبـــلت الظـــلام على الضــياء فغـــاب الصبــح منها تحت ليـــلٍ وظــلّ المــــاء يـقـطــر فوق ماء فـسبـحان الإلـــــه وقـــــد بـراهـا كـأحســـنِ مـا تكــون من النســاء . يقول جرير الشاعر: لا حياة لمن قتلته سهام العيون الجميلة. ومما قاله في الغزل قصيدته المشهورة : حيّ المنازل. حــيّ المنـازل إذ لا نـبتـغــي بدلا بالــدار داراً ولا الجيـران جيرانا لو تعـــلمين الذي نلــــقى أويت لنا أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا يا ليـــت ذا القلـــب لاقى من يعلله أو ســاقيــاً فسـقــاه اليــوم سلـــوانا لا بارك الله في الدنـيــا إذا انقطعت أسـبـاب دنيـــاكِ من أسـبـاب دنـيانا كيف التلاقي؟ ولا بالقيظ محضركم مـنّــا قـريـبـــاً ولا مبــداكِ مـبـــدانا إن العيـــون التــي فــي طرفها حور قـتـلـنـنـا ثـم لـم يـحـيـيـن قـتـلانــــا يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به وهـــنّ أضـعــف خلــق الله إنســانا يا حبّــــذا جبــل الريّــــان من جبل وحبّــــذا سـاكــن الريّــــان من كانا وحبّــــذا نفـحـــــاتٍ مــن يمــانـيـةٍ تـأتـيـــك من قبـــل الريّـــان أحيانا أزمان يدعونني الشيطان من غزلي كـــنّ يـهـويـنـنـي إذ كنــت شيـطانـا . صادق محمد عبد الكريم الدبش 5/8/2015 م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
على من لا يجيد قراءة التأريخ !...فليتعلم ذلك من سوح الوغى وا
...
-
الأدب الأيروسي ...أو الأدب الصريح / الجزء الرابع والأخير .
-
الأدب الأيروسي ...أو الغزل الصريح / الجزء الثالث .
-
الادب الأيروسي ...لأو الغزل الصريح / الجزء الثاني .
-
الأدب الايروسي ...أو الغزل الصريح .
-
ما يطلبه المتحاورون من جديد في أصبوحة اليوم ؟
-
رسالة عبر الزمن القادم وقد ظلت العنوان !
-
همجية نظامنا السياسي والأمني متى يتوقف ؟
-
عيدية العيد ...من الحكومة ؟.
-
اليك سيدي ...كامل شياع فقيد الكلمة والثقافة .
-
بناء المؤسسة الأمنية وحصر السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ملحة
...
-
قرار هام ......
-
حكامنا ...مثل ذاك الشيخ ؟ .
-
اليكي سيدتي ...سلوى زكو
-
من الذاكرة ...والقائد حسن سريع .
-
الى روح الشهيد رحيم جبر عبدالله الغنماوي
-
سلام عليك ايها الوليد القادم
-
رؤيتي بنظامنا السياسي
-
الطائفية ومخاطرها في انهيار الدولة والمجتمع
-
هل نحن نجيد التحادث مع الاموات ؟
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|