صَدقتُم الوعد ... فأحذروا

حميد حران السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 15:19
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

في أكثر من محافظه من محافظات العراق خرج الشباب الى شوارع المدن وساحاتها وهم يرفعون شعارات مطلبيه ويتبنون مشروع وطني ويقفون الموقف المشرف الذي يهز المشاعر ويبعث فينا ألأعتزاز والفخر .
ولربما أحيت هذه التظاهرات السلميه ألأمل بالتغيير وصولا لتحقيق الهدف ألأسمى بتطويق الفساد ومحاربة المفسدين ومن ثم تحقيق (القائد خادم الشعب) في مرحلة لاحقه , وتفويض العناصر الكفوءه لأمساك الملفات والحقائب الوزاريه ضمن دولة مؤسسات تقوم على (المواطنه) بديلا للطائفيه والعرقيه التي ضاع تحت عبائتها القاتمه كل معلم للوجود الوطني وألأنساني , ولربما كان المظهر الحضاري المنضبط لتلك التظاهرات دليل أخر على إنها ستأتي بقادم نطمح لتحقيقه , فلم تشهد أي حالة إحتكاك مع القوى ألأمنيه ولم ترفع شعارات مطلبيه ولم تُعلِن عن تابعية لهذا وذاك من الرموز وألأحزاب والكتل التي إكتوينا بنيرانها طيلة سنوات مابعد التغيير , لقد صدقوا وعدهم وانجزوا ماعليهم ورموا الكره في ملعب الحكومه القائمه وكلنا أمل أن تجد أصواتهم صدى أيجابي على طريق ألأصلاح الجذري لصالح ألأنسان .
وأذا كان الطرف الأول (المطلبي) متمثلا بالجماهير قد أدى ماعليه لحد اللحظه فالمطلوب التحسب لما بعدها , ألإنتباه مطلوب لكي لاتُسرق جهود الناس من قبل بعض النفعيين والوصوليين وطلاب السلطه والجاه والباحثين عن الثراء غير المشروع , لأن أُس البلاء فيما مضى يحاول أن يركب الموجه بادعاء تمثيل الجماهير أو إقترابه من مطالبهم , وإن تمكن من بلوغ غاياته سوف يُعاد إنتاج ذات الأشكاليات بوجوه جديده وتكون الضربه أكثر قسوه لأنها ستؤدي ألى ردود أفعال معاكسه ليس أقلها أليأس التام من إمكانية التغيير ..... ومن مظاهر ألألتفاف على التظاهرات التأييد المغرض من قبل أطراف ليس دافعها محاربة الفساد بقدر ماهو شعور بالحيف لعدم حصولهم على مايرونه إستحقاقهم من (الكعكه) ضمن مسلسل المفاسد السابقه , كذلك تحاول بعض القوى المشاركه بسلطة المحاصصه تحريك صنائعها من وجوه إستهلكتها التجارب ألأنتخابيه السابقه عندما أصبحوا أبواق دعايه لهذا الحزب أو تلك الحركه وتدفعهم لواجهة التظاهرات لكي تعيد تمرير مشاريعها الفاشله من خلالهم بعد أن يتحولوا الى أصحاب قرار وهناك بعض المتطفلين على المشاريع الوهميه والمقاولات والصفقات المشبوهه يبرأون اليوم من أسياد ألأمس ألذين شاركوهم بالمفاسد كما برأوا ساحاتهم سابقا من عهد صدام الذي إنتفعوا منه وقلبوا له ظهر المجن , وهؤلاء لاتقل خطورتهم عن سراق الخزينه العامه لأنهم جزء لا يتجزأ من (مافيات) تجيد الألتفاف ألأفعواني وتميزت بالمهاره في تخريب الذمم .
إن التظاهرات جاءت لدعم مشروع دولة ألأنسان المدنيه وليس لأعادة إنتاج الدوله الفاشله وليس لرموزها والمنتفعين منها وأطراف صفقاتها الحق بتمثيل ضحايا فشلها وعفونته التي أزكمت ألأنوف .

#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات