أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - النموذج الإرهابي الأسوأ














المزيد.....

النموذج الإرهابي الأسوأ


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 15:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


النموذج الإرهابي الأسوأ
عماد صلاح الدين

إن ما يجمع مفهوم عموم الحالة الإرهابية هو استخدام العنف ودون مبرر أخلاقي دفاعي، لتحقيق مقاصد سياسية أو اقتصادية أو ديموغرافية أو ثقافية اجتماعية اخضاعية أو ابادية، على صعد داخلية أو احتلالية وكولونيالية استعمارية خارجية.

وتستخدم الحالات الإرهابية، سواء كانت دول عادية أو كبرى أو أحزاب أو مشاريع كولونيالية أو تنظيمات ذات انحطاط أخلاقي وديني اجتماعي، التبريرات والديباجات الدينية الاثنية لتبرير وتمرير مشاريعها التمييزية والاخضاعية والابادية والناهبة لثروات الشعوب ومقدراتها، أو حتى أيضا لتمرير الاستبداد السياسي والاجتماعي الداخلي في مجتمعات بعينها.

لقد كان النموذج الإرهابي الاستعماري الغربي يعمل على فكرة الإرهاب تطبيقا وتنفيذا في سياقين متكاملين ومتصلين؛ الأول: الترحيل أو النقل( ترانسفير) الأولي الدنيوي من خلال التهجير من مكان إلى آخر سواء في سياق احتلال إحلالي أو في سياق جلب مجموعات بشرية كعمال وعبيد ولدواعي تشغيل المشروع الاستعماري في مستوطن ما، ويصاحب هذا النوع من الترانسفير مجازر وأعمال ابادية محدودة.

النوع أعلاه حدث هنا في فلسطين عبر تهجير مليوني فلسطيني عام 1948 من خلال خطة صهيونية محكمة ومقصودة(الخطة دالت)، وحدث تهجير جزئي عام 1967 لبضعة مئات آلاف من الفلسطينيين، مع ارتكاب عشرات المجازر في القدس وحيفا ويافا وعكا وغيرها من القرى والبلدات والنجوع الفلسطينية.

وفي مسالة الجلب الاستحضاري التهجيري من المكان الأصلي للسكان إلى بلد أو مستوطن استعماري جديد، تم نقل أعداد ضخمة من الأفارقة كعبيد وعمال سخرة إلى أمريكا الشمالية، على يد المهاجر الغربي الغازي لها، والذي كان يعتبر نفسه متطهرا من عقد الاضطهاد الديني في بلده الأصلي في أوروبا، ليمارس اضطهادا وجرائم ابادية وترحيلية بحق شعوب أصلية أخرى.

وأما نوع الترحيل الثاني، والذي اسميه هنا بالترانسفير النهائي أو الأخير إلى العالم الآخر، فهو تماما ما حدث مع سكان أمريكا الشمالية وبعض سكان أمريكا اللاتينية، حيث أبيد منهم غالبيتهم التي تقدر ب 120 مليون هندي احمر(في أمريكا الشمالية)، وجرى من هذا القبيل كذلك مع سكان كندا الأصليين وفي قارة استراليا وبعض المناطق الأفريقية، سواء كان ذلك ترحيلا نهائيا كليا أو جزئيا.

وإذن، فان الحالة الاستعمارية الغربية تجمع في المفهوم والممارسة عموم الإرهاب الترانسفيري بشقيه المشار إليهما أعلاه، وبشكل منظم وخطط ومقصود. وكان من تجلياتها وكانعكاس لهذا الفكر وممارسته الفكر الصهيوني واستيطانه الاحلالي في فلسطين، ونموذج المعازل والترحيلات القائمة على العنصرية والتمييز في جنوب أفريقيا سابقا.

وهناك تجليات أخرى للمفهوم الابادي خصوصا الترحيلي النهائي أو الابادي، ولكن بشكل محدود، كما هو حال المواقف والممارسات الصادرة عن النظم العربية تجاه شعوبها، عبر الاستبداد السياسي والاجتماعي وتصفية الخصوم السياسية، وهي وإن كانت مرعية من مخابرات النظم العربية بمعنى انه مخطط لها ومقصودة، إلا أن الغاية منها هو تثبيت النظم والمحافظة عليها، ولو على حساب شعوبهم وأوطانهم، سواء كان ذلك في المشرق العربي أو المغرب العربي.

وقد ازداد تجلي الممارسة النظمية العربية بخصوص مفهوم الترانسفير وان كان محدودا في الأساس، بعد الثورات العربية نهاية العام 2010 وبداية العام 2011، سواء كان ذلك في سوريا أو مصر أو في ليبيا.

ويقع هذا التجلي الترانسفيري الجزئي والمحدود، وعلى شكل ابادي أيضا، على أيدي القاعدة ثم جماعة داعش الإرهابية، لغايات الإخضاع وتحقيق حلمهم الموهوم بإقامة الخلافة الإسلامية.

والفكر القاعدي ومن ثم الداعشي، هو الآخر تجل للاستبداد السياسي والاجتماعي والجرائم ضد الإنسان، الذي تمارسه النظم العربية السياسية التي عملت على تشويه الأخلاق والقيم والدين والإنسان، وتعمل كذلك على احتكار الدين لخدمة أغراضها النظمية والسياسية، وكذلك هو تجل للفكر الوهابي السعودي المشوه لصحيح الفكر الإسلامي.

وعلى هذا، فان الإرهاب الاستعماري في حلته الاحتلالية الاحلالية الذي يستخدم الدين كاعتذارية وديباجة تبريرية لتمرير أهدافه الكولونيالية، وبطريقة منظمة وواعية مقصودة، لهو أسوأ أشكال وأنواع الإرهاب عبر العالم في الحالة المعاصرة.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
- القيم النسبية والحلولية الشاملة
- القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
- القيم النسبية والحلولية الجزئية
- القيم المطلقة والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الجزئية
- القيم النسبية والعلمانية الشاملة
- القيم المطلقة والقيم النسبية
- التعقيد في القيمومة الحضارية المعاصرة
- الخلط ما بين منظومة القيم وبين التجريب الإنساني في النسق الق ...
- متى يحضر الاستبداد؟
- غياب ملكة العقلانية لدى الشعوب المتخلفة
- في زمن مجتمعات التخلف مطلوب الإضافة لا المناكفة
- الحلولية الجزئية والحلولية الشاملة
- خزعبلات اثنيه وأفكار حلولية وديباجات
- الإنسان وحقائق الحياة
- هل توجد إمكانية لانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة عام1967؟
- العالم العربي: تفاقم المرض بين الظلم والخنوع
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الأولى)
- الإجرائية وغياب تقرير المصير (الحلقة الثانية)


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - النموذج الإرهابي الأسوأ